في الذكرى الثلاثين لجريمة بشتآشان


أحمد الناصري
2013 / 5 / 1 - 08:58     

نص

بشتآشان

في قرية بشتآشان، في الأول من أيار عام 1983، القتلة الأوغاد نفذوا المذبحة!

بشتآشان...
قرية رسمتها الطبيعة من حجر وثلوج واشتياق...
طفلة ضائعة...
طلقة دائرة في شريط الحدود
قرية مارقة!!...

بشتآشان... التي صارت، دفتر الذكريات والطريق السريع إلى المقبرة
وبقايا من غابوا هناك على السفح قريبا من الفخ والمجزرة...

يشتآشان... التي كانت، بيتنا المرتفع في أعالي السماء
قرية من صخور وأعواد حور وخلايا عسل!
حديقة الثلج والزنابق والبنادق
حديقة الأمنيات
حديقة الأمل
سقفها من حجر وغيوم ونجوم
كأنها الحدائق المعلقة
كانت الغيوم تتدحرج بين الصخور، وتربك الماعز الجبلي المشاكس، وتهبط فوق الشجر...
ونحن نجلس في غفلة الآمن المستريح بانتظار المجزرة!

بشتآشان... عيون الماء وأبواب السماء الحجرية... أصبحت طاحونة الوهم والدم...
موعداً للأنين
شارةً للحنين
حيث مات الرفاق وراء الحجر كالخيول الأليفة التي تتذوق العاصفة وتدرك معنى المصير
تدور عيونها في المحاجر تلاحق طلقةً غادرة
كأن الستائر تهبط على المشهد الحجري
وكان الزمان ضجر...
بشتآشان... باب الجحيم العريض والنافذة المغلقة!
.....
.....
بشتآشان... مكان قصي... مكان بعيد، نسينا فيه رغباتنا وأعمارنا بين الصخور الصديقة
في وحشة المذبحة....

بشتآشان... الجبال العصية التي أصبحت رماداً مالحاً...
وتلك حدائقنا المعلقة، التي هوت من برجها العالي، ثم أصبحت مقبرة...
بشتآشان القرية المصيدة!
......

أسئلة متأخرة...

هل نسانا الجبل في ظله المائل، في ظله القاتم، هناك، وتركنا كيف نُقتل؟
هل تنازل عنا أم نزلنا منه؟
ماذا لو حمانا أو حميناه؟
ماذا لو صمد الجبل؟
ماذا لو سقط الجبل؟
عندها، كيف ستكون حروف البيان السياسي؟
أين أسماء من قتلوا واستشهدوا بالمكان؟
هل نعود أليك يا (جبل البعيد) كي نرى أحبتنا من جديد؟!
...
بشتآشان التي تعني خلف الطواحين حيث متنا
يا لك (من قرية فوق السماء) سقطت من الأعالي!
يا لك من لوعة!
أنين النايات البرية
عويل الكمنجات
مواقدنا التي انطفأت فوق بقايا حب مقتول...
......
......
سلاماً يا جبلاً ويا قريةً من فرحٍ ودمٍ وحنينٍ وهزيمة
فقد ضاع الطريق أليك!
......
......

