الإخوان مؤسسة إحتكارية سياسية


أحمد حسنين الحسنية
2012 / 11 / 16 - 20:25     

لا يمكن أن أبدأ مقال اليوم ، الجمعة السادس عشر من نوفمبر 2012 ، بدون الإعلان عن تضامن حزب كل مصر - حكم مع أهالي غزة ، و تضامنا هذا لا يقف عند حد إبداء التعاطف مع شعب غزة ، بل يشمل أيضا تقدم ، أو إعادة تقديم ، الحل الذي نراه هو الأفضل لأهالي غزة في هذه الفترة ، و هو إنضمام غزة إلى مصر .

حل قدمناه منذ سنين ، و في كل مرة نقدمه كان يثير هائجة الأجهزة الأمنية المباركية ، و نعتقد إنه لازال يثير هائجتها ، لأنه الحل الأفضل و الأكثر ديمومة ، لمشكلة غزة ، و يقضي على دور أحد الأجهزة الأمنية الرئيسية ، و الذي لازال هو المسئول عن القضية الغزاوية لليوم ، حتى بعد إنتخاب مرسي رئيسا لمصر ، بما يؤكد رأينا في مرسي ، و الذي أعلناه أول أمس ، الأربعاء الرابع عشر من نوفمبر ، 2012 ، في مقال : مرسي رئيس ضعيف في حقبة إنتقالية .

لن نستطيع أن نخدم مصر ، و أن نعرض بشكل واقعي مشروع الإنضمام على شعبي مصر و غزة ، بدون أن نكون في الحكم .

إذا يجب أن يكون تركيزنا ، و أعني تركيز حزب كل مصر - حكم ، على قضية التقدم الديمقراطي في مصر ، أو بقول آخر : قضية بناء دولة ديمقراطية عادلة في مصر .

الإخوان ، بشراكتهم الحالية مع المباركيين ، هم أعداء ألداء لكل من الديمقراطية و العدالة في مصر ، و لا عبرة باسم حزبهم .

القيادة الإخوانية أصبحت تريد هي الأخرى أن تحتكر الساحة السياسية المصرية ، بأساليب مشابهة لأساليب المباركيين ، و قد أشرت إلى أحد تلك الأساليب في مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة ؛ و هو المقال الذي حاولت إحدى الجهات الأمنية منع نشره ، و قد كتبته و نشرته في هذا الشهر ، و تحديدا في الثاني من نوفمبر 2012 .

لو تفحصنا بإمعان ، و سائل القيادة الإخوانية ، فسوف نجد إنها تطبق بعضا من أشهر الطرق الإحتكارية التي تتبناها الشركات الإحتكارية الكبرى للإنفراد بالسوق .

سأكتفي ، نظرا لضيق الحيز الذي ألزمت به نفسي ، بالحديث عن أربع طرق فقط .

أولا : إعاقة دخول منافسين جدد .

و يكون ذلك بعدة طرق منها سن القوانين التي تجعل دخول منافسين جدد صعبا للغاية ، مثل إشتراط رأس مال كبير ، و العديد من الإشتراطات الباهظة التكاليف للسماح بممارسة العمل ، بالنسبة للشركات ؛ و شبيه بتلك الوسيلة في عالم السياسة ، و بخاصة السياسة المصرية ، هو ما قام به الإخوان و المباركيين ، في عهد طنطاوي الدموي ، بشأن النصوص الخاصة بتأسيس الأحزاب ، حيث أصبحت الشروط أكثر صعوبة عما كانت في عهدي كل من السادات و مبارك ؛ مع عدم السماح بتسجيل الأحزاب غير المتوافقة مع الأجهزة الأمنية المباركية و الإخوان .

كل الأحزاب التي سجلت منذ سقوط مبارك حائزة على رضى كل من الإخوان و المباركيين .

ثانيا : تشويه سمعة المنافسين .

يحدث هذا في عالم الشركات ، بالتشكيك في صلاحية منتجات المنافسين ، و يحدث أيضا في عالم السياسة بتشويه سمع المنافسين ، و لعل ما حدث قبيل الإستفتاء على الإعلان الدستوري ، العام الماضي ، 2011 ، حاضر في أذهان القراء ، يضاف إلى ذلك ما حدث و يحدث بحق حزب كل مصر - حكم ، و هو شيء يعرفه للآن فقط أعضاء حزب كل مصر - حكم .

