|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
حول العنف الثوري
برجوازيونا-والبرجوازية في كل مكان- يخشون من العنف إذ أنه دائما ما يهدد مصالحهم خاصة إذا كان العمال والفلاحون هم من يمارسونه,وإذا لم يكن العمال والفلاحون هم من يمارسونه فإنه يمكن أن تنتقل عدواه إليهم في أي لحظة لذا نجد البرجوازيين يصرخون ضد حرق مقار الإخوان المجرمين , ويصرخون أيضا " نرفض العنف,ندين العنف" والحقيقة أن حرق مقار الإخوان ليس إلا دليلا علي حجم السخط الشعبي علي الإخوان المجرمين (في الإسكندرية قام سكان أحد العقارات التي بها مقر للإخوان بإقتحام المقر وإلقاء كل ما به من الشرفات)والحقيقة أن الإخوان ينكرون هذا السخط وينكرون أن سلطتهم فقدت شرعيتها تماما (وهي الشرعية المهتوكة تاريخيا أصلا) ويحاولون الظهور بمظهر يوحي بأنهم ضحايا مؤامرة من الفلول والممولين وأنهم يتمتعون بتأييد الشعب تأييدا كاسحا كما أنهم يريدون إيهام الناس الذين لم يشاركوا في المعمعة الحاصلة أن كل ما يحدث ليس ذا وزن بالإضافة إلي قصة الفلول المندسين وسط الثوار .وحتي وإن كان ذلك صحيحا فليس مطلوبا من الشعب المصري أن يسكت علي إجرام العصابة الحاكمة لمجرد أن الفلول يشاركون في الإحتجاجات بل المطلوب هو أن ترفع الشعارات التي تعبر بوضوح وجلاء وعن مصالح الشعب المصري وهذه الشعارات لا تقل عن إسقاط النظام ,عن سحق جماعة الإخوان والطبقة التي يعتبر الإخوان جزء منها..ولنتحدث الآن عن ظاهرة العنف التي اتسعت بشدة في الموجة الثانية للإنتفاضة .أعتقد وعن يقين أن العنف في تلك المرحلة هو مراهقة ومغامرة صبيانية لأنه بما أن الخصم هو الإخوان المسلمين فإنهم سوف لا يتوقفون عن العنف أبدا لذا علينا أن نجعلهم يخوضون فيه إلي أقصي درجة وهم أهل لذلك فتاريخهم كله ينذر بذلك- إغتيالات الأربعينيات وحوادث الخمسينيات والستينيات وعنف السبعينيات ضد اليسار - كل ذلك يدل علي أنهم لن يتوقفوا عن العنف وعلينا أن نخوض ضدهم حربا في الشارع - كل القوي المدنية عليها أن تفضحهم أمام الناس بوصفهم لصوص وقتلة لا إختلاف بينهم وبين الحزب الوطني -حربا إعلامية أولا تستهدف بناء موقف جماهيري حاد معادي للإخوان المجرمين الذين لا يملكون خيارا آخر غير العنف في مواجهة حركة الجماهير المتصاعدة وهم يخسرون كل يوم أرض جديدة يجب أن يتقدم المدنيون ليكسبوها .الإخوان المجرمون لا يملكون القدرة علي حل التناقضات اعميقة الضاربة في قلب المجتمع - التناقض الطبقي الحاد - وهذا الإفلاس الفكري والجماهيري هو الذي يقود إلي العنف الذي يعد الخيار الأول لكل سلطة مفلسة فاقدة للشرعية كما أنه الخيار الأول للتنظيمات الفاشية المعزولة عن الجماهير وحتي وان كانت كبير علي عكس التنظيمات الشعبية التي تعتمد علي الكفاح المسلح فهي تقوم بتعبئة الجماهير علي برنامج ثوري واضح محدد أما الإخوان فلن يمارس عنفهم إلا أعضاء التنظيم - ميليشياته - وداخليته التي تغرق في دماء الشعب المصري من جديد .الإخوان مفلسون إذن ويحاولون قمع التناقضات الإجتماعية ولكن الواقع أكثر قوة.ومن جهة أخري فإن إستعجال العنف يلحق أقصي الضرر بالحركة الجماهيرية وهو من جهة يدل علي صبيانية وروح مغامرة تؤدي في أغلب الأحيان إلي كوارث . فالهجوم علي مقرات الإخوان يتم التعامل معه علي أنه إجرام فردي لا أكثر وسرعان ما سيتم سحقه وإنهاك الحركة الجماهيرية .إذ أن سلطة الفاشست حينما تستعيد توازنها سوف تكون قادرة علي تصفية المد الجماهيري خصوصا وأن التناقضات الطبقية كلما إشتدت كلما أدي ذلك إلي تقوية السلطة , إلي زيادة إجرامها ودمويتها.
|
|