التضامن في ندوة تيار النهج الديمقراطي


التضامن من اجل بديل اشتراكي
2013 / 7 / 8 - 00:48     

نظم الرفاق في جريدة النهج الديمقراطي بتاريخ 20 اكتوبر2007 ندوة حول الوضع السياسي مابعد "مقاطعةانتخابات 7 شتنبر ومهام الديمقراطيين". وقد شارك الرفيق عزيزمحب عضو تيارالتضامن في هذه الندوة بمداخلة في الموضوع (انظر المداخلة).
وبالنظرإلى مكانة مهمة توحيد قوى اليسار الجدري في المشروع السياسي الدي يؤسس له تيارالتضامن، وسعيا وراء تعميق النقاش مع الرفاق في النهج الديمقراطي ،تدلي هيئة تحرير "التضامن "ببعض عناصر الاتفاق والاختلاف مع تيار النهج الديمقراطي حول اهم القضايا السياسية التي طرحت في هذه الندوة.
1- التحليل العام للوضع السياسي والاجتماعي:
هناك اتفاق عام حول تحليل الوضع السياسي (خاصة بعد منعطف انتخابات 7 شتنبر: فشل استراتيجية النضال الديمقراطي)، لكن هناك خلاف حول تقييم حصيلة الفترة السياسية السابقة ،خاصة حصيلة النضالات الاجتماعية وحصيلة التحالف مع احزاب اليسار الديمقراطي.
2- تقييم حصيلة تدخل اليسار الجدري في النضالات الاجتماعية والاحتجاجات الشعبية.
صحيح ان اليسار الجدري قد لعب دورا ملموسا في النضالات والاحتجاجات الشعبية مقارنة مع الماضي، لكن تدخل اليسار الجدري لم يكن يعكس تدخلا مباشرا لتيارات سياسية، بل تدخلا غير مباشر ومن خلال اطارات واسعة (النقابات والجمعيات واساسا الجمعية المغربية لحقوق الانسان، واخيرا من خلال تنسيقيات النضال ضد غلاء المعيشة).
هذا النوع من التدخل يصعب معه الجزم بمدى تعزيز اليسار الجدري لنفوده كتيار سياسي وسط الجماهير الشعبية.
فالقطاعات التي انخرطت في النضال لا تعترف بمناضلي اليسار الجدري كاعضاء في تيارات سياسية بل كمناضلين ومسؤولين في منظمات جماهيرية، وهذا يعكس الوجه السلبي لعدم استقلالية تيارات اليسار الجدري عن المنظمات الجماهيرية وتبعيتها لهذه المنظمات على حساب تطوير خط سياسي مستقل. وعلى هذا المستوى يجب ان لا يغيب عنا حالة الفراغ التي خلفتها الاحزاب النقابات التقليدية بسبب هجرتها وفك ارتباطاتها بالنضالات الشعبية.
ان عدم استحضار هذه العوامل من شانه ان يحجب ازمة اليسار الجدري وعدم السماح لمناضليه بادراك ضروروة خط سياسي وممارسة نضالية جديدة تسمح بالانغراس الفعلي في صفوف الطبقات الشعبية.
ان وحدة فعلية وصلبة بين تيارات جدرية هي قبل كل شيء وحدة في الممارسة ، وعلى هذا المستوى هناك اختلاف بيننا وبين تيار النهج حول مهام اليسار الجدري داخل المنظمات الجماهيرية. فنحن على سبيل المثال، لانرى ان مهام اليسار الجدري داخل النقابات تختزل في عمل نقابي اقتصادوي والتعايش مع البيروقراطية بمبرر الدفاع عن مصالح الشغيلة وتنظيمها نقابيا، بل نرى انه من اجل تحقيق هدف الدفاع عن المصالح الحقيقية للشغيلة وتنظيمها ،يلزمنا العمل على تجميع المعارضة النقابية على قاعدة خط وممارسة نقابية بديلة عن افلاس الخط النقابي البيروقراطي الدي ليس شيء اخر غير الترجمة النقابية لاستراتيجية النضال الديمقراطي التي يتفق معنا تيار النهج على افلاسها.
3- حول مسالة التحالفات
ان الخلاف على هذا المستوى يبدو اكثر عمقا. ففي حين يعتبر تيار النهج ان "تجمع اليسار الديمقراطي" يشكل نوعا من التعبير السياسي عن "جبهة الطبقات الشعبية" وكبديل (محتمل على الاقل) لافلاس القيادة السياسية لاستراتيجية النضال الديمقراطي...عكس دلك نحن لا نعتبر "تجمع اليسار الديمقراطي" اكثر من جبهة انتخابية لتعزيز تموقع مكوناته داخل المؤسسات. وفي حين يعتبر تيار النهج ان افتراقه مع بقية مكونات التجمع هو بسبب خلاف تكتيكي خاص بالموقف من الانتخابات، نحن نعتبره تعبيرا عن وجود يسارين: يسارديمقراطي اصلاحي (لكن بدون اصلاحات) ويسار ديمقراطي معادي للراسمالية. تياران سياسيان يعبران عن مشروعين استراتيجين مختلفين.
