المرأة العربية و الفروض الإجتماعية


مجدي مشعل
2013 / 6 / 7 - 19:34     

"الحجاب ليس دينيا بل رمزا سياسيا"
آية الحجاب التي نزلت، نزلت لنساء النبي (ص) وفي ظروف معينة ورغم أن القرآن قد أخبرنا بأن الرسول اسوة للمؤمنين
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" ( الأحزاب 33:21) فلم ترد آية واحدة تشير إلي أن نساء النبي اسوة المؤمنات.بل
لقد وضع القرآن ما يفيد التمييز بين زوجات النبي وسائر المؤمنات كما جاء في الآية "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء" (الأحزاب 33:31)
بمعني أن الأحكام التي تتقرر لزوجات النبي تكون لهن خاصة وليست لباقي المؤمنات كما ذكرنا من عدم وجوب زواج نساء الرسول بعد موته.فحتى لو فرضنا
أن آية الحجاب تهم جميع المسلمات و ليس فقط نساء الرسول فيجب علي النساء أن يحتجبن في بيوتهن و لا يخرجن و لا يكلمن الناس إلا من وراء حجاب!
هل يقبل هذا إخواننا من أهل السنة و الجماعة الذين يسمحون لنسائهم بالخروج و العمل و حتى المشاركة في الندوات الدولية؟ بالرجوع إلى التاريخ نجد أن النساء
كن في عهد الرسول يخرجن من بيوتهن و يكلمن الرسول (ص) مباشرة و ليس عبر حجاب و خير مثال على ذلك المرأة التي و هبت نفسها لرسول الله (ص).
هناك آية صريحة في سورة الأحزاب تشير بوضوح إلى أن حكم الإحتجاب في البيوت خاص بنساء الرسول :
"يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا-وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا".
آية الخمار أمرت بستر الصدر و لم تأمر بتغطية شعر الرأس.أما آية الجلابيب فغايتها كانت هي التمييز بين نساء المسلمين و الجواري لكي تٌعْرف نساء المسلمين و تتجنبن أذى الفجار من الرجال
و هذا حكم مشترط بظروف معينة ليست موجودة في عصرنا.الحديثان الوحيدان اللذان رويا بخصوص الحجاب يتناقضان فيما بينهما و يعتبران من أحاديث الآحاد التي لا تلزم المسلم في المسائل الشرعية لعدم ثبوت صحتها 100 في 100 و التي لم ترد في كتب الصحاح كالبخاري و مسلم.
خلاصة القول أنه لا يوجد بتاتا لا في كتاب الله و لا في سنة نبيه الصحيحة المتواترة ما يدل على وجود شيء اسمه "فريضة الحجاب".
والاهم....
الحجاب بمفهومه الحالي شعار سياسي وليس فرضاً دينياً ورد على سبيل الجزم والقطع واليقين والدوام، لا في القرآن ولا في السنة الصحيحة المتواترة، بل فرضته الجماعات الإسلامية ذات الأهدافالسياسية لتمييز بعض السيدات والفتيات المنضويات تحت لوائهم عن غيرهن من المسلمات، فتمسكت به هذه الجماعات وجعلته شعارا لها، وأعطته طابعا دينيا، كما فعلت بالنسبة للباس الرجال للجلباب أو الزي "الهندي" أو "الباكستاني" أو "الأفغاني" زعماً منها بأنه الزي الإسلامي مع العلم أن الزي الذي كان سائدا عند العرب وقت ظهور الإسلام هو اللباس المعروف حاليا في المملكة العربية السعودية و بلدان الخليج و بعض دول الشرق الأوسط (القميص, العمامة الخ..).فمثل هذه الجماعات تتمسك بالتفاهات ولا تنفذ إلي روح الدين الحقيقية التي احترمت شخصية الإنسان وحقوقه وحرياته الأساسية، فقد سعت هذه الجماعات إلي فرض ما يسمي بالحجاب بالإكراه علي نساء وفتيات المجتمع كشارة يظهرون بها انتشار نفوذهم وامتداد نشاطهم وازدياد أتباعهم مساندين في ذلك من طرف علماء الضلال من أمثال الشعراوي والطنطاوي والقرضاوي وغيرهم سامحم الله أجمعين.في أحيان كثيرة يستعمل أسلوب العنف لترهيب النساء في الأماكن العمومية و إرغامهن على ارتداء هذا الزي رغما عن أنوفهن فحتى لو افترضنا أن الحجاب فريضة دينية فأين مبدأ "لا إكراه في الدين" الذي هو مبدأ قرآني عميق الدلالة؟
