مرسي رئيس ضعيف في حقبة إنتقالية


أحمد حسنين الحسنية
2012 / 11 / 14 - 18:31     

مرسي رئيس ضعيف في حقبة إنتقالية

لا نستطيع لليوم أن نقول إننا دخلنا عصر جديد بعد ثورة 2011 ، من النواحي : السياسية و الحقوق انسانية ، و الإعلامية ؛ و لا نستطيع أن نقول أننا تخلصنا من كل الخصائص الممقوتة لحقبة يوليو اللعينة السابقة على هذه الحقبة ؛ بل إننا في الحقيقة نعيش في نفس حقبة يوليو من الناحية الواقعية ، بدون اللافتات الكبيرة .

إننا نعيش حاليا في حقبة إنتقالية ، تفصل بين عهدين ، و كل خصائص الحقب الإنتقالية تنطبق على هذه الفترة .

من ملامح الحقب الإنتقالية إنها تحمل الكثير من خصائص العهد السابق ، نتيجة أن مؤسسات ، و أفراد ، الحقبة السابقة ، يكون لهم نفوذ ، و هذا واضح في إستمرار نفوذ الأجهزة الأمنية المباركية ، و سيطرتها على الحياة السياسية المصرية لليوم ، و إن كانت اليوم سيطرة من المنبع ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المبنع ، و مرسي يقر إستخدام الأساليب الأمنية القذرة ؛ و هو المقال الذي كتبته و نشرته في الثاني من سبتمبر من هذا العام ، 2012 ، و أيضا مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة ؛ و قد كتبته و نشرته في الثاني من نوفمبر من هذا العام أيضا ، 2012 ؛ و يمكن أن أضيف لذلك بعض التجارب الشخصية التي تؤكد أن رجال عهد مبارك لازالت لهم اليد الطولى في الأجهزة الأمنية ، و لكني لن أزعج القراء الكرام بها يكفي ما يشاهدونه و يلاحظونه يوميا في مصر ، سواء من الناحية السياسية ، و من الناحيتين : الحقوق إنسانية ، و الأمنية .

لكني لن أحجم عن الحديث عن محاولات الأجهزة الأمنية المصرية حاليا الضغط علي شخصيا لتغيير التوجه السياسي لحزب كل مصر - حكم ، لحرفه عن موقعه السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي و الديني … إلخ الوسطي .

لقد سبق أن ذكرت في مقالات سابقة أن حزب كل مصر - حكم حزب وسطي ، و لم نحاول إخفاء ذلك ، بل صرحنا بذلك أكثر من مرة ؛ و نؤكد اليوم ، الأربعاء 14 نوفمبر 2012 ، إننا سنظل على وسطيتنا ، التي تظهر بشكل صريح و واضح و جلي في الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن منذ أكثر من خمسة أعوام ، و تحديدا في النصف الأول من أكتوبر من عام 2007 ، و نشرت آنذاك تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و توجد بنصها في مدونات الحزب في مكتوب ، مثل في مدونة : إستعيدوا مصر ، و رابطها هو :

take-back-egypt.maktoobblog.com

و أيضا كتسجيل صوتي في إحدى قناتي حزب كل مصر - حكم في يوتيوب ، و عنوان تلك القناة :

ppslv .

أما أهم ملمح من ملامح الحقب الإنتقالية فهو ضعف الحكام في تلك الحقب ، و سماحهم بتلاعب الآخرين بهم .

هكذا كان حكام الحقبة الإنتقالية الفاصلة بين الدولة القديمة و الدولة الوسطى في العصر الفرعوني ، و في نهايات فترات حكم الأسرات التي حكمت مصر في العصور الوسطى ، و الأمثلة من تاريخ مصر في كل حقبة تاريخية كثيرة .

كم من القراء يعرف من حكم مصر في الفترة التي تبدأ من وفاة كافور الإخشيدي و تنتهي بدخول جوهر القائد مصر على رأس الجيش الذي أرسله المعز لدين الله الفاطمي ؟؟؟

كم من القراء يعرف أسماء خمسة سلاطين ، على الأقل ، حكموا في الفترة التي تبدأ من وفاة الناصر محمد بن قلاوون إلى إعتلاء برقوق عرش مصر و بداية الدولة المملوكية الثانية ؟؟؟

حكام ضعاف ، لم يتركوا بصماتهم على التاريخ ، أكان السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي أو الثقافي أو الديني ، لهذا لم يدخلوا ذاكرة الشعوب ؛ و هذا الضعف ينطبق على مرسي ، و من يتلاعب به هم المباركيين .

