تعمّق النقاش حول الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان (1): ردّ من أفغنستان. الفصل الرابع من كتاب : - الماوية تنقسم إلى إثنين -


شادي الشماوي
2013 / 2 / 24 - 18:16     

تعمّق النقاش حول الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان (1): ردّ من أفغنستان.


الفصل الرابع من كتاب : " الماوية تنقسم إلى إثنين "

==============================================

مقدّمة " الماوية تنقسم إلى إثنين"
" الماوية : نظرية و ممارسة "عدد -13-
شادي الشماوي
صراع خطين جديد صلب الحركة الأممية الثورية ! نعم ! عقب صراع الخطين الذى عرفته هذه الحركة الماوية و كان محوره مسار الثورة فى النيبال ( و الذى أفردنا له كتابا عنوانه " صراع الخطين صلب الحركة الأممية الثورية " و تجدونه على موقع الحوار المتمدّن )، تشهد اليوم ذات الحركة صراع خطين محتدم صار فى المدّة الأخيرة علنيّا ، منشورا على صفحات الجرائد و على الإنترنت.
منذ سنوات تعطّل النشاط العادي للحركة الأممية الثورية و لم يفهم الكثير من الثوريين و من الماويين عبر العالم الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك و ظلّت أسئلة عدّة مثارة قد يعثر على أجوبة لها جزئية فى وثائق متناثرة هنا و هناك وقد تتّخذ حجم الجبال عندما يقرأ المرء نصوصا تهاجم هذا الحزب و ذاك من نفس الحركة و تنعته بنعوت أقلّها التحريفية دون الخوض بعمق فى النقاط الخلافية الحقيقية. و فى ماي 2012 ، أعلنت ثلاثة أحزاب هي الحزب الشيوعي الإيطالي (الماوي ) و الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني و الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني)(نكسلباري) عن موت تلك الحركة و إقترحت بناء منظّمة ماوية عالمية جديدة على أساس قراءة قدّمتها لكن لم تمض مدّة طويلة حتى نشر علنا الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية رسالة توجّه بها إلى كافة الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية و بيّن محتواها بوضوح بلوغ صراع الخطين الذى له جذوره التاريخية فى الحركة مرحلة متقدّمة جدّا.
لا ينبغى على الشيوعيين كماديين جدليين تعمّقوا فى دراسة تطويرات ماو تسى تونغ للمادية الجدلية أبدا أن يستغربوا صراع الخطين فالأمر طبيعي و عادي للغاية ذلك أنّ فى كلّ وحدة أضداد الصراع هو المطلق و الوحدة عرضية و مؤقتة و نسبية و سواء تعلّق الأمر بالأحزاب أو المنظّمات أو الحركات السياسية ، الصراع هو الحياة ، الصراع هو النموّ حسب إنجلز و إنعدامه يعنى الموت ، أمّا الوحدة الثورية فتبنى على الأرقى و يعاد بناؤها على أسس أمتن وأرسخ علميّا و شيوعيّا . ببساطة ما يجدّ اليوم ليس سوى الماوية تنقسم إلى إثنين ، الماوية تخضع هي الأخرى إلى القانون الجوهري للجدلية ، قانون التناقض/ وحدة الأضداد او بصيغة جعلها ماو شعبية فى الصين الإشتراكية " إزدواج الواحد".
لقد أكّد ماو تسى تونغ على هذه الحقيقة الموضوعية و المادية الجدلية فى " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " قائلا :
" تعتبر الفلسفة الماركسية أن قانون وحدة الأضداد هو القانون الأساسي للكون. وهو قانون مطلق الوجود سواء فى الطبيعة أو فى المجتمع البشري أو فى تفكير الإنسان. فبين الضدين فى تناقض ما توجد وحدة و صراع فى آن واحد، و هذا ما يبعث الحركة و التغير فى الأشياء . إنّ التناقضات موجودة فى كلّ شيء ، إلاّ أن طبيعتها تختلف بإختلاف طبيعة الأشياء . فالوحدة بين الضدين فى التناقض الكائن فى كلّ شيء محدد هي ظاهرة مقيدة ، و مؤقتة ، و إنتقالية، وهي لذلك نسبية ، أمّا الصراع بينهما فإنّه يبقى مطلقا دون تقييد." ( "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ"، صفحة 226).
و قبل ذلك فى " فى التناقض " ، أعرب عن أنّ :
" الصراع يكمن بالضبط فى الوحدة ، و لا وحدة بدون صراع ".
و من الواجب أن يعمل الشيوعيون الثوريون أينما كانوا من أجل المسك بأرقي حلقات تطوّر علم الثورة البروليتارية العالمية و يتخلّصوا من النواقص و الأخطاء و يحاصروا التيارات التحريفية و يلحقوا بها الهزيمة ليبقى لون المنظّمة و لون الحزب او الحركة أحمرا وليتمكّنوا من النهوض بمهامهم الثورية فى قيادة البروليتاريا و شعوب العالم و أممه المضطهدة فى تغيير العالم تغييرا ثوريّا بإتجاه الشيوعية عالميّا. و إن فشلوا فى ذلك تغيّر لون المنظمة أو الحزب او الحركة و باتوا تحريفيين برجوازيين و بئس المصير! ومن واجب الشيوعيين الثوريين أن يتحلّوا باليقظة الدائمة كيما يشيّدوا فى كلّ مرحلة وحدة ثورية حقّا ، لا وحدة إنتهازية تمزج فيها الماركسية و التحريفية معا فتؤول الغلبة فى النهاية إلى التحريفية و بئس المصير !
و مع علمنا بوجود منظّمات و احزاب ماوية أخرى خارج الحركة الأممية الثورية ، فإنّنا نعنى فى المصاف الأوّل بهذا الصراع بالذات و أساسا لإعتبارنا أوّلا أنّ هذه الحركة هي محور ومركز الماوية تاريخيّا ، سياسياّ و إيديولوجيا فمثلا هي التى رفعت راية الماركسية - اللينينة –الماوية و تبنّتها أحزاب و منظمات أخرى من خارجها ؛ و ثانيا أنّ مستقبل الماوية مرتهن إلى درجة كبيرة بهذا الصراع الدائر الآن لمدى أهمية و القضايا المطروحة و دلالتها.
لفهم خطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو أحد الخطين المتصارعين ، كنّا قد نشرنا كتابا كاملا يشمل أهمّ وثائقه الجديدة ،" المعرفة الأساسية لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ..." المنشور على موقع الحوار المتمدّن. ومن هنا تأتى أهمّية العودة إليه. و قصد توفير جملة من الوثائق الأخرى باللغة العربية للذين يتطلعون لفهم صراع الخطين الحيوي فهما شاملا و عميقا ، موضوعيّا ،لا ذاتيّا ، سعينا قدر الطاقة إلى الإطلاع على مادة كثيفة إنتخبنا منها ما نعدّه الأكثر تعبيرا عن وجهات نظر الخطّين المتواجهين فجاءت فصول الكتاب الحالي حاملة نصين متعارضين فى كلّ فصل منها على النحو التالي :
يتضمّن الفصل الأوّل المعنون "خطّان متعارضان حول المنظمة الماوية العالمية " :
أ- الشعوب تريد الثورة ، البروليتاريون يريدون الحزب الثوري ، الشيوعيون يريدون الأممية و منظمة عالمية جديدة .( بيان مشترك لغرّة ماي 2011)
و القرار 2 الصادر عن الإجتماع الخاص بالأحزاب والمنظمات الماركسية – اللينينية – الماوية المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية من أجل ندوة عالمية للأحزاب و المنظمات الماركسية – اللينينية – الماوية فى العالم . ( غرّة ماي 2012. )
و ب- رسالة إلى الأحزاب و المنظمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية،
الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية – غرّة ماي 2012.
و مضمون الفصل الثاني ،" نظرتان متعارضتان لنظام الدولة الإشتراكية " ، هو :
أ-" نظام الدولة الإشتراكية "، لآجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني) ( نكسلباري).
و ب- " النقاش الراهن حول نظام الدولة الإشتراكية "، ردّ من الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية / 2006.
و ينطوي الفصل الثالث الوارد تحت عنوان " موقفان متعارضان من " الخلاصة الجديدة " لبوب آفاكيان " على :
أ- " موقفنا من الخطّ الجديدة للحزب الشيوعي الثوري و بيانه و قانونه الأساسي"، الحزب الشيوعي (الماوي ) الأفغاني ، أكتوبر 2010.
و ب - " ردّ أولي على مقال" دراد نوت" بشأن " الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان"، سوزندا آجيت روبا سنغى ، رئيس الحزب الشيوعي السيلاني (الماوي) ، 18 أفريل 2012.
و هذه النصوص جميعها متوفّرة باللغة الأنجليزية على الأنترنت و تحديدا على موقع :
www.bannedthought.org
و نظرا لكون صراع الخطين بالكاد إنطلق علنيّا فمن الأكيد أنّ عدّة وثائق أخرى ستصدر و من أطراف مختلفة . و كلّما عثرنا على وثائق قيمة ، غير إنطباعية و لا تتوخى الشتم و التشويه المجاني أسلوبا بل تبحث عن الحقيقة ، سنبذل قصارى الجهد لوضعها بين أيدى القراء باللغة العربية كفصل أو فصول إضافية لهذا الكتاب. و مقترحات الرفيقات و الرفاق مرحّب بها بالطبع.
و لا يفوتنا هنا أن ندعو رفاقيّا كافة الماويين و الماويات إلى أن يضعوا نصب أعينهم دائما و أبدا تعاليم لينين عن الحقيقة الثورية و تعاليم ماو عن صحة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء و أن يتفاعلوا تفاعلا علميّا رصينا مع هذا الصراع المصيري ، فلن تنفع لا سياسة النعامة و تجاهل الصراع و لا سياسة إصدار الأحكام العشوائية قبل الدراسة المتأنية و المتمعنة على أسس الشيوعية الثورية. و فى تحويل هذا الصراع إلى مدرسة لرفع الوعي الطبقي و تعميق المسك بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الشيوعي الثوري بهدف تغيير الواقع ثوريّا بإتجاه الشيوعية عالميا، سيتحمّل لا سيما الماويون و الماويات المتقدّمون فى إستيعاب علم الثورة البروليتارية العالمية، مسؤولية تاريخية ذلك أنّ الماوية فى منعرج تاريخي و الرهان ليس أقلّ من مستقبل الشيوعية و مثلما قال لينين:
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية الروسية [ الشيوعية ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا." ( لينين ؛ " ما العمل؟ " ).
====================================================
====================================================
الفصل الرابع :

تعمّق النقاش حول الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان (1): ردّ من أفغنستان.


ردّ على رسالة غرّة ماي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية .

( الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني )

مقدّمة :

إنّ رسالة غرّة ماي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( رسالة إلى الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية ، بعد القانون الأساسي و البيان الجديدين ) ثالث أهمّ وثائق الحزب بشأن " الخلاصة الجديدة لآفاكيان". و لئن كانت هذه الوثيقة فى البداية موجّهة كرسالة داخلية إلى أعضاء الحركة الأممية الثورية ، فإنّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة [ من هنا فصاعدا فقط الحزب الشيوعي الثوري – المترجم ] قد تراجع عن قراره الأولي و نشر الرسالة علنيّا دون تفسير واضح . و نعتقد أنّ هذه اللعبة برمّتها ، لعبة توجيهها داخليّا إلى المنتمين فقط إلى الحركة كانت مسرحية غير ضرورية منذ البداية . فلا سبب للبحث عن نقاش داخلي فى صفوف الحركة الأممية الثورية حول مواضيع باتت علنية لسنوات عدّة – مواضيع باتت شأنا عاما أوّلا و قبل كلّ شيء من قبل الحزب الشيوعي الثوري ذاته.

لقد نشر بيان الحزب الشيوعي الثوري ( الشيوعية : بداية مرحلة جديدة ، بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) علنا خطّه ما بعد الماركسي- اللينيني - الماوي فى 2008 و هكذا ليس كوثيقة للنقاش و الجدال فى صفوف الحركة الأممية الثورية. و ثمّ ، فى ماي 2009، هذه الوثيقة عينها ( كملحق بالرسالة التى لم تكن موجّهة بوضوح لأعضاء الحركة الأممية الثورية فقط ) قُدّمت " إلى كافة الشيوعيين بالعالم ". و تجدر الإشارة إلى أنّ القانون الأساسي الجديد للحزب الشيوعي الثوري - أوّل وثيقة ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ، قبل البيان - لم تكن هي الأخرى وثيقة داخلية.

إتخذ الإجتماع العام الرابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي (الماوي ) الأفغاني موقفا ضد خطّ الحزب الشيوعي الثوري ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية و أبلغ موقفه داخليّا بهذا الصدد إلى أعضاء الحركة الأممية الثورية فى أوت 2009. و مع ذلك ، فإنّ هذا النقاش الداخلي لم ينته إلى شيء مبدئي أو إيجابي مذّاك. فى خرق الإلتزامات التنظيمية و الملأ و علنيّا من طرف الحزب الشيوعي الثوري .

و عقب ذلك ، نشرت علنيّا اللجن المركزية للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني -الماوي ) وثيقتها ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية " نداء إلى كافة الشيوعيين الإيرانيين" . و تقريبا حوالي تلك الفترة ، إقترح الحزب الشيوعي الثوري نقاشا داخليّا حول نقدنا لقانونه الأساسي الجديد و لبيانه. و مع ذلك ، أدركنا تفاهة الإبقاء على النقاش داخليّا إثر مشاهدتنا النشر العلني للوثيقة ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) ، والجهود العالمية المتواصلة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية فى نشر خطّه ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية ، و الضرر الذى ألحقه هذا الخطّ بوجود الحركة الأممية الثورية و نشاطاتها ، وفى النهاية ، فى نفس الوقت ، تعزيز هذا الخطّ صلب الحزب الشيوعي الثوري الذى أجرى عملية تطهير للرؤى المعارضة تحت يافطة " ثورة ثقافية داخل الحزب ". و هكذا ، رفضنا مقترح الحزب الشيوعي الثوري الذى تبيّن لنا أنّه عن سوء نيّة ، و نشرنا موقف الإجتماع الرابع للجنة المركزية لحزبنا فى جريدته ، شعلاجاويد . و بعدئذ نقدنا أيضا الوثيقة ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) فى مقال يحمل عنوان " الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني –الماوي ) سقط فى تيه طريق ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية " الذى صدر فى الجريدة الحزبية المشار إليها سابقا.

و الآن و قد تجسّد عالميّا و بوضوح النضال من أجل تشكيل تنظيم عالمي ماركسي – لينيني –ماوي جديد على أساس سياسي و إيديولوجي صلب ضد أشكال مختلفة من التحريفية ( لا سيما التحريفية ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية و تحريفية براشندا – باتاراي ) ، فإنّ الحزب الشيوعي الثوري مجدّدا أراد إستعمال المؤامرة لخوض نقاش داخلي حول خطّه ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية ، على ما يبدو قد أدرك مباشرة بأنّ لعبته لم تعد تنطلي .

و مع ذلك ، فإنّ النشر العلني لرسالة غرّة ماي للحزب الشيوعي الثوري الصادرة بعد سنوات أربع من نشر بيانه ، هي أوّل ردّ رسمي و منهجي متصل بالصراعات النظرية ضد الخطّ ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية التى خاضها حزبنا و خاضتها أحزاب أخرى منتمية إلى الحركة الأممية الثورية إلى حينها يبدو كما لو أنّ الحزب الشيوعي الثوري كان يتوقّع من معارضي الخطّ ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية صلب الحركة الأممية الثورية ألاّ يفعلوا سوى الدخول فى نقاشات داخلية و هكذا برأينا ، إنتهى إلى أن يصبح وحيدا و معزولا. بيد أنّ نشر الوثائق المتعلّقة بالإجتماع الخاص لأعضاء الحركة الأممية الثورية سجّل أنّ هذا التوقّع كان بوضوح غير صحيح و غير واقعي.

و دون وضع نفسه فى سيرورة نقاش و جدال داخل الحركة الأممية الثورية ، نشر على الملأ بيان الحزب الشيوعي الثوري و بالتالي عرض الخطّ ما بعد الماركسي - اللينيني - الماوي عالميّا خارج الحركة الأممية الثورية. و هذا العمل الفردي الوحيد الجانب عنى بالملموس حلّ الحركة الأممية الثورية و لجنتها و تفكيكهما . و نظرا للدور الفعّال الذى نهض به الحزب الشيوعي الثوري فى التقدّم بنشاطات لجنة الحركة الأممية الثوريّة و كذلك فى مجمل نشاطات الحركة الأممية الثورية ، أعلن ذلك التصرّف عمليّا إنهيار هذه المنظّمة العالمية و تصفيتها . لم يكن لأي حزب آخر مثل هذا الدور المحدّد صلب الحركة الأممية الثورية . و علاوة على ذلك ، كان لهذا الحزب دور مفتاح فى إنهاء نشر المجلّة الداخلية للحركة الأممية الثورية ملغيا إمكانيات النقاش و الجدال الداخليين فى صفوف الحركة الأممية الثورية . لهذا ، لم يكن للحزب الشيوعي الثوري الحقّ فى أن ينتظر الصراع الداخلي من طرف الأعضاء الآخرين فى الحركة الأممية الثورية .

و الآن ، مع نشره لرسالة غرّة ماي ، يتهمنا هذا الحزب ب " إصدار الحكم أوّلا ثمّ إجراء المحاكمة " . هذا الإدّعاء يتماشى و مثل أفغاني مفاده " إتهم قبل أن تتّهم !". و فى واقع الأمر ، الحزب الشيوعي الثوري هو الذى أصدر حكما أوّلا ثمّ أجرى محاكمة . ألم يحكم هذا الحزب الذى – بنشره الأحادي الجانب لبيانه فى 2008 ، إلى جانب المدافعين عن خطّه السياسي و مسانديه – على كافة أعضاء الحركة الأممية الثورية بتهم " التحريفية " و " الدغمائية " ، و فوق كلّ شيء ، فرض عقابا هو تصفية الحركة الأممية الثورية ؟ لماذا يتصوّر هذا الحزب أنّه وحده يملك حقّ " إصدار الحكم أولا ثم إجراء المحاكمة " ؟

و بالفعل ، إعتبرت قيادة الحزب الشيوعي الثوري التى طهّرت الحزب من الرؤى المعارضة عبر ما يدعى ب " ثورة ثقافية " ، الحركة الأممية الثورية " حديقتها الخلفية " وسعت إلى إعادة هيكلة هذه المنظّمة – أوّلا إيديولوجيا و تاليا سياسيّا و تنظيميّا – حتى تتذيّل إلى الهيمنة غير القابلة للنقاش للحزب الشيوعي الثوري . و مع ذلك ، لم تتمكّن من تنفيذ هذا المخطّط. و الآن و قد شرعت أحزاب أخرى بما فيها حزبنا فى خوض الصراعات الإيديولوجية و السياسية والتنظيمية لإعادة تركيز تنظيم عالمي ماركسي - لينيني - ماوي ، يحذّر الحزب الشيوعي الثوري من " إصدار الحكم أوّلا ثمّ إجراء المحاكمة ". على كلّ حال ، لا ينبغى أن يتوقّع الحزب الشيوعي الثوري من الآخرين أن يتبعوا الإطار الذى حطّمه هو ذاته.

نعتقد بأنّ القرار من جهتنا و من جهة الأحزاب الإخوة ، بأن نعقد إجتماعا خاصا بالحركة الأممية الثورية لم يسفر عن إجتماع ناجح فحسب حيث إتخذت قرارات خاصة و هامة لكنّه أيضا أجبر الحزب الشيوعي الثوري مرّة أخرى على أن يعرض بوضوح خطّه ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ، و من ثمّة يوفّر فرصة خوض صراع نظري ناجح فى الأساس ضدّه . لكن الحزب الشيوعي الثوري تجنّب المشاركة فى هذا الإجتماع الخاص و بالفعل تجنّب نقاشا جماعيّا وجها لوجه . و قد حاول هذا الحزب على مرّ السنين و بإستمرار أن يشرع فى نقاشات ثنائية مع مختلف أعضاء الحركة الأممية الثورية بما فيها مع حزبنا و بينما كان ينوى إرسال أعضائه إلى عديد البلدان لمواصلة النقاشات المنعزلة ، لم يظهر أبدا أية إرادة لزيارتنا فى أفغانستان .

و هكذا سنناقش وثيقة غرّة ماي للحزب الشيوعي الثوري فى شكل حلقات ، مركّزين على شتى النقاط المفاتيح و سننشر كلّ جزء و إن كان مرتبطا بهذه الحلقات ، منفردا عند إتمامه. و هذه الحلقة الأولى تتعلّق بوجه خاص بالنقاش ضد حزبنا فى القسم الثامن من وثيقة غرّة ماي .

-------------------------------------------------------------

أوّلا : حول ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية :

دافع الحزب الشيوعي الثوري تقريبا بعد سنوات ثلاث من إتخاذ الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني موقفا ضد خطّه ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية ، عن وجهة نظره فى رسالته لغرّة ماي 2012 . و مع ذلك ، هذه الرسالة لا تجيب مباشرة على وثيقة الإجتماع العام الرابع لحزبنا ضد الحزب الشيوعي الثوري لكن عوض ذلك تمثّل ردّا على وثيقتنا ضد بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ). و مثل هذا السلوك الخبيث يتجنّب مسؤولية معالجة الحجج المباشرة و بالتالي ينجم عنه ردّ ضبابي و ملتبس .

دفاع الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية غير القابل للدفاع عنه :

كلّ المسائل المثارة ضد حزبنا فى رسالة غرّة ماي 2012 للحزب الشيوعي الثوري قد وقع التعبير عنها فى رسالة بفقط 58 صفحة ، و حتى هذه الصفحات القليلة متأثّرة بالقرار الكسول لمعالجة وثيقتنا المتصلة بالحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) لا غير. لماذا تجنّب الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) نفسه المشاركة النشيطة فى هذه النقاشات ؟ سبب مثل هذا التصرّف واضح : هذا الحزب غير قادر على الدفاع عن خطّه ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ؛ و هذا بالأساس لأنّ هذا الخطّ فى حدّ ذاته غير قابل للدفاع عنه. و بالتالي ، ينخرط الحزب الشيوعي الثوري فى نقاش إحادي الجانب و غامض لأجل تجنّب نقاش واضح و جليّ حول موضوع الحال . و نتيجة هذا النوع من السلوك بالملموس هي أنّ ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية يتمّ الدفاع عنها حسب توجّهه الإستراتيجي ، بينما يتمّ التنكّر لها فى توجّهاته التكتيكية.

