حقيقة الهموباتي والحقل المغناطيسي


طريف سردست
2013 / 4 / 19 - 17:01     


الباحث في الحقل المغناطيسي
فن العثور على المياه الجوفية او مكامن المعادن تحت الارض بواسطة فرع شجرة متشعب، Dowsing طريقة معروفة منذ العصر القديم وكانت شائعة في اوروبا منذ العصور الوسطى. في الفترة الاخيرة جرى استبدال العصا الخشبية بأخرى معدنية على شكل حرف ل، ويجري حملها بطريقة تبقيها حرة الحركة. اليوم عاد استغلال القوى المغناطيسية وحقول القوى لجلب زبائن والاكتساب ، مستغلين الاعتقادات الشائعة ان هذه القوى تؤثر على صحتنا الفيزيائية والبسيكولوجية. الاشعة المغناطيسية الارضية والطاقة الغير كهرو-مغناطيسية (E-rays, Ley lines, Curry lines, Hartmann Lines), وجميعها خطوط تجريدية، جرى تصميمها على نمط الحقل المغناطيسي للارض حسب الصورة العلمية له. والى هذا المجال تنضوي ايضا الصورة الفلسفية التي تقدمها المدرسة الصينية حول تيارات الحياة والمسماة – fengshui. غير ان " اشكال طاقة الحياة" هذه لايمكن العثور عليها تجريبيا بالادوات العادية التي نملكها، وهنا المعضلة. ويبقى السؤال: هل يوجدون حقا؟
مختلف انواع الاغصان وقضبان الحديد التي تشير الى حقول القوة يمكن تجريبها بكل سهولة، بطرق علمية مضمونة وموثوقة. أما " القضبان التجريدية" فأنها الافضل للالتفاف على المنهج العلمي وضمان عدم الانكشاف.
احدى الطرق ان نقوم بدفن قضبان معدنية ونرسل الباحث باالقضيب لنرى مقدار القضبان التي يتمكن من العثور عليها. وطريقة اخرى ان نترك المياه تجري في انابيب ونرى فيما إذا كان بالامكان تحديد خط الانابيب.

تجربة قضيب الحديد
في عام 1981 قام باول سيفينغي Paul Sevigny, والذي سابقا كان المتكلم الرسمي لجمعية الباحثون بالقضيب، Dowsing ببعض التجارب. اربع انابيب بلاستكية سيجرى وصل واحدة منهم الى مضخة مياه، وفي كل مرة يجري وصل احداهم يجري تقرير اي منهم التي ستكون الموصولة من قبل عامل توصيل، في كل مرة يجري اختياره عشوائيا. لا أحد من الذي لهم علاقة بالجمعية كانوا موجودين عند توصيل الانابيب، و لااحد كان يعلم في اي انبوب تجري المياه في اللحظة المعينة. ومن حيث ان تحزير عشوائي، من الناحية الاحصائية، سيعني احتمال واحد من اربعة ان يحصل على صح، سيعني ذلك ان اعادة التجربة اربعين مرة يعطي صح عشوائي عشرة مرات. الكاشف تمكن من الحصول على صح تسعة مرات فقط.

تجربة مماثلة جرت في المانيا عام 2004 من جمعية مختصة بفحص ادعاءات الظواهر الغير طبيعية. في هذه التجربة فشل حوالي الثلاثين كاشف من العثور على قناة الماء.
نتائج ايجابية يشار اليها في تجربة ميونيخ عام 1995، تسمى تجربة شيونين. الفيزيائي الالماني هانس ديتر بيتز (Hans-Dieter Betz), أعتبر أن ستة كاشفين من أصل 500 تمكنوا فعلا من تقديم معطيات مقبولة احصائيا للقول بالقدرة على ايجاد مجرى الماء أفضل من ترك الامور للتحزير العشوائي. غير ان العالم الامريكي Jim Enright وجه نقدا شديدا لهذه النتائج وطعن بتحليلها الاحصائي. كل ذلك ينفي النتائج الايجابية الحاسمة.

