اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب


علاء الصفار
2013 / 6 / 30 - 08:27     


*ثورة مضادة و هذيان دولة علمانية*

يرى البعض أن الدولة العلمانية يجب أن تؤسس سريعا من اجل ضمان التقدم العصري الحديث!
لكن, هذا البعضُ الحالم! لم يحدد كيف؟
و مَنْ هي القوى القادرة على تحقيقها؟

أن اغلب المثقفين العرب و العلمانيين الذي يمكن أطلاق اليسار عليهم بلا أحزاب و لا حول و لا قوة لهم, هم مجرد رجال حالمين بالحرية و بتجربة الدولة الغربية الموجودة اليوم!
أن شعوب الغرب قد دفعت ثمناً باهظ للوصول الدولة البرجوازية الوطنية التي أزاحت الإقطاع و سلطة رجل الدين و الكنيسة و صلوا لدولة الحرية البرجوازية وخاصة في زمن العنفوان الثوري الدموي, لكن بمرور الزمن أصبحت الدولة البرجوازية رجعية و منافقة و لتكون واضحة المعالم بأنها تعطي الحرية العظمى للطبقة المالكة و لرأس المال.

و بعد انتهاء سلطة الملك و الكنيسة و ما صاحبها من حروب صليبية, استلمت الدولة البرجوازية الوطنية الغربية راية غزو الشعوب وبما يدعى اليوم الاستعمار القديم الذي كان أبطاله بريطانيا العظمى و فرنسا الحرة!.
و ليأتي التطور الديمقراطي في الغرب و أمريكا على أسس التطور الاقتصادي, ومعالجاته و ترقيعه للنظام الرأسمالي المُتهرأ في عصرنا الحديث و لتنتج النيو ليبرالية, و من شرورها كانت زيادة حدة الفوارق الطبقية في ذات الدولة الرأسمالية. و بعد انهيار الاتحاد السوفيتي, صار الغرب و أمريكا أكثر توحشا في ظل القطب الواحد و باشرت أمريكا العهد أو ما يسمى القرن الأمريكي, و من سماتها سياسة العولمة, وهي مدفع جديد لغزو ونهب الشعوب. كان العراق أول ضحاياه.

واليوم التكالب على سوريا بالبربرية للأحزاب الإسلامية والسلفية و جهاز القاعدة الإنتاج الأمريكي المخصص لزمن القرن الأمريكي, وطبعا هو المفضل إذ أنه أفضل من شكل الغزو بالدبابة و قصف الناتو, فالثاني مفضوح ومدان و مُكلِف,هذا ما خرجت به الامبريالية الأمريكية بعد تجاربها في أفغانستان و العراق. لقد انتقد كل الشعوب الغزو الأمريكي لأنه خالي من الشرعية الدولية, و بني على أكاذيب تلفيق أسلحة الدمار الشامل إضافة إلى الفضائح سواء فضائح سجن أبو غريب, أم فضائح تدمير البلد من خلال نشر العنف في المجتمع بدل وعود جورج بوش أمريكا بخلق مجتمع الحرية و الديمقراطية!

لقد عايشت الشعوب العربية أبشع شكل للسلطة البرجوازية الطفيلية التي تربعت على خناق الشعوب لمدة تراوحت بين نصف قرن من الزمان , و ليس الأحزاب و القوى السياسية وحدها من عرف وعاش التجارب القاسية بل الجماهير هي من عرف الواقع من خلال المعايشة القاسية من ذل و حرمان. أن السياسي أو الحزبي يستطيع أن يهرب و يترك البلد أو يترك السياسة, لكن الشعوب هي التي تبقى و تنتج القيم لذاتها التي تتحطم عبر أخفاق الساسة و الأحزاب!

أن التجربة الميدانية للجماهير هي خير واعز للتثقيف بكلمة أخرى الحياة اكبر مدرسة للبشر. الجماهير دائما تسبق الأحزاب في المواقف الثورية. و خير دليل الصرخة و اللهب المشتعل في جسد محمد البو عزيزي في تونس التي كانت بمثابة حجر القي في ماءً ساكن, ( ومن الشرارة يندلع اللهيب) لتتردد كلمة ارحل و بصدى واسع من المحيط إلى الخليج!

فكما الثورة الفرنسية هزت أوربا و الثورة البلشفية هزت العالم.

