الرفيق وليد مهدي يراجع الماركسية


فؤاد النمري
2013 / 6 / 27 - 16:57     

كنت كتبت قبل عشرين عاماً في تقديم لموقعي الخاص على الشبكة أدين مراجعي الماركسية وأدعياء تطويرها أو تحديثها فقلت .. " أدعياء تطوير وتحديث الماركسية إنما يستهدفون نقضها أو خلخلتها على الأقل كي يمتنع البناء فوقها . نحن في هذا الموقع نشهد شهادة لينين حول صحّة الماركسية المطلقة ونحاول البناء فوقها كما هي وكما قدمها لينين " .
إلا أنني أمام مقالة الرفيق مهدي (مراجعات في الماركسية – 1) في "الحوار المتمدن" 24/6/013 أجدني فرحاً بالنشاط الفكري الحيوي للرفيق مهدي في حنايا العلوم الماركسية رغم أنه كتب ما كتب وكما لو أنه تقصد نقض كل قراءاتي للوضع الدولي والبناء الذي بنيته فوق الماركسية كما أشارت مقدمتي أعلاه . فأن يكتب الرفيق مهدي ليجدد في الماركسية فهذا يعني أنه يرى أن الماركسية ما زالت صالحة للبناء فوقها وهو ليس كمن لا يكتب سلباً أو إيجاباً عن الماركسية وكأنه لا يجرؤ على القول أن الماركسية قد تقادمت وانتهت صلاحيتها. لذلك تسرني ولو بمقدار مراجعات الرفيق وليد مهدي . ولأنها تسرني يترتب علي التعرض إلى كل ما لا نتفق عليه فيما يوصف بالمراجعة، مراجعة الماركسية ؛ ومن المفيد أن نتعرض له في فقرات منفصلة ..

• الحتمية التاريخية
كثيرون هم الذين لا يعرفون ميكانزم الحتمية التاريخية التي هي من ميكانيك القانون العام للحركة في الطبيعة . عندما قال ماركس .. صحيح أن الإنسان يصنع التاريخ لكنه لا يصنعه وفق مشيئته، كان يعني أن الانسان يصنع التاريخ وفق المعطيات على الأرض وفي الواقع . أي أن الشروط على الأرض هي ما يحتم شروط المرحلة التاريخية التالية ؛ وبتبسيط أكثر نقول أن الخصائص الفسيولوجية للزوجين وخيوط الكروموسومات في خلاياهما هي ما يحتم شكل وخصائص مولودهما . وعليه فليس هناك أدنى اشتباه في صحة مبدأ الحتمية التاريخية التي تقول وفق القراءة الماركسية للتاريخ أن مستوى تطور أدوات الإنتاج هو ما يقرر علاقات الإنتاج والنظام الاجتماعي في المجتمع المقصود .
أما التساؤل فيما إذا كان لينين قد تجاوز مبدأ الحتمية التاريخية، كما يزعم الكثيرون وأولهم زعماء الأممية الثانية كاوتسكي وبليخانوف، فهو تساؤل يطعن في شرعيته مبتدأ ومنتهى المشروع اللينيني، حيث أن حركة البلاشفة في أكتوبر 1917 لم تبدأ كثورة اشتراكية بل كانتفاضة بورجوازية المحتوى قادها البلاشفة بعد أن تقاعست البورجوازية عن تحقيق شروط الثورة البورجوازية في فبراير شباط 1917، وانتهى المشروع اللينيني في الخمسينيات حين لم يكن أحد في العالم يشكك في اشتراكية النظام السوفياتي . تحقق كل ذلك في مدى ثلاثين عاماً فقط وهي فترة مهملة نسبياً في عمر الزمن بالرغم من كل العقبات التي اعترضتها من خارجها على الأخص من مثل الحرب العالمية الثانية ومواجهة النازية التي كانت قد حطمت أكبر امبراطوريتين إمبرياليتين عظميين هما بريطانيا وفرنسا .
ليس مما يعقل الزعم بعد كل هذا أن لينين كان قد تجاوز مبدأ " الحتمية التاريخية " .

