حول الماركسية في القرن الواحد و العشرين


عقيل صالح
2013 / 6 / 3 - 02:09     

ربما يلاحظ القارئ الثاقب أن الماركسية متجددة على الدوام و ليست واقفة عند زمن معين , لذلك سيكون من المستهجن الإدعاء ان هناك ماركسية القرن الواحد و العشرين, حيث الماركسية هي واحدة منذ نشوئها إلى اليوم. و لكن بالرغم ذلك, لابد من التحدث بشكل إنفصالي –نوعاً ما- عن باقي التيارات الماركسية التي تسيء فهم واقع اليوم. فعلى سبيل المثال , عندما أسيء قادة الأممية الثانية استخدام الماركسية في فهم الواقع ظهرت البولشفية ( أو اللينينية) كالتيار الممثل للماركسية الحقيقية , فهناك لا يفرق بين اللينينية و الماركسية , بل اللينينية هي ماركسية عصر الإمبريالية و الإستعمار ( أو ماركسية القرن العشرين ) . فبهذا , لا بد ان تكون لنا قراءة ماركسية لعصر العولمة و الإستهلاك.

أهم ملامح هذا العصر هو إنهيار الرأسمالية و صعود الخدماتية , هذا الملمح , لنقل بشكل صريح لم يكن متوقعاً في أدبيات الماركسية, كان من المتوقع إنهيار الرأسمالية لكن لم يكن من المتوقع أبداً صعود الخدماتية. و لهذا لا بد ان يكون تحليلنا الماركسي قائم على هذه الحقيقة.

الحقيقة لا يمتلكها شخص واحد , لا يمكن لفرد واحد ان يتوصل للحقيقة , يمكن للفرد ان يساهم كثيراً في التوصل الى الحقيقة , بل يمكنه ان يتوصل للحقيقة وحده مستنداً إلى مساهمات فكرية أخرى , مثلاً كارل ماركس لم يكن بمقدوره ان يتوصل لإكتشاف قوانين الديالكتيك لولا الثورة الفكرية التي اشعلها هيجل في الديالكتيك المثالي . ماركس لم يكن بمقدوره ان يتوصل إلى اكتشاف قوانين الاقتصاد السياسي لولا كتابات ريكاردو و آدم سميث. و هكذا البشرية تسير على سلسلة من المساهمات يقدمها الافراد لبني البشر , و الماركسية – لحسن حظ البشرية – هي التي أغلقت باب الفلسفة و التأويل المثالي و فتحت باب العلم.

فلا يمكننا ان نتوصل إلى الحقيقة, او ماهية العالم الحالي بدون العمل التعاوني الفكري. إلا اذا امتلكنا سوبرمان فهذا سيكون من حسن حظنا جميعاً.

حقيقة أخرى يجب ان نبحث فيها هي اسباب انهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي بالتالي انهيار الاتحاد السوفييتي , يقوم اليساريون بتفسير هذا الحدث كنتيجة حتمية للبيورقراطية الستالينية, بينما الحقائق تنفي هذا الإدعاء. اليساريون يلقون ((الصراع الطبقي)) في البحر العميق عندما يجابهون مسألة انهيار الاتحاد السوفييتي, كأنما في فترة الاشتراكية يهدأ الصراع الطبقي.

حقيقة إضافية يجب ان يتم البحث فيها و هي كيفية استئناف العمل الشيوعي و تحديد من يعرقل هذا الإستئناف.

العالم يسير نحو المجهول, و لا بد من ان نفكر لنتعرف على المجهول.


-- الفقر الفكري : ورم خبيث يعاني منه الماركسيين


الفقر الفكري ليس قضية جديدة العهد , بل كانت موجودة منذ فجر الحركة الشيوعية , أو على الأقل منذ الأممية الأولى.

