الثامن من اذار معيار للتضامن مع المراءة


جورج حزبون
2013 / 2 / 28 - 19:35     

اصاب ماركس ،حين ربط مدى تطور اي مجتمع بمدى دور المراءة فيه ،فالمجتمع هو حالة انسانية تكون مجتمعة ،تلك الحالة البشرية التي تلتقي على قيم واخلاقيات معينة ،والمكون الاجتماعي هو العنصرين البشريان ، المراءة والرجل ،فطغيان طرف على اخر ، يفقد ذلك المكون خصائصه ، ويحوله الى حالة خارجة عن الطبيعة الاجتماعية ، فيقترب من المجتمعات الغير انسانية ، التي تلتقي قطعانا ومع ذلك تحكمها عادات واسس ، مثل القردة والنحل والنمل وغيرها .
المنحى الذكوري للمجنمع ، واقعيا، فرضته عملية الانتاج ، وادلجة له الاديان الابراهيمية الثلاث ، تلك الاديان التي جعلت المراءة ادنى من الرجل ، وضرورة للمواصلة البشرية ، واداة لخدمة الرجل ووسيلة حياتية له ، من قراءة للتوراة واشتراطاتها لحياة المراءة ، وسبل التعامل معها ، الى الانجيل الذي جعلها صديقة ووسيلة ، ولم تكن من مكونات الحوارين ، ولا من المبشرين للامم ، بل جاء في رسائل بولس الرسول ، ان الرجل راس المراءة كما ان المسيح هو راس الكنيسة !!،والقران ، جعلها درجة ادنى من الرجل ورفض مساواتها لا بالميراث ولا بالزواج ، واقترب بها من الشيطان ، وجعلها فتنة ، وعزلها بالملبس والمكانة والدور ، وحذر من كيدهن !!!.
وبالتالي وبحكم ذلك المكون الثقافي ، والذي جعل المراءة للمتعة ، فان التحرش الجنسي اصبح مشهدا طبيعيا ، وان التعرض للمراءة احد المظاهر الرجولية ، بل احتقر المراءة التي تشهر التحرش بها !! وبهذا عزلها ، واحكم عزلها بالحجاب والغطاء والبيت ، وسمح بالاعتداء عليها ضربا وقهرا وايذا!، ومع الاخذ بالاعتبار حالات الاحتقان والظلم والفقر ، فان المراءة هنا وسيلة تسلية ،ومكانة هروب من واقع ، قدمها في الوعي الرجولي مسؤولة عن ازمته ، ومكونا محروما من لمسه او معرفته ، بالدين والاعراف ، والعشائرية ، ولا يمكنه وضعه الاقتصادي من التعرف اليه لان المرءاة امتلاك يحتاج الى ممكنات لا تتوفر للفقراء والمهمشين ، وبهذا اصبحوا وحوش شوارع تنبح وراء المراءة وتعبر عن انحطاط ثقافة ووعي .
تلك التربية التي هي نتاج المنظومة الاقتصادية ، سواء الشبه اقطاعية او الراسمالية ، وان هذه المنظومات لم تحقق العدالة والمساواة بين الرجل والرجل ، بل جعلت العامل مجرد اداة انتاج ، وجعلت الاديان الارض وادي الدموع ، وبشرتهم بالجنة للفقراء والمظلومين ، والاسلام بشرهم بالنساء الحوريات ،وهو تبرير للظلم والاضطهاد الذي وقفت الاديان الى جانب الظالمين من الحكام ، وجعلت المراءة جائزة للخاضعين والمستكينين !، وبهذا تكون المراءة عنصرا مختلفا عن الرجل فهي متعة الارض وجائزة السماء ، وكما يذهب اللص الى سرقة الغنيمة ، يقوم الدهماء بالتجرش بالنساء ، لعلهم لا ينالون متعة الارض من الفقر ، ولا جائزة السماء المشكوك فيها !! فنصل الى الحد الذي نحن فيه من تنامي ظواهر التحرش والاعتداء وجعل المراءة هدفا سهلا !!.
في البيان الشيوعي جاء ما يلي ، ان البرجوازية تتهمنا باشاعة النساء ، والحقيقة ان مجتمعهم يشيع النساء والفساد ...!ولقد اصبح واضحا مدى ارتباط حرية المراءة ومساواتها بالنظام الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ، وكلما تراجع الوضع بهيمنة الحركات الاسلامية على مقدرات المجتمعات العربية ، كلما تراجع وضع المراء ، فالحل الوحيد لحرية المراءة يكمن بالديمراطية والحرية فقط . وعاش الثمن من اذار معيارا للتضامن مع المراءة