زمن الرئيس الإخوانى ومشروع نهضة مصر-23 -النهاية


محمود حافظ
2013 / 7 / 4 - 10:38     

مر عام كامل من حكم رئيس مصرى ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين هذا الزمن الذى بدأ فى 30 يونيو 2012 م وينتهى فعلياً فى 30 يونيو 2013 م ورسمياً فى مساء الأربعاء الموافق الثالث من يوليو 2013 م والفارق الزمنى بين النهاية الفعلية والنهاية الرسمية فى حد ذاته يعتبر زمن آخر ثلاثة أيام مرت كالدهر فنهاية الزمن الإخوانى حتمية تاريخية تستوجبها الضرورة ويستوجبها الواقع المصرى فالضرورة الحتمية وكما أسلفنا سابقاً فى ضرورة الرحيل أن هذا الزمن لم ولن يقبل حكماً فاشياً أما حتمية الواقع المصرى والذى يمثله الإرث الحضارى للشعب المصرى فإن هذا الشعب لم ولن يقبل الإقصاء القسرى خاصة عندما يتعلق الأمر بالوطن بمعنى الإنتماء للأرض والنيل لهذا المكان العبقرى هذا الإقصاء الذى مارسته جماعة الإخوان المسلمين وممثلها فى الرئاسة محمد مرسى العياط كانت بدايته عندما صرح المرشد السابق للجماعة محمد مهدى عاكف فى مقولته الشهيرة والنابية والطاعنة للشعب والوطن عندما قال ( طظ فى مصر ) فمصر تعنى المكان وما عليه من شعب ينتمى ويلتحم بهذا المكان تحديداً وكانت نهاية الإقصاء فى هذا العهر الذى مارسه الرئيس المقال فى فرض خطة تمكين للجماعة للإستيلاء على كافة مفاصل الدولة المصرية وإقصاء كافة الشعب عن إدارة دولته التاريخية لهذا كان يوم ال30 من يونيو يوماً تاريخياً فى حياة الشعب المصرى حيث هب الشعب المصرى عن بكرة أبيه رافضاً لإقصائه القسرى وثائراً على حكم الرئيس وجماعته معلناً ضرورة إزاحة الرئيس وجماعته ومطالباً بإسترداد وطنه وفرض كيانه على هذا الوطن محافظأ على هويته التاريخية فكما ثار هذا الشعب فى 25 يناير 2011 م على حكم إستبدادى طالباً حريته وعيشه وكرامته وعدالة إجتماعية وحقق هذا الشعب نتيجة لثورته فى خلع الحكم الإستبدادى ولكن هذا الشعب مالبث أن شاهد بأم عينه ثورته تخطف منه بمؤامرة كونية خططت لها ونفذتها الإمبريالية العالمية والتى رفعت القبعة غصباً لهذا الشعب لإنجازه لثورته بسلمية وكان لديها البديل الجاهز للإستيلاء على حكم مصر متمثلاً فى جماعة الإخوان المسلمين الفاشية وروافدها الإرهابية فقد إتفقت مصالح الجماعة مع المصالح الإمبيريالية فمصلحة الجماعة تلهفها فى الإستيلاء على حكم مصر ليكون مركزاً لها فى تحقيق حلمها الفاشى بدولة الخلافة وأن الجماعة فى سبيل تحقيق هذا الحلم على إستعداد أن تبيع مصر وشعب مصر ومصلحة الإمبريالية العالمية هى فى كبت أى روح ثورية تسعى إلى التحرر الوطنى والحفاظ على الثروة القومية للوطن ولما كانت مصر التاريخية هى منارة الأمة العربية وأن مطالب ثورتها فى يناير 2011 م كان أولها العيش والحرية فالعيش هو رمزية المحافظة على الثروة الوطنية ومنع إستلابها والحرية هى التحررمن كل مستلب ومستغل أرض الوطن ولما كانت الإمبريالية العالمية هى المعنية فى الأساس للتحرر من تبعيتها وخاصة فى توجه بوصلة الثورة ناحية التحرر الوطنى وهذا ما يعنى إحياء للصراع العربى – الصهيونى فكان هذا التقاطع فى المصالح بين الإمبريالية العالمية والجماعة الفاشية وتمكين الجماعة من الإستيلاء على حكم مصر باللعب على الحاجة لفاقة بواسطة المال السياسى واللعب على القيمة التاريخية فى سماحة وتدين الشعب المصرى وإستغلال الدين كسياسة لإخضاع الشعب المصرى .