كيف تجلى الفقر الفكري في الأممية الأولى و كومونة باريس ؟

يقول ماركس في رسالته إلى فيلهيلم ليبنكخت في 1871 :
((على ما يبدو ان هزيمة الباريسيين كانت بسبب خطأ البارسيين نفسهم , و لكن هذا الخطأ كان نابعاً من نبالتهم الشديدة.اللجنة المركزية و من ثم الكومونة أعطت تيير وقتاً لتجهيز القوات المعادية, أولاً بحماقتهم في عدم محاولة إشعال حرب أهلية , كأنما لم يبدأها تيير عندما حاول ان يجرد السلاح من باريس بالقوة , كأنما الجمعية الوطنية -التي كانت فقط تستدعي لمسألة الحرب و السلام على البروسيين- لم تعلن حرباً على الجمهورية ! ثانياً من أجل إظهار أنهم لم يغتصبوا السلطة قاموا بتضيعة وقت ثمين – كان عليهم التقدم نحو فيرساي بعد هزيمة رجعيين باريس في ساحة فاندوم- بالإنتخابات في الكومونة , و اي منظمة التي يجب او لا يجب إلخ .. كل تلك الأشياء كانت تستغرق وقتاً ))

الطبقة العاملة الباريسية كانت محصورة ما بين تيارات البتي برجوازية التي كانت موجودة في كومونة باريس , مثل البلانكية و البرودونية و الفوضوية , تلك التيارات ضلت حركة العمال في المغامرات المتهورة مما جعلتها تفقد ثورتها.

الفقر الفكري لدى الفوضويين في الأممية الأولى خلق انفصالاً في الاممية ما بين الماركسيين و الفوضويين في 1872 مما أدى إلى طرد باكونين و نقل المجلس العام إلى نيويورك .

و بعد حل الاممية الأولى , قام فريدريك أنجلز بإنشاء أممية ثانية .

الفقر الفكري في الأممية الثاني تجلى في الحرب الامبريالية , حيث قام قادة الأممية الثانية بالدفاع عن اوطانهم فضلاً عن الدفاع عن البروليتاريا العالمية. أنتهجت الاممية الثانية نهج الاصلاحي ( المناشفة في روسيا - كمثال ) , هذا ادى إلى نشوء تيار البولشفية التي تعبر عن الفكر الماركسي الصحيح , التي قامت بإنجاز مهمات الثورة البورجوازية في روسيا بعد فشل حكومة كيرنسكي في تحقيقها.

سرعان ما انتهجت الأممية الثانية نهجاً رجعياً في مساندة العدوان الامبريالي على روسيا السوفييتية , و قامت بمحاربة السلطة البولشفية يداً بيد مع الإمبريالية , الفقر الفكري هو الذي ادى إلى تلك المصيبة.

ماذا عن اليوم ؟ كيف الفقر الفكري يتجلى اليوم ؟

أحزاب الأممية الثالثة , التي قام لينين بتأسيسها , كان واجبها الرئيسي حل التناقضات ما بين المراكز الإمبريالية و الاطراف بثورة التحرر الوطني , هذا الواجب قامت به تلك الاحزاب بطريقة سليمة , حيث الإمبريالية تم القضاء عليها و تفكيكها.

و لكن المعضلة تكمن في أن تلك الاحزاب لا زالت تعتقد انها في طور حركة التحرر الوطني , من دون إشاعة السؤال الأهم : التحرر من من ؟ أين الإمبريالية لنتحرر منها ؟

الفقر الفكري يكمن اليوم في أن الاحزاب الشيوعية لا تعرف معنى الامبريالية أو حتى الرأسمالية في هذا السياق. و لهذا اليوم , بعد غياب مشروعها الأساسي , لا تمتلك سلاحا سوى ترديد الشعارات و محاربة الأوهام. و لهذا تلجأ إلى الكفاح من أجل البقاء بمطالبة الديموقراطية و التعددية إلخ.. .

انتهى دور احزاب الأممية الثالثة , و مع ذلك لا يريدون التصديق ذلك ,أمام أحزاب الأممية الثالثة خياران : إما العودة إلى منازلهم للنوم أو إما التمعن في إشكالية العالم المعاصر.

الفقر الفكري يعتبر الداء الخطير لإستئناف العمل الشيوعي, الفقر الفكري هو الذي يرنو نحو المثاليات و محاربة الأوهام , الفقر الفكري بإختصار هو صناعة الاوهام.

