سأهبك طبشورا يابشار


عماد البابلي
2013 / 5 / 11 - 01:23     

أفرارا ننجو من الموت
أترانا بالفرار نخلد دهرا ؟
قل لي يااخي
أحياة الاذلال تحسب عمرا ؟
بئس الحياة
نباع فيها ونشرى
فمن يرتضي ذاك .. فهو بالعبد أحرى
فلنا عزة
دونها الشمس ..!!
وإلا ..
فاحفر لنا الان قبرا
الكاتبة السورية ( المخنوقة ) طل الملوحي

بشار الأسد ، اين هو الأن ؟؟
كيف يرى مايحدث في سوريا ؟
أي تشوه سايكولوجي وعقلي يعيشه هذا المفصوم عن الواقع وعن الحياة ؟
لنكتب عنه بعض الشيء ..
مصطلح ألــ ( Aporia ) في المسرح يشير في تعريفه إلى الأنتقالة الحادة الملتبسة الغامضة والغير مفهومة التي تفاجئ وتغري الشخصية وتشوش عقله وتحوله إلى كيان مهووس لتحقيق سقوطه الأخير حتى نهايته ، بعد أن تتمبلكه الأوهام فيظل مأخوذا بالنبوءات ومدفوعا بالقدرة السحرية لتعاويذ تافهة من أشباح وشياطين الانتقام ، فيحقق السقوط الأخير ، لتتحول إلى لعنة نهائية تشله تمام ، فيلتبس عليه الواقع ومن ثم يدخل في سلوكيات غير مستقرة حتى تتملكه دوافع الأيمان المطلق بخراب الوجود ، ودوافع أخرى غريبة تتعلق بأنه يقدم خدمات أضافية مع رســـول الموت في أن هذه الأرض لا تنفع للبشر وبأن السماء أنفع للبشر .. ألـ ( Aporia ) تشمل حالات وجدانية أخرى تشمل تلك العدمية المطلقة التي تصيب أي طاغية ، حالات تشمل دموع وبكاء مع كل ضحية يقدمها للمقصلة التي تروي مجده ، يطلق شكسبير على بطله ريتشارد الثالث لقب ( التوت البري المريع ) ، يفسر الفيلسوف سورين كيركجارد هذا على أنه إمكانية التخلص من قيود ما يطلق عليه ( الإلزام الباطني الذاتي ) الذي هو الأساس الحقيقي للأخلاق، من اجل أن يؤسس قانونه الخاص ، ومن خلاله فقط يبني دولة العنف الخاصة به. واحد الأسباب التي دفعته إلى أن يرفض الالتزام الأخلاقي العام هي الشــفقة التي كان الآخرون يمارسونها إزاءه منذ طفولته .. الشفقة حسب وصف كيركجارد هي السبب الرئيسي لتحول أي بشر لطاغية ( ريتشارد الثالث مثالا ) أو يتحول لشيء أخر وليس بالضرورة لطاغية !!!!! ولتحقيق هذا المركب البشري المعقد لا بد من تركيب سيكولوجي خاص أو وســمات فيزيولوجية متميزة ، وهذا بالذات هو الذي خلق كآبته وسوداويته ، التي تؤدي إلى هستيريا الروح واضطرابها ، فتصبح الكراهية وممارسة الشرور والعنف هو النقيض المواجه للشفقة ، ويقينا فان السبب الذي جعل من ريتشارد الثالث بهذه الشيطانية هو عدم استطاعته لتحمل الشفقة التي كان تحت رحمتها منذ طفولته ، وأيضا كرد فعل على مخزون ذاكرته المليئة بصور شفقة الآخرين التي تؤدي إلى شــعور الإنسان بالعجز أمام الواقع الخارجي ..
هناك مصطلح ( مضبب قليلا ) أسمه ( النرجسية الاقتصادية ) ، وهو من أفكار الفيلسوف الفرنسي بول ريكور ، كلنا نعرف ماهي النرجسية ، من الناحية النفسية كمرض ( عبادة الذات ) ومن الناحية الشخصية المرضية وتسمى في أدبيات الطب النفسي ، والتي تعرف بأنها نمط معجب بنفسه فقط ولا يرى شيء أخر غير نفسه ، فهو شخص متفرد بإفراط يجعل من نفسه قياس لكل شيء ( الطاووس كرمز له ) .. النرجسية الاقتصادية هي ثيمة لشخصية غربية تعتمد على الكبح في جدلية الأنا في علاقتها بين الشعور واللاشعور ، يعتبر من ابتسامته وتواضعه ميزة لمقدار التعالي الذي هو فيه ( عملية عكسية ) .. الرئيس السوري بشار الأسد هو حصيلة نتاج بين ألـ ( Aporia ) والنرجسية الاقتصادية .. مركب غير مفهوم لحالة بشرية لا تنتمي لهذا الكوكب ..... دور الطاغية لا يليق بك يابشار .. أرحل .. أرحل
دخل بشار الأسد إلى مجلس الأمة والشعب الجائع ينتظر منه كلمة فصل على ثورة المعدة الفارغة من أربعين عقدا ، دخل والحاضرين يطبلون ويهللون بروحه الأبدية والسرمدية ، تحدث عن المؤامرة الكبرى ( العقدة الملوثة ) وعن أن ســـوريا بخير ولا يخاف عليها وسوف وسوف .. الخ .
الشعب جائع ياسيادة الرئيس .. الشعب جائ .. الشعب جا .. الشعب ج .. الشعب .. الشع .. الش .. ال .. ا ...
ويرجع الصدى .. يحيا الرئيس !!
سأهبك طبشورا يابشار
لتكتب العار بنفسك
العار الأبدي

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

المصدر :
- مقالة للسيد فاضل سوداني ، العنف وهستيريا الروح المعاصرة في النص الشكسبيري ( الملك ريتشارد الثالث نموذجا ) .
- بول ريكور ، صراع التأويلات .