• "موديلات" الماركسية
الرفيق وليد مهدي يعتبر أن هناك أكثر من قراءة (أو موديل) للماركسية فثمة قراءة لينينية وأخرى تروتسكية وثالثة ماوية وأن هناك شرعية لكل من هذه القراءات الثلاث، واستناداً لهذه الشرعية المزعومة يمكن قراءة الماركسية قراءة رابعة تتجاوب مع النظام الماثل في العالم وتضاريسه المتباينة، وهو ما يحاول رفيقنا مهدي القيام به .
هناك ماركسية واحدة لا تقرأ على غير ما هي، وعلى غير ما قرأها لينين . المآثر الخارقة التي حققها المشروع اللينيني في فترة قياسية قصيرة 1922 – 1952 تبرهن دون أدنى شك أن القراءة اللينينية للماركسية هي القراءة الصحيحة بين كل القراءات الأخرى، ليس فقط القراءة التروتسكية التي حولت تروتسكي إلى دور جاسوس لمكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، أو القراءة الماوية بعد أن اعترف ماو بأن الثورة في الصين إنما هي الإبنة الشرعية لستالين، بل وقراءات أخرى أعم وأشمل كقراءة كاوتسكي وقراءة بليخانوف أو قراءة بيرنشتاين.
ليس في الماركسية ما هو بحاجة إلى تأويل أو تفسير ؛ ولعلي الوحيد في هذا العالم الذي يقول بأن النظام الرأسمالي انتهى إلى غير ما توقع ماركس وإنجلز في بيانهما الشهير " المانيفيستو 1847 " ومع ذلك ما كنت لأقول ذلك بغير الاستناد المباشر والقوي إلى الماركسية . مختلف الدعوات لتجديد وتطوير الماركسية تنبثق جميعها من عيب واحد وحيد وهو العجز عن قراءة " النظام " الدولي الراهن فينسب العجز إلى الماركسية فيما هو في الحقيقة عجز القارئ .

• الطعن في أطروحتي الأثيرة حول انحراف التاريخ
يقول الرفيق مهدي.. " نحن بامس الحاجة بان نعترف بان مسار شرح الماركسية هو الذي يحتاج الى تعديل وليس مسار التاريخ بحاجة لتعديل حتى يتفق مع الماركسية "
من أفضال ماركس هو أنه صنع من التاريخ علماً اسمه " علم التاريخ " . وعلم التاريخ، بقانونه العام وهو الصراع الطبقي وما يتفرع عنه من أحكام أخرى، يحدد تماماً المسار الذي تجري عليه عربة التاريخ فتدخل مرحلة الاشتراكية فيما بعد الرأسمالية . انحراف عربة التاريخ بفعل قوى رجعية معاكسة لفعل التاريخ لا يعني أن القانون العام لعلم التاريخ قد انكسر ولم يعد يفعل . انحراف العربة عن سكة التاريخ لا يفتح تاريخاً مختلفاً للبشرية والدليل على ذلك أن قوى الانتاج أخذت بالضمور ولم تعد تنتج ما يكفل بقاء البشرية واستقرارها في نظام جديد منحرف . ليس أمام البشرية سوى الفناء إن لم تعد عربة التاريخ إلى مسارها التقليدي، مسار يسمح بتنامي قوى الإنتاج . ماركس لم يتنبأ وما كان له أن يتنبأ بمرحلة غريبة على مسار التاريخ، يؤول فيها صولجان السلطة إلى البورجوازية الوضيعة . شرعية السلطة تقوم فقط على إنتاج الثروة والبورجوازية الوضيعة لا تنتج أية ثروة . خروج عربة التاريخ عن سكة التاريخ لا يمكن اعتباره جزءاً من التاريخ بينما هو في واقع الأمر خروج من التاريخ ولن يكون لغير فترة قصيرة ينكرها التاريخ .
خطبت في رعيل من الشيوعيين القدامى قبل سنوات وأشرت في خطابي إلى الصراع الطبقي في الاتحاد السوفياتي فقاطعني عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي مقهقهاً ومتسائلاً باستنكار .. عما تقول يا سيد .. !؟ صراع طبقي وفي الاتحاد السوفياتي !؟ ـ يبدو أن هذا الرجل قليل الحيلة قليل القراءة، إذ لم يقرأ تقرير الأمين العام للحزب خروشتشوف في المؤتر العام الثاني والعشرين للحزب الشيوعي 1961 عن اضطراره لوقف الصراع الطبقي في الاتحاد السوفياتي . قال ستالين في العام 1938 أنه كلما تقدم بناء الإشتراكية كلما ارتفعت حدة الصراع الطبقي ؛ وتساءل خروشتشوف في العام 1961 .. هل علينا أن نتصارع لا لشيء إلا لمسرة أعدائنا !!؟ ـ الغباء يلازم هذا الرجل أكثر من اسمه .
لأكرر للمرة الألف أن من قوض مشروع لينين في العام 1953 ليس هم الرأسماليون إذ لم يكن أحد منهم في المجتمع السوفياتي . ليس الرأسماليين هم من طالب خروشتشوف بكسر القانون وإلغاء مقررات المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعي 1952 جملة وتفصيلاً ؛ من طالبه بذلك هو الجيش السوفياتي، والجيش السوفياتي لا يتشكل من رأسماليين بالطبع . حبذا لو أن الرأسماليين هم الذين طالبوا بتحويل أهداف التنمية من رفاه الشعب إلى الصناعات العسكرية، لو كان ذلك لرفض خروشتشوف فهو عدو قاتل للنظام الرأسمالي وقد توعد الرأسماليين بدفنهم أثناء زيارته لأمريكا . ليس الرأسماليين هم من طلب من الجيش ألا يقصف مبنى البرلمان وبداخله يلتسن وعصابته أثناء الإنقلاب 1991 ، وليس هم من عادوا يأمرونه بالقصف في العام التالي ففعل . البورجوازية الوضيعة هي التي خلصت السلطة من قبضة البروليتاريا منذ العام 1953 . وترتب على ذلك انهيار النظام الرأسمالي في مراكزه لصالح البورجوازية الوضيعة أيضاً وليس لصالح البروليتاريا .
البورجوازية الوضيعة هي دائماً ضد كل ما هو تقدمي وهي لا تمتلك نظاما مستقلاً للإنتاج . تنتج الخدمات التي تخدم الإنتاج المادي لكنها لا تنتج أية ثروة . ولذلك فالماركسية ليست بحاجة لاكتشاف تناقضات "نظام" البورجوازية الوضيعة استشرافاً لسقوطه . سقوطه سريع ومؤكد لأنه يستهلك الثروة ولا ينتجها . روسيا تعيش اليوم على تصدير الطاقة مثلها مثل السعودية والعراق وهما أمثولة التخلف، وأمريكا ومراكز الرأسمالية السابقة تعيش جميعها على الاستدانة .

