أزمنة وثورات .. ونساء !!


عماد البابلي
2013 / 1 / 27 - 00:18     

( أيتانا الراعي يحمله في الفضاء نسر قوي
كلاب الماشية تحدق في أجواء السماء
وقد حيرها اختفاء سيدها )
رقيم بابلي

تكوين فوضي ونسق مغلق ، عالمنا المرئي الخجول في داخل ذاته ، تشويه قابع في أعمق المفاصل ، صحراء تنعتق من العالم المحيط بها إلى عالم من صنع طفل مصاب بالتوحد ، ( إني سقيم ) ، كم هو الشعور معقد ذاك الذي يمر به الكائن الذي نصفه كذبة ونصفه الأخر هيولي ينتظر التشكل ، وبقى ( سقيم ) وأورثنا سقمه من جيل لجيل ، يا ليته أورثنا شيء أخر ؟!
الأزمنة تنشد الآن أكثر شفراتها تعقيدا ، الأزمنة تحطم الثورة وتحطم المرأة ، الثورات تتحول لمقاصل لأجنتها .. الأزمنة تعلم النساء أن الموت لا يأتي على شكل دفعة واحدة ، بل يأتي على شكل حلقات وهالات سريالية ، خريف متدرج قاتم اللون ، تجلس وحيدة الآن مع ذكرياتها ، ذكرياتها فقط !! كومة من بشر حولها ، يعتقد أنهم أبنائها ، ينتظرون موتها سريريا في غرفة الإنعاش ، حتى يلحقوا في الركض خلف الخبز ، ينتظرون أن يلتهمونها وكل جيوبها المثقلة بالذكريات .. الثورة تتحول عبر الساعات والأيام ، تحولات سريعة من كرنفال ماطر من الأكاذيب والوعود التي لا تتحقق نحو بحر من الفوضى والظلمة المعادة تدويرها عشرات المرات في العقل المجوف ، الشعارات تتبدل بسرعة عبر الزمن ، الشعارات تتحول من بياض إلى مقاصل .. يقتلني ويقتل الثورة والمرأة والزمن طريق تؤدي لباب وحيدة ، باب مكتوب في أعلاها : السماح لمرور شخص واحد ، من سيمر ؟
الزمن يخدعنا ، ينساب مجددا نحو كذبة جديدة ونبقى تافهين حمقاء مثل البهائم ، بهائم الله .. الزمن يخدعنا ولا نحفظ ابدا شكل المصيدة ، من غير الفئران تشبهنا في هذا ؟؟!!
( الزمن لا يحطم إلا أثنين : الثورة والمرأة )
اختفى كل شيء والزمن هو نفسه ، والمقبرة لا تشيخ ولا تفنى تسكنها طيور جريحة ، بقايا أرواح هنا وهناك ، لم تجد شيء في الأعالي ، وبقت حكايا في فم سيدة توزع الزهور في المقبرة ، سيدة فقدت أطفالها في الثورة

( وكما خربت حياتك هنا في هذه الزاوية الصغيرة ، فهي خراب أينما ذهبت )
كافافي