هل تقبل ممارسة الجنس مع مسيحية ؟


أحمد الحباسى
2013 / 8 / 5 - 20:22     

هل تقبل ممارسة الجنس مع مسيحية ؟
عنوان المقال مستوحى من الفيلم الوثائقي الفرنسي " هل تقبل ممارسة الجنس مع عربي " للمخرجة بولاند زوبرمان ، طبعا طرح السؤال بهذه الطريقة العنيفة مقصود منى و من مخرجة الوثائقي ، و طبعا طرح السؤال بهكذا طريقة استفزازي و فيه رائحة من العنصرية ، لكن الفرق بين التساؤل " هل تقبل ممارسة الجنس مع مسيحية ؟"
و بين التساؤل " هل تقبل ممارسة الجنس مع عربي ؟ " أن السؤال الأول يتعلق بممارسة طبيعية على الأقل في الظاهر بين رجل و امرأة و السؤال الثاني فيه إيحاء مقصود أو غير مقصود إلى علاقة أكثر من محرمة بين شخصين من نفس الفصيلة أي شخصين مثليين .
ما يهمنا في الأمر ، ليس السؤال في حد ذاته ، فهو أمر مشروع خاصة بالنسبة للمجتمعات الغربية المتعودة على مناقشة كل المواضيع مهما كانت شائكة و مهما كانت مستفزة للشارع أو للعرف ، لكن ما يهمنا و السؤال متعلق بعلاقة بين مسيحي و عربي ، لماذا يصر بعض دعاة الثقافة و الحوار في الغرب على إسقاط "العربي" في كل نقاش و في كل مائدة ثقافية أو إبداعية بهذا الشكل المهين ، و لماذا التوجه أصلا بالتساؤل و حصر ممارسة الجنس مع "العربي" إياه ؟ بل لنفكر بكامل الصراحة ، لماذا لم يكن التساؤل مثلا " هل تقبل ممارسة الجنس مع هندي ؟ مع يهودي ؟ ، و إذا كانت النيات بريئة ، و هي ليست كذلك على كل حال ، فلماذا لم يكن السؤال مثلا : ما رأيك في العلاقات الجنسية بين المسيحيين و العرب ؟ .
المثير في الفيلم الوثائقي المذكور أنه تحدث عن موضوع العلاقات الجنسية بين اليهود و عرب 48 في فلسطين المحتلة ، و المثير أن المخرجة قد حاولت البحث عن جواب للسؤال عنوان الفيلم ، و لم تحصل إليه ، لان بعض الصهاينة لم يستسيغوا السؤال من أصله ، و بعضهم رفض الحديث عن إمكانية حصول علاقة جنسية مع العرب ، و كثير منهم رفض الأمر من باب " أنهم لا ينامون مع أعداءهم " ، مع أن السيدة تسيبي ليفنى وزير الخارجية الصهيونية السابقة ، قد اعترفت بلسانها بكونها قد مارست الجنس مع كثير من الساسة ، و الزعماء العرب بتفويض كامل من كبار حاخامات الصهاينة.
المشكلة ، كما يظهر ، أن الغرب لا يتحدث عن العرب إلا كحيوانات جنس ، و أن بعض الأفلام و الكتب و المقالات لا ترى العربي إلا في جبة المهووس بالجنس ، و في نهاية الأمر خرج هذا الفيلم " الثقافي" ليتساءل بعض مبدعي الغرب ، هل هناك من يرغب في علاقة جنسية محرمة مع عربي ؟ و كأن مشاكل الغرب الجنسية قد تحل بإشراك العربي أو بإقصائه من المشهد ، و كأن ما وصل إليه الغرب من سقوط أخلاقي يحتاج إلى عربي ليدلى فيه بدلوه ، و كأن دولا وصلت إلى حدود الشذوذ القصوى تحتاج شيئا من البهارات العربية لتصنع فاكهة جنسية غير مسبوقة .
لعل في بعض العرب الغرباء عن الدين الإسلامي من لا يرى حرجا في السؤال ، و لا في العلاقة ، بل هناك من يرى أنه لا ضرر من العلاقة بين عاشق و معشوقة مهما كانت الجنسيات و العوائق ، لكن في نهاية الأمر ، نحن نتحدث عن قلة قليلة أضاعت الهوية و البوصلة ، و لا نتحدث عن أغلبية لا تبغي الخروج عن التقاليد و العادات الإسلامية ، و نحن نبحث دائما على القول بأن ما يأتينا من الغرب في هذا المجال هو طاعون و وباء ، و أن الحرية الجنسية الغربية ما هي إلا ستار للدعارة مهما كانت المبررات الوجدانية و المسوقات الثقافية الأخلاقية التي يتستر بها دعاة ممارسة الجنس في السوق الجنسية العالمية الحرة،
الممارسة الجنسية هي عملية وجدانية طبيعية ، طبيعية بما يعنى أنها علاقة شرعية، و شرعية بما يعنى أنها بين شخصين من نفس الدين ، و نفس الدين يعنى أننا لا نحتاج إلى علاقة غير شرعية بين مسلم و كافرة ، الممارسة الجنسية ليست عملية تغنى عن الضوابط المذكورة ، و ليست عملية تسمح للشخص بمباشرتها في غنى عن واقعه و هويته و جنسيته ، و إذا كان البعض يلتمس الأعذار لبعض العلاقات الفردية الشاذة بحجة النزوة و البحث عن الممنوع في زمن المباح ، فان الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه ، و من لا خير للإسلام فيه ، لا خير لامته فيه.