*حسناً يعترف الرفيق مهدي بأن أزمّة القيادة هي اليوم في قبضة البورجوازية الوضيعة لكنه سرعان ما يهرب من خطورة هذا الحقيقة الجامدة وتداعياتها ليدعي في الحال أن الطبقة الوسطى " منحازة منقادة بإمرة الإمبريالية " !! لم أقرأ يوماً رفيقنا وليد يفارق الواقع بمثل هذا الإدعاء . تجارة الرأسماليين تقتصر على الإتجار بقوى العمل، يحققون أرباحهم من خلال الفرق بين قيمة شراء قوة العمل وقيمة مبيعها . وقود مركبة النظام الرأسمالي هو قوى العمل (Labour Power) أما الطبقة الوسطى أو البورجوازية الوضيعة فهي تقول اليوم بما تسميه "اقتصاد المعرفة" وتدعي أن العمل لم يعد هو العامل الحدي في قيمة السلعة بل المعرفة (Know How) التي هي من انتاج وابتداع الطبقة الوسطى كما يوافق على ذلك الرفيق وليد ـ ولنا تحفظ على مثل هذه المزاعم حيث بدون تشغيل أدوات الإنتاج لن تكون هناك معارف جديدة أو متطورة . وعليه فإن التناقض بين الرأسماليين الإمبرياليين من جهة والطبقة الوسطى من حهة أخرى هو تناقض جذري وغير تصالحي فالطرفان مختلفان على امتلاك فيض القيمة الذي هو عصب النظام الرأسمالي . بمثل هذا التناقض غير التصالحي لا يجوز الإدعاء بأن الطبقة الوسطى " منحازة منقادة بإمرة الإمبريالية " . كنا رأينا في مراكز الرأسمالية الكلاسيكية استبدال الدولة الرأسمالية بدولة الرفاه (Welfare State) وهو ما دفع بالرأسماليين إلى الهروب بشركاتهم من المراكز إلى الأطراف . كما رأينا أن المعارف لم تساعد الولايات المتحدة والمراكز الرأسمالية الأخرى في توفير احتياجات شعوبها على الأقل دون الوقوع تحت طائلة مديونية لا تقوى على حملها . عن أي رأسمالية وأي إمبريالية في الولايات المتحدة يجري الحديث وهي اليوم أكبر مدين في العالم وأكبر مستورد للسلع ولرؤوس الأموال !؟ إنها مدينة للخارج بأكثر من دخلها القومي كما في الإحصاءات الدولية بل هي في الحقيقة مدينة بثمانية أضعاف دخلها القومي، كما يعمل في داخلها أكثر من ثلاث ترليونات من الدولارات الأجتبية .
من ما زال يقول بتواجد الرأسمالية الإمبريالية فهو قطعاً لا يحترم نفسه عداك عن احترام الآخرين من قرائه ؛ ومثل هذه المزاعم تفسد مسبقاً كل الرؤى السياسية لأصحابها . هذا لا يعني أن الولايات المتحدة قد تحولت إلى دولة ديموقراطية بعد انهيار نظامها الرأسمالي في السبعينيات . لا، الأمر ليس كذلك ؛ لقد تلبست الولايات التحدة شيطنة أسوأ بكثير من شيطنة الإمبريالية وهو ما سمح للرئيس الأميركي بوش الإبن أن يستنكر التاريخ الامبريالي للولايات التحدة بعد أن أتمت جيوشه احتلال بغداد . البورجوازية الوضيعة في السلطة لا تجوز مقارنتها بالرأسماليين، فهؤلاء ينتجون قوى بناء وقوى شيوعية، أما البورجوازية الوضيعة فلا تنتج سوى التهديم والإفقار .