نرى حراكا أخر في كل المنطقة أهم مزية فيه أو أنجاز له, هو أن حطم و كسر جبروت السلطة وأزل حاجز الخوف من السلطة و القائد المطلق الأب الملهم للدولة البرجوازية الطفيلية, التي يئست كل الأحزاب عن تحقيقه تحت مسلمات عقيمة بأن الزمن للثورات قد انتهى, وأن الغرب و أمريكا بعد سقوط الاشتراكية السوفيتية هم المسيطرون بل دعا الكثير من اليساريين العرب علانية, على تسليم الأمر لأمريكا فهي تريد تطوير البلدان التي تحت سيطرتها كما طورت ألمانية الغربية بعد أزالت هتلر! و ما شابه من هذا الهراء!

دعها تبني الديمقراطية في منطقتها ( الشرق الأوسط). لكن تنظير الساسة لا ينضبط على الشعب الكادح و حراكه الثوري فهو, الشعب ليس حزبيا يتيه في تنظير القيادات اليسارية اليمينية. الشعوب تسوقه أمور أخرى! الشعوب يحز فيه شظف العيش و المهانة الإنسانية, فلا غروة كانت صرخات الشعب جديدة على مسامع كل أحزاب اليسار و الأحزاب الشيوعية. إذ كانت صرخات الشعوب مدوية! الشعب يريد الكرامة و الحرية, إذ الجوع كان مغلف بالازدراء و لنصف قرن!

و هكذا أشرت الشعوب المنتفضة إلى أمر لم يحسه الحزبي المبرمج بقوالب الظرف الموضوعي و الظرف الذاتي!

الشعب عاش و يعيش الحرمان الطبقي في ظل سلطة استبدادية و بمؤسسات أمنية رهيبة تنتج بشر مذلون مهانون. استخفت كل الأحزاب الشيوعية بأمر الإهانة للشعب و الحيف الطبقي, عبر المساومات الطبقية التي تمثلت بالتحالفات الجبهوية بل و حتى حل الأحزاب الشيوعية. استخف كل اليسار بأمر التمايز الطبقي الذي وصل إلى ذروته القصوى, الذي جسدته السلطة البرجوازية الطفيلية المرتبطة بالفلك الغربي و الامبريالية الأمريكية و الرأسمال الاحتكاري الذي يسحق الشعوب.

أن ترهل اليسار و الشيوعيين العرب, بعد أن ركب أحزابهم شيطان التحالفات و المحاورات مع السلطة البرجوازية الطفيلية التي انحطت إلى أسفل درك حتى عادت تجتر التاريخ و لتولد أورامها السرطانية, من الجمهورية القومية الطفيلية المزيفة, مملكة غريبة أرادت تتويج أبناء الرؤساء ملوكاً غير متوجين. فجاء من حافظ الأسد, بشار الأسد, و أراد حسني مبارك لجمال السلطة, و هكذا كل رؤساء الدولة البرجوازية الطفيلية اعدوا الأبناء. أنها عودة للقرون الوسطى في العصر الحديث.

لكن الشعوب ردت بعنف وعنفوان على كل هذا الجنون الذي مثله صدام حسين و معمر القذافي بكل جدارة في الرقاعة و الاضطراب الدولة البرجوازية الطفيلية. أن الانتفاض اليوم هو رد فعل جبار, وهذا أشبهه بانتفاض أصحاب الحرف في أوربا و هجومها بعد الثورة الصناعية, على المكائن والآلات (الذين دعوا بمحطموا الآلات)!

الشعوب العربية المنتفضة اليوم, هي بشر بدون برنامج سياسي لكن معبئون بالحس و الحقد الطبقي, و هم بدون حزب و قيادة محنكة لتوصلهم إلى شاطئ الأمان. لكن يجب أن نعترف بأن هم محطمو الدكتاتورية و الدكتاتور و بلا منازع! أنهم فتحوا و عبدوا الطريق للقوى السياسية وخاصة اليسار و الشيوعيين العرب. فهل يستوعب اليسار و الشيوعيين الدرس الذي يقدمه الشعب و بكتله الجسدية المتهدجة في الصراخ في الساحات و الميادين, بشعار حرية!

هل يستطيع اليسار و الشيوعيين, أعادت شكل الكفاح المطلبي الثوري إلى الصدارة عبر توجيه نقابات العمال و اتحادات الطلبة و منظمات المرأة و حماية الأمومة و جمعيات معونة الشتاء للفقراء. كما كان يفعل حين جثم الاستعمار القديم و قبض على خناق الشعوب بالملوك الخونة!