Homeopati
حسب جمعية الهومباتيي، ومن تعريف الهومباتي نفهم أنه يقوم على مبدأ أن المثيل يشفي مثيله، وأن المرض يمكن معالجته بنقل كميات قليلة من مادة، عند الاصحاء تحفز مؤثرات تشبه عوارض المرض. عند المعالجة يقوم الهومباتي بالبحث عن مميزات العوارض التي يعاني منها المريض الان من مجموع العوارض. يختار الهومباتي ثلاثة الى ثمانية عوارض ويبحث عن المثيل لها، الاكثر توافقا.
في مقال " نظرية التصميم الذكي تتوشح ثوب العلم" جرى الاشارة الى هذا العلم الزائف ووصفه بالاتي: هؤلاء يقومون بمعالجة المريض بمواد طبيعية كالتي يقوم جسم انسان سليم بفرزها لمعالجة عوارض مشابهة للعوارض المرغوب معالجتها عند المريض المعني. المثير في هذا العلاج ان الاكسير المُقدم يضاف اليه الماء الى درجة لايبقى مركب واحد يتشابه مع المادة الفعالة الاصلية. غير ان اتباع هذه الطريقة يصرون على ان الفعالية لاتتأثر لان الاكسير يبقى " متذكر" التأثير المطلوب الذي لايزول وكأنه بصمة اصبع وتزداد قوته من خلط الماء والكحول، ولكن هذا لايمكن تفسيره او البرهنة عليه. ( نظرية التصميم الذكي تتوشح وشاح العلم )

نشأ هذا الاعتقاد في المانيا في القرن الثامن عشر، وأصبح شائعا كأحد البدائل الاكثر نجاحا في عالم الطب والعلاج. وقد انتشر في العالم الى درجة ان ملكة بريطانيا كانت تملك طبيبها الخاص المختص بالهمباتي. غير ان المعضلة ان هذه التفكير يتعارض مع اسس الفيزياء والكيمياء الحديث. أن يجري إضافة الكثير من الماء الى الاكسير لايمكن ان يعطي اي تأثير يزيد عن تأثير البلاسيبو ( العلاج بالوهم). ان كمية الماء في المحلول تصل، في اغلب الاحيان، الى درجة يمكن بعدها اعتبار أن المحلول مؤلف من الماء وحده. ويجيب المؤمنين بهذا العلاج أن "المادة الفعالة" تخلق نوع من الذاكرة في المحلول، نوع من التغيير البنيوي، هو الذي يملك التأثير العلاجي.
مرتين أعتقد العلماء العثور على آثار التأثير في الماء الهموباتي. المرة الاولى من الفرنسي Jaques Benveniste 1988, العالم في مجال علم المناعة، والثانية من العالم الانكليزي Madeleine Ennis ,2003, العامل في مجال الصيدلة. كلاهما تمكنوا من تحفيز ردة فعل مناعية في الخلية بمساعدة محلول جرى أضافة الماء اليه بدرجة جعلته يتكون من الماء فقط.

كلا هاتان التجربتان جرى إعادة إجراءهما في ظروف شديدة الدقة والتوثيق، الاولى تحت رعاية مجلة Nature, والثانية تحت رعاية البرنامج التلفزيوني لقناة البي بي سي الريطانية Horizon. ولامرة واحدة أمكن الوصول الى النتائج المُدعاة. العديد من التحقيقات الطبية الكبيرة جرت على عقارات هوموباتية. عام 2002، في مجلة British Journal of Clinical Pharmacology جرى نشر نتائج التحقيقات، حيث لم تنجح أي منها في العثور على اية مبررات للقول ان عقار هوموباتية أفضل من عقار البلاسيبو.

المجلة الطبية الواسعة الانتشار The Lancet توصلت الى النتائج نفسها، بعد 110 بحث، حيث جرى فيها مقارنة تأثير عقارات الهوموباتي مع عقارات البلاسيبو. وجهاز الصحة البريطاني NHS وأكبر اتحادات الادوية الامريكية AMA اكدوا انعدام وجود أي برهان يدعم استعمال الهموباتي في النظام الصحي.
أحدى التجارب الممتعة جرت تحت أشراف Journal of the Royal Society of Medicine 2002. ستة هموبات، مدربين ومحترفين، سيقومون، بمساعدة بندول، بما يشبه البحث بالقضيب في ظاهرة Dowsing، بمعرفة اي الزجاجات تحتوي على محلول هموباتيك وايها تحتوي على ماء فقط.

هموباتيك يستخدمون ايضا وسيلة البحث بواسطة القضيب المعدني الحر، بما فيه لوضع التشخيص وتقرير الوسيلة الانسب لمعالجة المريض. في هذا التجربة،كانت نسبة الاجابات 48,1% صح، أي أسوء من ماسيعطيه التحزير العشوائي، بما يعني أنه لم يتمكن أحد من التفريق بين الزجاجة التي تحتوي على المحلول والزجاجة التي تحتوي على الماء.
الهموباتيك جرى تمحيصها وفحصها بدقة وجذريا، وهذا من بين الاسباب التي أجبرت بعض البلدان على وضع استخدام الهموباتيك في دائرة الصحة العامة موضع الشك. لم يحدث ابداً اثبات اي مؤشر واخراجه من اطار الصدفة، ومع ذلك تبقى الاسطورة حية.

يتبع..جائزة جيمس راندي