القرضاوي و زيارة كردستان العراق


صادق البلادي
2013 / 1 / 30 - 14:40     


من نعم هذه الأيام أنه من الممكن بسهولة الإطلاع على الأخبار، حتى بعض السرية منها، ولا يمكن الإستفادة من الحق الأساسي للمواطن في المشاركة السياسية بما فيه نفع الناس، الذين من أجل تحقيق مصالحهم تقوم الحكومات، فيزعم السياسيون أنهم يتنافسون في خدمة الشعب، لكنهم لا يجهرون بأنها خدمة غير مجانية، بل مدفوعة ألأجر، والأجر الباهض الذي يحدده الأجراءُ الخدمُ أنفسهم، ويا ليتهم يقبلون بهذا بل يتفرعنون على الناس ويستبيحوا ثروات الشعب، فيظنونها مُلكَهم الشخصي يتصدقون على بعض الناس بالنزر منها. هكذا يتحول السدنة الى سادة ، فيتحدثون عن الثروات كأنها مُلكٌ أنعَمَ ربُهم به عليهم ، فهم يتصدقون بالثروات على من يواليهم من الناس. والجعفري مثلا يتحدث في كلمته في المؤتمر الدوليّ للوحدة الإسلامية 27/1/201 في إيران عن " أهمية فصل الربيع العربيّ والإسلاميّ تكمن في أن ينشر بشائر الوحدة، وهدف الوحدة، وومصداقية الوحدة، ويكرِّس الثروات التي حبا الله -تبارك وتعالى- بها عالمنا الإسلاميّ." ويتساءل أين مبدأ نفع الناس، فهم ينتظرون منا أن نكرِّس ثرواتنا وخيراتنا لنفع مُطلَق الناس" ، ولأن الناس يعرفون كيف هو الجعفري اليوم نستطيع أن نسأل كيف كنتَ قبل الإحتلال تعيش، وكيف تعيش الآن، أكل هذا من فضل ربي خلال سنوات عشر ستكتمل بعد أشهر؟ ولماذا اختصك انت وأشباهَك بهذا الفضل من دون غيركم من بين ملايين المهجرين و المهاجرين وملايين الأرامل و اليتامى و العائشين تحت خط الفقر في بلد الغنى؟ أله في كل هذا حقا حكمة،كما تقولون؟.

وبفضل ما ننعم به اليوم من إمكانية سرعة الحصول على المعلومات انتشر خبر توجيه دعوة الى يوسف القرضاوي لزيارة كردستان، تبين أن الدعوة كما نشر خبرها موقع القرضاوي دعوة شفوية، وليست تسليم رسالة دعوة، كما هو المألوف في توجيه الدعوات الرسمية ، وجاءت الدعوة خلال استقبال القرضاوي بمكتبه ظهر يوم 16 الجاري "مستشار رئيس إقليم كردستان العراق لشؤون الإعلام الأستاذ كفاح السنجاري. حيث نقل السنجاري تحية السيد مسعود البرزاني رئيس الإقليم لسماحة الشيخ، وقدم له شكر الشعب الكردي على جهوده، وجهود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خدمة الإسلام والمسلمين.

وأبلغ السنجاري فضيلة الشيخ رسالة شفوية من البرزاني تتضمن دعوة فضيلته لزيارة الإقليم. " هكذا حرر الخبرَ مكتبُ القرضاوي، بينما قد يكون الأخ كفاح السنجاري أعرب عن تمنيات بقيام القرضاوي بزيارة الإقليم.

لكن هذا الخبر أثار الغضب في الشارع الكردي لمواقف القرضاوي وأرائه المعادية للعراق وللحركة الكردية، ولما يمثله من فكر رجعي ظلامي ، ومساندته للحكومات الإسلامية التي استطاعت خطف ثمار الربيع العربي، فأحالته خريفا، هو خريف الإسلاميين أنفسهم. و تجاوبا لهذه الغضبة جاء توضيح المستشار الاعلامي لرئاسة الاقليم بأن هذا عمل شخصي وأنه ليس مستشارا للرئيس وتصرف دون علم رئاسة الاقليم، مع الإشارة الى أن اي دعوة الى اي شخصية هي من صلاحيات رئيس الاقليم وديوان رئاسة الاقليم، فالبيان يوضح دون الإشارة الى قضية الدعوة نفسها، فَلَم يبين الموقف من زيارة القرضاوي للإقليم ، بينما فكرة زيارة القرضاوي للإقليم نفسها هي جوهر الغضب والإستنكار للخبر. والتوضيح الذي جاء بعد الحملة يبين أن رفع الصوت لا الصمت هو الذي يثمر، و يعبئ حركة تؤثر في اتخاذ القرار.
هذه المسألة تطرح سؤالا في لو أن مثل هذه الظروف الإعلامية كانت متوفرة في السبعينات هل كان للتحالف مع شاه إيران يمكن ان يحصل بسهولة. المصالح بين أطراف متباينة قد تلتقي وتقود الى نوع من التحالف، لكن مصالح اطراف متناقضة تناقضا تناحريا لا يمكن أن تلتقي والمستفيد من تحالف مثل هذا يكون الطرف الأقوى ، ينهيه حالما تتحقق مصالحه هو، فشاه إيران باع الحركة الكردية بالحصول على نصف شط العرب وتعديل الحدود، والنتيجة قادت الى الحرب العراقية الأيرانية، الحرب التي دمرت البلدين بما في ذلك اقليم كردستان ،و المنطقة ، وأدت الى هيمنة الأمريكان بالتالي على العراق و المنطقة و الخليج، ونشر الفوضى ومخاطر حروب طائفية.