فى 2009 ، إتخذ الإجتماع العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني موقفا ضد خطّ ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية للقانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري و بيانه. و الآن ، إثر كلّ هذا التأخير من طرف هذا الحزب فى الردّ علينا ، يجب أن يُلقى باللائمة عليه لتجنبه الموضوع الأساسي للنقاش ، على وجه التحديد الطابع ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية لهذا الخطّ ، بشكل جلي قادر على توفير أجوبة واضحة كذلك على أسئلتنا. و فى الوضع الراهن، أهمّية تقديم هذه الإجابة الواضحة و المحدّدة إكتسبت أهمّية مزدوجة خاصّة و أنّ معارضة خطّ ما بعد الماركسية – اللينينية –الماوية لا تأتي فقط ، حسب كلمات الناشط على الأنترنت مايك إيلي ، من " منطقة عاقر" مثل أفغانستان ( وهي تهمة يمكن أن تشبّه كذلك بسلوك الحزب الشيوعي الثوري) ، لكن لها الآن طابع عالمي .

فى إحدى وثائقنا صرّحنا بأنّ الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) قد سقط فى " تيه طريق " ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية . و فى هذا الإطار كتبنا :

" واضح ببداهة أنّ التوجّه الإستراتيجي لخطّ البيان و القانون الأساسي الجديدين للحزب الشيوعي الثوري والآن خطّ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني يدافعان عن خطّ "الخلاصة الجديدة " هذا. الخلاصات الجديدة مثل فكر غنزالو أو طريق براشندا أو فكر مثل الآفاكيانية لا يبدو أنها تحثّ على مزيد تطوير الماركسية - اللينينية - الماوية ؛ بل تقع كوصمة جديدة لسلاح ذهني و إطار ما بعد الماركسية- اللينينية- الماوية . و هذا بالضبط سبب إعتبارنا إياها خطأ أقرب بكثير إلى إنحراف حركة دوران حول الذات، فى تعارض مع ما عرضه الخطّ الخاطئ للحزب الشيوعي البيروفي المسمّى فكر غنزالو و طريق أعمق و أبعد من إنحراف الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) المسمّى "طريق براشندا".

لكن وثيقة الحزب الشيوعي الثوري تلغى الجملة الأولي من المقتطف أعلاه ، جملة شدّدنا عليها لغاية التحديد ، و عوض عنها إقتبست الجزء الباقي من المقتطف من أجل مراوغة نقاش مبدئي حول المسائل موضوع النقاش . و الموضوع الأساسي الذى يتمّ التشديد عليه فى هذه الجملة التى وقع إقتطاعها ، نكرّرها هنا :

" " واضح ببداهة أنّ التوجّه الإستراتيجي لخطّ البيان و القانون الأساسي الجديدين للحزب الشيوعي الثوري والآن خطّ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني يدافعان عن خطّ "الخلاصة الجديدة " هذا. " و نظرا لإلغاء هذه الجملة ، يقيم الحزب الشيوعي الثوري القسم الباقي من المقتطف بشكل غامض حين يكتب :

" هذا الموقف المشوّه للخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان على أنّها آفاكيانية و إنحراف " طريق أعمق" من إنحراف الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي) فى حدّ ذاته موقف مذهل. من أجهض ثورة ؟ من حوّل هدف النضال إلى تحسين الديمقراطية البرجوازية ؟ أي خطّ أدار ظهره فعلا لنضال الجماهير عبر العالم بأسره ؟

و بالرغم من ذلك ، ثمة شيء هام يجب أخذه بعين الإعتبار فى خلفية تنديد الحزب الشيوعي ( الماوي) الأفغاني : فهم خاطئ للسيرورة التى عبرها تتطوّر الماركسية ( او حتى أي علم ) من المرحلة الأدنى إلى المرحلة الأرقى. فى الواقع ، ليست الخلاصة الجديدة لآفاكيان إبتعادا عن الماركسية مثلما يقترح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ، بل هي بالأحرى تطوير اعمق لها. بيد أنّ الحزب الشيوعي ( الماوي) الأفغاني يفهم هذه السيرورة برمتها فهما خاطئا. "


لكن فى المقتطف الأصلي لم ننعت بطريقة خاطئة " الخلاصة الجديدة " لآفاكيان بأنّها آفاكيانية ، كمواصلة و تطوير للماركسية - اللينينية - الماوية ، و إنّما بالأحرى إعتبرناها خلاصة منحرفة تماما و جوهريّا عن الماركسية - اللينينية - الماوية و جوهريّا إطارا نظريّا منحرفا ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية .

و بالرغم من كون هذا الحزب يعتبر خاطئا نعت " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " على أنّها "آفاكيانية " ، كيف يصف هذه الجملة و يأوّلها فى وثيقته :

" فى الواقع ... الخلاصة الجديدة لآفاكيان ... هي بالأحرى تطوير أعمق للماركسية ".
إن كان هذا " تطوير أعمق للماركسية عندئذ سيكون مواصلة و تطويرا للماركسية - أو لنكن أدقّ ، مواصلة و تطويرا للماركسية – اللينينية – الماوية . و إن كان هذا ما يدّعيه الحزب الشيوعي الثوري ، عندئذ لما تكون تسميته ب " الفكر " غير صائبة ؟ هل يفترض بنا أن نفهم " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " كشيء مماثل ل " فكر غنزالو" أو " طريق براشندا "، الذى من المفترض أن يكون تطويرا أعمق للماركسية - اللينينية - الماوية ؟ و بالفعل ، هذا التطوّر التكتيكي فى وثيقة الحزب الشيوعي الثوري ، مثل العديد من توجهاته التكتيكية ، يتمّ مجرّد التشديد عليه دون التمييز بوضوح لحدوده.

هل أنّ الحزب الشيوعي الثوري مندهش فعلا بكوننا نعتبر التحريفية ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية لآفاكيان أعمق و أوسع من تحريفية براشندا - باتاراي أم هل الإيديولوجيين يلعبون لعبة الأخرس ؟ نعتقد أنّ إندهاشه دليل على أنّه فعلا أخرس و أسباب ذلك بديهية أيضا.

إجابة على سؤال " من أجهض ثورة ؟ من حوّل هدف النضال إلى تحسين الديمقراطية البرجوازية ؟ " نأكّد أنّ العامل المباشر لهذه الإنهزامية الوطنية و الطبقية هي تحريفية براشندا- باتاراي و أنّفى هذا المجال ، تحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية لم يكن لها دور مباشر فى هذه السيرورة . و فى نفس الوقت ، مع ذلك ، يجب أن نشير إلى أنّ الحزب الشيوعي الثوري هو الذى شجّع بصفة مباشرة أو غير مباشرة عبر لجنة الحركة الأممية الثورية ( اللجنة الجنينية لقيادة الحركة الأممية الثورية برمّتها ) و أعدّ الأرضية و صاغ التأكيدات التامة ل " فكر ، طريق و خلاصة جديدة "، قائدا الصراعات الخطّية بصدد هذه الصيغ . و فى نفس الوقت ، بينما لا وجود لثورة فى الولايات المتحدة الأمريكية ، كيف يستطيع الحزب الشيوعي الثوري ( أو أي حزب آخر فى تلك البلاد ، بالنسبة لهذا الموضوع ) أن يتدبّر شأن إجهاض ثورة غير موجودة أو تحويل " هدف النضال إلى تحسين الديمقراطية البرجوازية "؟

ومن هنا ، إنحرافات هذا الحزب يجب تقييمها على ضوء نشاطاته الخاصّة النظرية منها و العملية و مقارنتها بطريقة تقريبية بإنحراف الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ). بهذا الصدد ، مجالان لنشاط الحزب الشيوعي الثوري يجب النظر فيهما : مجال النضال النظري و مجال النضال صلب الحركة الأممية الثورية .

من أفق نظري ، يمكن أن نأكّد بصرامة أن تحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية -الماوية إنحراف أعمق و أوسع من تحريفية براشندا – باتاراي . فتحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ، من أفق توجّهها الإستراتيجي الموثق فى البيان و القانون الأساسي الجديدين ، تعتبر فعلا مجمل الماركسية - اللينينية - الماوية قد تجاوزها الزمن و متقادمة ، إنّها تنبذ هذه الصيغة النظرية فى وثائقها الحزبية الأساسية .

و رغم أنّ جوهر تحريفية براشندا- باتاراي ليس يختلف إختلافا أساسيّا مع تحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية ، من أفق نظري ليست " عميقة و واسعة " إلى نفس مدى التحريفية ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية . و مثلما أشرنا فى وثيقتنا ضد موقف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) :

" إنّ ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية التى رفع رايتها الحزب الشيوعي الثوري و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني هي الشكل الأعمق و الأوسع إنتشارا لنشاط إنحرافي لم تعهد ظهوره أبدا الحركة الأممية الثورية فى أبعاده النظرية. وهذا السلوك الإنحرافي أخطر من ذلك الذى وجد فى النيبال و قبلها فى البيرو . لهذا نعتقد أنّه فى إطار النضال ضد الإنحرافات التى تحصل فى صفوف المجموعات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية ، الصراع الحيوي الأهمّ راهنا هو القتال ضد ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية هذه ."

عمق تحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية هذه ، مقارنة بتحريفية براشندا - باتاراي ، يمكن أن تلاحظ فى النشاطات الداخلية و أعمال الأحزاب المعنية . فتحريفية آفاكيان ما باعد الماركسية – اللينينية – الماوية ضمن الحزب الشيوعي الثوري قد أفسدت بعمق و كلّيا هذا الحزب إلى درجة أن لا أحد إستطاع أن يتخذ موقفا صحيحا و مبدئيّا أو حتى موقفا صحيحا نسبيّا ضد تحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية . فأشخاص مثل مايك آلي – الذين غادروا الحزب الشيوعي الثوري أو وقع طردهم عبر سيرورة ما أطلق عليه ثورة ثقافية داخل الحزب – يشبهون فى إنحرافهم و تحريفيتهم أتباع آفاكيان . فى الواقع لم تكن " الثورة الثقافية " صلب هذا الحزب أكثر من صراع بين تحريفية آفاكيان المهيمنة و نوعا من التيارات المعادية للثورة و التحريفية و التصفوية .

فى صفوف الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) ، مع ذلك ، كان ممكنا لكتلة جديدة أن تتشكّل و أن تخوض صراع خطين داخلي . على الأقلّ ، هذه الإمكانية أدّت فى النهاية إلى موقف أوّلي ضد تحريفية هذا الحزب و إستطاعت بنجاح أن تشكّل حزبا ماويّا جديدا – الحزب الشيوعي النيبالي - الماوي . و رغم أنّ هذا الموقف المبدئي ليس بعدُ موقفا عميقا و شاملا ضد تحريفية براشندا - باتاراي ، لا تزال هناك إمكانية تغييره ليعانق هذا الموقف.