اليوم العولمة و جحافل الإسلام السياسي و جند القاعدة الوهابية هي آلية الامبريالية الأمريكية التي تحاول الجثوم على خناق الشعوب. فأي برنامج يستطيع اليسار و الشيوعيين أن يأتوا بهِ!

أجد أن يبدع اليسار والشيوعيين و ينزل للشارع بشعارات خبز, حرية و مواطنة حرة إنسانية بعيدة عن العرق و الديانة!

كان الثمن باهظاً للوصول إلى الدولة الديمقراطية العلمانية في الغرب. وهو بدا من عصر التنوير و حين تجرأ الناس الخروج للشوارع ضد إجحاف الملك و سلطة الكنيسة, و ما عاثوا من قتل و تدمير. هذا شيء و الشيء الآخر أن الدول الغربية لم يكن لديها مشكلة عويصة كما تواجهها الشعوب العربية. اقصد الاستعمار القديم, و أمر التحرر الوطني السياسي و الاقتصادي.

ثم اليوم غزو العولمة الموجه لتدمير قوى الشعوب بقيادة الامبريالية الأمريكية, أضف إلى دول رجعية خرافية إسلامية وهابية مُددجة بالبترودولار و رجال فتوى خرافيين يملكون فضائيات تتلاعب بعقول البشر وتتناغم مع القوى الامبريالية و الناتو من اجل تحقيق السيطرة الامبريالية و الدولة الصهيونية من خلال سياسة إثارة الحروب الأثينية و الدينية و الطائفية.

خير مثال نواجهه اليوم هو شعب مصر و انتفاضه الرائع للان, إذ 30/6 ربما سيدخل عامل التدمير الحربي من خلال عنف الأخوان و السلفية الوهابية و مؤامرات أمريكا مع كل جنون جحافل الإسلام السياسي و خاصة من خلال العصابات المسلح للبلطجة المحلية و القوة الضاربة المتعددة الجنسيات ( جند القاعدة )!

و نجد خطابها الصارخ في تحويل الانتفاض السلمي في سوريا, إلى محاولات عملاء أمريكا من السعودية و قطر حمد ال ثاني لسرقة الثورة من الجماهير وإقامة سلطة برجوازية طفيلية معممة مشابهة لسلطة طالبان في القرن الماضي!

أقول أن الحديث عن العلمانية شيء راقي و متقدم لكن رجالاته لم تنزل للشارع, و لم نرى عالم أو مثقف أو أستاذ نزل إلى الشارع ينادي بالدولة العلمانية. أن الدولة العلمانية لا تأتي على طبق من فضة, لقد انحرفت حتى الثورة الفرنسية و نصبت المشانق ليس فقط للثوار أنفسهم بل لكل أبناء الشعب الأحرار, فجاءنا مفهوم الثورة تأكل أبنائها!

ما أريد قوله أن القوى الرجعية لديها جحافل مغسولة العقول مستعدة أن تفجر نفسها من اجل اللقاء بالنبي و بين يد الله الذي سيقدم أكسير الكوثر و حواري تتمدد مفروجة الشفاه و الساقين و أبدا, للشهداء من أفراد القاعدة (لابن لادن) لصاحبها الامبريالية الأمريكية!

أمام هذا الجيش الخرافي للرجعية العربية المدعوم بدول البترودولار, و بالشيخ القرضاوي الذي يستطيع أن يدعو الناتو لقصف معمر القذافي و اليوم يطالب الجهاد في سوريا مع مكافئات النكاح السماوي الإلهي وقت الغزو, و تحريم الخروج على أولي المسلمين (السي مرسي في مصر). لا أجد إلا القوى الثورية اليسارية و الأحزاب الشيوعية, هي التي تملك القوة لمواجهة الامبريالية الأمريكية و المتحالفة مع جيش الرجعية العربية.

أن أي حديث عن العلمانية و الديمقراطية الغربية و التطور الإنساني للشعوب كلمات جميلة لا تتعدى الترف الفكري الحالم الجميل!

ماذا قدم الليبراليون و العلمانيون ل فنزويلا, أما ما قدمه القائد الثوري اوغو تشافيز. الذي يعد من أبرز الرؤساء الذين نال احتراما وشعبية على المستوى الدولي فهو مناضل سياسي حظي بحب و ثقة شعب فنزويلا, لاهتمامه بطبقة الفقراء خصوصا بالعمل على انتزاع حقوقهم ويأتي هذا من إيمانه الدائم بأهمية القضاء على الفقر.