- عن الوضع الأمني في بشتآشان

ها نحن نصل حثيثاً، ودونما توقف أو أي انتظار، وفق سير ومنطق الزمن الى الذكرى الثلاثين لجريمة بشتآشان الرهيبة، التي قادها ونفذها جلال الطالباني وناو شيروان مصطفى وكوادر وعصابات الاتحاد الوطني الكردستاني، بالتنسيق والتعاون المباشر مع سلطة صدام الفاشية المتخلفة، وكانت خسائرنا مهولة ومروعة، بالنسبة لحركة مسلحة صغيرة نسبياً.
في الذكرى الثلاثين نعود إلى المكان، ونسير نحو الشهداء، الذين ظلوا شباباً، وقد توقفت أعمارهم ومصائرهم هناك، عند لحظة القتل السوداء تلك. شباب هربوا من مدن الأحزان والنسيان والمطاردات، أو جاءوا من أرجاء العالم، وتركوا دراستهم ومدنهم الفارهة وعشيقاتهم الجميلات وأحلامهم الشخصية، كي يدافعوا عن الناس، لكنهم قتلوا بغدر رخيص على أيدي الجناة. نلتقي بهم من جديد، نسمع أوجاعهم الأبدية، ونغسل ونمسح جراحهم المفتوحة بدموع الوطن المشتت والمهدد، ونطرد الوحشة من حولهم، ونجمع ونحفظ أحلامهم وأمنياتهم المغدورة وكلماتهم الأخيرة وبقاياهم، ونعيد رسم خارطة المكان وتفاصيل العملية العسكرية الخسيسة والمبيتة ضدنا لأسباب وأغراض كثيرة.
لا زلنا ننتظر كشف الملف الكامل للهجوم الغادر على قاعدة بشتآشان كحق ثابت ودائم للناجين من المذبحة وعائلات الشهداء ورفاقهم وأصدقائهم وللرأي لعام. فليس من الطبيعي والمعقول والمقبول عدم كشف كل أبعاد وتفاصيل الجريمة، والتهرب من الحقيقة تحت ذرائع وحسابات وتبريرات ضعيفة، لا تخص دماء الشهداء الثمينة، ولا تتناسب مع طبيعة وحجم الكارثة، على الأقل من باب التوثيق والوفاء لذكرى الشهداء.
من البداية ومن جديد أكرر موقفي الثابت والقاطع بمسؤولية جلال الطالباني وناوشيروان مصطفى الشخصية عن المجزرة و(عن أغلب أحداث القتال الداخلي تقريباً) ومن ورائهم ميليشيات الاتحاد الوطني الكردستاني والكوادر العسكرية والسياسية التي قادت الهجوم ونفذت المذبحة الدنيئة بحق المقاتلين والأسرى، وعلاقة كل ذلك بالتنسيق والتعاون والتكليف المباشر من قبل السلطة الفاشية في بغداد. وأرفض بشكل قاطع حجج الربط بين الهجوم الواسع والشامل والمبيت على بشتآشان والمعارك المحدودة والثانوية في باليسان وغيرها من المناوشات الأخرى هنا وهناك، حيث لا توجد أية علاقة أو أي ربط زمني وعملي سوى حجج فارغة ومتأخرة، وهي للتبرير والاستهلاك الإعلامي الرخيص والمؤقت، وقد تلاشت بسرعة، مع الوقت، أمام حجم الجريمة وأسبابها وأغراضها الحقيقية.
جريمة وأحداث بهذا الحجم والخطورة، ذات طابع وطني كبير، لابد من أنها تنطوي على أسرار كثيرة تتكشف مع الوقت ومع الأيام، وكنت أنتظر كشف المزيد من الوثائق والحقائق حول علاقة السلطة المباشرة بالجريمة بعد الاحتلال!
