عناصر المداخلة في الندوة الوطنية 25 يناير 2009 لليسار الجذري


التضامن من اجل بديل اشتراكي
2013 / 7 / 9 - 23:50     

الأهداف
علينا تفادي نوعين من الأخطاء: الاعتقاد بإمكانية بناء اتفاق سياسي وبرنامجي من خلال يوم دراسي، في هذه الحالة سيكون هذا النوع من الاتفاقات هش وغير قابل للصمود أمام الأحداث التي يمكن أن تكشف عن اختلافات غير متوقعة. كما علينا تفادي البقاء ضمن العموميات والاتفاقات المبدئية العامة المفصولة عن الممارسة والتدخل الملموس في الأحداث والنضالات اليومية.
إن الهدف المباشر للتنسيق بين فصائل اليسار الجذري، يجب أن يكون بالنسبة لنا، هو تجميع قوى اليسار الجذري المناهض للرأسمالية من اجل:
1- بناء جبهة يسارية جذرية مناهضة للرأسمالية.
إن الهدف المباشر من هذه الجبهة هو توفير شروط النضال المشترك والوحدوي بين مختلف فصائل اليسار المناهضة للرأسمالية، على قاعدة القضايا السياسية والاجتماعية المتفق بشأنها.
سيسمح قيام هذه الجبهة بتوحيد تيارات ومناضلي اليسار الجذري حول مبادرات مشتركة ومطالب وحدوية، وهو شرط ضروري من اجل التأثير بشكل فعال في موازين القوى، والتأثير بشكل واسع في الأجيال التي تنخرط لأول مرة في النضالات.
وإذا كان من السابق لأوانه بحث مسالة بناء منظمة سياسية موحدة، فان الأمر لا يعني بالنسبة لنا مجرد تنسيق تكتيكي بين تيارات اليسار الجذري، بل يعني البناء التدريجي والديمقراطي للالتقاء حول برنامج نضالي موحد وأهداف انتقالية معادية للرأسمالية.
كل ما نشترطه في هذه الجبهة هو : معاداة الرأسمالية بشكل واضح وجذري والاستقلالية السياسية عن أحزاب وقوى اليسار المؤسساتي بجناحيه الحكومي والبرلماني وعن مختلف البيروقراطيات النقابية.
إذا حصل اتفاق حول هذا الهدف المركزي، فان المسائل المتعلقة بالأرضية السياسية والبرنامج النضالي والبنيات التنظيمية، كلها مسائل خاضعة للنقاش والتداول الديمقراطي والإغناء والتطوير على ضوء الممارسة.
إن الوحدة السياسية والتنظيمية بين فصائل اليسار الجذري المناهض للرأسمالية يجب أن تكون من منظورنا الهدف وليس المنطلق. لهذا فان الإطار الجبهوي يجب أن يضمن الاستقلالية السياسية والتنظيمية لكل تيار، دون أن يعني ذلك تغييب بنيات تنظيمية مشتركة للنقاش والتداول والتدخل بشكل جماعي.
إن احد الأهداف الرئيسية لجبهة اليسار المناهض للرأسمالية، هي تحفيز وإنضاج شروط تشكل معارضة سياسية واجتماعية قادرة على تعديل موازين القوى على المدى المباشر والمتوسط. وهو هدف سياسي متفق عليه من قبل كل فصائل اليسار الجذري.
لهذا يجب أن يكون التموقع في قلب النضالات والحركة الجماهيرية مهمة رئيسية. بهذا المعنى يجب أن تشكل النضالات (وليس المؤسسات) وتنظيم الجماهير الشعبية (وليس الانتخابات) محور نشاط جبهة اليسار الجذري.
لكن بقدر ارتباط هذه الجبهة بالنضالات والاحتجاجات وبالحركة الجماهيرية، بقدر ارتباطها بالنقاش والتفكير والتكوين السياسي والبرنامجي. اذ ليس المطلوب هو تنسيق أو توحيد التدخل في هذه المعركة الاجتماعية أو تلك، بل الهدف هو الارتكاز على التدخل المشترك والنقاش الجماعي، من اجل تكوين رؤية سياسية موحدة حول المهام المباشرة أولا وحول المهام الإستراتيجية ثانيا (أية قطيعة جذرية مع النظام السياسي والاجتماعي القائم؟ أية إستراتيجية نضالية؟ أي حزب سياسي نحن في حاجة إليه؟ أية تحالفات للتقدم نحو أهدافنا الإستراتيجية؟...).
