مصر الثورة- 1- فى مسألة الشرعية


محمود حافظ
2013 / 7 / 27 - 22:53     

بعدما قام الشعب المصرى بعزل الرئيس الإخوانى وخلعه من الرياسة المصرية وتحديد إقامته عن طريق الطرف المنفذ وهو هنا قيادة القوات المسلحة المصرية وبواسطة قائدها العام الفريق أول السيسى والذى حافظ على هوية مصر العربية من الإنزلاق فى جب الفاشية الإخوانية والتى تتخذ من الدين ستاراً لقد كانت الإرادة هنا للشعب المصرى فهو الذى قام نفر منه بجمع التوقيعات على إزاحة الرئيس الفاشى وهو نفسه الشعب المصرى الذى حدد يوم 30 يونيو 2013 م ليعلن للعالم أجمع أنه هو صاحب توقيعات حملة تمرد المصرية وأنه لم يتمكن جزء منه من التوقيع فخرج هذا الشعب فى اليوم المحدد ليعلن أنه وبصفته صاحب السيادة عزل الرئيس الإخوانى هذا الخروج العظيم والذى شمل جميع بقاع الأراضى المصرية فى هذا الحشد الغير مسبوق كان إبداعاً من هذا الشعب ليعلن صوتاً وصورة أمام هذا المجتمع الدولى أنه قام بعزل رئيس فقد شرعيته عندما تجرأ على سيادة القانون وأحنث بقسمه ونصب نفسه بدلاً من رئيس ( منتخب ) ديكتاتوراً .
بعد إتخاذ قرار العزل فى 3 يوليو 2013 م خرج علينا نفر ممن كانوا يؤيدون الرئيس الإخوانى وجماعته الفاشية التى إستولت على السلطة بصفتهم أنهم إمتداد لسلطة التبعية والعمالة للإمبريالية العالمية فهم أفضل من ينفذ سياسات النيوليبرالية التى تعتمد على الرأس مال المالى وتزرع البطالة والتهميش وتنشر الفقروتتجه إلى خصخصة باقى المؤسسات المملوكة للدولة بل الأكثر فظاعة هو بيع وتنازل عن أجزاء من رقعة الدولة المصرية التاريخية فى سبيل تمكين الجماعة من تحقيق حلمها المستحيل تاريخياً وهو حلم الخلافة الإسلامية هذا النفر المؤيد للرئيس الإخوانى نبذ الشرعية الأصيلة لسيادة الشعب وتمسك بشرعية الرئيبس على أساس أنها شرعية الصندوق .
إن من تمسكوا بشرعية الصندوق يعرفون جيداً أو على الأقل من يفهم منهم أن شرعية سيادة الشعب هى الشرعية الأصيلة والأصيل دوماً يجب من يتفرع منه فى حالة وجوده فى الواقع وما دام الأصيل قد خرج بنفسه فما بقيت شرعية إلا شرعيته خاصة أن الأعداد التى خرجت تموج بها شوارع وميادين مصر هى أضعاف من تم إحتسابهم فى الصندوق للرئيس الإخوانى .
إن تحالف السلطة المخلوعة مع الهيمنة الإمبريالية لم ولن تستطيع كسر الإرادة الشعبية حتى لو إستخدمت زيف العالم كله هذه الإرادة التى خرجت فى ال30 من يونيو وال3من يوليو ثم تجلت يوم ال26 من يوليو( تموز) 2013 م هذه الإرادة التى رسخت تواجدها فى ميادين وشوارع مصر هى الضشرعية ولا شرعية بديلة عنها .
إنها أحد إبداعات الشعب المصرى فى إستخدامه الأمثل للديموقراطية فإذا كانت الديمقراطية تنعنى حكم الشعب فالشعب خرج ليمارس بنفسه حكمه وإذا كانت الديمقراطيات الحديثة قد لجأت إلى الأشكال الغير مباشرة أو الأشكال التمثيلية للشعب لممارسة الديمقراطية والتى يقوم الشعب فيها بإنتخاب من يمثله فى دوائره ليتحدث نيابة عنه فيما يعرف بالتمثيل البرلمانى هنا نجد إبداعات وتجليات الشعب المصرى الذى قرر الإرتقاء بالديمقراطية من مستوى الديمقراطية الغير مباشرة أو الديمقراطية التمثيلية إلى مستوى الديموقراطية المباشرة هذه الديموقراطية التى يمارس فيها المواطن حقه فى التعبير والإختيار الحر دون وسيط وبها يتحمل المواطن المصرى مسؤولياته مباشرة فهل هناك شرعية أرقى من هذه الشرعية التى يمارلاس فيها كل مواطن حقوقه السياسية بنفسه دون ممثل أووسيط إنه إختيار للشعب المصرى يطرحه على العالم المتمدن الحديث هذا الإختيار حجب كافة الوساطات بين الشعب ويدير الشعب مقدراته بنفسه هذه هى الشرعية .