و علاوة على ذلك ، تنتمى تحريفية براشندا – باتاراي إلى القرن 18 بما أنّها لا تفعل سوى المطالبة بثورة ديمقراطية – بينما تحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية شكل من أشكال تحريفية ما بعد المعاصرة للقرن الواحد و العشرين . النوع السابق من التحريفية متأثّر بالشعور بدونية الأمم النيبالية و الأمم المضطهدة و يقدّم إدعاءاته العالمية بخجل و وجل ؛ والنوع الأخير من التحريفية تأثّر بالهيمنة الفظّة لقوّة إمبريالية عظمى وهو بالتالي متهوّر و أهوج فى إدعاءاته الهيمنية العالمية.

" طريق براشندا " وُضع جانبا و حتى نُسي صلب الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) ، و الحزب الحديث التشكّل ، الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ، قد أعلن حتى وقوفه ضد هذا " الطريق ". و من هنا ، لا يرى تحريفيو براشندا – باتاراي أنهم ضد الموجات التاريخية من النضالات الماركسية - اللينينية - الماوية من أجل تشكيل منظّمة شيوعية عالمية جديدة – و لا يعارضونها نظريّا – لكن تحريفيي آفاكيان ما بعد الماركسية – اللينينة - الماوية يزعمون مثل هذا الموقف و لهذا قد كتبوا الوثيقة الراهنة قيد النقاش و نشروها.

بدأت الأزمة الراهنة صلب الحركة الأممية الثورية قبل الظهور الواضح و الصريح لتحريفية براشندا – باتاراي . لقد إندلعت مع تخريب الخطّ العام الإيديولوجي – السياسي للجنة الحركة الأممية الثورية – و كان الحزب الشيوعي الثوري القوّة الأولى وراء هذا المنزلق. و بينما من الصحيح أنّ التعبير الإيديولوجي – السياسي لتحريفية براشندا - باتاراي ( فى مختلف مجالات النضال العملية و النظرية ) قد فاقم و وسّع أزمة الحركة الأممية الثورية ، فى نهاية التحليل فى اللجنة ، عبر دفعه لتحريفية عميقة و بعيدة المدى ، خطّ ما بعد معاصر ، و بخرقه لكافة إلتزاماته السياسية و الإيديولوجية و التنظيمية تجاه الحركة الأممية الثورية و جميع أعضائها – حطّم لجنة الحركة الأممية الثورية و هكذا قاد إلى تداعيها برمّتها ، و كلّ هذا لأجل إعادة صياغة الحركة الأممية الثورية و إعادة تشكيلها وفق " الخلاصة الجديدة " . و عليه ، رغم كون تحريفية براشندا – باتاراي لعبت دورا هاما فى تداعي الحركة الأممية الثورية ، تقع المسؤولية الرئيسية على تحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية . و للإجابة على هذا السؤال " أي خطّ أدار ظهره فعلا لنضال الجماهير عبر العالم بأسره ؟" يمكننا بصراحة أن نقول إنّه خطّ آفاكيان التحريفي ما بعد المعاصر .

لا حاجة إلى العودة المطوّلة إلى النقاشات فى وثائق حزبنا السابقة . و فى الواقع ، وثيقة الحزب الشيوعي الثوري التى نحن بصدد نقاشها و تشنيعها الخاص بحزبنا توفّر مزيدا من الدلائل على التوجه الإستراتيجي ما بعد المعاصر للخطّ السياسي لهذا الحزب. و بالفعل ، تدّعي هذه الوثيقة أنّ الموقف العام لحزبنا ضد خطّ البيان و القانون الأساسي الجديدين للحزب الشيوعي الثوري يقوم على " فهم خاطئ للسيرورة التى عبرها تتطوّر الماركسية ( او حتى أي علم ) من المرحلة الأدنى إلى المرحلة الأرقى ." و مع ذلك ، فى ذات الفقرة التى من المفروض أن تبيّن " الفهم الخاطئ " لحزبنا ، يمكن أن نرى بوضوح أنّ الحزب الشيوعي الثوري هو الذى لا يفهم بالفعل السيرورة التى عبرها تتطوّر الماركسية كعلم.

هنا يقتبس هذا الحزب مقتطفات أخرى من وثيقتنا لكن هذه المرّة كلّ من الفقرة الأولى و الأخيرة من مقتطفنا ( و كلاهما قد وقع التشديد عليهما أدناه ) يتمّ تجاهلهما و هكذا عوض معالجة نقدنا كلّه ، يقع الحزب الشيوعي الثوري أسير موضوع عرضي . كتبنا :

" إنّ مختلف الظواهر الطبيعية و الإجتماعية و الفكرية ، منذ حدوثها إلى تحوّلها إلى ظواهر أخرى ، تمرّ عبر مراحل تطوّر متنوّعة. و هذه المراحل المختلفة للتغير و التطوّر يمكن عموما أن تقسّم إلى صنفين من المستويات الكمّة و النوعيّة للتغير و التطوّر. سيرورة التغيير الكمّي إلى النوعي مثال القانون الجوهري لتطوّر كلّ ظاهرة ، أي ، قانون التناقض . و تنطوي هذه السيرورة الكمّية و النوعية وكذلك الوحدة الكمية و النوعية للتناقضات. كذلك، على المستوي النوعي من التغيير ، بينما التغييرات النوعية هي المظهر الأهمّ لتغيّر الظاهرة إلى ظاهرة أخرى، هناك أيضا تغيرات كمّية من أنواع مختلفة. هذه هي الطريقة التى عبرها سيرورة التغير الكمّي والتغيرات النوعية تراكم أيضا و كذلك التغيرات النوعية تتراكم فى النهاية. أثناء مستوى التغيير النوعي ، تحدث طفرة نوعية تغير التناقض الجوهري للظاهرة و تحوّلها إلى ظاهرة جديدة.

و الإطار النظري الذى أسسه ماركس ليس هو أيضا إستثناءا لهذا القانون. منذ زمن ماركس و إنجلز ، مرّ هذا السلاح الذهني عبر مستويين من التطوّر التقدّمي هما اللينينية و الماوية . و هذا لا يهدف إلى الإستهانة بأهمية الميزات الجديدة اللينينية و الماوية. نيتنا هي توضيح أنّ فى الماركسية- اللينينية ، إستمرار الماركسية و عموما الماركسية- اللينينية هو جوهر التغيير. و القطع مع الماركسية الأصلية ليس المظهر الأهمّ . و كذلك ، فى الماركسية ، اللينينية ، الماوية ، و إستمرار الماركسية ، اللينينية فى الماوية وعمومية الماركسية ، اللينينية ، الماوية هو جوهر التغيير. القطيعة مع الماركسية- اللينينة ليست المظهر الأهمّ . لهذا مختلف مستويات الماركسية ، الماركسية اللينينية هي جوهريّا مستويات مختلفة من تطوّر سلاح إيديولوجي واحد.


لا يمكنا أن نتحدّث عن سلاح إيديولوجي جديد عوض الماركسية – اللينينية – الماوية إلاّ حين يكون هذا السلاح الإيديولوجي قد بلغ مستوى أعمق من التغير و التطوّر النوعيين بعد المرور من خلال مراحله الخاصّة من التغيرات الكمّية. حياته تنتهى بعد تلخيصه النهائي ليفسح المجال إلى سلاح إيديولوجي آخر . على هذا النحو فقط تجد " الخلاصة الجديدة " معناها و مضمونها الأساسيين.

و إختيار عناوين مثل " الخلاصة الجديدة" و " السلاح الإيديولوجي الجديد" و " الإطار النظري الجديد " من قبل الحزب الشيوعي الثوري و الحزب الشيوعي الإيراني يعبّر بالضبط عن موضوع أنّ الماركسية – اللينينية – الماوية فى النهاية قد بلغت مرحلتها النهائية من التغيّر و التطوّر النوعيين و الكميين ، و بتلخيصها النهائي تفتح الباب لإطار و سلاح إيديولوجي جديدين."

و من هنا ، المسألة الأساسية قيد النقاش حول الأسباب النظرية وراء إختيار عنوان " الخلاصة الجديدة " للأعمال النظرية لبوب آفاكيان و كيف أنّ هذا العنوان يعبّر عن الطابع ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية لهذه الإيديولوجيا برمتها ، تلقى جانبا . و عوض ذلك ، تختار وثيقة الحزب الشيوعي الثوري أن تعالج مسألة أخرى :

" يلامس الحزب الشيوعي (الماوي ) الأفغاني المسألة الهامة للعلاقة بين الإستمرار و القطيعة فى تطوّر علم الشيوعية الثورية من المستوى الأدنى إلى المستوى الأرقى . بالمعنى الشامل ، المظهر الرئيسي هو الإستمرار – أي الدفاع عن و إثراء المقترحات و الأطروحات و مناهج التحليل التى طورها أوّلا بالتوالي لينين و ماو و اليوم آفاكيان- بينما القطيعة التى تعنى ( ليس حصريّا ) نبذ تلك العناصر من الفهم السابق التى يكتشف أنّها خاطئة أو خاطئة جزئيّا ،هو بمعنى عام ثانوي فى السيرورة التى خلالها شهدت الماركسية طفرات ، ما يعنى خلاصة. من جهة ، يبدو أنّ هذا هو ما يحاجج من أجله الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني فى الفقرة المذكورة اعلاه ، ومعه كنّا سنتفق – هناك إستمرار واحد للماركسية التي تمثّل سلاحا إيديولوجيا واحدا. لكن هذه الملاحظة الصحيحة لا يجب أن توظّف لإنكار أن الماركسية قد مرت عبر طفرات فى سيرورة تطوّرها وأنّ هذه الطفرات هي أيضا تعنى القطيعة مع ما كانت فى السابق حقائقا مفهومة. بلوغ خلاصة يعنى كلاّ من القطيعة و الإستمرار و بالتالي كلاهما ، بما فى ذلك حتى إعادة صياغة العناصر الإيجابية السابقة. و فى نقاش الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ، بلوغ مرحلة جديدة سيرورة فى منتهى الميكانيكية أساسا ناجمة عن مراكمة زيادة التقدّم فى الفهم ، خاصة فى نقاط مفصلية فى تطوّر علم ثورتنا. " و مثلما عبّر عن ذلك بوب آفاكيان ، الشيوعية فلسفة و نظرية سياسية متكاملة و فى نفس الوقت هي علم حيّ نقدي و مستمرّ التطوّر"

يقيم الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني جدارا فاصلا كبيرا بين القطيعة و الإستمرار. أوّلا ، لنشر إلى ما يجب أن يكون بديهيّا : القطيعة و الإستمرار وحدة أضداد. و ما ينبغى إستيعابه هو التداخل الجدلي بينهما. فى تطوّر الماركسية ، من الضروري التأكيد على أنّه دون قطيعة لا يمكن أن يوجد إستمرار.

