من يتحمل الفشل


محمد علي محيي الدين
2013 / 7 / 27 - 14:42     

لسنا طرفا في النزاع وتبادل الاتهامات بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه حسين الشهرستاني فالاثنان يجمعهم تحالف واحد هو دولة القانون، ووزير الكهرباء الحالي حليف اصيل للسيد رئيس الوزراء وقائمته انشقت عن القائمة العراقية لتكون حليفا إستراتيجيا لدولة القانون مما يعني في النهاية ان الجميع يربطهم حلف واحد ويمثلون جهة واحدة تتحمل المسؤولية عن اي إخفاق ولا مجال لتبادل الاتهامات بين الحلفاء لأنهم جميعا في مركب واحد ليس من مصلحتهم إغراقه، وبالتالي عليهم التحلي بالشجاعة والاعتراف بالفشل وعدم القدرة على ادارة هذا الملف الخطير.
يقال ان للنجاح الف اب والفشل لا ابا له، وهذا الحال ينطبق على الاتهامات المتبادلة بين الحلفاء اليوم ولو نجح الشهرستاني ووزير الكهرباء في معالجة ازمة الطاقة لما تبرأ منهم السيد رئيس الوزراء واعلن التنصل عن اي مسؤولية، لان النجاح له وللحكومة التي يرأسها ولنا ان نتساءل في اي ملف من الملفات الشائكة نجحت الحكومة الحالية، وهل مسؤولية التردي الامني يمكن القائها على المشاركين في الحكومة وهم بعيدون نهائيا عن هذا الملف ويتفرد بادارته السيد رئيس الوزراء بوصفه القائد العام للقوات المسلح ووزير الدفاع والداخلية والمخابرات والامن الوطني وجميع خيوط الملف الأمني بيديه ولا شريك له في هذا الامر، اذن هو وحده يتحمل مسؤولية هذا الملف ونهران الدم الجارية في العراق تستدعي وقفة تساؤل منه ومراجعة حقيقية لأدائه.
ونتساءل بالحاح من المسؤول عن ملف الخدمات والملف الاقتصادي والاستثمار اليست هي الحكومة التي يترأسها المالكي منذ ثمان سنوات، اليس من الأحرى به مراجعة أدائه، وتغيير طاقمه الفاشل من شلة المستشارين الذين لا يمتلكون أي تخصص في مجال من المجالات، الا يعلم السيد رئيس الوزر اء أن المستشار يجب أن يكون من أفضل الشخصيات الأكاديمية المشهود لها بالمهارة والتخصص في مجال الاستشارة، واسأله أي من مستشاريه يمتلك مؤهلا علميا يؤهله أن يكون مشيرا في مجال من المجالات، ليراجع مؤهلات ليعرف أنه وضع نفسه في مأزق كبير باعتماده على من هم جهل منه في شؤون الامن والطاقة والادارة والقيادة، الا يستدعي ذلك منه اعادة الامور لنصابها والاستعانة بالمختصين في هذه المجالات وان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
لا يعفيه من اي مسؤولية تعكزه على الكتل التي اختارت الوزراء فهو استطاع طرد وزراء ونائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية بجرة قلم ولا يصعب عليه طرد اي منهم وهو كما يقول يمتلك ملفات قادرة على اقصاء الجميع فلماذا يحاول التغطية على الفاسدين والفاشلين ويخفي الحقائق التي يتحتم عليه كشفها بحكم مسؤوليته كرئيس للوزراء.
ان استجواب الشهرستاني ووزير الكهرباء وطاقمه يجب ان يخرج بنتائج حاسمة لا تكفي الاقالة وحدها بل يجب محاسبتهم عن الفشل المتعمد واهدار مليارات الدولارات في صفقات فاشلة او وهمية وتحميلهم مسؤولية الكهرباء لاتهم فاشلون بامتياز.