.الحجاب ليس فريضة كما يدعي علماء وشيوخ الازهر والمتشددون السلفيون الذين يفهمون الاحاديث بشكل خاطئ, الحجاب مجرد عادة وتراث وكان موجودا قبل الاسلام بألفي عام, ثم فرض الحجاب على الاسلام, وليس الاسلام هو الذي فرض الحجاب وحاول الاسلام في البداية التخفيف من الحجاب وابعاده عن الاسلام لكن المجتمع المتخلف تمسك بالحجاب ودائما التخلف يتمسك بمثل هذه الاشياء التي تقهر المرأة وتقلل من شأنها. ففي عهد اثينا كانت تتحرك المرأة بحراسة خاصة, وهذا عكس حياة المرأة بعد الثورة الصناعية التي جعلتها مساوية تماما للرجل وأصبحت تشارك في العمل السياسي والعمل العام
كلمة الحجاب في القرآن الكريم تعني ستارا او سورا.. وجعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالكتاب حجايبا مستورا.. وفي سورة الاحزاب الاية 53 لقول الله تعالى (اذا سألتموهن متاعا فأسلوهن من وراء حجاب.). اذن الحجاب هنا ايضا هو الحاجز المعنوي او الستارة المادية. فيما يخص اللباس ربنا سماه شيئا اخر ( الخمار) وليضربن بخمرهن على جيوبهن.. اذن علينا ان نتحدث عن موضوع الخمار وليس الحجاب. ربنا قال وليضربن بخمرهن..لنفهم قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) ( الأحزاب 59 )
نتعرف على معنى (يُدْنِينَ ):
أصل الفعل ( دنا ) أى قرب ( غالبا من أعلى الى اسفل )، ومنه قوله تعالى (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) ( النجم 8 ـ) وقوله تعالى : ( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) (الحاقة 22ـ 23 ).
ومن مشتقاته (أدنى ) أى أقرب ، ومنه قوله تعالى فى نفس الاية : (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ )
وعليه فمعنى ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ) أى يقمن بتطويل الجلباب ليغطى الساق الى القدمين. وكلمة ( من ) تفيد تطويل جزء من كل الجلباب ـ أى من أعلى الى أسفل ليصل الى القدمين.
عفة المرأة...............................
يقول المولى عزوجل في الايتين 30 و 31 في سورة النور ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وذلك اولى لهم).. (وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهم و يحفظن فروجهن.). هذه اوامر.. وقاعدتها العفة. ثم ان المقصد النهائي من ذلك هو التقوى. ولو كان الحجاب يعني باللباس لما جاء امر غض النظر على الرجال والنساء فاذا كان الحجاب مفروضا لماذا يأتي تشريع بغض النظر..
نعم هذا صحيح.. ثم ياتي الفقه السلفي ليركز فقط على الامر التشريعي ويتطرف فيه ويتحول من خمار الى حجاب ثم يتحول الحجاب الى نقاب.. وبالنهاية يؤدي الى نتيجة معكوسة وهي ان تحت هذا النقاب او الخمار المفروض تحترف المراة الزنا.. ونفس الامر في الجهاد حين يتم التركيز على قاتلوا فيتحول الامر لاعتداء. الانترنت والكتب موجودة وكتاب الله تعالى في كل بيت وثقافة الافراد القارئين والباحثين لم تعد تحتاج إلى أن يفتيها مجموعة من الاشخاص يقف حد ثقافتهم حدا يضحك المثقف الحقيقي عليها
واخيرا........
منع الله تعالى احتكار تفاسير تشريعاته او اللهو بها وحرم منطقا إقتطاع الايات من صياغها التي ستؤدي الى ان تدل على غير معناها المنزل كأية عدة المطلقة والطلاق والقوامة والحجاب ونحوه والكثير من الايات
بالتالي أنا أطلب من كل قارئ لكتاب الله منصف يبحث عن الحقيقة بقرأة كتاب الله تعالى ليتضح له كثير من الاخطاء،،