الفقر الفكري يتجلى اليوم في عدم الإقتناع بانهيار الرأسمالية, ليس لأن هذا الحدث غير جلي, بل بسبب قصور الفهم في معنى الرأسمالية. الفقر الفكري يتجلى عندما دعوات مثل العدالة الاجتماعية تجتاح السماء السابعة كبديل للاشتراكية العلمية. الفقر الفكري يتجلى في الأدلجة.


-- تطوير الماركسية : يعني نفيها من أجل تجديدها !


الديالكتيك (صراع المتناقضات ) موجود في كل شيء وفي كل زمان و مكان . في الكهرباء توجد طاقة سلبية و طاقة إيجابية , في الفيزياء توجد فعل و ردة فعل , في الرياضيات توجد أرقام سلبية و أرقام إيجابية , و ايضاً في علم الاجتماع يوجد الصراع الطبقي . ماركس أكتشف بفعل الديالكتيك أن الصراع الطبقي هو المحرك الوحيد للمجتمعات , حيث صراع المتناقضات ما بين الطبقات يلعب دوراً حاسماً في التطور , في حين كانت البرجوازية هي الطبقة الثورية ناضلت من أجل الإطاحة بالطبقة الإقطاعية الرجعية , و بهذا أصبحت البرجوازية هي الطبقة الرجعية التي أستولدت طبقة البروليتاريا الثورية.

استند تحليل ماركس على اساس أقتصادي و ليس سايكلوجي أو نفسي أو عقائدي , تحليل ماركس استنتج ان البروليتاريا هي الطبقة الثورية الوحيدة في المجتمع الرأسمالي , و لكن دعاة التطوير يتململون و ينفرون رافضين أن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة التي تثور ( اعتقاداً منهم أن ماركس قال هذا الكلام في البيان الشيوعي لأنها طبقة مضطهدة و حسب ), فبهذا نهضت تيارات عديدة تقول ان الطلبة و الشباب أيضاً لهم روحاً ثورية و لهذا يستطيعون أن يشكلوا ثورة اجتماعية (!!) . يغيب على تلك التيارات ان لو تجمع كل الطلاب في العالم ليعملوا ثورة اجتماعية لأنتهوا بفشل ذريع , لأن الطلبة و الشباب لا يشكلون طبقة , و ليسوا طبقة نقيضة للطبقة البرجوازية . الطلبة و الشباب ربما ثوريون ضد العادات القديمة و ضد الأنظمة التقليدية , و لكن (ثوريتهم) ملتزمة بتغيير البناء الفوقي للمجتمع ( التغيير السياسي ) و ليس تغيير البناء التحتي ( التغيير الاقتصادي-الاجتماعي).

طبقة البروليتاريا هي الطبقة الثورية الوحيدة لأنها الطبقة المعاكسة للبرجوازية و لأنها الطبقة التي تم نزع وسائل الانتاج منها هي الطبقة الوحيدة التي تستطيع ان تبسط دكتاتوريتها و تسيطر على وسائل الانتاج.

من الموضة الدارجة لدى التيارات التطويرية هي الإعجاب و الدعوة إلى الديموقراطية البرجوازية و خلطها بالماركسية. الشهيدة لكسمبورغ هي الدليل القوي على ان لا يمكن الثقة بالديموقراطية البرجوازية التي سحلتها في الشارع قامعة ثورة البروليتاريا في ألمانيا.

ما يتوجب الإشارة إليه هو الديموقراطية البورجوازية متناقضة مع ديكتاتورية البروليتاريا, مهما تعددت اسمائها و تلاوينها فأن الديموقراطية البرجوازية التي تقدم التعددية ليست سوى اداة للقمع الطبقي, هذه هي وظيفة الدولة بشكل أساسي, بينما ديكتاتورية البروليتاريا هي أيضاً اداة للقمع الطبقي, الفرق هو ان الديموقراطية البرجوازية تهدف إلى قمع البروليتاريا , بينما ديكتاتورية البروليتاريا تهدف إلى قمع البرجوازية.

