خاطرة وتساؤل: حول حجم التغير في العلاقات الفلسطينية الداخلية بعد انتصار غزة ونيل الاعتراف الاممي بدولة فلسطين ؟:


خالد عبد القادر احمد
2012 / 12 / 6 - 07:27     



كلنا يذكر تكرار تاكيد الرئيس محمود عباس على المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال الصهيوني. وتكرار تاكيده على التمسك بحل الدولتين والتسوية السياسية للصراع, كما اننا جميعا نذكر, وصف العبثية الذي كرر اطلاقه مرات عديدة على الصواريخ التي كانت المقاومة الفلسطينية في غزة تطلقها على المستوطنات والمدن داخل الخط الاخضر, ردا على اعتدائات الكيان الصهيوني المتكررة على القطاع, غير انه وخلال رد المقاومة المسلح في قطاع غزة, على العدوان الصهيوني الاخير, لم يوجه الرئيس محمود عباس اي ملاحظة سلبية بخصوص المقاومة الفلسطينية المسلحة, وفي المقابل منحته حركة حماس وباقي فصائل المقاومة المسلحة تاييدها لتوجهه لنيل اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة بفلسطين دولة غير عضو فيها, مما مكنه من التاكيد على انه يتوجه للامم المتحدة ممثلا لكل الطيف السياسي الفلسطيني, وبقراءة سعة مبادرات حسن النية والتصالح من كلا حركتي فتح وحماس, وقراءة تصريحات السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حول الدولة الفلسطينية على حدود 1967م,
ورغم اننا هنا لا نغفل ان بعض الرموز من كلا الحركتين والاتجاهين تستمر في اطلاق وتبادل تصريحات تقع في منطقة الاحتكاك بين مقولة المقاومة الشعبية السلمية ومقولة المقاومة المسلحة, غير انها لم تعد بحجم التركيز السابق ولا بحدته , فهل هناك تغيرا ما متبادلا في موقف كلا الطرفين من هذه المقولات؟
هنا يجب ان لا نغفل ان حركة حماس انجزت حالة تهدئة مع الكيان الصهيوني بوساطة مصرية وموافقة امريكية, يجري العمل على تحويلها لحالة وقف اطلاق نار له مضامينه السياسية الى جانب مضامينه العسكرية التقنية الصرفة, لكن ما يجب ملاحظته في هذه المحاولة هي انها تعمل على اسقاط العنف المسلح الهجومي الفلسطيني والصهيوني مؤطرة في منهج مقايضة هدوء بهدوء, كما ان الكيان الصهيوني والذي حاول استرداد كرامته العسكرية ببضع خروقات نفذها خلال الفترة منذ وقف اطلاق النار, الا انه في الواقع العملي اتخذ قرارات واجراءات عسكرية نتائجها تصب في منحى رفع الحصار عن القطاع, وهي ايضا تنال ليس فقط بعض رضى فصائل المقاومة في قطاع غزة, بل وكذلك قيادة منظمة التحرير وحركة فتح ورموز الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية, وفي تعليق لناطق من حركة الجهاد الاسلامي, وهي فصيل اساسي من فصائل المقاومة المسلحة, على خروقات الكيان الصهيوني العسكرية وقراراته الاستيطانية, نلاحظ اشارته الى استعداد المقاومة المسلحة للدفاع ايضا عن الضفة الغربية والقدس ايضا,
اما تتويج هذه المؤشرات فقد حمله البيان الذي صدر عن اجتماع القيادة الفلسطينية الاخير في رام الله, والذي قرر خلاله التوجه لمجلس الامن من اجل استصدار قرار ملزم للكيان الصهيوني بوقف سياسة الاستيطان الصهيونية. ففي تعرض البيان لموضوع المصالحة الفلسطينية جاءت الفقرة التالية
( وترى القيادة الفلسطينية أن نتائج فشل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والانجاز التاريخي بحصول دولة فلسطين على مقعدها في الأمم المتحدة قد أديا إلى إزالة أية أسباب للخلاف السياسي الفلسطيني، ويمكنان من التوصل الى رؤية سياسية فلسطينية موحدة. )
فنحن جميعا نعلم ان الخلاف حول مقولتي الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية السلمية, كان يختصر فيه كامل الخلاف الايديولوجي السياسي التعبوي الاعمق والاوسع بين الاتجاهين, فكيف اذن زالت اسباب الخلاف السياسي الفلسطيني, الا اذا جرى او يلمس في الافق احتمال التوافق بين الاتجاهين على المقولتين, وان ذلك يحمل ايضا احتمالا للتوافق بين الطرفين على توزيع مهام بين النطاقين الضفة الغربية وقطاع غزة؟
ما اقوله هنا لا يستند الى معلومات بل هي قراءة لمؤشرات ليس شرطا ان تكون قرائتي لها سليمة غير انها ايضا في سياق الامل ان يرتقي العمل الفلسطيني الى مثل هذا المستوى من التناغم والتنسيق, خاصة بعد المتغيرات التي جاءت في صالحنا في معادلة صراعنا مع الكيان الصهيوني, في المجالين العسكري والسياسي, والمطلوب من كل القوى الفلسطينية البناء عليها لمزيد من مثل هذه المتغيرات