تمرد الغيتو - مقاومة المحكومين بالموت


حميد كشكولي
2013 / 7 / 11 - 14:39     


( الرد الوحيد الذي كان بمقدرنا أن نعطيه للنازيين)
" مارك ادلمان لم يلبس يوما اليونيفورم العسكري ، و لم تزين صدره ميداليات لامعة، ألا أنه اشترك في أحدى أشرس معارك الحرب العالمية الثانية. التقاه الباحث السويدي اولف ارهدين عام 1997 في فلا في مركز المدينة البولندية اودزي. كان ادلمان أحد قادة التمرد في ضد النازيين ، وقدر له أن ينجو من المحرقة و الإبادة . يرى أن ثمة تنظرا واضحا بين التطهير اليروي،ي يوغسلافيا السابقة و إبادة يهود واشو على يد النازيين، لكنه لم يود الكلام كثيرا عن معايشاته في غيتو وارشو. الجرح لم يندمل قط. و في نفس الوقت يعلم أنه عليه دين بأن يروي ، أنه كان شاهدا تاريخيا – القائد الوحيد للتمرد و الذي بقي على قيد الحياة .
توفي ادلمان عام 2002 . كان صريحا جدا و جريئا في مواقفه و ينتقد السياسة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
يوم الاثنين الموافق للتاسع من ابريل 1943 شرع النازيون الألمان بإجرائهم الأخير في تاريخ غيتو وارشو. تقرر إغلاق الغيتو و أن يتم نقل سكانه اليهود البالغين حوالي 60000 نسمة إلى معسكرات الإبادة الجماعية. الفترة الزمنية المقدرة لتنفيذ العملية تم تقديرها بثلاثة أيام ، لكن تلك الخطة لتحديد الوقت انفرطت حالا. لم يحسب الألمان لاحتمال أن يبدي اليهود مقاومة مسلحة.
شن مجاميع اليهود المقاومين المسلحة هجوما كثيفا باطلاقات نارية و طاردوا النازيين في الغيتو فجر 19 ابريل. فكان هذا أول مقاومة منظمة مسلحة تواجه القوات الألمانية في مدينة يحتلونها يضطرون على إثرها على الانسحاب منها. لكن كل ما عقبها كان مقاومة داود بوجه غوليات. ورغم التفوق في ميزان القوى استلزم هذا شهرا لكي يخمد الألمان هذه المقاومة و يمسحوا الغيتو من سكانها. لم يكن أمام المقاومين اليهود أي مفر، فتمردهم ينظر كمعركة رمزية في سبيل حق الحياة، و قبل كل شيء ككفاح لأجل القيمة الإنسانية- التي انتزعها منهم النازيون. في ميدان المعركة في الغيتو حظي اليهود بفرصة الموت كبشر أحرار ، و كان هذا بالضبط ما كانوا ينشدونه. و كان التمرد في تداعياته شكلا من أشكال استنكار عدم المبالاة من الرأي العام العالمي لمصير الشعب اليهودي. وقد اكتسبت هذه الروحية التي طبعت التمرد مغزى كبيرا لدولة إسرائيل لأجل البقاء. اليهود عندهم السلاح ! يروي عن التمرد من منطلق طيف واسع من المصادر.
غيتو وارشو
حين احتلت القوات الألمانية وارشو في سبتمبر عام 1939 تجمع جميع يهود وارشو المقدر عددهم بنصف مليون نسمة في غيتو في وسط المدينة وفي ظروف لا إنسانية. عانوا الجوع والأمراض الفتاكة. كانوا يموتون من الجوع في الشوارع والطرقات و كانت القصعة اليومية لا تصل إلى 250 كالورى. كان غرض الألمان هو نقلهم بأبسط ما يمكن إلى معسكرات الإبادة، بعد أن استغلوهم كعمال عبيد في مصانع ألمانية في داخل الغيتو، وقد كانت معامل الأقمشة اليهودية تزود الجيش الألماني باليونيفورم . كان الغيتو مفصولا عما يسمى بالجانب الآري من واشو بواسطة جدار. ولد عام 1922 و منذ نعومة أظفاره كان ناشطا في الحزب الديمقراطي الاشتراكي اليهودي " بوند" . كان ينشط في الغيتو لتقوية تنظيمه الحزبي بين الشباب اليهود من ذوي الأفكار المتشابهة لأفكاره . قام الألمان في صيف عام 1943 بإخلاء سكان الغيتو . في الفترة بين تموز و أيلول أرسل 300000 يهودي مباشرة إلى الموت في غرف الغاز في معسكر الإبادة في تريبلينكا. قام الأملان باستدراج هؤلاء الناس الجوعانين بأنهم يسجلونهم للحصول على وجبات طعام، فقام الكثيرون يطلبون تسجيل أسمائهم لنقلهم. و ادع الأمان أن اليهود سوف يرسلون إلى معسكرات عمل حيث يعملون و يحصلون على الطعام . مارك ادلمان و رفاقه الناشطين السياسيين كانوا على علم أن المقصد هو الموت ، لكن القليلين صدقوهم. كانت الأحزاب السياسية توزع منشورات سرية و تنقل أخبار معسكرات الموت و لكن كان من الصعب تصديق أن الألمان يبيدون البشر بالغازات. البديل حسب ادلمان أن الناس اختاروا تجنب الحقيقة و الواقع. البديل كان أنهم يرون قطع الخبز التي حصلوا عليها حين صعدوا إلى القطار، إذ أن الإرهاب الألماني اقتلع قوة الإرادة عندهم.
قراءة الكتاب ممتعة و كأنك تشاهد الأحداث أمامك وتشهد عليها

المؤلف : آرتور شولج
الكتاب: " اليهود عندهم السلاح"
التمرد في وارشو 1943
اللغة : السويدية

العنوان الأصلي :

ARTUR SZLC
”JUDARNA HAR VAPEN”
UPPRORET I WARSZAWA 1943