سقوط اخوان النهضة في تونس على الابواب


عبد العالي الحراك
2013 / 7 / 31 - 13:04     

الشرارة تنتشر في الهشيم بسرعة فائقة ليس بسبب الرياح العاتية التي تنبعث من مصر وانما بسبب حالة الشعب الذي يغلي في تونس اولا ثم في غيرها..ان وعي الشعب التونسي لا يختلف كثيرا عن وعي الشعب المصري فالقوى السياسية الوطنية الديمقراطية مؤهلة ومنظمة الى المستوى الذي تستطيع معه قيادة الجماهير في الشوارع والميادين للمطالبة بحياة حرة كريمة وديمقراطية حقيقية فاعلة وهي تنتظر الشرارة كي تهب فما كان من اغتيال المناضل محمد الابراهمي الا وطرحت القيادات الوطنية الديمقراطية مشروعها وخطتها بشكل موجز ودقيق كما هو الحال في مصر ليس نقلا ولا استنساخا وانما مطابقة للواقع التونسي فقد طالبت بحل المجلس التأسيسي (البرلمان) وتشكيل هيئة او لجنة من المختصين لأكمال الدستور وعرضه لأستفتاء شعبي ثم اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة محددة ايضا لانه لم يؤدي واجباته الاساسية ولم يكن بالمستوى المطلوب الذي يلبي طلبات الشعب بسبب سيطرة عناصر حزب النهضة غير الكفوئين, كذلك اسقاط الحكومة التي يرأسها ايضا عضو قيادي في حزب النهضة وتشكيل حكومة انقاذ وطني من الكفاءات محدودة العدد والمدة والمهام. لا يعرف ما هي التجربة والعبرة التي اتخذها قادة حزب النهضة مما حصل في مصرسوى انهم يمانعون ولو بتردد وخجل واستحياء فيكررون استعدادهم للحوار والاستماع الى طلبات المعارضة واشراك البعض منهم في الحكومة ويصرون على المحافظةة بالمجلس التاسيسي بحجة الخوف من الذهاب الى الفراغ والمجهول وان اعداد الدستور في طريقه الى الانتهاء.. لقد ظهر رئيس الوزراء قبل ايام قليلة بخطاب متشنج وعاطفي يهدد المعارضة ويحملها مسؤؤلية التدهور الحاصل في الوضع السياسي والامني وهو مستعد ان يدعو انصاره الى النزول الى الشارع لمواجهة المعارضة وهي دعوة صريحة الى العنف وابراز العضلات..ان الضغوط تزداد على الحكومة وحزب النهضة بعد سقوط عدد من الشهداء الجنود في جبال الشعانبي على الحدود الجزائرية التونسية حيث ازداد عدد الاحزاب المنضوية تحت سقف المعارضة وازداد ايضا عدد الاعضاء المنسحبين من المجلس التأسيسي والمعتصمين امام المجلس الذي حولته الحكومة الى منطقة عسكرية ..تركز الحكومة وحزب النهضة على شرعيتها من خلال صناديق الانتخاب كما فعل مرسي والاخوان المسلمين في مصر دون النظرالى عدم الكفاءة والقدرة على ادارة البلاد وتحقيق اهداف الثورة. ان خروج الشعب مباشرة بعد حادث اغتيال الابراهمي باعداد كبيرة تقوده تنظيمات سياسية وطنية ديمقراطية وهو مستمر لحد الان والاعداد في تزايد رغم استخدام العنف والمضايقة من قبل القوات الامنية التي تأخذ الاوامر كما يبدو من جهات خارج وزارة الداخلية الذي يرغب وزيرها كما قال بالاستقالة وهو يدعو ايضا الى تشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة وحدة وطنية بينما الحكومة ورئيس الوزراء في حالة ارتباك شديد وحزب النهضة في حالة انعقاد دائم لا يعرف قادته ما الحيلة وما العمل؟ ان حضور الشعب التونسي والتفافه حول قياداته الوطنية الديمقراطية يناسب المرحلة الخطيرة التي تعيشها البلاد وهو لم يتأخر عنها لانه استشعر خطورة سيطرة وانفراد حزب النهضة بالحكم والسلطة وما جلبه من تدهور في الحالة الامنية والاقتصادية وما سيجلبه على البلاد مستقبلا فالدلائل الحالية تؤكد فشله فاذا لم يسقط فسوف ينكل بالقيادات الوطنية المعارضة وهو يصعد على رقاب من يتحالف معه من بعض تلك القيادات الوطنية التي ترى في التحالف فائدة لها دون ان تعي استبعادها في المستقبل كلما عظمت واشتدت قوى الاسلام السياسي بمختلف تنظيماتها وعقائدها. اعتقد بقرب سقوط حزب النهضة في تونس لان الفشل في الحكم والسلطة واضح ومطالب الشعب التونسي ممثلا بقوى المعارضة واضحة ومحددة ايضا وان مواقف الغنوشي وحزبه ورئيس وزارئه لا تختلف عن مواقف مرشد الاخوان في مصر ومواقف محمد مرسي التي ادت الى السقوط السريع..ان استمرار الشعب التونسي في الخروج الى الشارع سيزداد كلما تأخرت الحكومة في الاستجابة الى مطاليبه وقد يصل الامر الى ما وصل اليه في مصر فالقوى الوطنية تتحرك الان بشكل منظم وبمنطق سياسي محكم والشعب يتأهب لاسقاط الحكومة والبدء بالسيي في طريق ديمقراطي حقيقي