حول اضراب سواق الحافلات في السويد


جمال احمد
2013 / 6 / 24 - 02:51     

اولاً : ماذا حدث في يونيو 2013
اليوم23 يونيو2013 ، هو خامس يوم اضراب سواق الحافلات لبعض كراجات بلدية ستوكهولم في السويد . 1400 سائق وعامل في ستوكهولم و 300 في مدينة أميئو اضربوا عن العمل تحت قيادة نقابة البلدية ، 50 خط نقل تم ايقافه عن العمل في مركز مدينة ستوكهولم و ضواحيها ( سولنا، سيندبيباري ، سولونتونا ، سويدرتاليا) وفي مدينة اُميئو ، و اثر ذلك على أكثر من 100000 راكب-ة . كان الإضراب نتيجة عدم اتفاق النقابة البلدية المتمثلة بمسئولة العقود لينيتا غراندلوند مع منظمة أصحاب شركات الحافلات والنقل المتمثل بمديرها العام بيتر جيبسون ، حيث تقدمت النقابة بطلب زيادة الراتب بمبلغ 1740 كرون لمدة ثلاث سنوات و تمديد وقت استراحة الغذاء من 30 دقيقة إلى 45 دقيقة و تحديد الحد الأدنى للأجور وكذلك رفض طلب أصحاب شركات الحافلات والنقل بتقديم لتعين جديد للسواق والعاملين في الكراجات في كل مرة تفوز اية متعهد بالادارة . وقد هددت النقابة بتوسيع الإضراب في 24 من الشهر الجاري ليشمل 5000 سائق-ة وعامل-ة في حال عدم الإذعان للمطالب المقدمة . وكما كانت هناك ايضاً مشادة بين نقابة سيكو واصحاب العمل في مجال النقل ( القطارات ، ميترو الانفاق ، ترامواي) حيث طالبوا بزيادة الأجور وعدم تطبيق التعين الجديد عند تغيير المتعهد ، وقد هددت نقابة سيكو بالاضراب الذي كان من المؤمل أن يبدأ 20 يونيو ، ولكنهم توصلوا الأمس إلى اتفاق مؤقت بقبول بزيادة الرواتب وتأجيل قضية التعين الجديد .
ترحيب جماهيري بالاضراب وتعاطف عاصف معه في جميع وسائل الإعلام ، وقد حاولت منظمة شباب حزب الموديرات اليمين ( المسمى بحزب العمال الجديد في انتخابات 2008) الحاكم بتسيير حافلات صغيرة بين مستشفى الجنوبي ومستشفى كارولينا لكنهم فشلوا بعدما ابدوا المسافرين امتعاضهم لهذه الخطوة من كاسري الإضراب و رفضوا الركوب. في 19 يونيو نشرت جريدة الميترو على صفحتها الكترونية بان بيتر جيبسون قد هدد الاغلاق التعجيزي ( lockout ، والتي ساوضحه في المقال القادم ) ولم يرد اي جواب من نقابة البلدية !
بعد سكوت من 20 يونيو من الجانبين والاعلام ، بدأت اليوم مساءاً الكلام عن توسيع دائرة الاضراب ليشمل سبع مدن اخرى ، منها اربعة مدن باضراب كامل للسواق والعاملين وهم : نورشبينغ،سترينغنيس،هالمستاد وفيستروس ؛ وثلاث مدن باضراب الميكانيكيين وعمال الخدمات وهم : جونكشوبينغ ، جافلة، اوسترسوند .
هذا ما كتبه الإعلام عن الإحداث . ولكن ماهي أوضاع العمل في كراجات الحافلات ؟
مع بداية عملي كسائق حافلة (عام 2010) وفي الاجتماع بالنقابة علمت إنهم في اتفاقهم بسنة 2008 قد سلموا سلاحهم الوحيد لأصحاب العمل وذلك بالتوقيع على عدم القيام باي إضراب ، وعلمت ايضا انهم قد أهدوا أسبوعا من اجازاتنا السنوية الى صاحب العمل (حيث ان جميع العاملين فوق خمسين سنة من العمر في القطاع العائدة للنقابة يحق لهم إجازة سنوية بستة أسابيع عدا سواق الحافلات بخمسة اسابيع) ، وكذلك اهدوا نسبة 40% - 50% من بدل العمل الليلي وعمل العطلات لهم . ومن خلال هذه السنوات الثلاث تجاوزوا على حقوق العاملين بإشكال مختلفة:
1- سحب البطاقة السنوية السفر للعمل (سعرها 8300 كرون).
2- سحب بطاقة مراكز التمرينات الرياضية (سعرها 3000كرون).
3- عدم تقديم الفواكه (والتي كانت يوميا).
4- عدم تقديم الفطور(والتي كانت مرة في الأسبوع).
5- إطالة يوم العمل الى 9-10-11 ساعة (بعدما كانت اقل من 8 ساعات).
6- تقليل أوقات الراحة اثناء العمل.
7- زيادة شدة العمل وذلك بتقصير فترة السوق (حيث التأخير و ضياع فترات راحة السواق)
8- التأخير في تصليح مشاكل الحافلات في أوقاتها(وتسبب بازعاج السواق)
9-المحاسبات الشديدة في للعاملين عند حصول المخالفات الحاصلة .
ان الخطوط الداخلية لنقل الركاب لمدينة ستوكهولم كانت حكومية أنشئت منذ عام 1915 بشكل شركة مساهمة لسلطة المدينة والبلديات وتدار بشكل يراعى الربح و صيانة العاملين فيها وسلامة المسافرين ، ولكن في التسعينيات من القرن الماضي بدأت مع مد خصخصة القطاع العام بتأجير الكراجات للقطاع الخاص وعدا الشركات السويدية، تقدم شركات أجنبية ايضاً لإدارة الكراجات عن طريق المناقصة . والان توجد شركتين أجنبيين كيوليس الفرنسي وأريفا الدانماركية إضافة إلى نوبينا السويدية تتنافس على إدارة الكراجات عن طريق المناقصة ، اي ان اقل السعر هو المعيار الأساسي، وان آخر ما يفكر به هو الخدمات الجيدة وسلامة المسافرين ووضع العمال والسواق.
قبل هذا الإضراب نشرت النقابة بأسبوع مقترحات صاحب العمل، والتي طرحها في الاجتماع التسجيلي بتاريخ 18 فبراير 2013 لكي يتفاوضوا مع النقابة بعد تاريخ 31 ماي-ايار ، بمقدمة مخزية ومطالب عبودية للعاملين، طبعا تم الإعلان عنها و النشر كملزمة ذو 4 صفحات على طاولة مطبخ كراج الشركة وليس للرأي العام . وسأعرضها بالتفصيل تلك المقترحات و قضايا أخرى حول نضال العمال ودور النقابات في السويد في مقالات قادمة.