• " تاريخ ما بعد الحتمية "
يبدو أن رفيقنا وليد نسي أنه أقر بأن أزمّة العالم هي اليوم في قبضة الطبقة الوسطى المنقادة برأيه للرأسمالية الإمبريالية، نسي ذلك فعاد يتحدث عن أزمّة قيادة العالم في أيدي كبار الماليين ومالكي البنوك .. " فهؤلاء يتحكمون " رقمياً " في الخفاء بقيمة العملات ويؤثرون على الارادة الشعبية والجماهيرية وهو ما سنطلق عليه لاحقاً " تاريخ ما بعد الحتمية " .
الرفيق وليد يثير في هذا التحقيق قضيتين في غاية الأهمية أولاهما وهي الخطوط المحددة للطبقة الاجتماعية، وثانيتهما هي نفي الحتمية التاريخية والاعتقاد بتطور الأشياء من خارج ذواتها حتى الإدعاء ب " تاريخ ما بعد الحتمية " .
أهم ما يفتقده محازبو الماركسية والشيوعية هو معرفة الحدود المميزة للطبقة . يظنها الكثيرون منهم، وأكاد أقول رفيقنا وليد من هؤلاء، أن حجم الثروة هو ما يحدد الطبقة التي ينتمي إليها مالك الثروة. الأمر ليس كذلك على الإطلاق ؛ ما يحدد طبقة الفرد هو الوسيلة التي يحصل من خلالها على النقود . الرأسمالي يحصّل النقود من خلال الإتجار بقوى العمل، والعامل يحصّل نقوده من خلال بيع قوة عمله المتجددة في جسمه يومياً، والبورجوازي الوضيع يحصّل النقود من خلال إنتاجه للخدمات وبيعها للرأسمالي، والفلاحون وهم أيضاً من طبقة البورجوازية الوضيعة يحصلون نقودهم من خلال إنتاج المحاصيل الزراعية واللحوم وبيعها .
أرباب المال وبعد أن انصرفوا إلى المضاربة في البورصات والإتجار بالعملات وكفوا عن المساهمة في التوسع الصناعي لم يعودوا رأسماليين . لقد باتوا من البورجوازية الوضيعة أو الطبقة الوسطى التي تعيش كالعلق على جسم البروليتاريا وتسرق الجزء الأعظم من فائض القيمة . لقد بات هؤلاء العدو القاتل للنظام الرأسمالي حيث كل (5 - 10) آلاف دولار يراكمونها في أرصدتهم المتورمة يمنعون بذلك عاملاً من العمل في الإنتاج ويدفعون المجتمع بالتالي إلى الفقر .
أما فيما يتعلق بنفي الحتمية التاريخية فإن هذا النفي لا يكون حقيقياً إلا إذا كانت البورجوازية الوضيعة ومنها أرباب المال ومالكي البنوك الذين انصرفوا كليّاً إلى الإتجار بالأموال بعد أن كفوا عن المتاجرة بقوى العمل، قد نجحت في استبدال نظام الإنتاج الرأسمالي أو نظام الإنتاج الاشتراكي بنظام إنتاج ثالث مختلف . لو كان ذلك لسلمنا بانتفاء قانون الحتمية التاريخية . لكن " النظام أو الأحرى اللانظام القائم اليوم إنما هو تبعاً للحقائق القائمة نظام للإستهلاك وليس نظاماً للإنتاج يستقر عليه أي مجتمع مهما كانت تشكيلته.
ثمة خلاف حول طبيعة النظام القائم، فهناك قوم قصيرو النظر يؤكدون أن النظام الرأسمالي ما زال قائماً بصورته الامبريالية المتوحشة وفي هذه الحالة لا يكون قانون الحتمية التاريخية قد انكسر أو انتفى ليبدأ " تاريخ ما بعد الحتمية "، وأناس آخرون مثلي يقولون أن ما تلا انهيار النظامين الاشتراكي والرأسمالي ليس نظاماً على الإطلاق، إنه ليس إلا إجراءات تعسفية تستهدف الحؤول دون الإنتقال إلى النظام الإشتراكي بعد انهيار النظام الرأسمالي، وفي هذه الحالة أيضاً لا يمكننا الإدعاء بانتفاء قانون الحتمية التاريخية . لن تعرف البشرية نظاماً للإنتاج بعد الرأسمالية غير الاشتراكية .

وختاماً كل الشكر للرفيق المجتهد وليد مهدي وهو بساعدنا عل تفحص مختلف المنحنيات الدقيقة في العلوم الماركسية .

www.fuadnimri.yolasite.com