بصراحة: المثقفين بين الواقع والطموح


فاضل الحليبي
2013 / 6 / 8 - 15:11     

دعونا نناقش بهدوء ، ونتبادل الرأي ، المثقفون في البحرين وبعض البلدان العربية ، يعيشون في أزمة كبيرة ، أزمة فكر وهوية ، وبالأخص بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية في بداية التسعينيات من القرن الماضي ، وصعود تيارات الإسلام السياسي في البلدان العربية ،العديد من المثقفين والحزبين السابقين لم تعد الأيديولوجيا أو الفكر مهم بالنسبة لهم ، أصبحوا بدون هوية ، مثل بيت يبنى بدون قواعد قوية راسخة من الأساس يسقط سريعاً ، هكذا ينطبق على المثقف الذي لا يمتلك هوية فكرية راسخة ، فعندما تطالب بالتغير في المجتمع ، لابد ان تمتلك الوسائل والطاقات والإمكانيات القادرة على أحداث التغير المنشود ، العديد من المثقفين في بلادنا والبلدان العربية بدون هوية فكرية وسياسية ، لهذا تختلط عليهم الأمور والمواقف ، البعض منهم بوصلتهم تذهب بهم باتجاه اليمين (الديني أو السلطوي) ، وأخرون يروجون لنيولبيرالية ، والعديد من المثقفين أصبحوا من المتفرجين على مايحدث في بلدانهم ، وكان الذي يحدث لا يعني لهم شيئاً ، بوعي أو بدون وعي يوسعون من رقعة تيارات الإسلام السياسي في المجتمع ، وانتشارهم في وسط الناس وتصبح هي متصدرة الأحداث السياسية ، والبعض الأخر يقتنع بالواقع الموجود ولا يعمل من أجل تغيره ، وأخرون لم تعد الاحزاب والقوى الديمقراطية والتقدمية تعني لهم شيء ، طالما هو أي ذلك المثقف استسلم للواقع ، ودخل اليأس والإحباط في نفسه يشعر بأنه غير قادر على تغير الواقع الملموس ، الا تشكل هذه حالة نفسية وفقدان الثقة في قدرة الاحزاب والقوى الديمقراطية والتقدمية في أحداث التغير الديمقراطي والاجتماعي في المجتمع ، و الأكثر من هذا يساهم في أضعاف وانحسار نفود القوى الديمقراطية والتقدمية عندما لا يكون عامل إيجابي في النضال الوطني من أجل التغير والديمقراطية الحقة ، على المثقفين النزول من أبراجهم العالية والعمل في وسط الجماهير الشعبية لمعرفة الواقع وتغيره ، وعدم الركون أو الخضوع لتأثيرات أي قوى في المجتمع .