نتائج العدوان الصهيوني العنصري على غزة


أحمد الناصري
2012 / 11 / 25 - 20:32     

هل فشل العدوان الصهيوني الجديد والواسع على غزة؟

هل فشل العدوان الصهيوني الجديد أو حرب (عمود السحاب) أكثر مما فشل عدوان (الرصاص المصبوب)؟ كيف حصل وتحقق ذلك؟ وأين نضع ما حصل في الإستراتيجيات المتقابلة والمتصارعة وتأثيرها على مستقبل الصراع؟
الدرس الأبلغ والأهم الذي يمكن تثبيته من نتائج العدوان الصهيوني الجديد، هو أن الشعب الفلسطيني، وأي شعب يملك إرادة وقرار المقاومة، قادر على المقاومة ومواجهة العدوان بكافة أساليب النضال والكفاح، ما دام العدوان قائم ومتجسد بالاحتلال، وذلك جوهر المشكلة، وليست التفاصيل الأخرى، أو قدرة المقاومة على التصدي للعدوان وكيفية الرد عليه. وهنا يجري خلط مقصود أو غير مقصود، لكنه متسرع وسطحي، يعكس في النهاية طريقة فهم العدوان والموقف منه!
لقد كتبت في أول يوم للعدوان عن استهدافاته وأغراضه، باعتباره واحد في سلسلة حروب واعتداءات عسكرية بدأت قبل قيام الكيان الصهيوني، وهي مستمرة كطريقة ونهج ثابت لهذا المجمع العسكري العدواني لتثبيت وحماية مشروعهم، بسبب ظاهري مباشر أو بدونه. أحاول هنا أن أقوم بمقاربة الاستهدافات بالنتائج العسكرية والسياسية التي تحققت جراء العدوان الجديد، بالإضافة إلى الأمور الجديدة التي ترتبت على الهدنة ووقف العدوان و(ليس وقف إطلاق النار) على غزة.
- فشل نتنياهو في تحقيق أي اختراق انتخابي هام، بل ربما خسر بعض من أوراقه.
- تضعضع صيغة التحالف اليميني الفاشي بين نتنياهو وليبرمان والقوى المتطرفة الأخرى، القائم على تحقيق ضربات وانتصارات عسكرية وسياسية وإعلامية سريعة ومفاجئة.
- فشل الضربة العسكرية المفاجئة في تحديد وكشف وتحطيم مواقع الصورايخ الفلسطينية، رغم الادعاء بذلك، وهذا يكشف فشل استخباراتي صهيوني فادح، رغم كل إمكانيات العدو وصغر وانكشاف غزة.
- عدم تحقيق حالة (الردع) من خلال الرعب، التي كان يتطلع إليها العدو، وما يترتب عليها من قضايا سياسية وإعلامية ونفسية.
- ضرب تل أبيب ومواقع سياسية في القدس وجميع المستوطنات الصهيونية بأنواع جديدة من الصورايخ التي تظهر لأول مرة، وسقوط نظرية الأمن الصهيوني، وهذا هو هاجس الكيان.
- لجوء حوالي 4 ملايين صهيوني للملاجئ ليل نهار، وما يترتب على ذلك من خسائر اقتصادية وآثار نفسية.
- فشل القبة الفولاذية في صد جميع الصورايخ التي كانت تسقط على المستوطنات، رغم كلفتها الباهظة.
- عدم الجرأة على خوض مغامرة الاجتياح البري لغزة، وهذا يحمل معاني ورسائل كثيرة.
- التنسيق الكبير والعالي بين جميع الفصائل الفلسطينية.
- تصاعد النضال الشعبي في الضفة الغربية، رغم كل أساليب القمع الوحشية التي تستخدمها القوات الصهيونية ضد المتظاهرين.
- استمرار النغمة الأمريكية الكريهة في حق الكيان بالدفاع عن نفسه.
- قيام تظاهرات وحملات تضامن أوربية واسعة مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان العنصري.
- إضافة أسماء جديدة لمجرمي الحرب العنصريين ضد الشعب الفلسطيني وتقديمها للقضاء العالمي لملاحقتهم قضائياً.
- انكشاف سخافة الموقف القطري إلى جانب دعاوى (الاعتدال) من السعودية، كتعبير عن العجز والتهرب والخضوع للموقف الأمريكي التقليدي.
- عدم حصول تطور نوعي كبير في الموقف الرسمي المصري. فقد لعبت مصر دور الوسيط كاستمرار للموقف السابق بطلب أمريكي أتت به كلنتون.
- ربما سيحصل التحرك الدبلوماسي لعباس ومنظمة التحرير الفلسطينية على حظ ودرجات أفضل من مرحلة ما قبل العدوان.
- تكونت ظروف أفضل لإنجاز المصالحة والوحدة الوطنية الفورية، وعلى حماس أن لا تستغل الظروف الحالية لأغراض ومكاسب حزبية ضيقة.
حرب عزة والعدوان الجديد عليها، يعيدنا إلى جوهر وطبيعة الصراع مع العدو، واستمراره وتصاعده وإمكانية تجدده في كل لحظة، باعتباره صراع مفتوح لا ينتهي ولا يتوقف إلا بالحصول على الحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة.
أعيد وأكرر ما كتبته في موضوع (استهدافات العدوان...) (يبقى النظام العربي الرسمي على حاله وعجزه المقصود والموروث، حتى يثبت العكس. وهو لا يزال جزء من المشكلة وليس من الحل، حيث تستمر وتتعمق أشكال التبعية والخضوع للمخطط الخارجي. فأين قطر المشبوهة؟ وأين السعودية الصامتة؟ بينما ننتظر الموقف المصري والتونسي الجديد، لنرى كم كانت ملاحظاتنا وتحفظاتنا دقيقة حول طبيعة التغييرات التي جرت في بعض الأنظمة العربية؟ وما قيمتها وفعاليتها فلسطينياً؟ فهل ستتسرب المساعدات والصورايخ الحديثة و(ليس الأموال المشروطة) من مصر وغيرها إلى غزة؟
ستصمد غزة من جديدة ضد (شرعية) القوة والعدوان والإعدام الجماعي، وستنتصر إرادة الشعب الفلسطيني، لكن عبر تجاوز الخلافات الحزبية الضيقة والانقسام الخطير، وتجديد البرنامج الوطني الفلسطيني، وإصلاح وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، واختيار أساليب النضال والوطني المناسبة، وتطوير وتصعيد النشاط الإعلامي والعلاقات الدبلوماسية الخارجية، بالاعتماد على النضال الوطني والشعبي الحقيقيين.
النصر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في التحرير)!
سلاماً للشهداء... سلاماً للأحياء في غزة.

* تحية وسلام للرفيق والصديق غازي الصوراني وألف سلامة لمواصلة النضال الوطني والمقاومة.
* تحية للصحفيين والإعلاميين الذين غطوا الأحداث من تحت النيران وتعرضوا للقصف المباشر.
* العائلة القطرية تشتري لوحة (لاعبي الورق) للرسام الفرنسي بول سيزان ب 250 مليون دولار لضمها الى ممتلكات (وليس مقتنيات) العائلة، بينما تبرع الأمير ب 400 مليون دولار فقط، وهي مشروطة، لسكان غزة. هل يتذوق ويفهم الأمير الثخين بقضايا التشكيل العالمي المعقدة؟