الرحيل المبكر للصديق فلك الدين الكاكه يي


زهدي الداوودي
2013 / 8 / 1 - 21:12     


كنت لا أتوقع أبداً أن تتركنا بهذا الشكل الفجائي يا أبا برشنك وأنت لم تكمل بعد إنجاز مشاريعك الكتابية التي شغلتك عنها السياسة التي كانت تفترس وقتك. ومع ذلك كنت تسرق من وقتك للتعامل مع الثقافة والأدب وأنتجت أكثر من أي متفرغ للكتابة، فأضفت أشياء جديدة ليس للمكتبة الكردية فحسب، بل للمكتبة العربية أيضاً. وكان لك نهجك وفلسفتك في النظر إلى الأشياء بجرأة غريبة، ولكن متواضعة. كنت قد أندمجت مع النور وأصبحت جزءً منه.
كم من الساعات الطويلة، خلطنا فيها النهار بالليل والنور بالظلام ونحن نناقش مسألة الحياة والموت. ولم أكمل بعد قراءة كتبك التي أهديتنياها. وأنا ما زلت أنتظر نتاجك الجديد الذي لن يظهر.
دعني أردد معك ما جاء في كتابك "موطن النور":
"سنعود إليه ، حيث أتينا،
وهو موطن النور.
يقول القرآن الكريم: "الله نور السموات والأرض".
ونردد دائماً: "إنا لله وانا إليه راجعون".
فقد خلقنا مع النور، وبه، ونعيش في ضوئه وحرارته، ونرحل أمام حضوره الدائم.
فالنور حضور دائم ..."
ها انك نعيت نفسك بنفسك واعلنت عن رحلتك إلى عالم النور الأزلي، كما لو أنك أردت الخلاص من هذا العالم الملئ بالكذب والنفاق والفساد.
عش مطمئناً في عالم النور الأزلي
عالم الطيبين والقديسين
أيها القديس.
إننا لن ننساك.