آزار أو شهرزاد البروليتاريا فى القرنين العشرين و الواحد و العشرين.


مازوم كايبا
2013 / 5 / 22 - 22:24     

غيّب الموت جسديّا آزار . فقد أصدقاؤها و صديقاتها صديقة وفية و فقد رفاقها و رفيقاتها رفيقة درب بذلت قصارى جهدها من أجل الثورة و فقدت منظّمة نساء 8 مارس إيران- أفغانستان واحدة من أهمّ مؤسسيها و ناشطة لا تكلّ فى سبيل تحرير النساء و الإنسانية جمعاء وفقد الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي-اللينيني-الماوي ) واحدة من مناضلاته الجريئات.
فقدنا آزارنا الصديقة و الرفيقة و المنظّرة و المنظّمة التى كرّست حياتها لتكون من محرّري و محرّرات الإنسانية.
غادرتنا آزارنا جسديّا بيد أنّها ستظلّ حاضرة بيننا شأنها فى ذلك شأن شهرزاد. آزارنا شهرزادنا ، شهرزاد البروليتاريا.
تمرّدت على سلطة الطبقات الحاكمة مثل شهرزاد ، ومثل شهرزاد كانت مستعدّة لفداء النساء المضطهَدات بحياتها. لم تخش الموت بل واجهته بكلّ بسالة . لم تخش الطبقات الحاكمة بل واجهتها بكلّ جرأة و قاتلتها بتصميم. تحرير النساء كان شغلها الشاغل . و مثل شهرزاد ، إستعملت ذكاءنا ، ذكاء نصف السماء، لتحدّى الإضطهاد الجندري المتداخل مع الإضطهاد الطبقي و الإضطهاد القومي.
آزارنا شهرزاد و أكثر .
آزارنا شهرزاد البروليتاريا .
آزارنا مضت من التمرّد إلى الثورة ، آزارنا ثورية بروليتارية ، شيوعية ماوية ، غايتها الأسمى الشيوعية و تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإضطهاد و الإستغلال.
نظرة آزارنا نظرة بروليتارية للعالم ، تدرك الجذور المادية للإستغلال و الإضطهاد و تعمل وسعها لإقتلاعها ، تفسّر العالم من أجل تغييره ثوريّا.
آزارنا ، شهرزاد البروليتاريا ، غاصت كباحثة و منظّرة فى حركة التاريخ و الصراع الطبقي ماضيا و حاضرا راسمة خطوط تمايز بين التقدّمي و الثوري من جهة و الرجعي من جهة أخرى و ناسجة خيوط السلسلة الثورية إلى الأمام مادة إيّاها إلى المستقبل الشيوعي.
آزارنا ، شهرزاد البروليتاريا ، أدركت جيدا العلاقة بين الفرد و الجماعة ، بين العمل الحزبي و العمل الجماهيري ، كما أدركت جيدا دور الطليعة و دور الجماهير ؛ فربطت بين ضرورة النظرية الثورية لقيادة الحركة الثورية و ضرورة تطبيق الخطّ الجماهيري إنطلاقا من حقيقة أنّ الشعب و الشعب وحده هومحرّك التاريخ ، وراحت ضمن حزبها البروليتاري الشيوعي الثوري ، و جنبا إلى جنب مع رفيقاتها و رفاقها ، تعمّق البحوث و الدراسات و تنير الممارسة الثورية من ناحية ، و تكرّس من ناحية ثانية عمليّا قناعاتها الشيوعية مؤسسة ( مع غيرها طبعا ) منظمة نسوية ثورية لم يسبق لها مثيل على أساس أرضية و توجهات و مواقف ثورية فعلا صلبة ضد الإمبريالية و الرجعية و التحريفية بكافة أرهاطها ، منظّمة تحركات جماهيرية عبر أوروبا و العالم لن يمحي مرور الأيّام بصماتها.
آزارنا ، شهرزادنا البروليتارية ، وقد إستوعبت الروح الثورية المادية الجدلية للشيوعية كعلم ، ما إنفكّت تنجز القطيعة الإبستمولوجية الضرورية و تذهب ضد التيّار كلّما دعت الحاجة إلى ذلك. و بهذه الروح الشيوعية الثورية ، ساهمت ضمن الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني- الماوي) فى تطوير النظرة الشيوعية المادية الجدلية لقضية تحرير النساء و الإنسانية جمعاء و إرسائها على أسس علمية راسخة.
مساهمات آزارنا ، شهرزادنا البروليتارية ، ينبغى ان تبلغ المناضلات و المناضلين والطبقات الشعبية المعنية بها ليس فى إيران فحسب بل فى كافة أنحاء العالم كي تكون آزارنا كحبوب سنبلة تموت لتملئ الوادي سنابل.
فتحية حمراء عامة لجميع آزاراتنا ، نصف السماء ، فى كلّ أصقاع الكوكب الرافعات لراية تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاء ، و تحية حمراء خاصة بهذه المناسبة لآزارنا ، شهرزاد البروليتاريا.
------------------------مازوم كايبا Mazum - ماي 2012