الحرب الأهلية


راجي مهدي
2013 / 1 / 30 - 18:12     

المشهد مفزع؟ نعم .بل هو الأشد إفزاعا في تاريخنا كله فالحروب الأهلية هي أقصي اختبار تواجهه الأوطان وخصوصا المجتمعات التي نسيجها الوطني مستقر متماسك وغير مرشح لأي اقتتال كالمجتمع المصري علي عكس المجتمعات التي تعيش دائما تحت تهديد من هذا النوع كنتاج حتمي للبنية الإجتماعية الهشة الغير مستقرة المقسمة إلي وحدات علي أساس تناقض أو أكثر حقيقي أو مصطنع .المشعد مفزع لأننا لم نشهد مثله من قبل ولأنه الأعنف ولأنه سيتسع لا محالة .فبغض النظر عن فزعنا من اقتتال بين المصريين إلا أنه يجب أن ندرك أن هذا الإقتتال حتمي لا مناص منه ويجب أن نواجهه بشجاعة وأن نتحلي بأقصي درجات العزم .لأنه إذا آثرنا السلامة ,إذا ضعفنا أمام عدو مجرم قاس لا يرحم ,إذا تملكت منا روح التهادن أمام الدماء التي تغطي الأسفلت أمام الإتحادية - والتي لن تقف حتي تغطي الأسفلت من كل شبر من أرضنا - فإننا نكون قد استسلمنا لتلك العصابة المجرمة وسلمنا رقابنا ومستقبلنا ومستقبل مصر كلها إلي عصابة من القتلة المحترفين عملاء الإمبريالية وجنودها. أقول ليس أمامنا إلا إختيارين إما التسليم التام لهؤلاء الجلادين وإما خوض المعركة إلي النهاية. خوضها دون النظر إلي كم الدماء التي ستسال وكم الجثث التي ستسقط لأنه إذا كان عدوك مجرم إلي هذا الحد فعليك - إلتزاما بقضية هذا الوطن- ألا تدع نفسك البكاء والشفقة من هذه الدماء إلا بعد أن تكنس عدوك وترسله إلي مزبلة التاريخ كما يجب أن نفعل مع الإخوان المجرمين. لا أحد يحب العنف ولكنهم لم يتركوا لنا خيارا آخر.فحتي السلمية التي ظللنا ملتزمين بها لم تلق إلا الرصاص . هم لا يريدون منا إلا الإستسلام والإذعان لمشروعهم المجرم - مشروع الإمبريالية اللصوصي- مشروع الشرق الأوسط الكبير المرتكز بالأساس علي تفتيت الدولة القومية المركزية- مصر- علي أساس ديني لتسييد الطاعون - إسرائيل - علي عرش المنطقة.وهذا المشروع لن يمر إلا علي دماء الشعب المصري التي تسيل الآن والديكتاتورية الدينية هي الأداة لتمرير هذا المشروع عن طريق سحق المجتمع وتفكيك الدولة . ألم تري صمت رئيس العصابة المهتوك وغياب داخليته عن المشهد الدموي أمام الإتحادية .ألم يقل لنا نائبه "إذا حملتم السلاح سنحمل السلاح والبقاء للأقوي" .ألم يقل عصام العريان "سوف نحمي الشرعية ونحمي قصر الإتحادية ".الدولة تستبدل.الشرطة تحل محلها الميليشيا المجرمة التي سحلت علا شهبا حتي فقدت الوعي ,بعد أن نزفت وألقيت بأحد أكشاك الشرطة العسكرية.الميليشيا المجرمة ضربت رامي صبري ثم ربطته علي عمود إنارة أمام القصر إيذانا ببدء عصر محاكم التفتيش ونصب المقاصل في الميادين .وغيرهم وغيرهم من الأبطال الذين تصدوا لتأسيس للفاشية الدينية بأجسادهم فكان الرد هو العنف ثم العنف واستبدلت الدولة لدرجة أن الشرطة كان موقفها هزليا فيفصلون بين الجانبين تارة ثم ينسحبون فجأة لتنطلق الميليشيا المجرمة تجاه الثوار والشرطة كانت فقط تتفرج , والفيديوهات موجودة وتقول ذلك ,سحل الثوار وذبحهم علي أيدي زبانية النظام المجرم والشرطة تتفرج ولم تتحرك فقد تقرر أن تتولي الميليشيا الأمر , أن تحل محل الشرطة وغدا يتكون فرع لها يحل محل الجيش وتحل الأوقاف الخيرية محل الدولة إجتماعيا ثم يبقي لنا أمير جماعة يعيش علي الجباية ومص دمائنا وسفكها.