إن لم تقطع الماركسية مع تلك المظاهر و العناصر الخاطئة ، الإحادية الجانب و غير العلمية ، فإنّ الماركسية لن تستطيع أن تحافظ على إستمرارها بجوهر علمي. إذا لم تتخلّص الماركسية من المفاهيم السابقة الخاطئة الخاصة ، مع إكتشافها فى خضمّ الممارسة الإجتماعية و تقدّم المعرفة الإنسانية بصورة أعمّ ، إن لم يقع بهذا المعنى إعادة تفحّص مستمرّة و تثبّت من صحّة مقدّماتها ، تكفّ عن أن تكون علما أبدا. هذا ما قام به آفاكيان عند نقده لتلك العناصر الثانوية لكن مع ذلك الواقعية و الضارة فى الفهم العلمي الأساسي للماركسية. و النتيجة ليست ببساطة إضافة تصحيحات أو تعديلات للجسد القائم من الماركسية- اللينينية - الماوية : الفهم الموجود السابق ذاته أعيدت صياغته ، و ظهرت خلاصة جديدة .

إنّ وصف الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني الميكانيكي للتقدّم الكمّي فى الفهم القائد إلى الطفرات النوعية ، وجهده لتطبيق ذلك على تطوّر الماركسية مرتبطان وثيق الإرتباط بوجهة النظر الخاطئة القائلة بأنّ تطبيق الماركسية فى بلد معيّن سيؤدّى آليّا إلى تقدّم مناسب فى الفهم النظري . و ضمن العديد من أنصار الحزب الشيوعي البيروفي فى أوج هذا الصراع ، لم تكن تلك الحجّة أبدا بعيدة جدّا تحت السطح : لأنّ الثورة البيروفية كانت تتقدّم ، الإعتراف بهذا التقدّم سيدلّل أيضا على الصلوحية العالمية لفكر غنزالو . و بالعكس ، قد حاجج بعض الرفاق بأنّه نظرا لكونه لم توجد ثورة إشتراكية ناجحة منذ الصين ، لا يمكن أن تحدث طفرة فى المجال النظري. هذا النوع من التفكير مكبّل بصورة ثقيلة بالقومية و التجريبية .

ولنعد إلى حجج الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني حول التراكمات الكمية و النوعية للماركسية. و بالفعل ليست الإختراقات النوعية فقط نتيجة تراكم للحقائق الجزئية ، وإن كان ذلك نهائيا جزء منه. عند نقطة مفصلية معينة من تطوّر أي علم ، التجربة المراكمة و المزيد من النقاش و تأثير الإكتشافات والجدالات فى مجالات اخرى سيتطلّب إعادة تفحّص بعض الفرضيات و الفهم السابق .

إحتجاج الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني بهذا العنف على سيرورة بلوغ فهم جديد ماركسي أرقى و التوحد حوله ليس بالأمر الملتبس جدّا. فبالفعل ، فى سيرورة تشكيل الحركة الأممية الثورية ذاتها ، و فى التبنّى التالي لصيغة الماركسية –اللينينية – الماوية كانت مشكلة المرحلة و الطفرة فى فهمنا موضوع صراع مباشر . إذ وجد الذين حتى داخل الحركة الأممية الثورية ، كانوا يدافعون بشدّة عن أنّ الماركسية – اللينينية - الماوية لم تكن تطويرا أرقى للماركسية – اللينينية .

و فى موقع القلب من هذا الرفض كانت الأفكار العنيدة للنقد الذى أجراه ماو لأخطاء ستالين فى عديد الحقول : فى فهم الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية ، و الإختلاف بين التناقضات صلب الشعب و التناقضات بين الشعب و العدوّ؛ و الإخفاق فى رؤية وحدة الأضداد و صراعها كقانون أساسي للجدلية و ما إلى ذلك ، إلى درجة الحديث بصوت خافت عن مساهمات ماو ، كانت تعتبر مجرّد إضافات للجسم النظري الموجود. وُجد رفض للإعتراف بأنّ هذه الإضافات كانت تشمل أيضا نبذ بعض الأفكار و إعادة صياغة أخرى. أحيانا كان يقبل حتى أن ماو فهم بعض المظاهر أفضل من ستالين ، لكن كان يجب شرح هذا ، حسب هذه النظرة ، ببساطة بكون ماو عاش بعد ستالين و أنّ مزيدا من التجربة تراكم – كما لو أنّ مزيد التجربة لوحده سيؤدّى بالضرورة إلى فهم أكثر تقدّما.

فى الواقع ، التجارب الجديدة للقيام بالثورة البروليتارية لا تقود عموما إلى شرح جديد وحيد ، بل إلى شروح مختلفة و متناقضة . إنّها تقود إلى صراع خطين . نظرتنا هي انّ الإنقلاب فى الصين " تجربة " مأساوية غيبت كافة أطروحة ماو المتعلّقة بخطر إعادة تركيز الرأسمالية فى المجتمع الإشتراكي و الحاجة إلى مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا. أكّدت أطروحته الأساسية و وفرت كذلك قدرا كبيرا من المادة لمزيد تطوير و إعادة صياغة الفهم الذى طوّره . لكن هذه ليست النظرة التى إعتمدها عديد الآخرين و بالفعل الإستنتاج الصحيح لا يفرض نفسه بالضرورة عفويّا . فقد إعتبر أنور خوجا و عديد الآخرين خسارة الصين " دليلا " على أنّ الماوية لم تكن لها أية فائدة مهما كانت.

و اليوم ، بلغت الشيوعية الثورية من جديد مرحلة جديدة فى تطوّرها بفضل صياغة بوب آفاكيان للخلاصة الجديدة. و مثل التقدّم السابق فى علمنا ، كان يعنى كلا من الإستمرار و القطيعة و إعادة صياغ الكلّ. توفّر الخلاصة الجديدة الإستمرار الحقيقي مع ماو بالمضي أبعد من ماو ، و تحديد العناصر و إن كانت ثانوية ، التى هي فعلا فى تناقض مع المظاهر العلمية الشاملة لتعاليم ماو . بكلمات آفاكيان ذاته ( مثلما ذكرت فى بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) :

" غاية فى الأهمية هو عدم التقليل من أهمية التوليف / التلخيص وقوّته الإيجابية الكامنة : نقد أخطاء ونواقص هامة و القطع معها بينما نقدّم ونعيد بريق ما كان إيجابيا فى التجربة التاريخية للحركات الشيوعية العالمية و البلدان الإشتراكية التى وجدت إلى الآن، وبمعنى حقيقي نعيد إحياء – على قاعدة جديدة وأكثر تقدّما – قابلية نجاح ونعم الرغبة فى عالم جديد ومختلف جذريا ،و إقامة هذا على أساس أصلب من المادية الجدلية...لذا لا يتعيّن أن نستهين بإمكانية هذا كمصدر للأمل و الجسارة على قاعدة علمية صلبة."

هذه الفقرات أعلاه إقتبسناها على طولها لنقدّم أمثلة على أنّ هذا الحزب يخفى توجّها إستراتيجيّا ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية لخطّه الجديد صلب توجه تكتيكي ماركسي – لينيني – ماوي صحيح . و نعتقد أنّ هذا التكتيك يستعمل عمدا و لهذا يمكن إدانته.

مثلا ، لنتناول بالبحث المقتطفات التالية من وثيقة الحزب الشيوعي الثوري :

" بالمعنى الشامل ، المظهر الرئيسي هو الإستمرار – أي الدفاع عن و إثراء المقترحات و الأطروحات و مناهج التحليل التى طورها أوّلا بالتوالي لينين و ماو و اليوم آفاكيان ".

" و اليوم ، بلغت الشيوعية الثورية من جديد مرحلة جديدة فى تطوّرها بفضل صياغة بوب آفاكيان للخلاصة الجديدة. "

" فى الواقع ، ليست الخلاصة الجديدة لآفاكيان إبتعادا عن الماركسية مثلما يقترح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ، بل هي بالأحرى تطوير اعمق لها " .

فى هذه الفقرات ، لا إشارة لنهاية مرحلة الماركسية – اللينينية – الماوية و بداية مرحلة أخرى ، مثلما تفيد عموما وثائق هذا الحزب الحالية ، بالأحرى هناك محاولة متناقضة لتبيان أنّ " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " مرحلة جديدة بعد الماوية هي رئيسيّا إستمرار للماركسية – اللينينية – الماوية و بمعنى أقلّ ، كذلك قطيعة مع مرحلة الماوية . لئن وقعت مقارنة هذا الإدعاء المتكرّر لعديد المرّات فى الفقرات أعلاه ، مع الإدعاءات الواردة فى البيان و القانون الأساسي لهذا الحزب - و كذلك موقف اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) - و إذا صار هذا الإدعاء الجوهري للحزب الشيوعي الثوري فى هذه النقاشات الدائرة ، حينئذ ، رغم أنّه سيظلّ جوهريّا خاطئا و منحرفا ، يبدو كما لو أنّ هذا الحزب ، إلى درجة معيّنة ، ينزل من برجه العاجي التحريفي ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية و عساه فى مواجهة صراع خطّين ماركسي - لينيني - ماوي مبدئي ، قد يجبر على مزيد النزول علّه فى النهاية يقبل بالعلم الثوري و من خلال هذا يقبل بواقع الكرة الأرضية و الواقع الملموس .

لسوء الحظّ ، فى هذه الفقرات المذكورة أعلاه ، هناك تشديد على صيغ ثلاث مرّة أخرى ، تثبت التوجّه الإستراتيجي ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية للخلاصة الجديدة . و سنعالج هذه الصيغ الثلاث بمزيد من التفاصيل فى القسم التالي .

2- ثلاث صيغ خاطئة لما بعد ماركسية - لينينية - ماوية الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية :

1.2 " عالم جديد تماما و مختلف جوهريّا " هذا ما شدّد عليه بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية :

لكن " عالما مختلفا تماما " يعنى عالما مختلفا فى كلّ من البنية التحتية و البنية الفوقية – عالما جديدا تماما مقارنة بزمن ماو و كذلك بالعوالم التى فهمها لينين و ماركس . لذا، إن كان " عالم مختلف تماما " يعنى عالما مختلفا جوهريّا فى قاعدته المادية مقارنة بزمن ماو و لينين و ماركس بالتالي هل مثل هذا الإدعاء صائب ؟ بطبيعة الحال الحزب الذى أكّد مثل هذا الإدعاء فى بيانه و دافع بإستمرار عن هذا الموقف بشدّة سيعتقد فى إدعاءاته . فى هذه الحال ، وفق هذا الحزب ، العالم الراهن و لو أنّه لا يزال عالما إضطهاديا و إستغلاليّا ، هو كذلك نوعا ما عالم تجاوز الرأسمالية الإمبريالية أو تجاوز الرأسمالية ككلّ . و فى هكذا عالم خيالي لا تستطيع الماركسية -اللينينية - الماوية أن تكون لها فائدة و يجب أن تعتبر متقادمة .

و بالفعل ، مثل هذا الفهم الخيالي للعالم الراهن هو الأساس الموضوعي ( و الخاطئ ) لتحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية . و نقاش مفصّل لهذا الفهم التحريفي و الخاطئ للعالم الراهن غير ممكن فالمجال لا يسمح بذلك . ونرجو أن نتمكّن مستقبلا من خوض نقاش مفصّل لهذا الفهم الإشكالي و كذلك للتطوّرات الإيديولوجية - السياسية و تبعاتها على خطّ الحزب الشيوعي الثوري و برنامجه و تكتيكه فى علاقة بالحركة الثورية الأمريكية و مسؤوليته العالمية.

