زمن الرئيس الإخوانى ومشروع نهضة مصر-22- الرحيل


محمود حافظ
2013 / 6 / 29 - 20:36     

منذ بداية إغتصاب السلطة فى مصر بواسطة جماعة الإخوان المسلمين وبداية زمن الرئيس الإخوانى كانت هناك محاولة منا لتوثيق هذه الحقبة من حكم الرئيس وجماعته وكان أهم ما تم توثيقه فى ما تم طرحه من مقالات هو كيفية إجهاض الثورة العربية الكبرى والسطو عليها بواسطة الإمبريالية العالمية والتى قامت بتمكين جماعة الإخوان المسلمين على السيطرة على سلطة الشعوب العربية الثورية هذه الشعوب التى قامت بثورتها ضد السلطة التابعة للإمبريالية سواء فى تونس أو مصر فما إن لبثت هذه الشعوب من إنجاز ثورتها الكبرى حتى تمكنت الإمبريالية العالمية من توفير بديل متعطش للسلطة تم تكوينه فى حضن هذه الإمبريالية ليكون بديلا هزيلاً يحكم شعوب ثائرة خاضعاً للهيمنة الإمبريالية ولكن ماغاب عن فكر الإمبريتالية العالمية أن البديل المطروح لحكم الشعوب العربية الثائرة هو بديلا قد تعداه الزمن بفعل الفكر الإنسانى الذى نمت وترعرعت فيه الحضارة الإنسانية والتى تبنتها الرأسمالية العالمية والتى تحولت إلى الإمبريالية بجكم طبيعتها الإستغلالية .
إن المبادئ التى قامت عليها الحضارة الرأسمالية هى فى الأساس مبادئ راسخة تضمن حقوق الإنسان فى المقام الأول وأول هذه الحقوق وأساسها هو عدم إقصاء الآخر وضمان كافة حقوقه فى حرية التعبير والرأى وحرية المرأة والطفل ومن هنا كانت إنطلاقة الأفكار الديموقراطية هذه الأفكار التى تبلورت فى الإعتراف بالآخر والذى يعنى فى الأساس تقبل الطرف الآخر والتامل معه الأمر الذى يؤدى بالضرورة إلى إرساء نهج التسامح ونبذ نهج التعصب هذا النهج الذى ما إن ظهرت بوادره منذ نهاية العقد الثانى من القرن العشرين فى إقامة سلطات نازية وفاشية قائمة على التعصب ونبذ الآخر حتى قامت عليها القوى التقدمية وأجهضت عنصريتها وتعصبها وكانت نهاية النازية الهتلرية والفاشية الموسولونية فى كل من ألمانيا وإيطاليا ولكن مابقى تحت الرماد الساخن تلك هذه الحركات التى تكونت فى نفس الفترة تاريخيا ولم تر النور لإستمرارية قمعها من القوى التقدمية وخاصة القوى الليبرالية والإشتراكية ومن هذه الجمتاعات جماعة الإخوان المسلمين التى تأسست فى نفس التاريخ تقريبا فقد تم الإعلان عن تأسيسها فى العام 1928 م بواسطة حسن البنا هذه الجماعة التى قامت على التعصب الدينى وعدم قبول الآخر من منطلق دعوتها الدينية وإشهار مبدأها الأساسى فى مقولة الإسلام هو الحل وإعتمادها لبعض أفكار سلفية كإبن تيمية وإبن القيم الجوزية والسير على نهج أبو الأعلى المودودى الذى إعتمد نهجه السيد قطب وأصبحت الجماعة الحالية التى تحكم حاليا فى مصر هى من تعتمد الأفكار القطبية أو بمعنى آخر أفكار أبو الأعلى المودودى فهى جماعة تقوم على التعصب لنهج ما وتنقل هذا التعصب عن طريق مبدأ السمع والطاعة إلى مريديها وهى نفس الطريقة فى إعتماد الفاشية التى تم القضاء عليها فى النهاية النصف الأول من القرن الماضى .