العنف تم شرعنته بغطاء من الدين ,العنف أطلقته السلطة لحسم الصراع مع الجماهير .والحقيقة أن هذا العنف لم يكن مفاجئا بل كان متوقعا منذ البداية ولكن أن تشرح للناس ذلك لم يكن يجدي نفعا ولكن الواقع يعلم الناس .نعم الشعب المصري يتعلم في مدرسة الإخوان المسلمون أن لا بقاء لنا إذا بقي هؤلاء . إما نحن وإما هم ,هكذا نتعلم.وهكذا أطلق الإخوان الشرارة الأولي ولن يستطيعوا إيقاف الحريق .والمطلوب الآن ليس قيادة تقود الناس في مسيرات سلمية إلي المذبح-علي غرار جبهة الإنقاذ- بل لإنتفاضة مسلحة لها الشرعية الكاملة في مهاجمة الإخوان وحلفائهم مدشنين مرحلة العنف الثوري الذي هو الحل الوحيد الجذري لإنقاذ مصر من أيدي هؤلاء المجرمين .كل دعاوي السلمية الآن لا معني لها بل هي خيانة للجماهير ومتاجرة بدمائهم .الآن يجب خلق أوسع كتلة تاريخية ممكنة ضد الإخوان المسلمون تبدأ نضالا مسلحا فوريا ومن سيرفض ذلك بحجة أن الإخوان لم يحسموا موقفهم من العنف فهو يغالط الشعب ويسلم الوطن إلي هؤلاء المجرمين.الإخوان المسلمون ليس لديهم حل آخر في مواجهة غضب جماهيري هادر ومتحدي .لأن مصالحهم متناقضة تماما مع مصالح الغالبية الكاسحة من هذا الشعب وهم لهذا لا يمتلكون أية حلول للتناقضات العميقة القائمة ولذا فإن الغضب سيتصاعد وسيقابلونه بمزيد من العنف-الذي يتخيلونه قادرا علي إلزامنا المنازل - وحين بدأ الإخوان بالعنف أثبتوا أن مصر لن تحيد عن طريق الحرب الأهلية قيد أنملة .تلك حتمية تاريخية لا مناص منها وهي المسار الوحيد الذي يمر عبره حل الأزمة الإجتماعية .أن نسعي لتصفية هذا التنظيم الجرثومي وإنهاء الحرب بأيرع وقت ممكن بسرعة إنجاز المهام التاريخية المطروحة علي جدول الأعمال بإعتبار الحرب الأهلية القادمة هي حرب بين القوي الوطنية الديمقراطية وبين القوي الفاشية العميلة للإمبريالية وتصفية الأخيرة هو البداية لتأمين مستقبل هذا الوطن وفقرائه .القرار صعب ولكن المجرمون لم يتركوا لنا اختيارا آخر غير الإستسلام التام والرضا بسحل هذا الشعب ,وإما خوض الحرب المؤلمة بالطبع ولكن أحيانا يصبح بتر الساق -التي هي عملية مؤلمة-منقذا لحياة مريض.
والحقيقة أنه يلزمنا أن نقول أنه يجب أن تكف الثرثرة الفارغة المداهنة المهادنة عديمة المعني حول أن الإخوان رفاق الثورة والحديث بأسي عن أيام يناير وأنه يجب أن نقول للناس أن هؤلاء القتلة وثبوا علي الثورة واغتصبوها وأنهم لم يفوتوا فرصة للإضرار بالثورة إلا وإستغلوها كما أنه يجب أن لا نسمح للنخبة البرجوازية أن تصفي المد الجماهيري الذي يجتاح الشوارع والذي يهتف فيه الناس بالخبز والحرية فترد العصابة بالرصاص بل يجب أن تصبح المعركة ضد الإخوان معركة حياة أوموت .يجب أن تبدأ الإنتفاضة الآن بالهجوم فالإخوان قد أعطوا الضوء الأخضر وسحبوا الأجزاء بل وأطلقوا الرصاص وهم لا يكفون عن التهديد وعن والكذب وتشويه الحركة الجماهيرية مسنودين علي حائط إمبريالي الصنع وعلي ماكينة تنظيمية صهيونية الأداء تتدفق عليها الأموال بلاإنقطاع وإذا ما أخذوا الآن فرصة كي يستجمعوا بعضا من الشرعية التي سقطت منذ الإعلان الدستوري الفاشي فإنهم سوف يوجهون ضربة مميتة للعمل الجماهيري.
يسقط الإخوان الفاشيون
تسقط الرأسمالية
المجد لسلطة الشعب
E.M.L