الحوار الوطني والمصالحة الوطنية


عبد العالي الحراك
2013 / 7 / 20 - 14:16     

تظهر الدعوات الى ضرورة الحوارالوطني والمصالحة الوطنية في فترات الازمات السياسية والمنعطفات التاريخية للشعوب. ولأنجاح الحوارالوطني وتحقيق المصالحة الوطنية يحتاج الامرالى مقومات اساسية منها تحديد اطراف الحوار الاساسية واشراك الاطراف الاخرى ذات المصلحة في الحواروالاستعانة باصحاب الخبرة والثقافة الواسعة وعزل القوى التي سببت في الازمة التي لم تعترف بمسؤؤليتها عنها ولم تنتبه الى اخطائها على ان تقود الحوار وتوجهه القوة او القوى الوطنية والديمقراطية ذات المصلحة الكبيرة في الحوار والمصالحة الوطنية التي تصب فؤائدها لصالح الشعب والوطن وبعقلية جمعية ذات نطاق وطني عريض بعيدا عن المواقف السياسية او المبدئية الضيقة. ما حصل في العراق منذ سقوط النظام السابق عبروما زال يعبر عن فشل ذريع لانه فقد المقومات الاساسية للحوارفالنظام لم يحدد الاطراف الاساسية المشاركة ولم يستوعب معنى المصلحة الوطنية واهدافها ثم ان القائم عليها اي الحوار والمصالحة الوطنية لم يعبر عن الوطنية الحقة وليس ديمقراطيا وانما من منطلق حزبي وطائفية سياسية واضحة اجرى اتصالات وحوارات مع اطراف في النظام السابق رفعت السلاح في وجهه معظمها سرية لم تطرح للعلن ولم يطلع او يشارك فيها ذو الخبرة او ممثلين عن الشعب في وقت كان الصراع محتدم بين قواه المتحالفة مع بعضها البعض على النطاق الاقرب فيما سمي بالتحالف الوطني والابعد قليلا مع القوى السياسية في العملية السياسية نفسها.. لم ينجح الحوار ولم تتحقق المصالحة الوطنية بل انتشرالخلاف واتسع وتدهورت الحالة شيئا فشيئا الى الحالة التي يعيشها العراق في الوقت الراهن لان قيادة الحوار لم تكن مؤهلة في شيء وعلى جميع المستويات فهل لم تحل مشاكلها الداخلية ضمن العملية السياسية فكيف تحاور اطرافا اخرى؟ الحالة الان في مصر مختلفة تماما والحديث يدور ايضا حول الحوار الوطني والمصالح الوطنية وهو امر هام جدا على ان يبدأ من داخل القوى الثورية الشبابية والقوى الوطنية الديمقراطية التي قامت بثورة الثلاثين من حزيران ان تتحاور في ما بينها محددة الاولويات وقد حددتها في خارطة الطريق وحل الاشكالات التي ظهرت في مواد الاعلان الدستوري وخاصة ما يتعلق بالدستور وبعض مواده التي تخرج عن نطاق الوطنية والديمقراطية والدولة المدنية وكان الهدف منها ارضاء القوى الاسلامية..كما يجب توحيد الصفوف حول المرحلة الوطنية الديمقراطية وعدم الوقوع في نقاشات حول امور لم تأت مرحلتها بعد والنقاش فيها قد يخلق تناقضات تفتح الباب للاخوان المسلمين ومن يتحالف معهم للطعن بالثورة وايذائها..لامجال الان للحديث حول المصالحة الوطنية مع الاخوان المسلمين واعوانهم وهم يعارضون الثورة ولا يعترفون بها بل يرفعوا السلاح في وجهها ( في سيناء الان) ويسعون بمختلف الوسائل والطرق لاسقاطها وعودتهم الى السلطة مرة اخرى, بل يجب محاكمة قادتها للجرائم التي ارتكبوها فعلا ولتحريضهم على العنف المستمر في الساحات والميادين والاعلام.. اذن الحديث عن حوار ومصالة وطنية معهم في الوقت الحاضر يعتبر مضيعة للوقت وهدر للطاقات التي يجب ان تتوجه للعمل الوطني ضمن خارطة الطريق وما يتلوها من مراحل اخرى..لن يعتب احد على قوى الثورة في هذا المجال عندما يرفض الاخوان المسلمون الحوارالوطني البناء وهم لم يعترفوا بفشلهم ولم يكترثوا بالشعب ومطاليبه ويصرون على عودة رئيسهم بالقوة ..لايفيد معهم الحوار الا بتطبيق القانون وفرض النظام وقد يراجعوا مواقفهم عندما يشعروا بعزلتهم وخيبتهم والعملية السياسية تسير حسب الخطة والخارطة دون مشاكل او تناقضات بين اطرافها بل بالعكس قد يتم عزلهم سياسيا وبصورة نهائية عندما يتضمن الدستور القادم على مواد تمنع تشكيل الاحزاب الدينية اوارتباطها بجمعيات دينية وعندها يصبح الباب مفتوحا امام العمل الوطني الديمقراطي المدني بصورة صحيحة وسلسة.. لا فرصة امام الاحزاب والحركات والشخصيات الوطنية المصرية لمجرد التفكير بالمصالح الشخصية او الحزبية الضيقة وان كانت مشروعة لكن ليس وقتها الان , الان وقت انجاح الثورة وقطع الطريق على الاعداء بل التركيز على وحدتها التي تؤدي الى الوحدة الوطنية والتي سبؤدي هي الاخرى الى النجاح في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة ..اتمنى على هذه الشخصيات والقوى الوطنية ان تتفق منذ الان على مرشحها لرئاسة الجمهورية فهو صمام المان لنجاحات اخرى ولترسيخ الديمقراطية الحقيقية في المستقبل..حيا الشعب المصري وقواه الوطنية والثورية والى الامام.