البيان الشيوعى


محمد عادل زكى
2020 / 2 / 22 - 07:17     

خلاصة البيان الشيوعى
(1)
لقد كانت البرجوازية فى بادىء الأمر فئة مضطهدة تحت عسف الاقطاعية ثم تحولت إلى جماعة مسلحة تدير نفسها فى المدن الناشئة، فمن أقنان القرون الوسطى نشأت عناصر المدن الأولى؛ ومن هؤلاء السكان المدنيين خرجت العناصر الأولى للبرجوازية. ومنذ أن توطدت الصناعة الكبرى وتأسست السوق العالمية، واستولت البرجوازية على كل سلطة السياسية فى الدولة"التمثيلية" الحديثة.
(2)
لقد سحقت البرجوازية تحت أقدامها جميع العلاقات الاقطاعية والبطريركية والعاطفية، وأغرقت الحمية الدينية وحماسة الفرسان ورقة البرجوازية"الصغيرة" فى مياه الحساب الجليدية المشبعة بالأنانية، وجعلت من الكرامة الشخصية مجرد قيمة تبادل لا أقل ولا أكثر. ولم تبق على صلة بين الإنسان والإنسان إلا صلة المصلحة الجافة والدفع الجاف"نقداً وعداً". وانتزعت عن المهن والأعمال التى كانت تعتبر إلى ذلك العهد محترمة مقدسة، كل بهائها ورونقها وقداستها، وادخلت الطبيب ورجل القانون والكاهن والشاعر والعالم فى عداد الشغيلة المأجورين فى خدمتها. وقضت أكثر فأكثر على تبعثر وسائل الإنتاج والملكية والسكان؛ فمركزت وسائل الإنتاج وكدست السكان وجمعت الملكية فى أيدى أفراد قلائل. واخضعت الريف للمدينة، فأنشأت المدن الكبرى، واخضعت البلدان الهمجية ونصف الهجمية للبلدان المتمدنة. وخلقت قوى منتجة تفوق فى عددها وعظمتها كل ما صنعتها الأجيال السالفة.
(3)
إن تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ نضال بين الطبقات. وإن الذى يميز عصرنا الحاضر، عصر البرجوازية، هو أنه جعل التناحر الطبقى أكثر بساطة: فإن المجتمع أخذ فى الانقسام أكثر فأكثر، إلى معسكرين فسيحين متعارضين، إلى طبقتين كبيرتين، العداء بينهما مباشر- هما البرجوازية والبروليتاريا.
(4)
إن الشرط الأساسى للوجود والسيادة بالنسبة للطبقة البرجوازية هو تكديس الثروة فى أيدى بعض الأفراد وتكوين الرأسمال وانماؤه. وشرط وجود الرأسمال هو العمل المأجور. والعمل المأجور يرتكز، بصورة مطلقة، على تزاحم العمال فيما بينهم.