إن ممارسة جماعة الإخوان المسلمين للسلطة قد كشفت ما تم خداع الشعب المصرى به باللعب على وتر تدينه كما كشفت ممارسة الجماعة عمق العلاقة بينها وبين الإمبريالية العالمية وحليفتها الكيان الصهيونى لهذا كانت ثورة ال30 من يونيو هذه الثورة التى خرجت فيها ملايين الشعب لتعلن رفضها القاطع للجماعة ورئيسها هذه الملايين الغفيرة التى خرجت فى جميع ربوع الوطن من شماله وجنوبه وشرقه وغربه وريفيه وحضره هذه الملايين التى لم تشهدها رؤية لافى الواقع الحاضر ولا فى تاريخ الأمم قاطبة إن خرج شعب ثائر ضد سلطة فاشية وكان أروع ما فى هذه الثورة للشعب المصرى أن هذه الملايين الغفيرة التى قدرت فى ما بين النيف والعشرين مليوناً والنيف والثلاثين ملوناً أنها خرجت وكطبيعة لهذا الشعب المتسامح بسلميتها المعتادة أمام سلطة فاشية تهدد هذا الشعب بلسيلان بحور الدماء إذا قرر الثورة ولكن قرار الشعب كان الثورة وبسلمية أمام القوى الفاشية الإرهابية .
فكما كان هناك تقاطع فى المصالح بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الإمبريالية العالمية هذا التقاطع الذى أدى إلى إقصاء الشعب والوطن كان هناك تقاطعاً من نوع آخر بين الشعب وحاميته هذه الحامية التى تمثلت فى الجيش المصرى الوطنى والشرطة المصرية التى ما لبثت أن رأت أن أفرادها يقتلون ويخطفون بفضل إرهاب السلطة وكذا الجيش المصرى لهذا كانت مصلحة الوطن فى الحفاظ على أرضه وعلى حاميته إن وقف الجيش الوطنى المصرى والشرطة الوطنية بجانب الشعب المصرى فى ملحمة تاريخية قلما يكون لها مثيلا إنها المصلحة العليا للوطن أرضه ونيله وبدلا أن يكون الجيش والشرطة أدوات قمع أصبحا أدوات ثورة لإزاحة سلطة تعمل ضد الوطن أرضه وشعبه .
مع الإقالة الرسمية للرئيس وجماعته مساء يوم الأربعاء الموافق الثالث من يوليو فى مشهد تاريخى تجمعت فيه الإرادة الشعبية مع الجيش الوطنى حيث كان الخطاب الرسمى للإقالة فى حضرة الجيش والقوى المدنية والمؤسسة الدينية فإعلان قائد الجيش كان بمباركة الأزهر الشريف وفى وجوده وكذا مباركة الكنيسة الأثوذوكسية وفى وجود بابا الإسكندرية وفى وجود رئيس المحكمة الدستورية الذى سيستلم دفة البلاد فى الفترة الإنتقالية بعيداً عن سلطة الجيش وهنا الجيش سلم الاسلطة لسلطة مدنية شرعية وفى وجودممثل القوى الوطنية وممثلين للشباب الثائر وممثل للمرأة المصرية وفى ترحيب من من كافة ميادين مصر فى كافة ربوعها ففى القاهرة الكبرى كان هناك الحشود الغفيرة المليونية فى ميدان الثورة ميدان التحرير وكذا كان هناك الحشود الغفيرة حول قصر الرئاسة المعروف بالإتحادية وكذا حول قصر القبة الرئاسى والحشود حول وزارة الدفاع وحول دار الحرس الجمهورى حيث مكان التحفظ على الرئيس المقال وفى مدن كافة القطر المصرى من الأسكندرية عروس البحر المتوسط حتى أسوان جوهرة مصر هذه المباركة والفرحة التى عمت جموع شعب مصر والتى مازالت الجماهير حتى الآن تحتفل فى ميادينها بإسترجاع كرامتها وأرضها من حكم فاشى مدعوماً من الإمبريالية العالمية تطوى فيها آخر ثانية من زمن الرئيس الإخوانى فى حكم مصر ويسترجع فيها المواطن المصرى عزته وكرامته المفقودة خلال حقبة هذا الزمن من الحكم الفاشى لتعود للمواطم المصرى مرة اخرى ثورته التى خطفت منه وتستكمل الثورة المخطوفة وتانى حدثت فى 25 يناير 2011 م بثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 م وتعود فيها المقولة الخالدة للشعب المصرى إرفع رأسك أنت مصرى .
نهاية بقى لنا أن نقول مع نهاية زمن الرئيس الإخوانى بإقالته تبقى الثورة المصرية مازالت مستمرة حتى تنال كافة حريتها من التبعية الإمبريالية وإن ما أنجز فى مشوار الثورة على المستوى المحلى لابد من تدشينه بالتحرر من الهيمنة الإمبريالية العالمية .
مازالت الثورة مستمرة .