سامر سليمان في المسيره


عبد صموئيل فارس
2013 / 1 / 9 - 20:07     

كثيرا ما نصادف أناسا في حياتنا سواء عن طريق معاملاتنا اليوميه او خلال مشوار الحياه الجميع يمر كخيال لكن هناك من هم يحفرون في ذاكرتنا ووجدانا بصمه لاتستطيع معها ان تنسي هؤلاء الناس لآن هؤلاء يكونون كالنقش الفرعوني باقي عبر التاريخ في ذاكرتنا

هذه الايام ودعنا واحد من ابناء مصر المخلصين هو الدكتور الصديق سامر سليمان المناضل واليساري المصري وترجع معرفتي الشخصيه به الي يوم الجمعة الموافق 11 أبريل 2008 حينما قررت مجموعة مصريين ضد التمييز الديني ان تعقد مؤتمرها الاول

بنقابة الصحفيين المصريه وعلي سلم النقابه ظهيرة ذلك اليوم كان اول لقاء جمعني بهذا الانسان بعد أن رائينا في ذلك اليوم اخر معاقل الحريه في مصر تسقط امام اعيننا علي يد مجموعه من الصحفيين المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين

عرفني الدكتور سامر علي نفسه بمنتهي البساطه وكان في غاية السعاده أن يراني قادم من صعيد مصر خصيصا لحضور المؤتمر بعدها بقليل حدث ان اغلقت ابواب النقابه ولم يسمح لآحد بالدخول وكان هو من دخل الي البهو ليتفاوض مع خفافيش الظلام ووطاويط التخلف

حول سبب منعهم الناس من الدخول وعقد المؤتمر ولم تفلح محاولاته في اثناء هؤلاء عن عقد المؤتمر لآن الاتفاق يومها كان بتنسيق مع مباحث امن الدوله وتم نقل المؤتمر الي حزب التجمع ومنذ ذلك اليوم استمرة علاقتي بهذا الاكاديمي الرائع

في كل فعاليات ومؤتمرات المجموعه الثلاثه كانت تجمعنا روابط شغفنا بالعمل من اجل مصر وكان اخرها عندما وقع الاختيار علينا كمجموعة العمل لآدارة مؤتمر الاعلام والمواطنه وكانت معنا زوجته المخلصه ميري

واخر لقائين تم بيني وبينه كان الاول في الانتخابات الداخليه للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وثاني لقاء والاخير في مسيرة ذكري احداث مجزرة ماسبيرو في 9 اكتوبر فهي المسيره الاخيره والباقيه في ذاكرتي لآنها كانت تحمل نقاشا عميقا

بيني وبينه حول المشهد في مصر والاوضاع السياسيه كنت دائم السؤال والنقاش معه لكنه في هذه المره قال لي اريد ان اعرف وجهة نظرك ولآني اعرفه جيدا انه انسانا وطنيته طافحه يشعر بها كل من تعامل معه فحاولت إثارته في نقاشي فيما يختص بالملف القبطي

لم يتركني اتجاوز الحديث بل ظل يدقق في كل لفظ اقوله وانا نتيجة رد فعله كنت اضحك بصوت عالي واحتضنه وحتي اجعله يطمئن قلة له يا دكتور انا بنكشك واكملنا المسيره ونحن في نقاشنا بعدما وجد نصفه الاخر زوجته وصديقته ميري

عشرات المرات كنت اراهم في ميدان التحرير يسيرون بصوره تدعو للتأمل حول هذا الحب والتفاهم والانصهار الفكري واكثر من ذلك التفاؤل الذي كنت تراه في عيونهم سامر سليمان مازال في المسيره معنا يلهمنا بافكاره واطروحاته التنويريه

ستظل افكاره وكتاباته ورؤيته التحليليه تتحقق وستري مصر الحريه التي عاش يناضل من اجلها هو ومن يسيرون علي دربه الي صديقي العزيز سامر سليمان الوداع حتي يوم اللقاء