ومقابل حرص تيار النهج على استمرار تحالفه مع احزاب اليسار الديمقراطي الاصلاحي كخط سياسي استراتيجي، نحن لانرى في هذا التحالف اكثر من تحالف مؤقت وتكتيكي، ليس بسبب نزعة عصبوية اوبسبب بخسنا لقيمة التحالفات السياسية خاصة في بلد لا وجود فيه حتى لاحزاب سياسية مستقلة، بل بسبب اننا لا نشترك مع هذه الاحزاب في اي من القضايا الاساسية لبناء بديل ديمقراطي معادي للراسمالية. بدل "تضييع الوقت" في البحث عن برنامج حد ادنى او تصور مشترك لبناء ادوات النضال الجماهيري مع هذه الاحزاب يمكن ان نربح كثيرا إذا ما نحن بحثنا عن مبادرة ميدانية مشتركة للدفاع عن مطالب محددة.
4- قيادة سياسية جديدة ام استراتيجية جديدة للنضال من اجل الديمقراطية؟
يبدو ان هناك خلافا على هذا المستوى أيضا، فقد فهمنا من تقييم تيار النهج لحصيلة استراتيجة النضال الديمقراطي، ان المشكل يكمن فقط في طبيعة القيادة السياسية وليس في الاستراتيجية بحد ذاتها. واذا كان الامر كذلك، فان خلافاتنا اكثر من مجرد اختلاف في التقديرات بشان النضالات الاجتماعية او التحالفات.
فاختزال اسباب فشل "استراتيجية النضال الديمقراطي" في طبيعة قيادتها السياسية يقود، ضمنيا او صراحة، إلى الاعتقاد بامكانية نجاح هذه الاستراتيجية لو توفرت لها قيادة سياسية بديلة. كما يقود على مستوى المهام السياسية إلى اعادة الاعتبار للاستراتيجية المراحلية: تغيير الدستور،عزل المافيا المخزنية، القضاء على اقتصاد الريع والفساد، حماية القطاع العام والمرافق الاجتماعية.... وهي المهام التي تبرر التحالف مع القوى الديمقراطية في" جبهة سياسية" من اجل قيام دولة الحق والقانون ومواجهة الليبرالية المتوحشة (والتي قد تعني فقط الحد من جشع الراسماليين وضبط الاختلالات الاجتماعية للراسمالية).
بينما يعني بالنسبة لنا، فشل "استرتيجية النضال الديمقراطي" فشل مشروعها السياسي ( سياسة ومنظورا وتكتيكا وقيادة) وهوما يجب ان يقود في نظرنا، إلى القطع نهائيا وإلى الابد مع هذه الاستراتيجية التي كلفت شعبنا باهضا وتركته على هامش التاريخ (الشعب الوحيد الدي لازال في القرن الواحد والعشرين "شعب رعايا" وليس شعب المواطنين الاحرار). ولهذا السبب نحن ندعو إلى استراتيجية سياسية بديلة من اجل قطيعة ديمقراطية جدرية.
تتلخص هذه الاستراتيجية، في الدمج بين النضال ضد المخزن والنضال ضد الراسمالية، وهدفها هوتعزيز وتوسيع الديمقراطية للانتقال تدريجيا (وليس على مراحل) من تحت (وليس من فوق) نحو اهداف معادية للراسمالية .
ان تطوير النقاش بين تيارات اليسار الجدري حول اية استراتيحية بديلة عن إفلاس استراتيجية النضال الديمقراطي يشكل مدخلا ضروريا لاعادة بناء قوة سياسية جديدة .
5- بناء الاستقلالية السياسية للطبقة العاملة والجماهير الكادحة.
صحيح ان لا احد من تيارات اليسار الجدري يمكنه ادعاء التقدم نحو هذا الهدف، ونحن لا نعتقد توفر شروط او امكانية تقدم اي تيار بمحض قواه الداتية خطوة نحو هذا الهدف. لكن هذا لا يبرر عدم طرح السؤوال حول اسباب التعثر وعدم التقدم نحو هذا الهدف الدي تجمع اغلب فصائل اليسار الجدري على كونه يشكل احد اهدافها الاستراتيجية.
وبما ان تيار النهج يحتل موقعا يفرض عليه مسؤوليات سياسية بحجم موقعه، فانه مدعو اكثر من غيره بتوضيح مشروعه لبناء الاداة المستقلة للطبقة العاملة وعموم الكادحين. وحينما نتحدث عن مشروع للبناء فنحن لانقصد طبعا اعادة استنساخ نمادج من شروط سياسية وتاريخية ماضية، كما تعتقد للاسف بعض الجماعات اليسارية، بل نقصد توضيح التصور العام لمفهوم الحزب المنشود بناؤه وتحديد الحلقات الاساسية التي يجب الارتكاز عليها للتقدم في كل مرحلة خطوة نحو هذا الهدف. غير دلك لا نعتقد ان تيار النهج او اي تيار اخر سيراكم القوى المستعدة فعلا والتي من مصلحتها بناء هذا الحزب.
ويمكن تعميق النقاش مع الرفاق في تيار النهج الديمقراطي حول اسباب عدم التقدم خطوة نحو بناء الاستقلالية السياسية للمستغلين والمضطهدين:
1- هل بسبب تصوره لمفهوم الحزب في حد ذاته؟
2- هل بسبب سوء تقديره لازمة الحركة العمالية والجماهيرية ومنظماتها؟
3- هل بسبب خطه السياسي الدي يبدو كتعبير عن جناح يساري لتيار ديمقراطي اكثر منه تعبيرا عن افق حزب مستقل للطبقة العاملة والكادحين؟