ثالثا : الإستيلاء على المنافسين .

في عالم الشركات يكون ذلك بشراء الشركات المنافسة ، و في عالم السياسة ، و بخاصة السياسة المصرية ، يكون باحتلال الأحزاب المنافسة القائمة ، و قد سبق لكل من المباركيين و الإخوان القيام بذلك في عهد مبارك ، كما حدث مع حزب العمل الإشتراكي ، و حزب الوفد ؛ و بالتأكيد سيتم إستئناف تنفيذ تلك السياسة في المستقبل بعد إستقرار الوضع السياسي و إتضاح معالم الخريطة السياسة المصرية .

رابعا : تأسيس هيئات تابعة للمؤسسة الأم لمنافسة المنافسين .

في عالم الشركات الكبرى ، تلجأ تلك الشركات أحيانا ، لإنشاء شركات أخرى صغيرة ، لا يظهر للجمهور إنها تابعة لشركات كبرى ، تستطيع بها أن تنافس المنافسين ، و تقوم من خلالها بالأعمال القذرة ، و شبه القذرة ، بحق المنافسين .

في عالم السياسة المصرية ، أغرق المباركيون ، في عهد مبارك الأثيم ، و عهد طنطاوي الدموي ، الساحتين السياسة و الإعلامية المصريتين ، بالأحزاب و الهيئات الإعلامية الزائفة ، و يمكن مراجعة مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة .

الإخوان أيضا لهم أيضا أحزابهم الزائفة ، المسجلة ، و غير المسجلة .

عبد المنعم أبو الفتوح ، إخواني قديم معروف ، إدعى الإنشقاق عن الإخوان ، و كان من مؤسسي حزب الوسط الذي حاول الإخوان تأسيسه في عهد مبارك لمنع أن يكون هناك صوت إسلامي معتدل ينافسهم ، و أثناء الإنتخابات الرئاسية التي جرت هذا العام ، 2012 ، و التي دخلها عبد المنعم أبو الفتوح بوصفه إسلامي وسطي ، إتجه أبو الفتوح أكثر بإتجاه االليبرالية ، و تبنى خطاب ليبرالي ، حتى أصبح السؤال بشأنه هو : هل هو إسلامي بنكهة ليبرالية ، أم إنه ليبرالي بنكهة إسلامية ؟؟؟

أخيرا قررت القيادة الإخوانية مفاجأة الجميع ، فقررت أن يكون عبد المنعم أبو الفتوح وطني مصري ، مع إنهم أصحاب شعار : طز في مصر .

لا أستبعد أن يتوسع الإخوان في تبنى تلك الطريقة الإحتكارية المذكورة هنا ، منافسين في ذلك المخابرات و الداخلية ، فيرى الشعب خلال بضعة أشهر أو خلال سنوات قلائل ، أحزاب إخوانية شيوعية ، و إشتراكية ، و إشتراكية ديمقراطية ، و ديمقراطية إشتراكية ، و ليبرالية ، و سلفية ، بل و أيضا فرعونية ، و ربما قبطية من خلال إستغلال المعنى الحقيقي لكلمة قبطي .

النضال الحقيقي من أجل الشعب المصري ، و قبل الوصول للحكم ، لا ينحصر فقط في تسجيل حزب ، و نشر فكره بين أفراد الشعب ، بل يشمل أيضا كشف الزيف الذي يغرق الحياتين ، السياسية ، و الإعلامية ، المصريتين .

ملاحظة : ورد في السطر الأخير من مقال : مرسي رئيس ضعيف في حقبة إنتقالية ؛ كلمة هروات ، و صوابها هراوات ؛ كما ورد بالمقال المذكور الفقرة التالية : و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المبنع ، و مرسي يقر إستخدام الأساليب الأمنية القذرة ؛ و هو المقال الذي كتبته و نشرته في الثاني من سبتمبر من هذا العام ، 2012 .

و الخطأ هو في كلمة مبنع ، و صوابها منبع . فمعذرة .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

16-11-2012