لكن تعديل موازين القوى العامة، ليس هدف اليسار المناهض للرأسمالية وحده، بل هو هدف تلتقي حوله القوى الاجتماعية والسياسية المناضلة. لهذا يجب أن يكون الهدف الثاني لجبهة اليسار المناهض للرأسمالية هو:
2-إعادة بناء حركة عمالية وشعبية مستقلة.
إن إعادة بناء حركة عمالية وشعبية مستقلة عن اليسار الحكومي والبرلماني، يشكل في نظرنا شرطا، ليس من اجل التغيير السياسي والاجتماعي الجذري فحسب، بل أيضا من اجل تغيير نوعي لموازين القوى السياسية والاجتماعية.
إن ضرورة إعادة بناء حركة عمالية وشعبية مستقلة، ليست جوابا فقط عن انحطاط الأحزاب والبيروقراطية التقليدية والحاجة إلى قيادة طبقية جديدة، بل ترتبط أيضا بضرورة تجديد الممارسة النضالية وبناء أدواتها وتجاوز حالة الانقسام والتشتت وانكماش القاعدة الاجتماعية وفقدان المصداقية.
انها مهمة تجسد وبشكل واضح وغير متردد للخلاصة الثانية التي تتفق بشأنها كل تيارات ومناضلي اليسار الجذري: إفلاس المعارضة التقليدية والحاجة إلى قيادة طبقية جديدة لنضال الطبقات الشعبية.
وبغض النظر عن الصيغة العملية التي سياخدها تحالف الطبقات الشعبية، فان بناء حركة عمالية وشعبية جديدة هو المدخل الضروري لإعادة بناء معارضة ديمقراطية جذرية.
خطوة نحو حزب طبقي مستقل
إن بناء جبهة اليسار الجذري المناهض للرأسمالية وإعادة بناء حركة عمالية وشعبية، يشكلان في نظرنا حلقتين ضروريتين من اجل فتح آفاق سياسية واجتماعية للتقدم خطوة ملموسة نحو هدف بناء حزب طبقي ممستقل الذي يشكل الهدف الثالث الذي تلتقي حوله مختلف فصائل اليسار الجذري.
إن التقدم نحو هذا الهدف بشكل تدريجي ومن خلال مسلسل واعي وديمقراطي، سيسمح بالتأثير في الصراع الطبقي وإعطاء مصداقية وراهنية أكثر لمشروع البديل الديمقراطي المعادي للرأسمالية.
صحيح أن الاتفاق حول مسالة الحزب لا يجب أن يشكل شرطا للانخراط في الجبهة الموحدة لفصائل اليسار الجذري، لكن أفق حزب طبقي مستقل يجب أن يكون في قلب الممارسة السياسية والنظرية لفصائل الجبهة.
الاستقلالية إزاء اليسار المؤسساتي
إن جبهة اليسار الجذري، يجب أن تكون مستقلة سياسيا وتنظيميا عن اليسار المؤسساتي بجناحيه الحكومي والبرلماني، فهي ليست جناحا يساريا لأحزاب "تحالف اليسار" أو جناحا جذريا لتجمع "اليسار الديمقراطي".
فهي لا تهدف من منظورنا إلى إقامة تحالف سياسي استراتيجي مع أحزاب اليسار الحكومي أو أحزاب اليسار البرلماني.
لكن هذا لا يعني استبعاد الانخراط في معارك سياسية أو اجتماعية مشتركة متى كان ذلك ممكنا. فكل ما نشترطه هو عدم خلط الرايات باسم "وحدة اليسار" وان تكون المعارك المشتركة متجهة نحو النضالات والتعبئة الشعبية، وليس نحو الانتخابات والمشاركة في المؤسسات: لنا جبهتنا ولهم جبهتهم وبين الاثنين اختلاف وخلاف على أكثر من مستوى.
برنامج نضالي مشترك
إن تجسيد مشروع الجبهة اليسارية المناهضة للرأسمالية يجب أن يتجسد على المدى المباشر من خلال برنامج نضالي على مستوى جبهات الصراع الطبقي. فمن خلال هذا البرنامج النضالي يجب أن تتضح الطبيعة المعادية للرأسمالية سواء على مستوى المطالب المركزية أو على مستوى أشكال النضال والتنظيم.
