في الجزائر غليان اجتماعي حقيقي - مقابلة مع محمود الرشيدي الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي


محمود الرشيدي
2013 / 1 / 14 - 09:51     


ما حصيلة نتائج انتخابات البلديات بنظر حزب العمال الاشتراكي؟

كان هدفنا إضفاء مزيد من البروز على سياسة حزب العمال الاشتراكي، و من زاوية النظر هذه، الأصداء جيدة. فبرنامجنا البديل، ذو الطابع الاجتماعي و الأممي كان يطابق انتظارا لدى العديد من العمال.

في الانتخابات البلدية، تقدم حزب العمال الاشتراكي بمرشحين في ست جماعات وحصل على 22 منتخبا في خمسة منها. أخيرا تقدمنا في 3 ولايات من مجموع 48 وحصلنا على مجموع 30 ألف صوت. إنها إذن تجربة ايجابية مع أفق بناء في بلد حيث يهيمن جهازان كبيران، الحزب الوطني الديمقراطي و جبهة التحرير الوطني، اللذان يتلقيان الهبة السماوية الأجنبية على الصعيد المالي، بعقود مربحة جدا، و يشرفان على تسيير أرباح المحروقات. ما يتيح للدولة الجزائرية أن تقرض لصندوق النقد الدولي و تمنح بعض الصدقات الاجتماعية بوجه التعبئات.

و لوحظ في هذه الانتخابات سقوط للاسلاميين و لحزب العمال بقيادة لويزا حنون الذي شارك كثيرا في الدفاع عن الرئيس بوتفليقة.

هل لك أن تلخص لنا الوضع في برباشة ؟

برباشة تجمع سكاني يقطنه 27 ألف نسمة قرب بجاية، كان رئيسَ بلديتها رفيق من حزب العمال الاشتراكي: صادق اكرور. قبل الانتخابات كان الوالي رفض تسجيل قائمة مرشحينا، ولزمت تعبئة كبيرة للسكان لفرض تنازله. و في انتخابات نوفمبر حصل حزب العمال الاشتراكي على 39% من الأصوات، أي الأغلبية، لكنها غير مطلقة، مع ستة منتخبين من 15، و اتفقت الأحزاب الأربعة الأخرى على رئيس بلدية آخر بثمانية أصوات مقابل سبعة، فيما يقضي القانون بأن تقترح رئيس البلدية الجديد القائمة ُ الحاصلة على أكثر من 35 % . جرى الانتخاب دون حضور منتخبينا الذين لم يُعلموا حتى. ..

رفض السكان هذا الإملاء، و تعبؤوا لدعم الفريق القديم الذي استعمل كل الوسائل المتاحة له خلال مدة ولايته. ثمة تنظيم ذاتي حقيقي بتجمع عام مفتوح ينعقد كل مساء. قاعة الأفراح محتلة وكذا بنايات أخرى، و البلدية مغلقة و لا يمكن لأحد أن يدخلها. يقرر التجمع العام التحركات السياسية، وكذا القرارات اللازمة لتسيير الجماعة. جرى تجمعان في ولاية بجاية ، آخرها يوم 5 يناير، وضم أكثر من ألف شخص قاموا بإغلاق إحدى الشوارع الرئيسية في بجاية للمطالبة بتنظيم انتخابات جديدة. و كان ضمن المتظاهرين أناس صوتوا لصالح قوائم أخرى لكنهم يطالبون باحترام خيار الأغلبية لجانب حزب العمال الاشتراكي.

و تجرى مساطر قضائية حاليا. بعضها ضدنا حيث يتهم مناضلون بإغلاق مقر البلدية، و بالعكس بطلب منا سيبت القضاء يوم 8 يناير في أمر إجراء انتخابات. مهما يكن من أمر، إنها بالنسبة لحزب العمال الاشتراكي تجربة استثنائية لحزب ليس انتخابويا بل يستند على التعبئات و التنظيم الذاتي، انه مثال حقيقي للجماعات الأخرى.

أين وصلت التعبئات بالجزائر؟

في البلد غليان اجتماعي حقيقي، هو طبعا دفاعي، لكنه يطال بريد الجزائر (شغيلة البريد مضربون منذ أسبوع، و تظاهروا يوم الأحد أمام مقر البريد الكبير)، وصناعة بناء السفن ( دعم للنقابيين المطرودين من المقاولة الوطنية لإصلاح السفن )، و أجراء مقاولة الأشغال الطرقية المضربين منذ عشرة أشهر، و ميترو الجزائر . هذا دون نسيان حركة المعطلين التي تزودت مؤخرا بتنسيقية، وتعرضت للقمع باعتقال شباب معطل في ورغلة. لحد الآن، لا يتعلق الأمر بعد بالنضال من أجل مكاسب، لكن قتالية هذه النضالات مذهلة. يساند حزب العمال الاشتراكي كل هذه التعبئات، و يعرف بها على نطاق شعبي و يشارك فيها على قدر قواه النضالية.

حاوره آلان كريفين

المصدر جريدة حزب مناهضة الراسمالية الجديد – فرنسا

TEAN عدد 177 بتاريخ 10 يناير 2012

تعريب : المناضل-ة