-خير الرجال ما قلّ ودلّ-


رشيد قويدر
2013 / 2 / 11 - 15:29     

"إلى العيساوي ومئتي يوم من الصوم العظيم ...
ولرفاقه المناضلين في الأسر ... منارات الحريّة ..."

زاده قليل من الملح ...
وقليل من دمع الرّب ...
ما يكفي لزق الرئة بحزم الأوكسجين
ما يكفي لإضاءة منارة ...
ما يكفي لمخْرِ العُباب ... للحرية
لحرية فلسطين

■ ■ ■
ثمة مغارات خلدها الأنبياء
خلدها النساك الزاهدين للجلوة ...
كي لا تفلت الرغبات من قيودها ...
كي تتأكد الروح من وهج الحقيقة ...
لممارسة طقوس الروح ...
وثمة مغارات زنازين للمناضلين
الطريقة الوحيدة لممارسة طقوس النضال
"الصوم العظيم" الطريقة الوحيدة ... على مضض ...
الحياة لا قيمة لها
دون عبادة الحرية ...
تحريك أعماق البحيرات الساكنة ...
ها أنتم تغسلون الأحلام الانتظارية بالملح ...
تعودون إلى جوف البحر ...
وأنتم ملحه ... حصاه ...
أعمق محاراته ... وموجه الهادر ...
أنتم بحر فلسطين
أنتم البحر أجمعه
حتى جدران مغاراتكم الإسمنتية
تضج بالملح ... تهتز لكم ...
الحياة الحقّة فكرة ...
الحرية الحقّة فكرة ...
التحدي والشجاعة ...
الألم ... فكرة ويتوارى ...
حتى الموت مجرد فكرة شاعرية
نتقبله على مضض في سبيل الحرية
حزناً ... ألماً ... رقصاً وطرباً كالحلاج
مثابة لُذاذات لنسيان الجسد
تعظيماً للروح الرافلة ...
تعظيماً للحياة ... الحياة ...
تعظيماً لقضية عادلة ...
لذاذات على سحابات الجذل والإرادة
لذاذات للتواصل مع السماء ...
واستعادة زرقتها الصافية ...
لذاذات لرفع طيور الغيوم ...
لتصنع لنا مطراً كنعانياً خصباً
وتجلو عن سمائنا الغيوم الرمادية ...
المضرجة بالأحمر ودم الأبرياء ...
قليل من الملح ودمع الرّب ... ما لذّ وطاب من الألم
ما لذّ وطاب لقلوب نابضة بقوة الحريّة
لقلوب شجاعة ...
لطقوس الحرية التي تحدد جدوى الحياة
الحرية أُمنا الرؤوم ...
كي لا نموت في النوم المخملي ...
وتسقط الحياة في الحضيض الآسن ...
■ ■ ■


ها نحن أمام الصوم العظيم
رجال ناحلون مثلما المنارات
إرادات قلّ نظيرها ...
و"خير الرجال ما قلّ ودلّ"
أنتم ملح الأرض ...
يزداد عنفوان صهيل الخيول
أبناء وطن له تاريخ سحيق
مجداً وسناء
يا سعدُ اصباح بوجه فلسطين
يا سعدُ فجر بوجه أورشليم
يا سعدُ سلام السلام
يا سعدُ سلام الحريّة ...

■ ■ ■