طبيب يداوي الناس وهو عليل


محمد علي محيي الدين
2013 / 7 / 11 - 15:01     

لا ادري ما هو المنطق الذي تدار بموجبه الحكومة او الطريقة التي تدار بها الدولة من قبل مجلس الوزراء، فازمة الكهرباء مثلا شكلت هاجسا للعراقيين منذ تسعينيات القرن الماضي واصبحت المشكلة الكبرى للعراقيين وكما ان قضية فلسطين هي القضية المركزية للامة العربية كما يقول القومجية العرب فان الكهرباء هي ام المشاكل للعراقيين، وهي وراء البطالة المستشرية في العراق، ووراء فقدان مقومات الحياة الحرة الكريمة، والداعم الاكبر للارهاب بوصفها المعين في تلبية متطلباته المادية من خلال الفساد المستشري في تعاقداتها، وامور أخرى يعرفها الجميع.
ولكن الغريب في أمر الكهرباء أن يكلف بادارتها الفاسدين والفاشلين فقد تولى امرها الوزير المحترم ايهم السامرائي وفسد وافسد وحكم ثلاثون عاما واستطاع الهروب الى بلد الحرية والديمقراطية لينعم بملايين العراقيين الشرفاء، واعقبه الوزير شلاش الذي لا يعرف الماء من الكهرباء وسرق ملايين الدولارات وهرب خارج العراق، تلاه الوزير المقدس وحيد فريد أو الحميد المجيد ونهب الكهرباء واموالها لينعم بها في عليين، ثم جاء وزير الكرابلة ليفسد في الارض ويستقيل بعد ان ضرب ضربته واخذ حصته وجاءنا العامل بالفرقان الوزير عفتان ليجعل لنا الهور مرق والزور خواشيك وظلت الكهرباء على حالها في تناقص مستمر ووعود عرقوبية لا يصدقها الا السذج.
وطامة الكهرباء الكبرى هو حسين الشهرستاني فهو وزير لاربع سنوات ومشرف لاربع اخرى ومسؤول عن الطاقة وملحقاتها لانه يحمل شهادة نوويه واخرى بيولوجيه وللاسف فان شهادته لا تختلف عن شهادات مريدي في التعثر والفشل الذي منيت به الطاقة التي تولى امورها واوصلها الى ما هي عليه الان من فساد وافساد مدعوم لا ياتيه الحق من خلفه ولا من امامه فهو في حصن حصين، فقد اوعدنا حفظه الله بانه سيصدر الفائض من النفط في عام 2013 وصدقنا ما قاله الشهرستاني فلحيته الكوسة تنبئ عن فضل عظيم، وكلماته المزوقة بآي الذكر الحكيم تعطي للسامع والنظر ما عليه الرجل من ورع وتقوى وبعد عن كاذب القول ورديئة وهو ما لمسنا عكسه عند التطبيق، فقد ظهر أنه يجهل الطاقة ولم تنفعه شهادته الأكاديمية عمليا عندما كلف بادارة ملف الطاقة في العراق فهو من فشل ذريع الى فشل اذرع ومن خيبة الى مصيبة وكان الله في عون العراقيين اذا كان عالم الذرة منهم بهذا المستوى من الفشل الاداري والعلمي.
والاغرب من ذلك ما تداولته وسائل الاعلام التي نقلت مقررات مجلس الوزراء الموقر حيث كلف المجلس نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة بايجاد الحلول الناجعة لحل مشكلة الكهرباء متناسيا مجلسنا الكريم ان المكلف بالعلاج هو اصل الداء واس البلاء، ولا ادري ما هي مؤهلات الشهرستاني التي تجعله على راس اللجان التي تسعى لحل مشاكل البلاد فما ان ثار الشعب مطالبا بالخدمات في شباط 2012 حتى كلف بحل المشاكل التي تعاني منها البلاد خلال مائة يوم ولم تحل مشكلة بل ازدادت المشاكل واتعدمت الخدمات، وما ان اندلعت احداث المناطق الغربية حتى كلف الشهرستاني برياسة اللجنة الساعية لحلها فكان كما يقول المثل " أجه يكحلها عماها"وما ان حدثت التفجيرات الاجرامية في طوز خورماتو حتى كلف بعلاجها،بوصفه خبيرا عسكريا وامنيا من الطراز الاول، فهل خلا العراق من الرجال حتى يكون الشهرستاني حلال المشاكل وقاضي الحاجات، واذا كان بهذه القدرة والقابلية فلماذا لا يصبح رئيسا للوزراء لنختصر الطريق في الوصول الى بر الامان.