كل ذلك لا يمنع ولا يتعارض أيضاً مع بحث في تفاصيل أخرى تخص وضعنا وحالتنا وموقفنا، في كيفية التصدي للهجوم الغادر والشامل الذي قاده (أوك) ضدنا، وأسباب نجاحه السهل. لذلك وبعد ثلاثين سنة من الأحداث الدموية سوف أتناول الجانب الأمني، داخل الحزب وداخل حركة الأنصار وداخل قاعدة بشتآشان تحديداً، وهل هناك اختراقات أمنية (تجسس) حققها النظام وجماعة جلال سهلت عملية الاجتياح ومطاردة المفارز المنسحبة وزيادة الخسائر الفادحة والمروعة في صفوفنا (مفرزة ال 72 رفيق)؟ وهل كانت المخابرات العراقية تشرف وتدير جزء حساس من العملية، وكان قد التقى برزان التكريتي، كمبعوث شخصي لصدام مع عمر دبابة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني ممثلاً لجلال في قرية باليسان قبيل الأحداث، حيث تمت الصفقة؟!
أعرف أن الموضوع ينطوي على حساسية عالية ودقيقة، لذلك فسوف أعالج الموضوع بهدوء وموضوعية كبيرة، كواجب لابد من القيام به وكشفه بغض النظر وبعيداً عن أية ردود وحسابات أو أغراض ضيقة أخرى.
كتبت في مشروعي البحثي الكبير (محاولة تأسيسية لإعادة فتح ملف حركة الأنصار) وفي ملف الأمن والمخابرات ما يلي (كيف يكون الوضع الأمني والمخابراتي بالنسبة لحركة أنصار شيوعية؟ فالملف الأمني، ملف شائك ومعقد وغامض، وهو على درجة دائمة من الخطورة، تزداد في حالة المواجهة مع نظام قمعي استبدادي وأمني شرس ومتفوق أمنياً، وفي العمل السري الخطير والمسلح الى أبعد الحدود، وهو يطرح أسئلة كثيرة. وتتضاعف أهمية الملف الأمني في حالة العمل المسلح، داخلياً وإقليميا ودولياً أيضاً.
فهل كان هناك جهاز أمني حزبي، متخصص ومتطور وقادر على العمل والنشاط بمستوى العمل المسلح؟
هل حقق الحزب أية اختراقات في صفوف أجهزة النظام الحكومية والأمنية؟
هل كانت القيادة تتجسس على الرفاق المعارضين وغير المعارضين، وتشجع روح وأساليب الوشاية وكتابة التقارير في كردستان وفي منظمات الخارج؟
هل كانت هناك خطط استراتيجية أمنية لدى الحزب؟
ما هي الخطط التي وضعها النظام لمواجهة الحزب وحركته المسلحة؟
وما هو حجم الاختراقات التي حققها النظام في كردستان وفي تنظيمات الداخل؟
هل حقق النظام اختراقا لاتصالات الحزب اللاسلكية؟ وهل كان يتجسس ويطلع على البريد الحزبي، أو على أجزاء منه؟
هل كانت هناك عناصر قيادية وكوادر متقدمة مندسة وتعمل لصالح النظام؟ وهل كان هناك من يتجسس على اجتماعات اللجنة المركزية للحزب ويصورها ويسجلها وينقلها للنظام؟ وما الذي كشفته الوثائق بعد الاحتلال؟
هل كانت هناك عناصر قيادية تعمل لصالح المخابرات السوفيتية أو مخابرات أوربا الشرقية ( الاشتراكية)، بعلم أو بدون علم الحزب؟
