بطاقة إلى الشيوعيين العراقيين

بطاقة إلى الشيوعيين العراقيين

لذاك الربيع البهي
ذاك الربيع البعيد
فهد يزرع حديقتنا بالورود
يضيء ليالينا بشموع الهداية والنور
ومنشورنا الوطني يتوزع بين بيوت الطين
والخلايا تتشبع برائحة الوطن...
إلى وطن آمن وجميل قدمنا كل تلك النذور
لتلك البدايات وتلك البقايا سلاماً إلى أن تعود...!

في عيد تأسيس الحركة الشيوعية العراقية، كصرح وطني كبير ومنار هادي. في عيد الربيع والكادحين، عيد الحياة المتفتحة والمتطلعة إلى مستقبل إنساني باهر وجميل، نتذكر الخلايا الأولى في الناصرية وبغداد وكردستان والبصرة والموصل والفرات الأوسط والفرات الأعلى، وكل مدن وأرياف الوطن، من أقصاه إلى أقصاه، تلك الخلايا التي غطت خارطة الوطن وفق رؤية وطنية متقدمة.
اليوم، بعد كل هذا السفر الطويل، المزدحم والمضطرب بكل شيء، نطل من شرفة الماركسية الأثيرة، نراجع نضالنا الوطني والطبقي، حيث رسمت البدايات، ووضعت الأسس. ونحيي قوافل الشهداء، ونتلمس طريق المواصلة والاستمرار، والنجاحات، والأخطاء الكبيرة والصغيرة، وحجم الخسائر غير المبررة، والفرص الضائعة، والحصاد الأخير...
لكي نعرف حال ووضع حركتنا الشيوعية والماركسية الآن، ونعرف أزمتنا، ونبحث في طرق علاجها، بعيداً عن العدمية أو الجمود والأنشداد الإيماني (شبه الديني) للماضي أو التاريخ، على أهميتهما الأكيدة!...أن ندافع عن الوحدة الوطنية... أن ندافع عن مصالح الكادحين... أن نقضي على الإرهاب... أن نسقط الطائفية المتخلفة... أن نرى شجرتنا الكبيرة والعتيقة، وأن نتلمس الغصن الأخضر واليانع فيها، وأن نشذبها ونرويها ونحميها، وأن نعود للجذور... أن تعود علاقتنا بالناس الكادحين، لا بل وبالوطن أيضاً... أن نعود للساحات والميادين... أن نرقص رقصتنا الوطنية... أن نجدد ونعمل الفكر ونجدد اللغة... أن نقول للخائن الحزبي والوطني، لا تتمادى، وأعتذر عما فعلت... أن نمسح الغبار الكثيف عن مرايانا وعقولنا وعيوننا... أن نرى الواقع كما هو... أن تنتعش وتزدهر الثقافة... أن نخرج راياتنا ملوحة بالريح والشمس بعيداً عن العفن والرتابة والرطوبة والتآكل... أن تعود الأغاني... أن يعود الربيع البعيد جلياً...
عندها سيكون عيد الكادحين بطعم ولون آخر...
بطاقة ملونة بكل ألوان الحياة والربيع للشيوعيين العراقيين
المجد للحركة الشيوعية العراقية
الخلود للشهداء
عاشت الماركسية نظرية ثورية للكادحين والفقراء، نظرية للإنسان.