إن ما إرتكبته الإمبريالية العالمية من حماقة تولية أو سيطرة هذه الجماعة الفاشية على السلطة وتمكينها من قهر الثورة العربية الكبرى كان الأساس فى هذه الإستراتيجية هو تفكيك الوطن العربى وإزاحة كافة الأفكار القومية العربية والتى فى الأساس كانت توجه بوصلتها إلى المغتصب والمحتل للأراضى العربية فى فلسطين وهو الكيان الصهيونى الذى صنعته الإمبريالية العالمية ليكون عصاها فى هذا الوطن التى تقوم الإمبرالية العالمية بسلب ثرواته وإستغلال طاقاته للحفاظ على مكتسباتها الإنتاجية .
لقد كان طرح إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة هى الأساس فى وجود قوى متعصبة تسيطر على السلطة فى المنطقة العربية وكان البديل الجاهز هو هذه الجماعة الفاشية وروافدها من الجماعات التكفيرية ذات الأصول الوهابية هذا البديل هو القادر على على تفتيت الأمة العربية بواسطة الأفكار الطائفية والمذهبية ولكن ما لم تدركه الإمبريالية العالمية وممثلتها فى القاهرة السيدة آن باترسون أن زمن الجماعات الفاشية قد ولى إلى الأبد .
إن ماقام به الرئيس وروافده فى الأيام القليلة الماضية لهو أكبر مثال على التخلف الفكرى والأخلاقى لهذه الجماعة وروافدها فما قام به هذا الرئيس الإخوانى ومن حوله فى إذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية والتحريض على القتل وإعلان حالة الجهاد ضد دولة عربية محورية كانت ذات يوم جزء من الجمهورية العريبية المتحدة والتى جمعت بين مصر وسوريا فى دولة واحدة هذه الدولة التى قال عنها زعيم الأمة العربية ذات يوم إنها قلب العروبة النابض وكانت هذه المقولة عين الحقيقة كان هذا الإعلان المتخلف من رئيس متخلف وأتباع هم قمة فى التخلف والتعصب كانت نتيجة هذا التحريض إن قام وفى مصر المتسامحة أبداً نفر من أتباع الرئيس ونتيجة لتحريضه وتحريض جماعته إن تم سحل وقتل أربعة من المصريين الشيعة فى بلدة أبو مسلم فى الجيزة وبدون رحمة إنها ممارسة الفاشية من رئيس ونظامه الفاشى فى مصر العروبة وأزهرها رمز الوسطية والتسامح العالمى هذا الرئيس وجماعته ومريديه الذين أعلنوا قبل نهاية العام من زمن هذا الرئيس تهديد الشعب المصرى بالدفاع عن هذا النظام الفاشى بالدم وقطع الرقاب والأصابع قد عجل من وضع النهاية لهذا النظام بإستعادة الشعب المصرى لثورته السلمية التى أعلن عنها فى يناير 2011 م وإن ما حدث فى يوم الجمعة الموافق 28 يونيو وما ليه اليوم لهو تمهيداً لإستعادة الشعب المصرى لثورته المحقة والتى أعلن عنها هذا الشعب فى تاريخ ال30 من يونيو 2013 م ليكون هذا اليوم هو نهاية حكم الفاشية المصرية التى باتت ترهب الشعب المصرى ة وتهدده بالحرب الأهلية وبحور الدم هذه الفاشية التى تم شطبها فى السابق من تاريخ الشعوب سوف يقوم الشعب المصرى بعد ساعات أو قام من الأمس بوضع النهاية لها وإنتصاره عليها بتسامحه وسلميته ليكون هذا اليوم هو اليوم المكمل لإنجاز ثورة الشعب المصرى وإنجاز الثورة العربية الكبرى وإنهاء التبعية للإمبريالية العالمية .
فإلى اللقاء فى الغد لنصرة الشعب المصرى بواسطة الشعب المصرى ونصرة ثورته المجيدة ضد قوى الظلام والطغيان .