هل كان هناك نشاط للمخابرات الأمريكية في التجسس على حركة الأنصار التي يقودها حزب شيوعي ( تابع للاتحاد السوفيتي حسب ادعاء العدو) تعمل في بلد نفطي وقريب من نفط الخليج وإيران وعلى الحدود التركية (عضو الأطلسي) وقريب من (إسرائيل)؟ فهل كان في قيادة الحزب من يعمل لصالح المخابرات الأمريكية والبريطانية (خصوصاً) والأوربية الأخرى أو الموساد (الإسرائيلي).
هل كان في قيادة الحزب من يعمل لصالح أجهزة الدول الإقليمية المخابراتية (الإيرانية والتركية)؟
هل كانت أجهزة هذه الدول الإقليمية تتجسس على الحركة؟
هذه توطئة ضرورية للدخول إلى مناطق وقضايا محددة وصفتها بالحساسة لكنها ضرورية، ولا اقصد هنا التشهير بأحد ولا إحراج أحد، أنما وفق حق البحث عن الحقيقة فقط، في سياق المراجعات والنقد المطلوب، وليس الكتابة الاحتفالية والإنشائية المكررة والباهتة، أو إعادة كتابة وسرد التاريخ بطريقة مشوهة، حيث لا شيء مقدس أو سري إلى النهاية، وقد راعينا السرية طويلاً إلى أن فقدت هذه المعلومات والأحداث قيمتها الأمنية والسرية!
اليوم أكتب عن حالة ودور يوسف حنا القس (أبو حكمت) عضو اللجنة المركزية لعقود طويلة. وسؤالي الأول والمباشر، هل كان (أبو حكمت) مندساً يعمل لصالح النظام (حسب وثائق كشفت بعد الاحتلال)؟ ومتى أندس؟ وهل هو العنصر الذي كان يصور اجتماعات اللجنة المركزية في الجبل بأجهزة تصوير وتسجيل متطورة حسب إطلاع رفاق على بعض الأفلام؟ وهل كان يلتقي بعناصر السلطة في قاعدة كوستا؟ لكن الموضوع الهام الذي أريد طرحه بمناسبة ذكرى جريمة بشنآشان، هو، هل كان (أبو حكمت) مكلف من قبل السلطة لافتعال أحداث ومعارك باليسان كحجة شكلية لتغطية الهجوم الشامل والكاسح على قاعدة بشتآشان الرئيسية؟ وهل ساهم في مذبحة تنظيمات الداخل المتسللة من كردستان إلى الداخل، إلى جانب العناصر المندسة المعروفة وأخطرها الخائن المعدوم (أبو طالب)؟ ما هي علاقته المباشرة بالتنسيق مع المجرم الخائن المعروف ممو (مامند عباس) بتسليم وتصفية مفرزة عباس في أربيل المكونة من 32 رفيق، حيث جرى إعدام 12 منهم؟ كيف مرت الجريمة؟ هل حوسب على ذلك؟ ما هي القصة الحقيقية لتصفية النصير (أبو يوسف) في قاعدة كوستا؟ وهل كان يقف ورائها (أبو حكمت) لإخفاء فضيحة وأمر ما يخصه شخصياً؟ وكيف جرى تهديد (رفاق معروفين) ومطالبتهم بالصمت ورشوتهم بالسفر إلى الخارج؟ ولماذا يجري الصمت عن حالات القتل خارج أي قانون وأية ضرورة وحاجة، في أبشع وأوضح جريمة قتل؟ وهل جند أبو حكمت عدد من الرفاق الشباب للعمل لصالح المخابرات العراقية؟ وبالمناسبة (ما هو حجم الاختراق في عموم منظمة الإقليم وخصوصاً منظمة أربيل من أيام الجبهة والتحالف مع البعث والذي أنتقل إلى الجبل بيسر وسهولة). أنني أملك معلومات وأسماء وشهادات من قبل بعض الرفاق، كذلك أطرح هذه الأسئلة على الرفاق علّني أجد إجابة رغم تأخر الوقت!

