هل من عقلاء داخل حزب النهج الديمقراطي؟ !!


محمد حومد
2013 / 2 / 16 - 16:30     

في الحقيقة يحتار المرء عند قراءته لبعض الردود لأناس يعتقدون أنفسهم يعلون ولا يعلى عليهم أحد وكأنهم الأوصياء على كل صغيرة وكبيرة، والطامة الكبرى هي أن ردودهم هاته مردودة عليهم، فأقل ما يمكن استخلاصه منها أنها تفقأ أعين كاتبيها قبل أي أحد آخر.

إن الدفاع عن مواقف معينة كيف ما كانت مرجعيتها يستدعي أسلوبا سليما وحكيما في توضيح الخلفيات أو المنزلقات أو حتى المبادرات التي قد تنتج عن أي سلوك سياسي أو أي فعل نضالي ما، وقوة هذا الأسلوب السليم والحكيم في التعاطي النضالي يخدم هذه الخطوات من خلال المنطق والعقل المرادف له وبالتالي تغيب التشنجات والعنترية والوشاية التي لا تخدم سوى الجهات المتربصة، وبغض النظر عن المكانة التي يحتلها هذا الطرف أو ذاك، المهم أن يقف الموقف الذي يدافع عنه بحزم وثبات وإخلاص ونضج نضاليين، هذا السلوك يهم بشكل عام كافة جوانب الحياة الاجتماعية اليومية للمناضل.

لنتكلم عن ما هو خاص وهنا أقصد الأحزاب السياسية وعلى رأسهم حزب النهج الديموقراطي وبالدرجة الأولى قيادته أو البعض منها وبالخصوص أولئك المناضلين الذين لا يزايد أحد على تجربتهم النضالية.

فهل المسلكيات العبثية التي تصدر هنا تارة وهنالك تارة أخرى من بعض العناصر المنتمية للحزب لا تعنيهم في شيء؟

هل هذه الخرجات والقفزات البهلوانية المتكررة لا تستفزهم؟

أهم راضون على هذه التصرفات اللامسؤولة؟

أهم الداعمون لها؟

لماذا لا نرى أي تدخل جريء من طرفهم لوضع حد لهذه المسلكيات الصبيانية كما جرت العادة في معظم التنظيمات السياسية؟

الى متى ستظل هذه القيادة ذات التجربة القاسية قيادة صامتة؟

لماذا لا نرى أي تدخل جريء من طرفها لوضع حد لهذه الممارسات؟

أسئلة تتبادر الى الذهن كلما قرأت هذه الردود السخيفة والحقودة

وهنا سأستحضر حالة ليست بالحالة الوحيدة من الحالات الشاذة بعيدا عن هل الحزب ثوري أو إصلاحي بل هناك أمثلة غنية إلا أن هذا الحدث يفقدك الأعصاب ليس لما صدر عن هذا المناضل أو ذاك بل لأن الحزب المعني لا يأبه بما يدور من حوله وكأنه غير موجود وكأن ليس به عقلاء يميزون بين الايجابي والسلبي بين الرد المناسب في الزمان والمكان المناسبين وبين الردود السامة للحزب, هذا إن دل على شيء انما يدل على أن هناك خلل حقيقي في صفوف حزب النهج الديمقراطي.

قامت الأجهزة القمعية بهجوم شرس على الجماهير الطلابية وتمت الاعتقالات

في صفوف الطلبة وتم استشهاد الطالب الفيزازي وكان من بين المعتقلين الطالب الروفي فسارع الحزب إلى التصريح بأن المناضل الروفي عضو من أعضائه وعملت شبيبته على التعريف به وإحداث ديناميكية للتشهير والترويج في مناسبات عديدة ودورات باسم المعتقل الروفي ورفاقه.

فهذا الإعلان طبيعي قد يصدر عن خطأ ربما اختلط الاسم باسم آخر أو سقط سهوا المهم أن يتدارك الحزب الخطأ قبل أو بعد اصدار البيان من طرف المناضل الروفي. لم يحصل شيء من هذا القبيل بل العكس من ذلك لقد فسح المجال لبعض عناصره للتهجم المجاني على تاريخ الخط الجذري، فعقل المنطق يقول ان كان الروفي ينتمي للحزب فبطاقة الانخراط كافية للحد من هذه التهجمات الهستيرية فليس كل من وقف بجانب أعضاء الحزب هو منهم أومن جالسهم هو منهم أبدا فلأعضاء الحزب بطاقات فأشهروا بطاقة المناضل الروفي، أن يصدر الروفي البيان للدفاع عن نفسه وتكذيب شائعات الحزب ويوضح الحقائق ويرفع اللبس عن هكذا اتهام تحت التهديد من قبل مناضلين ينتمون للخط الجذري فهذا انحطاط ما بعده انحطاط لا سواء بالنسبة للمروجين لأنه سينعكس سلبا على الحزب ولا سواء بالنسبة لمناضل من هذه الطينة فهل يشرف الحزب أن يحتضن بين ذراعيه مناضلين من هذا النوع، وهكذا أصبح الثوريون الغارقون في زنازن النظام أكثر شراسة من النظام وبلطجيته، فالمناضل الروفي يخاف الثوريين أكثر من أي جهة أخرى فكيف يمكن لمناضل من هذه الطينة أن يدافع على مصلحة الشعب فبالأحرى المزايدة على الثوار

ان من يخشى الساطور لن يستطيع الصمود أمام دبابات العدو...