وعاظ السلاطين ..حامد كعيد أنموذجاً !!!


محمد علي محيي الدين
2013 / 8 / 13 - 11:42     

حدثني الصديق الحاج مالك عبد الأخوة قائلا ، (( ذهبت مع الشاعر ( حامد كعيد الجبوري ) ضمن وفد تجاري الى الإمارات العربية المتحدة / دبي ، تلبية لدعوة من شركة تجارية عالمية تقيم معرضها هناك ، قلت لحامد كعيد هيأ قصيدة تمتدح فيها الشيخ الذي سيفتتح المعرض وسيمنحك مكرمة لا يمنحها غير شيوخ الخليج ، أجابني حامد سأفعل ذلك ، صباح يوم الافتتاح لذلك المعرض أعلن عن وصول الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وأخبرت الشاعر حامد بذلك ، بدأ الشيخ يتجول بين الشركات التي أقامت نشاطها على أرض ذلك المعرض ، والحديث لا يزال للحاج مالك عبد الأخوة ، يقول تسمرتُ بمكاني وقلت جاء الفرج لحامد لأن الشيخ وقف قبالة الشاعر حامد كعيد وتوجه نحوه ومد يده مصافحا لحامد ، قلت سيخرج حامد قصيدته من كمه لمدح الشيخ ، الغريب أن الشيخ بدأ يتحدث مع حامد قائلا له من أين أنت ؟ ، أجابه من العراق ، قال الشيخ من أين الأخ ؟ ، أجابه حامد كعيد من العراق ، قال الشيخ ( حي الله العراقيين ) وأنصرف من أمام حامد ، تعجبت من فعلة حامد وقلت له أين اتفاقنا ؟ ، لماذا لم تمدح الشيخ ؟ ، أجابني حامد وهو يضحك بوجهي ، أتعقل أني قدمت من العراق الى دبي وأرجع ( بسواد ) وجهي وأمدح أميرا أو شيخا لا أعرفه ، ماذا سأقول لأهلي ومعارفي وللعراقيين ، أأقول لهم عدت من دبي بمال بعت فيه نقاء وجهي ، وأكمل قائلا لي ( يا حاج لو كنت مادحا أحد ما ، لكنت مدحت صدام حسين ، وأنت تعرف أن قصيدة لصدام تعني سيارة وبيت وراتب ) يقول الحاج مالك أدركت أن حامد كعيد مجنون يسبح عكس التيارات ، أو له خصوصية لا يفصح عنها )) انتهى حديث الحاج مالك عبد الأخوة لي ، وتكرر الموقف مع حامد كعيد مرة ثانية في مجلس الحاج مالك عبد الأخوة الخفاجي أيضا ، وكانت إدارة الجلسة للشاعر حامد كعيد وحضر للجلسة محافظ بابل السابق محمد علي المسعودي وستة من أعضاء مجلس المحافظة إضافة لعضويين من البرلمان العراقي ، فاجئ الشاعر حامد كعيد الجميع بقصيدة مشاكسة جدا كتب عنها د عبد الرضا عوض وعدها ضمن القصائد التي تهاجم السلطة وتثير جدلا ونقاشا ، ومن أبيات تلك القصيدة التي أثارت حفيظة المسئولين وغادروا الجلسة مستاءين وهم يتوعدون أقامة دعوى قضائية ضد حامد كعيد :
( هنا يمن جنه وجنت بين المضه وبين الجاي
جربنه ما شفنه الفرق بين الرفيق ومــــــولاي
يكعد يصفطلك حجي وقدموا خيرات هـــواي
وأعترف زادوا مرتبة مـــــــــن كثرة السلابة
هنا يمن جنه وجنت من أيدك ومـــــن أيدي
بالصبخه ما يطلع ورد واليحدي بينه معيدي
نستاهل وأكثر بعد حــــــــيل وضراوة زيدي
والرايد يضوك العنب يحسب عدل بحسابه )
وأكثر ما أثار حفيظة المسئولون مفردة ( معيدي ) حيث وجد شعارا مخطوطا على واجهة أحدى الدوائر الحلية يقول ( أخرجوا المعدان قبل الأمريكان ) ، وآخر موقف سجلته للشاعر حامد كعيد مساء يوم 11 / 8 / 2013 م في مجلس النائب عن دولة القانون د وليد الحلي ، وبحضور د . علي الشلاه ، وجمع غفير من منتمي حزب الدعوة ، وآخرون لا أعرفهم ، فوجئت أن الشاعر حامد كعيد دعي للمنصة لقراءة قصيدته لمناسبة عيد الفطر ، بدأ حديثه قبل القصيدة قائلا ، (( لا أعرف كيف تستطيعون الاحتفال بعيد الفطر وأمس سقط أكثر من تسعين شهيدا في العراق ، لذلك سأخالف الجميع وأقرأ بعد أن شاهدت بعيني الآلاف من السيارات عند ( مجسر نادر ) لأنهم يريدون الذهاب الى النجف لزيارة القبور ، تصوروا شعبا عراقيا يترك عيده وأطفاله ويتوجه لزيارة القبور أول يوم في العيد لذلك – القول لحامد – كتبت بيتا من الشعر يسمى دارمي أقول فيه :
هل الهلال هموم ما جايب جديد ربي العراق بخير لمن يجي العيد
وشرع بقراءة قصيدة وطنية مشاكسة يقول فيها:
( هذا أول وطن بالكون ما يرتاح يتجرع سموم ولا عــــــرف راحه
وهذا أول وطن ويلاده محرومين وتحت رجله الذهب من النفط واحه
وهذا أول وطن ويلاده ميلعبون ولا شايف حديقه وحــــبل مرجاحه
عيد الله يمرهم ما يشوف العيد يعيد بالمكابر يـــــــــوم مصباحه )
واستمرت القصيدة الى أن يصل لهذا المقطع الذي جعل الجميع ينظرون له على أنه قد أساء كثيرا لسلطتهم الربانية حيث يقول :
( ما طاح الصنم طلعت أصنام هواي جابوهه بعراضه وركصه ورداحه
دخيلك يا وطن زوع الكراسي السود خراعة الخضرة أموات وأشباحــه
يوسف أخوته البير الغدر ذبوه ودم الذيب طــــــــــرز زورا وشاحه
نباركلك ييوسف ما كلاك الذيب وماكول العراق بعــــــين الكباحه
هذا أول وطن للمذبح يجروه / متخله أعله قبلــــه أولده ذباحه ))
وأكمل قصيدته المشاكسة وكأن الجميع على رؤوسهم الطير ، نزل من المنصة وغادر القاعة فتبعته وخرجنا سوية فقلت له ما هذا ، ضحك بوجهي وقال أنهم من وجه لي الدعوة فقلت لهم قصائدي تختلف عما تريدون ، فأجابوا لا بأس نوافق وكانت هذه المشاكسة الأخيرة ، ألم أقل لكم أن حامد كعيد الجبوري من وعاظ السلاطين وعلى طريقته الخاصة .
وأخيرا أقول: بوركت يا حامد، افتخر بصداقتك.