بإختصار : العالم الراهن ، رغم عديد التغيرات التى شهدها منذ زمن ماو تسى تونغ ، لا يزال عالما يرزح تحت السيطرة الرأسمالية الإمبريالية – و فى هذا الإطار ، التناقض الجوهري للنظام الرأسمالي هو التناقض بين الإنتاج الإجتماعي و التملّك الفردي ، و التناقض بين الإمبريالية و الأمم و الشعوب المضطهَدَة ، و التناقض بين البروليتاريا و البرجوازية ، و التناقض بين مختلف القوى الإمبريالية ؛ لا تزال تمثّل التناقضات الكبرى التى تشقّ هذا العالم أو تعبيرات التناقض الجوهري فى العالم ، و لو أنّ التناقض بين الإشتراكية و الإمبريالية قد إضمحلّ مؤقّتا. و علاوة على ذلك ، علينا أن نلاحظ المشاكل التالية : إضعاف نظرية دكتاتورية البروليتاريا و إضعاف نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ؛ و الإستخفاف بإستراتيجيا الإنتفاضة العامة المسلّحة و تعويضها بإسترتيجيا الجبهوية ، و نقص فى التشديد على القوى الثورية المسلّحة كسلاح من الأسلحة الثلاثة للثورة ؛ و التنظير للإنسانوية ، و نقص فى التشديد على دور الطبقة العاملة ، و نقص فى التشديد على الأممية البروليتارية من قبل الحزب الشيوعي الثوري هي إمّا إنعكاس عام أو جزئي للفهم الخاطئ و التحريفي للعالم .

2.2 " بهذا المعنى ، إن لم تعد الماركسية بإستمرار التفحّص و التثبّت من مقدماتها ، تكفّ عن أن تكون علما أبدا."

لنقيم هذه الصيغة للحزب الشيوعي الثوري على ضوء الجملتين السابقتين :

" إن لم تقطع الماركسية مع تلك المظاهر و العناصر الخاطئة ، الإحادية الجانب و غير العلمية ، فإنّ الماركسية لن تستطيع أن تحافظ على إستمرارها بجوهر علمي . إذا لم تتخلّص الماركسية من المفاهيم السابقة الخاطئة الخاصة ، مع إكتشافها فى خضمّ الممارسة الإجتماعية و تقدّم المعرفة الإنسانية بصورة أعمّ ، إن لم يقع بهذا المعنى إعادة تفحّص مستمرّة و تثبّت من صحّة مقدّماتها ، تكفّ عن أن تكون علما أبدا."

هنا يمكن أن نلاحظ تأكيد أنّ " العناصر الخاطئة أو الأحادية الجانب و غير العلمية " يجب أن تستبعد ؛ و هذا التأكيد يستعمل مباشرة ل " إعادة التفحّص و التثبّت من مقدماتها " . لكن القطيعة مع " العناصر الخاطئة و الأحادية الجانب و غير العلمية " ، و إستبعاد الفهم الخاطئ السابق للماركسية ( أي ، الماركسية – اللينينية – الماوية ) يتطلّب قبل كلّ شيء التشديد على أساس جوهر صحيح ، شامل و علمي . دون هذا الفهم البديهي ، لا تستطيع الماركسية أن تنقذ الجوهر العلمي . بكلمات أخرى ، تشديد صائب على الجوهر العلمي يعنى فى وقت واحد التشديد بصلابة على إستمرار هذا العلم .

بوضوح ، كلّ من الإستمرار و القطيعة جزء من سيرورة تطوّر أيّ علم ذلك أنّ هذه السيرورة من التطوّر - و كلّ ظاهرة فى مجال الطبيعة و المجتمع و الفكر الإنساني - تحكمها وحدة الأضداد. و بالتالي ، تشديد أحادي الجانب على القطيعة على حساب الإستمرار غير صائب ، بالضبط مثلما أنّ التشديد العكسي على الإستمرار على حساب القطيعة سيكون كذلك أحادي الجانب و غير صائب. و من ثمّة ، تنطلق الماركسية من صحّة أسسها الجوهري و قدرتها على التطبيق الخلاّق لمظاهرها العالمية فى المجالات الثلاثة من الممارسة الإجتماعية ( الصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و التجارب العلمية ) يمكن و ينبغى أن تتطوّر . و فى هذا السياق ، هناك فعلا مهمّتان مترابطتان للإستمرار والقطيعة - و ليس مجرّد مهمّة مواصلة إعادة النظر فى الأسس الجوهرية ، وليس مجرّد مهمّة الإستبعاد المستمرّ للأخطاء . و مع ذلك ، تصوير أنّ سيرورة تطوّر الماركسية قد إنتهت ، لن يُوجد بالطبع نقاشا حول إستمرار الماركسية، بل سيخصّ النقاش ما بعد الماركسية - اللينينية – الماوية . هذه هي بالضبط وجهة نظر الحزب الشيوعي الثوري : إنّه يتصوّر أنّ سيرورة الماركسية إلى اليوم قد إنتهت وهو " يعيد تشغيل " الماركسية لأنّه كلّ ما يمكنه أن يراه هو " القطيعة " و رغم الحديث عن "الإستمرار- القطيعة "، فهو لا يهتمّ بجانب من هذا الفهم الجدلي .

2. 3 " إعادة تفحّص كافة العناصر بما فى ذلك العناصر الإيجابية السابقة " :

الجملة أعلاه وقع التشديد عليها عديد المرّات فى وثيقة الحزب الشيوعي الثوري . و فوق ذلك ، تدعى الوثيقة ايضا أنّ " التقدّم السابق فى علمنا " قد شمل " إعادة تفحّص كافة العناصر " هذه. إنّ إطلاق جمل من قبيل " إعادة تفحّص كافة العناصر ، بما فى ذلك العناصر الإيجابية " و " هذه الخلاصات المشابهة للتقدّم السابق فى علمنا كذلك تشمل الإستمرار و القطيعة و إعادة تفحصها كلّها "- ما يعنى فى النهاية " إعادة تفحّص كافة العناصر بما فى ذلك الإستمرار و القطيعة " - مظاهر مختلفة من الصيغ ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية .

لا شكّ فى أنّ كلّ قطيعة و تقدّم – سواء جزئيّا أم ذو أهمّية خاصة – فى سيرورة تطوّر علم و إيديولوجيا الثورة البروليتارية ينتج ضرورة إعادة النظر فى نظريّتنا . و مع ذلك ، يمكن لإعادة النظر و يجب أن تكون إلى درجة يتناسب فيها المضمون الإيديولوجي للقطيعة أو التقدّم مع الظروف الملموسة الخاصّة و إلاّ ستظهر تناقضات بين المضمون الإيديولوجي للقطيعة و صيغتها النظرية.

يدّعي الحزب الشيوعي الثوري و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) أنّ الخلاصة الجديدة لآفاكيان هي إنجاز لسلسلة من القطيعة و التجاوز مع العناصر الثانوية و غير العلمية فى الأعمال النظرية للماركسية - اللينينية – الماوية . و هكذا نظرا لهذا الإنجاز ، يقال إنّ آفاكيان قد عمّق تطوير الماركسية . و تبعات هذا الإدعاء يجب أن تكون أنّ الخلاصة الجديدة لآفاكيان ليست قطيعة تامة مع الماركسية ، أو الماركسية - اللينينية - الماوية ، بل بالفعل هي مزيد تطوير هذه النظرية - أي فقط قطيعة جزئية . و مع ذلك ، بالإعتماد على هذه الخلاصة الجديدة ، يدعون عمليّا أنّهم يعيدون تفحّص كافة الأعمال النظري للماركسية - اللينينية - الماوية . و مثل هذا الإدعاء لا يمكن إلاّ أن يعني قطيعة تامة مع الأعمال النظرية للماركسية - اللينينية - الماوية ، عوض قطيعة جزئية ، و هكذا لا وجود لعلاقة جدلية بالمرّة بين الإستمرار والقطيعة التى يدّعونها .

على عكس ما يزعمه الحزب الشيوعي الثوري ، " التقدّم السابق فى علمنا " ( على غرار اللينينية و الماوية ) لم يعن إعادة النظر العامة للإستمرار و القطيعة فى تطوّر العلم ، و منذ ماركس ، لم تشهد أبدا مثل إعادة التفحّص العامة هذه . و لا شكّ فى أنّ اللينينية مثلت قطيعة مع الماركسية ، قطيعة مع أخطائها و نواقصها الثانوية ( بما فى ذلك ، فى حالات معينة ، القطيعة مع العناصر التى كانت إلى حلول اللينينية ، مفهومة على أنّها أساسية و جوهرية ) لكن فى نفس الوقت ، اللينينية هي أيضا إستمرار للماركسية . و بالتالي ، فى مرحلة اللينينية ، إيديولوجيا و علم الثورة البروليتارية لم يعد تفحصه تفحّصا عاما ؛ كان فقط إعادة تفحّص إلى الدرجة التى يتطلّبها المضمون الإيديولوجي لهذا التطوّر . و فى إعادة التفحّص الجزئية هذه ، لم يتم محو الماركسية محوا تاما و تعويضها ، بل بالأحرى ، وقع تلخيصالمظهر الرئيسي للماركسية فى مصطلح الماركسية - اللينينية . و فضلا عن ذلك ، لا شكّ فى أنّ الماوية ، بينما تعبّر عن القطيعة الجزئية ( قطيعة مع الأخطاء و النواقص الثانوية و المظاهر غير العلمية ، و كذلك قطيعة مع بعض العناصر الجوهرية ) تدافع فى الأساس عن إستمرار الماركسية - اللينينية . و من هنا ، فى المرحلة الماوية، وقعت إعادة التفحّص فى علم و إيديولوجيا الثورة البروليتارية فقط إلى الدرجة التى يتطلّبها المضمون الإيديولوجي لتطوّر الماوية فى ظروفها الخاصة و الملموسة. و مجدّدا فى إعادة التفحّص الجزئية هذه ، لم يقع إلغاء الماركسية - اللينينية لأجل تعويضها بالماوية بل وقع تلخيص المظهر الرئيسي لإستمرار الماركسية - اللينينية و إجماله فى مصطلح الماركسية - اللينينية - الماوية .

3 - محو الماركسية - اللينينة - الماوية :

على عكس القطيعة و التقدّم السابقين اللينينية و الماوية ، فإنّ الحزب الشيوعي الثوري وضع جانبا مصطلح الماركسية - اللينينية - الماوية فى بيانه وقانونه الأساسي . و يجب أن نكرّر أنّنا لا نشكو من الشكل الأدبي - أي لا يتعلّق الأمر بإستعمال المصطلحات - بل من أنّ هذا الشكل الأدبي يعكس بالتحديد مضمون الإنحراف الإيديولوجي - السياسي .

