الرغبات الجنسية والمرأة عند العلمانيين


مجدي مشعل
2012 / 11 / 9 - 05:42     

أنجلس أشار في كتابه "أصل العائلة" كيف تطورت العلاقات الجنسية المعممة إلى الحب الجنسي الفردي وبالتالي أصبح أكثر نقاء ،

وفي مقابلة صحفية حول مسألة المرأة أجرتها الصحفية الألمانية الشيوعية، كلارا زتكين في عام 1920 مع فلاديمير آيليتش لينين، قال لينين عن العلاقات الجنسية: "موقف الشباب المعدل لمسائل الجنس، هو بالطبع أساسي، وتأسس على نظرية. كثير من الناس أطلقوا عليها "ثورية" و"شيوعية". واعتقدوا مخلصين أن الأمر لكذلك. أنا رجل عجوز، وأنا لا أحب ذلك. ربما أنا زاهد نكدي، لكن مرات كثيرة هذا الذي أسمه "حياة جنسية جديدة" للشباب الصغار والناضجين معاً، أنظر إليه باعتباره برجوازية محضة، وامتداد للماخور البرجوازي القديم الجيد. كل هذا لا علاقة مشتركة له مع الحب الحر كما نفهمه نحن الشيوعيين. لاشك أنكِ قد سمعتِ ب بالنظرية الشهيرة التي تقول أن تلبية الرغبات الجنسية في المجتمع الشيوعي سيكون أمراً عادياً وبسيطاً مثل شرب كوب من الماء. جزء من شبابنا أصابهم جنون، جنون مطلق، حول نظرية "كوب الماء" هذي. أنه لأمر مهلك كثير من الأولاد والبنات الصغار. الأنصار المتحمسون (لنظرية كوب الماء) يجزمون بأنها نظرية ماركسية (...) أنا أعتبر نظرية "كوب الماء" الشهيرة، بالكامل، ليست ماركسية، بل أكثر من ذلك، ضد الاشتراكية. الأمر ليس فقط ماذا أعطت الطبيعة، لكن أيضاً ماذا أصبح ثقافة، غض النظر عن مستوى عال أو منخفض، ذلك هو ما يجيء للعب في الحياة الجنسية ،


وقال احد العناصر المنتمية لـ فصائل الاسلام السيلسي وتحديداً لـ "جماعة الاخوان المسلمون"
يقصدون في دواخلهم بالمدنية الدولة اللادينية أو العلمانية والتي تهدف إلى التنصل من مبادئ الدين وأحكامه ويريدونها علمانية متبجحة، كما قالت إحداهن "نريد تقنين دور الدعارة وبيوتها مثل الخمور تمامًا"، كما قال أحد الداعين للدولة المدنية: أنا لم أعلم ابني الإسلام ولن أجبره علي دين معين وسأترك له حرية الاختيار حينما يبلغ السادسة عشرة من عمره، وشعارهم: دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر ،

( نفس التضليلات التي يبثها الأصوليون دائماً في حق العلمانية، حيث يحاولون نزع حيادها المعلن والممارس تجاه الأديان، ليتم تصويرها على أنها ضد الأديان )


وهنا أستغرب لماذا يتم أختزال الدولة المدنية والعلمانية، بأمور الجنس ولانحلال الخلقي فقط، ولماذا يسيطر الجنس على عقولنا نحن العرب بهذا الشكل ودائماً ما نحذر من الانحلال الأخلاقي ونربطه فقط بلباس المرأة وخروجها للسوق وبالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج؟، بالرغم أن الرشوة مثلاً وعدم قيام الموظف بعمله على اكمل وجه جزء من منظومة الانحلال الأخلاقي ،


أن هذه العقلية ليست بعقلية محدثة ولكنها عقلية تاريخية، حسب ما ذكر لالاند الفيلسوف الفرنسي عند تقسيم العقل إلى عقل فاعل وعقل سائد، فأن العقل السائد العربي تعشش فيه هذه الفكرة، المتأتية عن تاريخ الذكر بالانثى في الثقافة العربية، حيث كان للمرأة تاريخ أسود في جاهلية العرب، من حيث دفن الأنثى وهي على قيد الحياة، ومن ثم وصفها بأنها ضلع قاصر، والخوف من إنجاب الأنثى ناجم من كثرة الحروب والخوف من السبي، فقد كانت عادة عربية بإمتياز أن يتم سبي النساء وبيعهن بسوق النخاسة، مما خلق حالة وعي بأن المرأة عورة يحب الخجل من وجودها، ويجب السيطرة عليها من خلال الحجاب ،

ومع إنتصارات العرب في الفتوحات أستمر سبي النساء من الاعداء، ولكن السبايا يذهبن للخليفة وأمراء الجند أما الفقراء ليس لهم من الغنائم شيئاً، ومع انتشار أخبار الخلفاء مع سبايهم بين العامة وجمال النساء القادمات من بلاد الروم، تشكل وعي جديد من الحقد الطبقي لدى الفقراء وصدرت الفتاوي بتحريم رؤية نساء الخليفة، وتم خصي العبيد في القصور، ومن هنا تشكل الهوس الجنسي التاريخي والذي أستمر ليومنا هذا، ليتم ربط التحرر من سطوة السلاطين والديمقراطية في فتاوي علماء الدين بالتحرر الجنسي، ومن هنا نشأ الخوف من الديمقراطية والعلمانية والمجتمع المدني ،

للتذكير الجنس غريزة حيوانية موجودة لدى كل أنسان لا يمكن إخفائها، والجنس وسيلة مهمة لأستمرار الحياة البشرية، أما العلمانية هو مذهب سياسي يدعو لفصل الدين عن الدول