مصر الثورة - 3 - فى مسألة الحكومة


محمود حافظ
2013 / 8 / 13 - 09:13     

هناك سؤالاً كثير الإلحاح على الذهن وهو هل يتم إختطاف الثورة المصرية مرة أخرى ؟ وهل ستلحق ثورة 30 يونيو 2013 م وتوابعها فى 3 يوليو و26 يوليو بثورة 25 يناير 2011 م والتى تم إختطافها بواسطة الهيمنة العالمية وتسليمها إلى فصيل كومبرادورى بديل عن فصيل مبارك ولكن هذه المرة بخلفية الإسلام السياسى أو الفاشية الدينية ؟
سؤال آخر هل يعى ثوار 30 يونيو وخاصة شباب تمرد الواقع الموضوعى خاصة بعدما تضمنت أجندتهم المسألة الوطنية بمعنى القطع الثورى مع الهيمنة العالمية أو هيمنة الإمبريالية العالمية بالقيادة الأمريكية ؟
الأسئلة كثيرة وأيضاً الإجابات عديدة وكان أهم هذه الإجابات هو تشكيل حكومة الثورة برئاسة حازم الببلاوى وأهم المفارقات فى هذه الحكومة فى المعنى والمغزى أنها حكومة شيخوخة لثورة شبابية وكأن ثورة بقيادة شبابية تحتاج إلى حكمة الشيوخ وليست بحاجة إلى حكومة ثورية حكومة قادرة بجرأة الروح الشابة بالقيام بعملية التغيير الثورى بمعنى حكومة قادرة على إسقاط ومحو السلطة المسيطرة وهذا هو مكمن الخطر فى الثورة المصرية رغم إعلاء قيمة المسألة الوطنية وإخساس الطرف المهيمن بخطورة القطع الثورى الأمر الذى جعله يغازل تيار الإسلام السياسى بالمساندة العالمية ومن الناحية الأخرى يفتح المجال مع الحكومة الهرمة بقيادة الببلاوى الهرم فالحكومة العاجزة عن إتخاذ قرار ثورى فورى يعيد التوازن للشعب المصرى ويعطيه الأمل فى التغيير كقرار الحد الأدنى والأعلى للأجور هى حكومة تمثل السلطة المسيطرة سلطة الكومبرادور سلطة رجال الأعمال الوكلاء وسلطة المؤسسات المالية المصرية إن الحكومة التى تسمح بالإنتشار السرطانى للمستشارين فى الجهاز الإدارى للدولة هى حكومة تعمل على إفلاس الوطن إن الحكومة التى لم تتخذ أى إجراء فى مسألة العدالة الإنتقالية وتضع على رأس الوزارة الخاصىة بالعدالة الإنتقالية مستشار مرفوض من القضاه وكان يعمل فى حكومة مرسى هى بالتأكيد حكومة تعمل على إفشال الثورة المصرية لصالح السلطة المسيطرة فالحكومة التى تسمح بإعتصامات لقوى الإسلام السياسى هذه القوى التى تستدعى وتستعدى الغرب المهيمن على الإرادة الشعبية وتسمح للمعتصمين بترويع السكان وتقييد حركتهم وقطع الطرقات ومهاجمة المؤسسات العسكرية وتسمح بدخول المؤن والسلاح للمعتصمين والذى تمكنهم من إقامة المتاريس وعسكرة الإعتصام هى حكومة تعمل ضد الإرادة الشعبية فالحكومة التى تسمح بدخول الأطفال وإقامة مظاهر الشعوذة بإسم الدين التى أعادتنا إلى القرون الوسطى الأوريية والتى كان فيها يستخدم الدين كأفيون للشعوب فهذه الشعوذة بإسم الدين من فصيل يتخذ من الإسلام شريعة ويتحدث عن نزول سيدنا جبريل فى ميدان رابعة العدوية ويتحدث عن تقديم سيدنا محمد خاتم الأنبياء للمخلوع مرسى ليؤم المصلين فى رابعة وإستمالة العامة بهذه الأفكار التى تستند على الدجل بإسم الدين الإسلامى هذه الحكومة التى تعمل على إطالة فترة الإعتصام المسلح وقطع الطرقات وترويع السكان الآمنين هى حكومة تعمل لحساب سلطة التبعية والهيمنة الإمبريالية التى أعلن الثوار فى ثورتهم قطع أواصر التبعية فهى حكومة تعمل ضد الثورة المصرية وضد الإرادة الشعبية هذه الإرادة الحامية للثورة المصرية والتى تجعل من مصر فى حالة ديمومة الثورة لتكون مصر بحق هى مصر الثورة وأن الضرورة فى إنتصار الإرادة الشعبية .