محو مصطلح الماركسية – اللينينية – الماوية من بيان الحزب الشيوعي الثوري و قانونه الأساسي ، بأوامر من بوب آفاكيان ، قد حصل دون نقاش و جدال و دون أية معارضة هامة من داخل الحزب . و هذا يعكس أنّه فى كافة الصفوف التنظيمية للحزب الشيوعي الثوري ، إثر تطبيق ما يسمّى بالثورة الثقافية داخل الحزب، هناك نيّة القبول بهذه العملية التحريفية المفضوحة.

ومثلما قد أشرنا سابقا ، أولئك الذين إمّا غادروا هذا الحزب أو وقع طردهم منه ، بما فى ذلك ناشطون على الأنترنت من أمثال مايك آلي وأضرابه ، هم فى وضع مشابه أو أسوأ من تحريفيي آفاكيان . مثلا ، يساند آلي بصراحة محو الماركسية - اللينينية - الماوية من وثائق هذا الحزب و إعتبر نقد الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني لهذه المسألة " دغمائيّا ". و بما أنّ تنديد آلي ب " الخلاصة الجديدة لآفاكيان" يعزى اوّليا إلى عبادة الفرد فهو ينبذ كلّيا نقد الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني للخطّ السياسي لبيان الحزب الشيوعي الثوري و قانونه الأساسي ، نقد إستهزأ به على أنّه نابع من " أرض عاقر" مثل أفغانستان . و هكذا بينما يعبّر عن بهجة للنقد الموجّه للحزب الشيوعي الثوري ، فهو لا ينسى أن يعبّر بصراحة عن تفوّقه الأمريكي دون تحمّل همّ إخفائه فى شبكة من الكلمات .

قبل وقت قصير من نشرها لموقفها ضد ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ، و أثناء حوار داخلي مع الحزب الشيوعي الثوري ، ناقشت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) مسألة إستبعاد مصطلح الماركسية - اللينينية - الماوية من بيان الحزب الشيوعي الثوري و قانونه الأساسي ، و قد تساءلت حتى عن التناقض بين هذا الشكل الأدبي و المضمون الإيديولوجي / السياسي " للخلاصة الجديدة " . و مذاّك إلى صدور موقف " نداء إلى كافة الشيوعيين الإيرانيين " ، قد فكّرنا أنّه لا تزال هناك بعدُ إختلافات بين الحزبين . و فى آخر المطاف ، نظرا لأنّ تبرير الحزب الشيوعي الثوري لإستبعاد الماركسية - اللينينية - الماوية لم يكن مبنيّا على أساس مكين بل على أساس يبعث على السخرية ، كان من الطبيعي أن نفكّر أنّه ربّما وجدت إختلافات بين هذا الحزب و الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) .

و كانت واحدة من تعليلات الحزب الشيوعي الثوري : " طلب منّا آفاكيان أن نستبعده و أجبرنا على التنفيذ ". و تعليل أخر هو : " ستكون التسمية طويلة جدّا ". و على ما يبدو ، كان مصطلح " الماركسية - اللينينية - الماوية - الخلاصة الجديدة لآفاكيان " طويلا جدّا و ثقيلا ، لذا أبقوا على " الخلاصة الجديدة لآفاكيان" و إستبعدوا البقية ! والتبرير الثالث كان " إضافة مختلف الأسماء ، مثل اللينينية و الماوية قد أعطى إنطباعا بالإضافات الكمّية و إذا ما زدنا الخلاصة الجديدة اليوم وإسما آخر إذا سيتعزّز أكثر هذا الإنطباع ".

و فى الأخير ، وجد أيضا هذا التبرير السخيف : " لقد إستبعدنا هذا المصطلح ، لكنّنا لن نضع هذا كشرط مسبّق للآخرين " ( هذه الإستشهادات ترجمة أولية – قريبة من المعنى الوارد فى الوثيقة باللغة الفارسية – الدارية ، و ليست هي الكلمات بالضبط ) .

لا حاجة إلى نقاش هذا التفكير الذى لا أساس له و السخيف. عندما نقرأ بيان " نداء إلى كافة الشيوعيين الإيرانيين " ، نلاحظ إستبعاد الماركسية - اللينينية - الماوية فى هذا البيان أيضا . و قد لاحظنا ، إلى ذلك ، أنه بين هذا الإستبعاد و التوجّه الإستراتيجي ما بعد الماركسية - اللينينية -الماوية الذى يتبنّاه كلّ من الحزب الأمريكي و الحزب الإيراني لا وجود لتناقض ، بل ثمّة توافق شامل بالرغم من أي تناقض بينها و بين التوجهات التكتيكية للبيانين . نعتقد أنّ الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) عندما يلاحظ هذا التماثل الإستراتيجي بين البيانين، لن يُوجد أي سبب للإختلاف مع الحزب الشيوعي الثوري حول إستبعاد الماركسية - اللينينية - الماوية .

و رسالة غرّة ماي للحزب الشيوعي الثوري ، على خلاف بيانه و قانونه الأساسي ، أحيانا تشير إلى الماركسية أو الماركسية - اللينينية – الماوية . لكن جميع الإشارات للماركسية - اللينينية -الماوية فى هذه الوثيقة ينقصها أي تشديد جدّي حتى لا يعصى آفاكيان بهذا الصدد و هكذا يبقى التوجه الإستراتيجي ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية هو هو .

4 – تلخيص مقتضب :

فى نهاية هذا الجزء من النقاش ، نودّ أن نقدّم تلخيصا مقتضبا للآراء التى يصدح بها الحزب الشيوعي الثوري بشأن الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني فى الوثيقة المشار إليها أعلاه.

4. 1: تصف الوثيقة موقفنا ب " الدغمائي " و " اليساري شكلا " .

يعتبر الحزب الشيوعي الثوري فى بيانه كافة أعضاء الحركة الأممية الثورية من أحزاب و منظّمات " تحريفية " أو " دغمائية " دون نقاش كلّ حال على حده ، إن لم يوافقوا على " الخلاصة الجديدة ". و الآن ، فى رسالته لغرّة ماي ، قد حدّد الحزب الشيوعي الثوري حزبا " دغمائيا" أو أحزابا دغمائية أخرى – الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني . و بالفعل ، وفق الحزب الشيوعي الثوري ، معيار " دغمائيتنا " ليس الماركسية – اللينينية – الماوية و المكاسب الإيجابية للحركة الأممية الثورية و إنّما إخفاقنا فى الإنخراط فى ما بعد الماركسية – اللينينة –الماوية و " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " التى مثّلت فعلا الخطّ التحريفي الأساسي الذى ظهر صلب الحركة الأممية الثورية و تسبّب فى تداعيها .

و بالفعل ، الوثيقة برمّتها التى إختار الحزب الشيوعي الثوري التطرّق إليها – الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) يسقط فى تيه طريق ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية – تشير بجلاء إلى أنّ حزبنا ليس دغمائيّا و لا هو منحرفا يساريّا.

2.4 – تدّعي الوثيقة أن نقدنا لنظرية آفاكيان ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية ناجم عن " هجمات حاقدة و مجانية " شنّها الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني ضد الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية" و " خاصة ضد الرفاق من الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي – اللينيني – الماوي ) ".

لو وقعت بوضوح تعيين " هجماتنا الحاقدة و المجانية " ضد الحزب الشيوعي الثوري و الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) ، لكان الأمر مفيدا ، عوض مجرّد الإشارة إليها بكلمات عامة . نهائيّا نقدنا شأنه شأن نقد أي حزب آخر ماركسي – لينيني – ماوي لإيديولوجيا ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية لا يمكن – و فعلا لا ينبغى أن يكون – نقاشا رفاقيّا لطيفا و هادئا ؛ يجب أن يكون حادا و حاسما .

3.4 – تشير الوثيقة إلى أنّ :

" و النقطة المركزية فى محاججة هذا الحزب هي أنّه من الخطإ الإقرار بأنّ مرحلة من حياة الحركة الشيوعية إنتهت و بأنّه من الضروري تدشين مرحلة جديدة ، و كذلك من الخطإ الإعتقاد فى أنّ فهم الشيوعيين يجب كذلك أن يبلغ مستوى جديدا."

هنا ، مرّة أخرى ، التوجّه الإستراتيجي لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ما بعد الماركسي - اللينيني – الماوي جلي . فإعلان نهاية مرحلة من الحركة الشيوعية دون بداية مرحلة جديدة هو إعلان نهاية إستمرار هذه المرحلة. و يشمل هذا أيضا نهاية هذه المرحلة من الناحية النظرية .

و مع ذلك ، ليس موقف الحزب الشيوعي الثوري فى بيانه و قانونه الأساسي الجديدين أنّ مرحلة الماوية – و بأكثر تحديد الماركسية - اللينينية - الماوية – التى تلى مرحلة الماركسية - اللينينية قد إنتهت و علينا أن نمرّ إلى مرحلة تالية . بالأخرى ، يعتبر هذا الحزب كلّ المراحل الثلاث من الماركسية ، و الماركسية - اللينينية و الماركسية - اللينينية - الماوية مرحلة واحدة إنتهت . بيان الحزب الشيوعي الثوري و قانونه الأساسي يدّعيان أنّ " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " هي الأساس النظري لبداية مرحلة جديدة . و نشر بيان آخر بعد بيان الحزب الشيوعي الذى كتبه ماركس و إنجلز هو الخطوة العملية لهذا الحزب نحو تحقيق هذا الإدّعاء.

لا نعتقد فقط فى أنّه من غير الصحيح أنّ مرحلة من الحركة الشيوعية قد إنتهت بل نعتقد أيضا أنّه من الخطإ الإدعاء بأنّه ثمّة حاجة إلى قطيعة نوعية تامة مع تاريخ الحركة الشيوعية لأجل الإنطلاق فى مرحلة جديدة من النضال . و لا نقبل بأنّنا قد بلغنا مرحلة رابعة فى تطوّر علم الثورة البروليتارية . و نرفض كذلك نبذ مفهوم انّ القبول ب" فكر" أو " طريق" أو " خلاصة " يشير نوعا ما إلى تطوّر مرحلة ثورية رابعة. لا نقبل إلاّ بالخطوات النوعية الواقعية ، و إن كانت جزئية ، التى أنجزتها الحركة الأممية الثورية – سواء من قبله ككلّ أو من قبل بعض أعضائها- فى رسم طريق التقدّم نحو مرحلة رابعة ؛ لا نقبل بالتكبّر الواهي والذى لا أساس له ، أو بالتيارات الهيمنية و الإنحرافية .

لسنا معارضين لفهم للشيوعية قوامه أنّ علم الثورة الشيوعية يجب أن يتطوّر إلى مرحلة أعلى – يجب أن يبلغ مرحلة ثورية رابعة. لكن من أجل بلوغ مرحلة رابعة من التطوّر السياسي و الإيديولوجي ، نعتقد أنّ أي تقدّم نحو مثل هذه المرحلة ينبغى أن يتوافق مع و يمكن فقط بلوغه فى خضمّ النضال الثوري . و مثلما جرت الإشارة إلى ذلك بشأن بيان الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) ، نحن ( كافة الحركة الماركسية – اللينينية – الماوية العالمية) قد قطعنا أشواطا واقعية و جزئية على طريق التطوّر الإيديولوجي و العلمي . نرى أنّ هذا التكبّر الذى لا أساس له و الواهي للحزب الشيوعي الثوري تيّار إنحرافي و هيمني يبيّن عدم الإعتراف بالجميل للنضالات و التضحيات التى جعلت من الممكن بالنسبة لنا أن ننجز خطوات واقعية نحو التحوّل الإيديولوجي و السياسي الملموس .