حتى الآن مرسي لم يستطع أن يتخلص من هيمنة المباركيين على السلطة ، على الرغم من أن الظروف تساعده في التخلص من المباركيين لو شاء الإستفادة منها ؛ لكن يبدو إنه لا يريد ذلك .

حتى الآن لم يستطع مرسي أن يضع بصمته الإخوانية على السياسة المصرية ؛ و أنا هنا أذكر حقيقة فقط ، بدون أن يعني هذا إننا نتطابق مع جماعة الإخوان المسلمين ، فهناك الكثير من الإختلافات التي تفصل حزب كل مصر - حكم عن الإخوان و حزبهم ، و يكفي مقارنة الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم بثوابت الإخوان ، ليتضح هذا الإختلاف السياسي - الإجتماعي - الثقافي ، بل و أيضا الإختلاف معهم في فهمنا للإسلام و دوره ، مع الإتفاق معهم و مع كافة المسلمين في الإيمان بثوابت الإسلام .

إذا مرسي رئيس في حقبة إنتقالية ؛ قد تتشكل - و أعني تلك الحقبة - من عهده فقط ، أو من عهود رؤساء آخرين ايضا ؛ فقد يمر بمصر أكثر من رئيس بهذا الضعف .

الحقبة الإنتقالية الحالية ستنتهي إما بثورة شعبية أخرى ، كما أشرت لذلك في مقال الأمس : ثورتان غالبا للإنتقال من حقبة لأخرى ؛ أو بالتدريج من خلال العمل السياسي و الحقوق إنساني .

لا نعرف متى ستكون الثورة الثانية ، و لا نستطيع أن نظل في إنتظارها تاركين مصر لقمة سائغة في يد الخونة المباركيين ، و في يد حكام ضعاف يختلفون عنا في الكثير من الأمور ؛ و لا نريد أن تكون مشاركتنا في الثورة لو حدثت كمشاركتنا في ثورة 2011 .

ما نعرفه ، و ما سنعمل على تنفيذه ، هو إننا بإمكاننا العمل سياسيا و ثقافيا و إجتماعيا من أجل الدخول بمصر لعهد جديد ، على الرغم من الصعوبات التي ستواجهنا لتحقيق ذلك .

نريد أن يصبح لحزب كل مصر - حكم وجود و تأثير يشعر بهما كل مواطن مصري ، من البحر المتوسط إلى حدود مصر مع السودان ، و من رفح إلى السلوم .

لهذا بدأنا بالفعل أولى الخطوات في عملية تسجيل الحزب في الشهر الماضي ، أكتوبر 2012 - كما وعدنا - و هي العملية التي قد تستغرق بعض الوقت .

تسجيل حزب مستقل في حقبة إنتقالية أمر ليس بالهين ؛ ففي ظل سيطرة المباركيين على مؤسسات الدولة ، و تعاون الإخوان معهم ، و رعاية الأمن لبعض الأحزاب ، و تحول الإعلام الرسمي إلى أدوات إعلامية لتلك الأحزاب ، و رغبة المباركيين و الإخوان في إحتكار السلطة و العمل السياسي ، تصبح عملية التسجيل شاقة للغاية .

الخطوة القادمة ستكون الإعلان عن العناوين التي يمكن من خلالها الإنضمام للحزب لإستكمال الأعداد المطلوبة ، و هنا أرجو أن يلاحظ القارئ الكريم أن قانون تسجيل الأحزاب السياسية أصبح أكثر صعوبة بعد الثورة من ذلك القانون في عهد السادات ، و حتى في عهد مبارك ؛ إنه إحدى الثمرات الأولى للتعاون الخبيث بين المباركيين و الإخوان .

سنعمل من أجل تأسيس دولة ديمقراطية عادلة ، تتفق مع الشكل المذكور في الوثيقة الأساسية للحزب ، و لو كان ذلك العمل من المعتقلات ، أو تحت ضربات هروات الأجهزة الأمنية .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

14-11-2012