أرى أن العمل الثوري هو من يقود إلى الوعي بالقيم الإنسانية و بعيدا عن الدين و الخرافة. الفقر و الخرافة هو اكبر عائق للتطور الديمقراطي و الحضاري, و هذا يعني عدم وجود أمكانية أو ظروف موضوعية وعلمية لتشيد الديمقراطية, إذ الديمقراطية تحتاج إلى بنا اقتصادية وعي طبقي بروليتاري متقدم. أن زج قوى الشعب في الكفاح الثوري هو اكبر ضربة للرجعية و القوى الامبريالية و مشروعها للسيطرة على الشعوب من خلال تنظيمات الأخوان و السلفية.

هذا الدور لا يستطيع المثقف أو الليبرالي العربي لعبه و تحقيقه إذ المثقفين أخوان الشياطين, و هم أول مَنْ تجذبهم أضواء الكامرات, و كفراشات تتهافت للحضور في اللقاءات التلفزيونية و هناك ينفصل المثقف سريعا عن الواقع ليقع في أحضان السلطة حتى و لو كانت السلطة محمولة على ظهر الدبابة الأمريكية!

أما زج الفقراء في الانتفاض لتحقيق مصالحهم الطبقية فهو شيء واقعي و ملموس وجربته شعوب الغرب حين اندلعت الثورة التنويرية و قادته البرجوازية التقدمية, و خاصة الشعوب صرخت و تصرخ لليوم في مصر, ارحل اغرب, حرية كرامة! أنها سبقت المثقف اليساري العربي للنزول إلى الشارع, للشهادة لدور المثقف هنا, اكتفي المثقف العلماني بالتصفيق للجماهير في مصر و سريعا عاد المثقف اليساري الليبرالي العلماني ليشتم الشعب بمجرد أن صعد الأخوان إلى السلطة و ينسى العلماني العربي أن الانتخاب حالة متقدمة ضرورية حققها الشعب, و أن الفارق بين قوى الحرية و الأخوان كان جدا بسيط.

اليوم يتفرج المثقف العلماني و لا يجرؤ النزول للشارع, فهو يائس ويرى أن الشعب والمنتفضون أغبياء و غوغاء ستخسر المعركة أمام السلطة و أن أمريكا تدبر و تدير المكائد للمنتفضين الأغبياء, الذي لا يملكون تنظيم و قيادة سياسية!

لكن كيف السادة المفكرون المثقفون العلمانيون يفكرون! و كيف يريدون تحقيق الدولة العلمانية! ومن هو جيشها! لا يعلم بها حتى الله, إذ أن هذا سر من أسرار العلماء المفكرين المثقفين الليبراليين!* و أن الله يخشى عباده العلماء*

أ بالأحلام الطوباوية و الدبابة الأمريكية! أم كيف؟
لقد بين التاريخ البشري أن لا تقدم بلا قوى ثورية وجماهير شعبية. يقال قتل سبارتكوس و ظهر المسيح!

و أقول أن الثورة الفرنسية و الثورة الروسية البلشفية لم تشذ عن خط سبارتكوس. إلا نحن العرب نريد بقدرة قادر الوصول إلى دولة علمانية و حضارة غربية متطورة بجرعة سحرية واحدة و بلا جيش و لا تضحيات دموية. نحن أصبحنا جدا إنسانيون أكثر من الفرنسي الذي ثار ضد الملكية و أنتج حركة في البرلمان وجاء بمفهوم اليمين واليسار. نحن ضائعون تنهشوا بنا الدبابة الأمريكية و يقصف الناتو أينما دعاه القرضاوي.

لا زال العراق ملوثا باليورانيوم و المفخخات التي أدخلتها الدبابة الأمريكية, و قوى العولمة الأمريكية العلمانية الليبرالية التكنلوجية البربرية العظمى المتطورة!!!, تزج برجال الثورة المضادة من المحيط إلى الخليج! قوات التدخل السريع ذو اللحى الطويلة و الدشداشة القصيرة!

نحن لا زلنا نناقش أخطاء ثورة أكتوبر الاشتراكية و الشيوعيين, و نحن في أسفل الدرك يحكمنا مليك وهابي في بلده يسكن جن الدبابة الأمريكية و صواريخ الناتو العابرة للقارات, و مثقفينا ذهبوا كلهم لطاولة الوليمة وعادوا بلا رقبة من كثر الترف الفكري و شرائح اللحم المقدد والنبيذ, ليقفزوا بالخيال الوردي الزاهي, الطائر على أجنحة مخملية مع دخان الحشيش بإقامة الدولة العلمانية الديمقراطية الحرية الثقافية الليبرالية, وعلى وزن الجمهورية الليبية الجماهيرية الاشتراكية العظمى!