إن الأمر لا يتعلق بالنسبة لنا بخوض "مبادرة مشتركة" من حين لآخر، وبشكل متقطع، بل يتعلق بصياغة أجوبة تعبر عن مشروع بديل ديمقراطي معادي للرأسمالية. وهنا يجب التمييز بين التحالفات التكتيكية على قاعدة مطالب ومبادرات محددة وبين التحالفات الإستراتيجية على قاعدة برنامجية.
1- على مستوى النضال الاجتماعي والنقابي:
ليس المطلوب هنا هو إعداد ملف مطلبي نقابي، بل صياغة مطالب وتدابير سياسية لتلبية الحاجيات الاجتماعية للأغلبية الشعبية (الشغل، الأجور، شروط العمل والحياة، الخدمات العمومية والاجتماعية، القدرة الشرائية...).
ماهي المطالب المركزية والتدابير السياسية الضرورية لتحقيق الحاجيات الاجتماعية الأساسية ؟
ماهي المطالب المركزية التي تسمح بتوحيد النضالات والتقاء مختلف أشكال المقاومة الاجتماعية؟
ماهي المطالب المركزية التي، تنطلق من مستوى الوعي الحالي لتطوير الوعي بضرورة إعادة النظر بملكية وسلطة الرأسماليين من اجل توزيع آخر للثروات؟
إن الاتفاق حول نفس المطالب والتدابير هو الذي سيسمح بتدخل موحد في النضالات الاجتماعية وتوحيد مناضلي اليسار الجذري داخل المنظمات النقابية والحركات الاجتماعية.
إن الهدف على هذا المستوى ليس هو الحلول محل المنظمات النقابات و الحركات الاجتماعية، بل الهدف هو إعطاء تعبير سياسي (برنامجي) لمختلف أشكال ومستويات وواجهات وقطاعات المقاومة الاجتماعية.
على هذا المستوى يجب الإقرار بحجم الاختلاف على مستوى التصورات والتجربة بين مختلف مكونات اليسار الجذري. لكن هذه الاختلافات يجب نقاشها بشكل رفاقي والعمل بشكل جدي وإرادي على تجاوزها، كي لا تتحول إلى عائق أمام النضال والعمل الجماعيين.
2- على مستوى النضال السياسي الديمقراطي:
على هذا المستوى، ليس المطلوب هو التماهي مع رؤية حقوقية للحريات والحقوق الديمقراطية، أو اختزال مطالبنا الديمقراطية في "ملفات مطلبية حقوقية"، بل المطلوب هو إعطاء بعد ديمقراطي لبرنامجنا الاجتماعي، أي الربط بشكل منهجي وملموس بين المسالة الاجتماعية والمسالة الديمقراطية.
ما هي المطالب والتدابير السياسية الضرورية من اجل تلبية المطامح والتطلعات الديمقراطية للأغلبية الشعبية ؟
(احترام الحريات الفردية والجماعية وتوسيعها وتوفي شروط التمتع بها، إطلاق سراح المعتقلين لأسباب سياسية ونقابية – عدم الإفلات من العقاب - رفع القيود القانونية والإدارية عن ممارسة الحريات الديمقراطية الفردية والجماعية– الحق في استعمال الوسائل العمومية للتعبير عن الرأي- الحق في التنظيم وممارسة الحريات ....).
إن خوض حملات وطنية على قاعدة هذه المطالب الجزئية من شانه تطوير وعي سياسي ديمقراطي في الأوساط الشعبية.
إن احد الأهداف التي يجب أن ننشدها على هذا المستوى تتمثل في الإعداد والتربية السياسية للأغلبية الشعبية الواسعة للانتقال من المقاطعة الشعبية للمسلسل الانتخابي والمؤسسات التمثيلية المزيفة إلى المطالبة الشعبية بمجلس تأسيسي ديمقراطي وشعبي.