4.4 – تدّعى وثيقة الحزب الشيوعي الثوري أنّ :

" ثمة شيء هام يجب أخذه بعين الإعتبار فى خلفية تنديد الحزب الشيوعي ( الماوي) الأفغاني : فهم خاطئ للسيرورة التى عبرها تتطوّر الماركسية ( او حتى أي علم ) من المرحلة الأدنى إلى المرحلة الأرقى . فى الواقع ، ليست الخلاصة الجديدة لآفاكيان إبتعادا عن الماركسية مثلما يقترح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ، بل هي بالأحرى تطوير اعمق لها . بيد أنّ الحزب الشيوعي ( الماوي) الأفغاني يفهم هذه السيرورة برمتها فهما خاطئا. "

مثلما ناقشنا فى قسم سابق ، لم نقم بمجرّد " تشويه " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " و إنّما عمليّا ، قد تفحصنا بأكثر عمق جوهرها الإنحرافي على أنّها ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية . و مع ذلك ، بما أنّه يقع هنا إدعاء أنّ " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " ليست إبتعادا عن الماركسية كما يقترح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني و إنّما هي بالأحرى مزيدا من تطوير الماركسية" هناك بعض النقاط الجديدة ننظر فيها الآن .

قبل كلّ شيء ، يجب أن نتساءل عن القطيعة / الإبتعاد الذى يتمّ إنكاره هنا - قطيعة " آفاكيان " أم قطيعة " ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية " ؟ تخفق وثيقة الحزب الشيوعي الثوري فى المعالجة المباشرة لهذا الموضوع ، خاصة عندما تستهين تماما بنقاش ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ما يلفت النظر إلى أنّ الحزب الشيوعي الثوري لا يستطيع – و لا يرغب فى - أن يجري نقاشا واضحا و صريحا بهذا الصدد . و فعلا ، وثيقة هذا الحزب لغرّة ماي ، فى كلّ حججها ضد إدعائنا أنّ " الخلاصة الجديدة لآفاكيان " ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ، تعتبر " الخلاصة الجديدة " مزيدا من تطوير الماركسية ، قطيعة تامة مع تاريخ الماركسية إلى اليوم . و من المهمّ أنّنا نُتّهم بفهم غير صحيح لكامل السيرورة التى عبرها تتطوّر الماركسية ( الماركسية - اللينينية - الماوية ) .

5.4 – يدعى الحزب الشيوعي الثوري أنّ الحزب الشيوعي (الماوي ) الأفغاني ينبذ واقع أن:

" الماركسية قد مرت عبر طفرات فى سيرورة تطوّرها وأنّ هذه الطفرات هي أيضا تعنى القطيعة مع ما كانت فى السابق حقائقا مفهومة."

هذا مسعى لبثّ الإضطراب حول النقد و عوض نقاش ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ، هناك نقاش حول تطوّر الماركسية . و هنا علينا أن نعيد التأكيد على أنّ التقدّم الجزئي و القطيعة الجزئية فى كافة الظواهر الإجتماعية و الإيديولوجية تفرز تطوّرات جزئية بينما القفزة النهائية و القطيعة النهائية يترتّب عنها إنهاء الظواهر الموجودة و بزوغ ظاهرة أخرى . و نقاشنا لوثيقة " الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي ) سقط فى تيه طريق ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية " يتعلّق بما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية الذى من المفترض أنّه قد تجسّد بعد إنتهاء الماركسية - اللينينية - الماوية كخلاصة جديدة لآفاكيان لإنارة العالم .

6.4 – يأكّد الحزب الشيوعي الثوري أنّ :

" فى نقاش الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني ، بلوغ مرحلة جديدة سيرورة فى منتهى الميكانيكية أساسا ناجمة عن مراكمة زيادة التقدّم فى الفهم ، خاصة فى نقاط مفصلية فى تطوّر علم ثورتنا ".

هنا مجدّدا ثمّة خلط بين نقاش ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية و " التطوّر الجزئي لعلمنا الثوري " الذى لا نحتاج إلى تكرار تفاصيله . بإختصار و بالنظر إلى مراكمة التقدّم الإضافي فى الفهم ، يمكن ان نرى كيف أنّنا نعتقد أنّ هذا التقدّم سيسفر عن تقدّم جزئي و قطيعة جزئية مفرزا نوعا جديدا جزئيّا أو كلّيا – ليس عفويّا و إنّما نتيجة الصراع الجزئي أو الكلّي بين التناقضات المتحاربة حيث عقب إنتصار مظهر ، سيبرز نوع جزئي أو كلّي . إنّ تطوّر العلم الثوري ليس إستثناءا بالنسبة لهذه القاعدة.

7.4 – تدعى الوثيقة أنّ :

" يقيم الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني جدارا فاصلا كبيرا بين القطيعة و الإستمرار . أوّلا ، لنشر إلى ما يجب أن يكون بديهيّا : القطيعة و الإستمرار وحدة أضداد . و ما ينبغى إستيعابه هو التداخل الجدلي بينهما . فى تطوّر الماركسية ، من الضروري التأكيد على أنّه دون قطيعة لا يمكن أن يوجد إستمرار . "

هذا الزعم ، مع ذلك ، لا أساس له من الصحّة و ثمّة حاجة إلى الإشارة إلى أنّه دون إتمام تلك القطيعة إستمرار الظواهر السابقة و وجودها لا محلّ له ؛ بل تظهر إلى الوجود ظاهرة جديدة و بالتالي حين يُوجد نقاش ظهور ظاهرة جديدة لا يمكن أن نتحدّث عن إستمرار الظاهرة السابقة لظهور ظاهرة جديدة . و هكذا فى إطار الصيغ ما بعد الماركسية – اللينينية –الماوية ، ليس بوسعنا الحديث عن إستمرار الماركسية – اللينينية – الماوية .

8.4 – تدّعى الوثيقة أنّ الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني يحاول تطبيق موقفه :

" الميكانيكي للتقدّم الكمّي فى الفهم القائد إلى الطفرات النوعية ... على تطوّر الماركسية "

و مرّة أخرى ، هناك إضطراب فى النقاش بين تطوّر الماركسية – اللينينية – الماوية ونقاش ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية . و التقدّم الكمّي فى الفهم لا يمكن أن يوجد دون تقدّم نوعي جزئي . و هذا التقدّم الجزئي ييسّر ظهور التقدّم النوعي النهائي الذى يدفع التناقض نحو العدائية . لكن بروز أي تقدّم نوعي يتطلّب ظهور صراع عدائي بين التناقضات و نتيجة الصراع – و مثل هذا التقدّم لا يمكن أن يظهر عفويّا .

9.4 - و تزعم الوثيقة :

" بالفعل ليست الإختراقات النوعية فقط نتيجة تراكم للحقائق الجزئية ، وإن كان ذلك نهائيا جزء منه. عند نقطة مفصلية معينة من تطوّر أي علم ، التجربة المراكمة و المزيد من النقاش و تأثير الإكتشافات والجدالات فى مجالات اخرى سيتطلّب إعادة تفحّص بعض الفرضيات و الفهم السابق ."

لسوء الحظّ ، هذا بعد مثال آخر للخلط للنقاش بين ما بعد الماركسية – اللينينية – الماوية و تطوّر الماركسية. و نعيد التأكيد على أنّ مراكمة الحقائق الجزئية تعدّ شروط القطيعة النهائية ما يعنى دفع التناقض نحوالعدائية ؛ نكرّرها ، القطيعة النوعية الموجودة تتطلّب صراعا عدائيّا بين التناقضات و إستنتاج أنّ هذا الصراع لن يجدّ عفويّا .

10.4 – تشتكى الوثيقة من أنّ :

" إحتجاج الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني بهذا العنف على سيرورة بلوغ فهم جديد ماركسي أرقى و التوحد حوله ليس بالأمر الملتبس جدّا ."

هذا الإدعاء لا أساس له بالمرّة و غير مبرّر . لسنا بصدد نقد سيرورة بلوغ مرحلة أعلى من فهم الماركسية و إنّما نحن ننقد جدّيا الإدعاءات التافهة لبلوغ فهم أرقي للماركسية - اللينينية -الماوية ( مثلما هو الحال فى البيرو و النيبال ) و حتى أسوأ إدعاء فهم أرقي ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية ( مثلما هو الحال بالنسبة لتحريفية آفاكيان ما بعد الماركسية - اللينينية – الماوية ).

و علاوة على ذلك ، مسألة الوحدة بين الشيوعيين فى العالم – على المستوى القومي والعالمي أي تشكيل أحزاب جديدة و تعزيز الأحزاب الموجودة و تشكيل منظّمة شيوعية عالمية – لا تعتمد فقط على ضرورة بلوغ فهم أرقى للماركسية ( الماركسية - اللينينية - الماوية ) بل أيضا على ضرورة طيف واسع من الصراعات السياسية والنظرية الأخرى التى تشمل الضرورة المشار إليها سابقا ، و هكذا متطلّبات فهم أرقي للماركسية ليست الضرورة الرئيسية فى الظرف الراهن .

فى رأينا أنّ المتطلّبات الأولية لبلوغ وحدة جديدة على النطاق العالمي هو المعالجة السليمة للحاجيات الحقيقية للصراع عالميّا و ضمن بلدان مختلفة و معيّنة . سيرورة بلوغ تلخيص عام لصراعات الشيوعيين الثوريين ( الماركسيين – اللينينيين – الماويين ) ، بما فى ذلك تلخيص للتجارب الإيجابية والسلبية طوال العقود الثلاثة و النصف الماضية للحركة الأممية الثورية يمكن و يجب أن يوفّر الإطار النظري لهذه المتطلّبات .

فى الجمل الختامية للنقاش الراهن ، من الضروري أن نشير إلى أنّ الحزب الشيوعي الثوري فى وثيقته لغرّة ماي لا سيما فى القسم الموجّه ضد الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني يحيل المرّة تلو الأخرى إلى " الماركسية " و حسب و ليس إلى " الماركسية - اللينينية - الماوية " أو حتى " الماركسية - اللينينية " . لئن صار هذا الحزب حقّا مجرّد حزب " ماركسي " فعليه أن يضيف عبارة " الماركسي ) فى نهاية إسمه فيحصل على الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( الماركسي) ! لكن وفق الحزب الشيوعي الثوري ، " الماركسية " تعنى عمليّا أنّ " الماركسية – اللينينية " و " الماركسية - اللينينية - الماوية " تنتمى إلى الماضي و يجب أن تعوّض بما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية لآفاكيان .
يتبع .

ملاحظة [ لأصحاب المقال و ليست للمترجم ]: كافة الإستشهادات من مقال " الحزب الشيوعي الإيراني سقط فى تيه طريق ما بعد الماركسية - اللينينية - الماوية " قد أعيدت ترجمتها جزئيّا بما أنّ الترجمة السابقة إعترها بعض النواقص الهامة .