سقوط الاخوان المسلمين في مصر بداية لسقوط احزاب الاسلام السياسي في المنطقة


عبد العالي الحراك
2013 / 7 / 5 - 12:02     

ان الفرحة التي حملها الشعب المصري في الثلاثين من حزيران لجميع احرار العالم عموما وفي منطقتنا خصوصا التي تعاني من التخلف في جميع مجالات الحياة اطلقت فينا حالة من التفائل بالمستقبل واشرت الى ان مرحلة امل جديدة تلوح في الافق..ان سقوط جماعة الاخوان المسلمين المدوي في مصر اخيرا لابد ان يؤدي ثماره في عموم المنطقة التي تعاني من تفشي وتعمق الاثار السلبية لظاهرة الاسلام السياسي على حياة الشعوب بل تعدتها الى شعوب العالم.. لا يخفي على المتتبع للاحداث بان الظاهرة الاسلامية السياسية قذ فشلت منذ ظهورها وهي لم تؤد الا الى مزيد من التخلف والانغلاق بحيث لم تتطور اية بلاد حكم فيها الاسلام السياسي وفي جميع المجالات ماعدا الجانب الدعائي الغوغائي الفارغ واثارة المشاكل والنزاعات الداخلية او مع دول الجوار وتأزيم العلاقات الدولية والضغط الاقتصادي والنفسي على شعوبها..ان السقوط هو حالة نهائية واعلان واضح عن الفشل وقد عبر عنه الرئيس المصري السابق محمد مرسي فقد فشل على جميع المستويات الشخصية والحزبية والسياسية واخرج من الحكم والسلطة
وحزبه وجماعته بشكل دراماتيكي سريع . ان تعبيرات الفشل واضحة على الصعيد الفكري فقد تنازل قادة احزاب الاسلام السياسي التي حكمت في المنطقة والتي تحكم الان خاصة بعد ثورات الربيع العربي عن مبادئها الدينية وافكارها وتعبيراتها الاخلاقية وانغمست في السياسة بتخبط واضح مظهرة سوء ادارتها من خلال المحسوبية والمنسوبية والانغلاق والتقوقع على اتباع الحزب اوابناء العشيرة اوالمذهب فانتشرالفساد وانعدمت الخدمات العامة وانخفضت قيمة العملة الوطنية وازداد الفقر وانتشرت البطالة وتفشت الطائفية وما حملت من مخاطر ادت بحياة الالاف من ابناء الشعب والامثلة واضحة في جميع البلدان التي سيطرت وتسيطر عليها احزاب الاسلام السياسي..لقد استخدمت هذه الاحزاب الديمقراطية كوسيلة للوصول الى السلطة عن طريق الاغلبية العددية المغلوبة على امرها بسبب دكتاتورية انظمة الحكم التي سبقتها وحالة التخلف في وعي الفئات الواسعة من الناس علما بان مبدأ الديمقراطية او مفردة الديمقراطية بحد ذاتها لم تظهر في ادبيات هذه الاحزاب بل بالعكس كانت محاربة حربا شعواء لانها مخالفة لأساس العقيدة الدينية, لكنها اصبحت الوسيلة الوحيدة التي يدافع عنها قادة احزاب الاسلام السياسي ويكررها كلما ازدادت ازمات الحكم على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني وما تشبث الرئيس المصري السابق محمد مرسي بالشرعية على اساس الديمقراطية والانتخابات التي جاءت به وجماعته الى السلطة الا ان يكون هدفه النهائي والخروج عليه وان كان بثورة شعبية عارمة خروج على مبدأ الديمقراطية حسب زعمه واعتقاده , لانه لا يرى الا حقه المطلق في الحكم وحقه المطلق في التصرف ما يشاء دون نقد او معارضة او ثورة. ان مشروع الاسلام السياسي مشروع فاشل وسقوط محمد مرسي اثبت ذلك والتخبط في ايران والعراق والدماء التي تسيل في سوريا وما جره حزب الله على الشعب في لبنان من احتمال اشتعال الحرب الاهلية والفوضى في ليبيا وتنازل حزب النهضة في تونس عن بعض السلطة لاطراف وطنية ديمقراطية اوتخفيف لهجة الغنوشي في التعبير السياسي عن افكاره المتشددة ومبادئه ولهاثه للبقاء في السلطة ادلة واضحة على الفشل..لقد اثبت الشعب المصري ممثلا بمعارضته الوطنية التي توحدت اخيرا وانبثاق روح شبابية ذكية منظمة مضحية قدرته عل تحقيق النصرواسقاط اكبر واوسع واقدم حركة اسلام سياسي شهدتها وتشهدها منطقتنا.. لم تخسر فقط الاحزاب السياسية الوطنية او الشخصيات والنخب في البلدان التي حكمتها وتحكمها احزاب الاسلام السياسي وانما عموم الشعب من خلال العيش في ازمة مستمرة ودائمة في جميع المجالات وخاصة المتعلقة بالحياة اليومية ومستلزماتها لهذا ليس امام الجميع احزابا وجماهيرا الا الوحدة والالتفات حول بعضها البعض على اساس الذات الوطنية بعيدا عن الشعارات والاطروحات الفكرية والسياسية التي تفرق ولا تجمع وان كانت صحيحة في مراحل اخرى. الازمة خانقة في سوريا كا هي في العراق ولبنان وليبيا وتونس واليمن وغيرها تتطلب من القوى السياسية الوطنية ان توحد صفوفها وخاصة قوى الشباب وان يتوجهوا نحو الشعب لتنظيمه وقيادته نحو تحقيق النصر كما فعلت حركتت الشباب والاحزاب في مصر العظيمة.. اعتقد بان المسؤؤلية كبيرة على عاتق الشباب فالحياة حياتهم والمستقبل مستقبلهم اتمنى ان لا يعتمدوا على الاحزاب الكلاسيكية انما على انفسهم وقابلياتهم غير المحدودة وسوف يتبعهم الشعب والقوى السياسية القديمة كما فعل شباب مصر في حركة تمرد وحركة 30 حزيران.. الف تحية مرة اخرى الى شعب مصر وشبابه وقواه الوطنية والديمقراطية المخلصة