فهذا الطرح اليساري الليبرالي العلماني العربي الغير مستورد عن الثورة الفرنسية أم الثورة الروسية الشيوعية التي ليست من واقعنا العربي! لا يختلف عن خيال السلفي في الرحيل من هذه الحياة الدنيا بالانتحار و التفجير الإلهي, للقاء الرب و الجنة. فكلا الطرحين خالي من المنطق العلمي, إذ لا يطرح كيف تحقيق المعادلات و الجنة العلمانية على ارض الواقع, و الغير معتمدة على عذابات الشعوب الفقيرة و الإنسان المسحوق و العمل معها لتحقيق الثورة التنويرية العلمانية.

مَنْ تفضل منظر يساري علماني بجمل إنسانية أم صرخة محمد البوعزيزي وسط اللهب, في أن تكون هي البدايات للعمل!

سقط الاتحاد السوفيتي. لكن لم تسقط الشعوب السوفيتية, إذ رغم كل مرارة التجارب و الأخطاء تسلحوا بالعلم و غزو الفضاء و تخلصوا من الدين و الكنيسة, وعرفوا أول تجربة ثورية اشتراكية في العالم و صاروا نصيرا لحركات الشعوب في آسيا و أفريقيا لنصف قرن, وهم صاروا أكثر من العرب مهيئين لتقبل لدولة الديمقراطية و العلمانية, و رجعوا اليوم قوة و قطب مع الصين الشيوعية, القوة الاقتصادية الجبارة في العالم.

و لازال أعداء اليسار و الشيوعية العرب تناقش أخطاء الدولة الاشتراكية, و الدبابة الأمريكية و الناتو تفتك بالشعوب العربية. اليوم القوى السلفية و الأخوان و القاعدة هي الشبح الذي يهدد المنطقة, و ليس الخطر الأحمر الشيوعي البلشفي.

تخلصت الشعوب من سلطة الكنيسة و الملك لانتشار الأفكار الحرة الثورية و منها كانت شعبية الأفكار الاشتراكية. أن أبسط إنسان في الغرب الرأسمالي يعرف أن جملة الدين أفيون الشعوب هي مقولة لكارل ماركس. وأن شعاره الأول يا عمال العالم أتحدوا!

أما الشعوب العربية ينفذ لها العقل الأخوان السلفي الخرافي من خلال الملك الوهابي و حمد آل ثاني, ملوك البترول الخونة عملاء الامبريالية الأمريكية. وهكذا جاءت أفكار التفجير الانتحاري التي أنتجت على يد قوات المارينز الأمريكية في جبال التورا بارو في أفغانستان. و جاءت فتوى النكاح لفترة الحرب الغزو المحلل في سوريا و رضاعة الكبير و فوائد بول البعير. و كل هذا طبعا أفضل من نضال الشيوعيين و حزبه الواحد و من استيراد أفكار اليهودي ماركس هههه!

لأن الناتو و الدبابة الأمريكية تصغي لفتوى القرضاوي المسلم العربي, و أمريكا تعمل مع آل سعود و حمد آل ثاني من اجل إقامة دولة ديمقراطية علمانية في سوريا و بشكل دموي مستوحى من الثورة الفرنسية! إذ سوريا ليست العراق فهي أكثر حظا لبناء الديمقراطية, بعد أن عجزت أمريكا عن تحقيق الديمقراطية العلمانية في العراق هههه!

كلمة أخيرة ليصغي و يتعلم اليسار و الشيوعيين و كل المثقفين من درس الانتفاض في مصر, الذي له موعداً مع القدر في 30 من يونيو! هل يتعلم اليساري و المثقف و الشيوعي, كيف يتعلم من الجماهير؟
إذ لينين كان تلميذ لامع عند الشعب الروسي!

المقال!صياغة لتعليقات لي حول السطور التي كتبها ( جلبير الأشقر) في الحوار المتمدن, الذي أسدى نُصح لي لصيغها بمقال. شكرٌ للنصيحة!
جلبير الأشقر- مفكر ماركسي من لبنان وأستاذ في معهد الدرسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: كتابه الأخير -الشعب يريد: بحث جذريّ في الانتفاضة العربية.

انتهى على السلام و العلمانية في سوريا ألقاكم!