* أليكم هذا المقطع الخطير من مذكرات الرفيق توما توماس (أبو جميل)

(كان مسلحو اوك يسيطرون بشكل كامل على سهل اربيل ويلاحقون مفارز الانصار والپيشمرگه بالتعاون مع قوات الجيش واجهزة السلطة الاخرى. ورغم ذلك تمكنت مفارزنا من البقاء في سهل اربيل و خوشناوتي. وحدثت عدة صدامات بين انصارنا ومسلحي اوك ، استشهد خلالها عدد من رفاقنا الابطال. في تلك الفترة وفي ظل تلك الاوضاع، قررت قيادة قاطع اربيل ارسال مفرزة عباس الى اربيل لدخولها والبقاء فيها.
لم يكن المدعو مامند اسماعيل ( ممو )، [ وهو زوج شقيقة الرفيق كانبي محمد صالح العسكري المعروف بين انصارنا ] شخصا مجهولا لدى رفاق محلية اربيل. فقد سبق وان كان مرشحا في المحلية وطرد عام 1977 لوجود علاقة له مع اجهزة الامن.
في عام 1979 اتصل مامند اسماعيل بنا في مقر ناوزنك طالبا الالتحاق بانصارنا. ورفض المكتب العسكري في حينها طلبه ، لكن بعض اعضاء محلية اربيل ايدوا التحاقه ( احمد عوينه وملا نفطه ). وحسمت لجنة هندرين الموضوع برفض قبوله. بعدها التحق ممو بالحزب الاشتراكي الكردستاني ، وهناك ايضا ثارت حوله الشكوك ، فاعتقل لفترة واطلق سراحه.
وصل ممو الى مقر قاطع اربيل والتقى الرفيق ابو حكمت، وطلب قبوله صديقا للحزب وابدى استعداده للعمل ضمن مفارزنا في منطقة خوشناوتي. فوافق الرفيق ابو حكمت على طلبه.
انقطعت اخبار مفرزة عباس تماما ، وبدأ القلق يسيطر على الرفاق في قيادة القاطع. واخيرا وصلت اخبار من الرفاق في تنظيم الداخل مفادها الاتي :
تمكن ( ممو ) من جمع بعض المعلومات التي تشير الى وجود مفرزة عباس داخل اربيل. وبطرقه الخاصة استطاع الاتصال بعباس الذي طلب منه اخراجهم من مدينة اربيل ، فابدى استعداده لذلك.
ابلغ ممو مديرية الامن بهذه الغنيمة التي لا تقدر بثمن. فطلبوا منه التريث وعدم الاستعجال بتسليمهم لاعطاء الفرصة لمزيد من الاصدقاء للالتحاق بالمفرزة. وفعلا اصبح عدد اعضاء المفرزة 32 رفيقا وصديقا. قام ممو بتهيئة البيوت وتوفير كل المستلزمات لهم وفق توجيهات اجهزة الامن. وكان يقوم بنقلهم داخل اربيل لتبديل محلات اختفائهم مستخدما سيارات التاكسي لغرض التموية.
وبالحاح من عباس بضرورة الاستعجال في نقلهم الى خارج المدينة لكونهم تأخروا عن موعد عودتهم الى المقر، قرر ممو اخيرا تنفيذ جريمته وفق الخطة المرسومة له. فقد هيأ لهم سيارة وباشر بنقلهم على وجبات الى بيت ادّعى انه لصديق له، ويقع في اطراف اربيل لتسهيل خروجهم بعد ذلك.
وهناك عدة روايات. فمن قائل بأنه قام بنقلهم الى احد البيوت وعندما شعر عباس بأنهم وقعوا في قبضة عناصر الامن تصدى لهم واستشهد اثناء المقاومة. وهناك رواية أخرى تشير الى أن ممو قدم لهم مشروبات ( بيبسي كولا ) كانت مجهزة لتخديرهم ومن ثم نقلوا الى مديرية الامن. ولكن ومهما اختلفت الروايات، فقد تمكن ممو في نهاية المطاف من السيطرة على المفرزة وتسليمها لقمة سائغة لامن اربيل.
وبعد سلسلة من صنوف التعذيب نفذ حكم الاعدام ب 12 رفيقا، وسجن عدد اخر منهم.
وهكذا وبكل بساطة تمت تصفية مجموعة من اشجع انصارنا بغفلة من قيادة قاطع اربيل وبتساهلها.
وللحقيقة والتاريخ فإن الكثير والكثير من الاحداث المؤسفة التي ادت الى المآسي كانت بسبب التعامل من منطلق حسن النية وبسبب الاهمال في اتخاذ الاحتياطات الضرورية). انتهى الاقتباس الطويل والهام من مذكرات الرفيق توما توماس.
لم أطلع على أية وثيقة أو بيان أو تصريح حول هذه الجريمة التي كان عدد ضحاياها نصف عدد شهداء بشتآشان!