تستند التيارات التطويرية ( بمختلف اشكالها) إلى انهيار الاتحاد السوفييتي كدليل على فشل الاشتراكية و الماركسية ( الارثودوكسية – كما يفضل ان يسميها البعض) .

سقوط المنظومة الاشتراكية قد بينت لنا العدد الهائل من الفقراء في العلوم الماركسية قد دخلوا و تغلغلوا داخل التنظيمات الماركسية و أيضاً أحيانأً في مراكز القيادة .

سقوط المنظومة الاشتراكية كانت ضربة حادة في وجوه التطويريين , هذا الانهيار جعلهم يتعلثمون , و لكي ينقذون موقفهم المشوش هذا , شتموا من يستحق و من لا يستحق الشتيمة , و قالوا أن الماركسية جامدة و السبب في ذلك هو لينين و ستالين و الاتحاد السوفييتي ,و فوق هذا , من أجل الخروج من هذا المازق قالوا أن الاتحاد السوفييتي ليست اشتراكية بل عبارة عن "رأسمالية الدولة " و أن البيروقراطية هي السبب الرئيس في أنهيارها .

بهذا , رؤوا من الضروري (تجديد) الماركسية التي في نظرهم ((فكرة)) أو (( حلم )) , فتم تقسيم الماركسية إلى ((قديمة)) و ((جديدة)) و أرادوا تنظير جديد ضمن الماركسية لخلق ماركسية جديدة تجابه القرن الواحد و العشرين , يغيب على ذهن هؤلاء أنصاف الماركسيين هو أن الماركسية لا تحتاج إلى تجديدهم , و لانقول هذا لأننا نقدس المنهج , بل على أساس روحها هو الديالكتيك .الماركسية مستندة على قوانين الدياكتيك , يمكننا ان نبني فوق الماركسية و لكن هذا لا يعني نقوم بهدمها من أجل تطويرها للوضع الحالي , سقوط و انهيار الاتحاد السوفييتي لا ينفي الماركسية على الإطلاق , و أيضاً لا نقول هذا لأننا نتبع المنهج بشكل أعمى , بل لأن الصراع الطبقي وحده أدى إلى سقوط الاتحاد السوفييتي.

ماركس قرأ حركة التاريخ و رأى التاريخ ينتهي إلى الشيوعية , ليس لأنه يتمنى ذلك أو حلم بذلك , بل لأنه قرأ حركة الصراع الطبقي في التطور عبر التاريخ , لأنه رأى أن الرأسمالية تنجب البروليتاريا بأعداد هائلة , لأنه رأى أن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة – المعاكسة للبرجوازية - التي تستطيع أن تبسط ديكتاتوريتها و تلغي الطبقات.

المتمركسون اليوم لا يستطيعون التخلي عن طبقتهم – البتي برجوازية - فلهذا نجدهم يدافعون عنها دفاعاً قوياً لا مثيل له , برفض ان ((الطبقى الوسطى)) هي الطبقة التي تعادي طبقة ((البروليتاريا)) اليوم , و التشديد بأن الصراع-التناقض الطبقي الموجود اليوم هو لا زال ما بين ((البرجوازية-الرأسمالية)) و (( البروليتاريا)) , و اخفاء الصراع الطبقي الحقيقي, هذا بالضرورة يعني خلق صراع طبقي ((وهمي )) من أجل تحريف مسار التاريخ , و لهذا نجد أغلب التنظيمات الشيوعية أصبحت موالية لأساليب البتي برجوازية , بوعي أو دونه .

فنستطيع ان نستنتج ان الافكار التطويرية التي نسمعها ( من الاوروشيوعية إلى مدرسة فرانكفورت إلى اليسار الجديد , إلى اليسار العربي , إلى الأحزاب الشيوعية العالمية إلخ .. ) تنفي الماركسية من اجل تجديدها, مثلما من يهدم بيته من اجل تغيير طلائه.

نحن نحتاج إلى البناء فوق الماركسية و ليس هدمها من أجل تجديدها! .