إن المعركة السياسية المباشرة يجب أن تكون هي الانتخابات القادمة: أية حملة وأي محتوى سياسي للمقاطعة وأية مبادرات لحشد القوى في هذه المعركة؟
3- على مستوى النضال ضد الامبريالية والعولمة الرأسمالية:
على هذا المستوى ومن خلال تجاربنا في النضال ضد العولمة الليبرالية وحملات التضامن مع الشعب الفلسطيني أو العراقي، تبرز بشكل ملموس الحاجة إلى جبهة يسارية لمناهضة الامبريالية، من منظور معادي للرأسمالية.
إن مناهضة الامبريالية والصهيونية يجب أن يكون مرتبطا بمقاومة المخططات الامبريالية في المنطقة (الشرق الأوسط الكبير، الاتحاد من اجل المتوسط....) والاتفاقيات الاستعمارية الجديدة (الشراكة والتبادل الحر والتطبيع مع الكيان الصهيوني...) والتعاون الأمني والعسكري بين النظام والقوى الامبريالية (مكافحة الإرهاب، التنسيق مع حلف شمال الأطلسي....).
على هذا المستوى يجب أن تكون احد أهدافنا بناء علاقات نضالية مع القوى الاجتماعية والنقابية الدولية وعلاقات تحالف مع القوى السياسية المناهضة للرأسمالية واليسر الثوري العالمي.
بالإضافة إلى تطوير تدخلنا في حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني والعراقي يمكن تكون محطة الحملة العالمية لمناهضة حلف شمال الأطلسي المقرر تنظيمها في بداية ابريل القادم بمناسبة الذكرى 50 لتأسيس الدرع العسكري للامبريالية مناسبة لتنظيم مبادرة مشتركة بين فصائل اليسار الجذري.
بنية تنظيمية مرنة وفعالة
إن المرحلة الحالية تتطلب بنية تنظيمية تسمح بالتواصل والتنسيق الدائمين (هيئة وطنية للتنسيق).
ومن مهام هده البنية تنظيم المتابعة الجماعية للإحداث السياسية والنضالات الاجتماعية وبلورة خطط وبرامج ومبادرات للتدخل الجماعي والتعبير عن مواقف موحدة من هذه الأحداث والنضالات. وفي مرحلة ثانية الانتقال إلى هيكلة التنسيق على مستوى قطاعي ومحلي (لجان محلية وقطاعية لبناء جبهة يسارية مناهضة للرأسمالية).
ومن مهامها أيضا توفير الإطار المناسب والمسؤول لنقاش القضايا المرتبطة بالخط والبرنامج والمشروع السياسي لإعادة بناء يسار مناهض للرأسمالية واسع ودا تأثير جماهيري.
الندوة الوطنية لليسار المناهض للرأسمالية
يجب إن تشكل هذه الندوة محطة تأسيسية لمشروع جبهة يسارية مناهضة للرأسمالية. واذا كانت الندوة سترتكز على هذه المكونات الثلاث، فإنها يجب إن تكون مفتوحة في وجه باقي التيارات والمجموعات والأفراد المتفقة على مشروع الأرضية السياسية للندوة،مع إمكانية مشاركة قوى يسارية مناهضة للرأسمالية على المستوى الإقليمي والعالمي.
ويمكن أن تكون الندوة الوطنية لليسار المناهض للرأسمالية بالمغرب في نفس الآن محطة تأسيسية لجبهة اليسار المناهض للرأسمالية بالمغرب ومحطة لبحث سبل بناء تحالف أممي مناهض للامبريالية والرأسمالية على المستوى الإقليمي(العربي والمغاربي) وعلى المستوى الجهوي ( بين ضفتي المتوسط).
محاور للنقاش:
التحليل السياسي العام:
1- الوضع السياسي العام على الصعيد الدولي والوطني.
2- الهجوم الطبقي والسياسات الحكومية اللاشعبية.
3- النضالات الاجتماعية والاحتجاجات الشعبية
4- أي خط نضالي للخروج من الأزمة النقابية الحالية؟
المهام:
1- مهام اليسار الجذري المعادي للرأسمالية.
2- بناء جبهة مناهضة للرأسمالية.
3-بناء التضامن الاممي على المستوى الجهوي والعالمي.
البرنامج النضالي:
1- الانقسام النقابي واستسلام القيادات البيروقراطية.
2- سبل توحيد النضالات الشعبية وتطويرها وتجذيرها.
3- مواجهة العولمة الرأسمالية والامبريالية.

اللجنة الوطنية للتنسيق