* أسئلة قضية بشتآشان:-
هل كان موقع بشتآشان صالحاً لقيام القاعدة العسكرية الرئيسية للحزب أصلاً؟
هل كان من الممكن تفادي هجوم بشتآشان بالطرق السياسية أو العسكرية الأخرى؟
هل وضعت القيادة خطط دفاعية عن قاعدة بشتآشان؟ وهل توجد خطط وخط انسحاب من القاعدة؟
هل كانت قيادة الحزب الشيوعي العراقي تخطط للهجوم الشامل على قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بالتنسيق مع الأحزاب الكردية الأخرى كما يدعي أوك؟
هل توقعت القيادة هجوم واجتياح شامل لقاعدة بشتآشان، من قبل السلطة أو الاتحاد الوطني الكردستاني؟
إذا لم يكن هناك توقع للهجوم من قبل أوك، وعدم وجود خطط دفاعية عن قاعدة بشتآشان، كما هو معروف وكما حصل على الأرض، فهل يمكن الحديث عن قتال ودفاع حقيقيين عنها؟
هل كان الفشل الأساسي أمني ومخابراتي (الى جانب الفشل والعجز السياسي والعسكري) في تحديد وكشف نوايا وخطط أوك لاجتياح قاعدة بشتآشان، بالتنسيق الكامل والمباشر مع النظام؟
هل كان أتفاق شباط عام 83 بين الحزب والاتحاد الوطني الكردستاني، هو للاستغفال والتغطية من قبل الأخير على نواياه العدوانية؟
هل مرت القوات المعتدية من بين مقراتنا وربايانا العسكرية؟
هل كانت خطوط الانسحاب من بشتآشان عبر سلسلة جبال قنديل الى إيران طبيعية ومستطلعه ومؤمنة؟ وهل توجد خطوط انسحاب احتياطية أخرى؟ وهل وقعت خسائر كبيرة وغير مبررة بسبب الانسحاب العشوائي؟
هل كان هناك عجز وخلل وقصور في العمل القيادي في بشتآشان؟ وهل جرت محاسبة العناصر القيادية والكوادر العسكرية المقصرة (المستسلمة والمنهارة على الأقل) فيها؟
هل كان التعاطي اللاحق للقيادة بمستوى كارثة بشتآشان؟
هل كان الرد في بشتآشان الثانية ممكناً وضرورياً؟ أم كان رد فعل غير مدروس بصورة كافية؟ وهل هو مرتبط بخطط (حدك) للمشاركة في الهجوم الإيراني على محور حاجي عمران وقلعة دزة بإشراف إدريس البارزاني (عملية استغلال واستدراج)؟ ومن هو المسؤول عن الخسائر الجديدة؟ وهل حوسب أحد؟
كم هو عدد الرفاق الشهداء؟ وكم عدد الرفاق الشهداء في عموم القتال الداخلي الذي أفتعله ونفذه أوك في أغلب الأحيان؟
ما هو حجم الخسائر المادية و(المالية) الحقيقية؟
هل قام الحزب الشيوعي العراقي بتجميع جثامين الشهداء وقبورهم في مقبرة خاصة تليق بشهداء بشتآشان؟
هل تابع وأهتم الحزب بمجزرة بشتآشان، بما يليق بعدد الشهداء وحجم الخسائر وآثارها العميقة، وطبيعة العدوان وأساليبه الوحشية وأهدافه. أم إنها خضعت لاعتبارات وحسابات سياسية غير مبدأية لاحقة؟
هل المطلوب فتح ملف بشتآشان وتحريكه وطنياً، أم إن الصحيح تركه أو نسيانه أو تأجيله (خدمة للوحدة الوطنية والمصالح الوطنية) كما يقال؟.
هل إثارة قضية بشتآشان بين الحين والآخر، هي لدوافع وأسباب سياسية وإعلامية لكسب وتحقيق منافع ذاتية ضيقة، أم إنها قضية وطنية وإنسانية، كبيرة وخطيرة، تتعلق بحياة عشرات الشهداء والجرحى والأسرى، تستحق المتابعة الدائمة؟
هل هناك علاقة مؤكدة وموثقة بين أوك والنظام في تخطيط وتنفيذ مجزرة بشتآشان؟ وهل حصل الحزب على وثائق جديدة تتعلق بهذا الموضوع؟ فهل عمل وحرص الطرف الرسمي مثلاً للحصول على الوثائق والمراسلات بين النظام السابق وجلال الطالباني بصدد بشتآشان؟ وهل حصل على محاضر ووثائق اللقاء بين برزان ممثلاً للدكتاتور وبين عمر دبابة ممثلاً لجلال الطالباني في منطقة باليسان، والذي تقرر فيه القيام بالعدوان الغادر على مقرات بشتآشان وتصفية رفاقنا؟ وهل هناك حق وإمكانية لرفع دعوى قضائية أمام القضاء العراقي والعالمي ضد القتلة؟ أم إن ذلك أصبح من الماضي الذي تجاوزته الأحداث والواقع والواقعية، حفاظاً على (الوحدة الوطنية) المهلهلة والمفقودة بسبب الاحتلال والطائفية والانعزالية ومشاريع التقسيم؟
هل يمكن رفع وتقديم ملف بشتآشان الى القضاء الوطني العراقي المستقل والى القضاء العالمي، الآن أو في المستقبل؟ وما هي الخطوات القانونية المطلوبة؟ وهل يمكن اعتبار الجريمة مرتبطة بجرائم النظام السابق الكبرى، من خلال التنسيق المباشر والكامل بينه وبين جلال الطالباني ؟
لماذا لم يعتذر الجناة القتلة عن جريمتهم الدموية الى الآن، وهل طالبت قيادة الحزب من جلال وقيادة أوك الاعتذار العلني على الأقل؟
ستبقى أسئلة بشتآشان مفتوحة ومطروحة على الجميع وتلاحق الجميع، تبحث عن الأجوبة الحقيقية والشافية، وسوف نساهم في الإجابة عليها بحرص شديد. وهي أسئلة كثيرة ومحرجة وقاسية لأطراف عديدة، ستظل تتردد في ساحات الوطن من أقصاه الى أقصاه، لأن طابعها وجوهرها وطني وإنساني وقانوني وحقوقي وسياسي مأساوي، وفيها حق شخصي ووطني عام، لا يمكن تجاوزه أو السكوت عنه أو إغلاقه بسهولة أو بصفقات وتسويات تافهة، لأن لا أحد يمتلك هذا الحق.