-- الطفولية و المراهقاتية في الفكر : لا يمكن القيام بثورة في أي وقت.


عندما يريد المرء ان يسمع موسيقى يجب ان يكون مزاجه يسمح له ذلك , أو يريد الكتابة فيجب ان يكون تركيزه العقلي عالي و ايضاً يجب على مزاجه ان يسمح له ذلك , و لكن القيام بثورة لا تعود على مزاج حزب أو طبقه او مجموعة, لسنا بلانكيين !.

الماركسيون يتبعون مناهج , و تخطيطات , و تنظيم . اللانتماء و اللاتخطيط و اللامنهجية هي خصائص الفوضويين و ليس الماركسيين.

و لكنا كما يتجلى و يتبلور اليوم ان الماركسيين وقعوا ضحايا الطفولية و المراهقاتية , و الثورة اصبحت كموضة, يرددها الجميع , و الجميع يريدها. هذا الطراز من الثورة غير علمي بل رومانطيقي. ثورة قائمة على النعومية و المزاجية و طريق مفروش بالورود, لدرجة ان المرء يخلط ما بين حفلة الزواج و الثورة.

الإلحاح لإقامة ثورة اليوم يعني عدم فهم ما معنى الثورة, حين تقوم طبقة بإطاحة طبقة نقيضة , الثورة هي قمة الصراع الطبقي , و لكن اليوم مع صعود الخدماتية ما هي خارطة هذه الثورة ؟ ما هي خصائص هذه الثورة ؟ لنعرف جواب على تلك الاسئلة لابد من ان يترك الطفوليين طفوليتهم نحو النضج و العلمية.

لقد حددنا في مقالتنا ( حول مسألة العمل الشيوعي ) ان من دون تحديد ثلاثة اشياء التالية لا يمكن استئناف العمل الشيوعي :

((1- الصراع الطبقي الذي دار في الاتحاد السوفييتي

2- مسألة الرأسمالية و الامبريالية

3- العدو الطبقي الحالي. ))

تلك الاشياء , حسب رأيي , لا بد من البحث عنها و الكتابة عنها بشكل مكثف , بغض النظر بشكل مكرر أو لا , تلك العملية تعتبر عملية توعوية لابد من تكرارها بشكل متواصل.

نحن تعرفنا على العدو الطبقي , المتمثل بالطبقة البتي برجوازية , فكيف نعمل ضده ؟ كيف نعمل ضد طبقة لا تنتج بل تستدين و تستهلك عمل البروليتاريا.

المستعجلون يقترحون الثورة , و لكن مما يعرقل الثورة البروليتارية هي أولاً أن الطبقة البروليتارية تقصلت كثيراً و ثانياً أين ستقام الثورة ؟ و ثالثاً ثورة ضد من ؟

الثورة البروليتارية تستولدها الرأسمالية, و لكن اليوم مع انتشار الاستهلاكية كيف البروليتاريا ستقوم ثورتها ضد عدو طبقي آخر ؟

حتى لو قام اي حزب شيوعي بثورة ناجحة في اي دولة , كيف سيطبق الاشتراكية ؟ الاشتراكية لا تتحقق من دون رأسمالية , و حتى لو تبنى هذا الحزب مفهوم الديموقراطية الشعبية , كيف سيظل هذا الحزب قادراً على البقاء في هذا النظام العالمي ؟ الذي يسحق كل من يخرج عن منظومته العالمية .

من المعلوم ان الديموقراطية الشعبية تحتاج إلى مركز كبير لمساعدة بناء الاشتراكية فيها, و لكن اين هذا المركز اليوم ؟ .

هذا ما يجعلنا ان نطالب , بشكل مكرر , بقيام منتدى ماركسي يتم النقاش فيه حول إشكالية النظام العالمي الجديد, وبعدها يمكننا ان نصل إلى حل. هذا الطلب لا بد من تحقيقه, لأن الطفوليين و المراهقين في الفكر الماركسي سيضللون الجماهير , و لا شك ان هذا التضليل ينتهي طريقه نحو هاوية لا مفر منها.


عقيل صالح.