هل تسير العملية السياسية في طريق مسدود


محمد علي محيي الدين
2013 / 1 / 1 - 10:13     

سوال يطفوا على سطح الاحداث فبعد الانسحاب الامريكي دخلت البلاد في ازمة خانقة لا يبدو ان لها نهاية،وبعد ان كان الاكراد الحليف التقليدي للائلاف الوطني دق بينهم عطر منشم وتفرقت كلمتهم ليعلن كل منهم الندم على تحالفات كنا نعرف سلفا انها ستؤول للزوال لانها لم تبن على اساس وطني صلد بل على اسس مصلحية سرعان ما تهاوت بعد هبة نسيم.
ويبدو ان اللعبة السياسية تعطي لنفسها الديمومة والبقاء من خلال خلق الازمات فما ان تبدأ ازمة حتى تردف بأخرى اكثر شدة وعمق، لتليها ازمة اكثر حدة من سابقيها، وهكذا توالت الازمات حتى استحال الرقع على الراقع، وأصيبت العملية السياسية بجلطة دماغية لترقد في مستشفيات المانيا بانتظار القادم من السماء!!!
وآخر الازمات وليس آخرها، اعتقال حماية العيساوي وزير المالية بطريقة تنم عن جهل اللاعبين باصول اللعبة، فكان على السلطة التنفيذية اتباع السياقات السليمة حتى لا تعطي المجال للمتصيدين بالماء العكر لأن يلعبوا لعبتهم ،وكان على رئيس الوزراء اخبار وزير ماليته وشريكه بجرائم حمايته وأن يرسل قوة مهنية لا تتجاوز الاصول والاعراف فتعتقل بصورة مهينة وعشوائية حماية وزير سيادي، وكان على رئيس الوزراء اطلاع شركائه السياسيين على الخطوة التاليه وان يشركهم في القرار لانه ملزم بحكم الاتفاقات مشاوراتهم في مثل هذه الامور،فليس اعتقال حماية وزير تتم بهذه الصورة، وكان عليهم تطبيق المعايير السليمة لان هؤلاء الحماية ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية كما هو حال العراقيين البسطاء فهؤلاء لهم رب يحميهم ويدافع عنهم وكان على الحكومة ان تستعرض عضلاتها على منهم غير قادرين على تاليب الشارع من ادباء وشعراء وفنانين ومثقفين لا ان تلجأ لهذا الاسلوب في مواجهة حيتان لا تقل عنهم قوة وشراسة في اثارة العواطف وتهييج الجهلة والسذج.
هل الامر مخطط له بين اللاعبيين الأساسيين في العملية السياسية لتهيئة الاجواء لانتخابات جديدة بعد أن بان لهم ان الامور قد تسير باتجاه آخر بعد أن بان فشلهم طيلة السنوات الماضية في ادارة اللعبة بذكاء، هل يتشاتمون نهارا ليجلسوا ليلا يضحكون على هؤلاء البسطاء، هل هي محاولة لسد الطريق على القوى الوطنية في أن يكون لها تاثير في القرار القادم.
كل شيء ليس ببعيد وربما يحاول هؤلاء اللاعبون اقتسام الكعكة وفض الشراكة بتقسيم البلاد للاثافي الثلاث ليقوم كل منهم بالهيمنة على ما تحت يده من اسلاب وغنائم، ولعل من يقف خلفهم وجد ان من المناسب أن يحول العراق الى طوائف متصارعة لتسير على غراره الدول العربية الاخرى التي تحبوا في طريق الديمقراطية المهجنة التي يسير عليها الشرق الاوسط الجديد.
لقد كان العراق الحقل الاول للتجربة وما نراه في دول الخريف العربي لا يختلف عن سيناريوا العراق الا اختلاف في طريقة التغيير والقادم للدول الاخرى لا يخرج عن هذا السيناريو، فالمخرج واحد والساحة واحدة والشعوب هي ذات الشعوب التي تسلم رقبتها لأي جزار ليذبحها على قبلة البنتاغون.