الفيلسوف الماركسي الثوري دانييل بنسعيد لم يعد بيننا


التضامن من اجل بديل اشتراكي
2013 / 6 / 28 - 22:59     

برحيل المناضل دانييل بنسعيد يكون اليسار الثوري العالمي والحركة الماركسية الثورية قد فقدا احد اكبر أعمدتهما في القرن الواحد والعشرين.رحل دانييل، رحل"فيلسوف" الثورة ومنظرها.
لقد كان دانييل مناضلا ثوريا يصارع على جميع الجبهات،الفكرية والعملية والإنسانية. ومن فوق كل المنابر التي صعدها، كان دانييل ينطق باسم المضطهدين والمقهورين. فهو الإستاد الجامعي الذي تنطلق من مدرجاته التظاهرات الطلابية، وهو المثقف العالمي الذي يتصدر توقيعه كل حملات التضامن الأممية مع الشعوب المضطهدة، وهو المفكر الحاضر في كل المنتديات والملتقيات العالمية، وهو صاحب الجسد النحيف الذي يتقدم المسيرات والمظاهرات......
هو المفكر الماركسي الذي استطاع الجمع بين الاستمرارية النقدية والتجديد الخلاق، هوصاحب المنهجية الجدلية التي تنطلق من "لحظة الوسط" لاستخلاص الدروس التاريخية والقيم المعرفية التي لازالت تحتفظ براهنتيها،لدمجها كمادة في مختبر تحليل مشكلات الحاضر من اجل بلورة العناصر الضرورية للجواب على تحديات المستقبل .
هو المناضل الاممي الذي انطلق من تجربة الأممية الرابعة كلحظة وسطية بين الأممية الثالثة بعد إعادة قراءة نقدية لتجربتها، ليصل إلى ضرورة أممية ثورية جديدة كجواب على تحديات العولمة الرأسمالية.
سيحفظ التاريخ لدانييل بنسعيد "براءة نداءه" الشهير "من اجل أممية خامسة" الذي أطلقه رفقة ثلة من المثقفين الامميين خلال المنتدى الاجتماعي العالمي ببورتو اليغري.
لقد بدل دانييل جهودا كبيرة لدمج "المسالة البيئية" ضمن مشكلات الثورة الاشتراكية في القرن الواحد والعشرون، وقد أجهد نفسه، في آخر لحظات حياته ،للمساهمة في النقاش والتحضير لمؤتمر الأممية الرابعة السادس عشر، كمحطة لتوضيح أفق مشروع أممية ثورية جديدة .
سيطلع الكثير من أعضاء ومناضلي اليسار العالمي، في شهر فبراير القادم، على آخر مساهمات الفيلسوف الثوري في معركة بناء أممية جديدة للمضطهدين والمستغلين، سيقف الجميع على القيمة التاريخية لإسهامات المفكر دانييل بنسعيد وعلى حجم الخسارة التي مني بها اليسار الثوري العالمي في هذا الوقت بالذات.
لقد جمعنا بالرفيق دانييل روابط الانتماء المشترك لنفس المنشأ والخندق، وبفقدانه فقدنا مصباحا في الطريق لحظة الظلام، ومعلما لحظة قراءة الحروف الاولى للثورة الاشتراكية في القرن الواحد والعشرون.
رحل دانييل لكنه لم يمت، سيبقى خالدا في ذاكرتنا
التضامن من اجل بديل اشتراكي
SOLIDARITESOCIALE