كذبت حماس ولو صدقت


خالد عبد القادر احمد
2012 / 11 / 8 - 08:16     



يبدو ان حركة حماس لم تكتفي بما عرضت له اللاجئين الفلسطينيين في سوريا, والذي كانت هي وجبهة احمد جبريل سببا فيه, بتدخلاتهم المتعاكسة الاتجاهات والمواقف والتوجهات في ازمة داخلية سورية, التي لا ناقة ولا جمل لشعبنا الفلسطيني فيها , مما جر على لاجئينا غضب طرفي الصراع في سوريا , النظام الرسمي , و العصابات المسلحة , فانهال كلاهما قصفا على مخيم اليرموك وقتلا باهله, فما كان من حركة حماس الا ان استكملت اوسمة جهاديتها بما اقترفته من عنف واهانة بحق نساء غزة في محاولة لاسكاتهن عن المطالبة بالمصالحة بين حماس وفتح, والذي يكشف عن حقيقة التوجه الحمساوي المستنكف عن المصالحة,
بهذه المناسبة لا بد من اعلان تخطئة مقولة المصالحة, فما حدث كان انقلابا دمويا اخرجت به حماس نفسها عن الشرعية الفلسطينية, وحولته الى انقسام وانشقاق, والصحيح ان معالجته يجب ان تكون في اطار مقولة اعادة اخضاعها للشرعية الفلسطينية بغض النظر عن الصورة السياسية التي عليها هذه الشرعية, والحقيقة انه يجب ايضا تخطئة نهج الشرعية الفلسطينية في معالجتها لهذا الوضع والذي موضعت خلالها حركة حماس في موقع من الشرعية يوازي ما لمنظمة التحرير والسلطة منها, علما ان الشرعية التي نالتها حركة حماس من الصندوق الانتخابي لم تكن مرسلة بل كان مقيدة للاتفاقيات والتعهدات والالتزامات التي كبلت نفسها بها منظمة التحرير والسلطة مع الاطراف الاخرى وفي مقدمتها الكيان الصهيوني, وبذلك تكون شرعية حماس جزءا لا يتجزأ من شرعية بنتها في الصورة السياسية الفلسطينية اتفاقيات اوسلو, وهي وبعد ان اشبعتنا غناءا وشدوا عن شرعيتها, تغفل عن قصد واصرار ذكر ان شرعيتها في كل الاحوال اطارها اوسلوي. وكادر حماس الذي لا يقرأ بصورة صحيحة قرانه الكريم كما امر الله تعالى, قطعا لن يقرا بصورة سليمة طابع وفحوى شرعيته التي يتشدق بها بمناسبة وبلا مناسبة, ولن يسال نفسه ما اصلها, لكنه ولكن ليس غريبا على من يتعامل بانتهازية مع نص القران الكريم, ان يتعامل بانتهازية مع مقولة الشرعية, ولا يصفهم هنا سوى قول الرسول ( ص ) من غشنا فليس منا
لقد غشتنا حركة حماس في كل شيء, فهي غشتنا في مقولة المقاومة المسلحة وادعاء ان الخلاف حولها مع منظمة التحرير والسلطة كان سبب لجوئها الى الانشقاق, وهي غشتنا في ادعائها الحرص على ( المصالحة ) وها هي تلجأ للعنف والقمع والضرب والاهانة لتجمع الاتحاد النسائي الفلسطيني وتلحق بنسائنا الاصابات لمجرد دعوتهن للمصالحة, ولا تكتفي بذلك: .............
فعلى طريقة اضربه وعدل طاقيته, خرجت علينا وزارة داخلية انقلاب حماس, لتعتذر عن ما حصل وتدعي انها ستحقق فيه, فهل يعني ذلك اولا ان حكومة الانقلاب على درجة من التفكك واللانضباط الى درجة ان تصرفات كادر وزارة الداخلية مرسلة ولا قيادة تلزمها الانضباط, ومن المؤسف ان هناك من المثقفين من بلع استهبال الاعتذار من حركة حماس في محاولة منه للوقوف في اطار العدالة والحيادية, كما ويبدو انه بلع مقولة ان الاعتذار يعكس كرم اخلاق المعتذر,
فاذا كانت حركة حماس على هذه الدرجة من الاخلاق الحميدة فلتعتذر للشعب الفلسطيني عن انقلابها على شرعية اوسلو والتي هي اساس ما نالته من شرعية حتى لو اعلنت رفضها لاتفاقيات اوسلو, فموضوعية التواجد السلطوي الفلسطيني الكامل وشرعيته هي اوسلوية, ولتعتذر حماس ايضا عن دموية الخطوة الانقلابية والتي يعكس حدث الثلاثاء روحها وجوهرها ولا يخرج عن اطارمنهجيتها, والا فان اعتذار وزارة داخلية الانقلاب لا يعدو ان يكون تعديل طاقية وغش وتدليس ومحاولة امتصاص غضب ورد فعل,
ولتعتذر حركة حماس ايضا عن دورها في الاذى الذي يلحق باللاجئين الفلسطينين في سوريا ودمهم الذي يراق يوميا بسببها, بل وتمعن في استثارة قوات النظام ضد مخيماتنا, وبسبب جبهة احمد جبريل التي تمعن يوميا ايضا في استثارة قوات المعارضة ضدهم, وماذا يهم اسماعيل هنية وقيادات حماس الاخرى من المذابح التي ترتكب ضد مخيماتنا في سوريا واهتمامهم منصب على جني الملايين من انفاق التهريب بين غزة ومصر, ولا يعنيهم سوى نيل رضى مرشد حركة الاخوان المسلمين وتاكيد مدى التزامهم بتفاهمات الجماعة مع الولايات المتحدة الامريكية,
انا لست مع اتفاقيات اوسلو ونقيض للمنهجية التي فرضت بها علينا, ونقيض للمنهجية التي وضعنا بها على مسارمفاوضاتها, ونقيض لغاندية الرئيس محمود عباس الداعية لفردية المقاومة الشعبية السلمية, لكنني نقيض ايضا للعب حماس على مقدس الدين الذي تلغي به عن فلسطين صفة الوطن وتحل به محلها صفة ارض وقف ديني, ونقيض لعبها على مقدس مقولة المقاومة المسلحة, والذي منذ وصولها للسلطة بادلتها اشد العداء, ونقيض مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة, الذي به تحاول عقد اتفاقية اوسلو خاصة بها, وليس ذلك جديدا علي فقد كنت ضد موافقة رموز حماس ( المرحوم احمد ياسين )على ملاحق اتفاقيات كامب ديفيد التي قزمت كامل الحقوق الوطنية الفلسطينية الى اطار الحكم الذاتي الاداري الثقافي, والذي ان لم يكن اسوا من اتفاقية اوسلو, فسوءه يوازي سوئها
لكنني لا يمكن ان اكون ضد دعوة الرئيس محمود عباس بعدم الانخراط الفلسطيني في ازمة سوريا الداخلية خاصة بعد التجربة الفلسطينية المريرة في الكويت والعراق, والتي خرج الفلسطينيون في كليهما خاسرين, على المستويين الرسمي والشعبي, ولدرجة ما اؤيد توجهه للجمعية العامة للامم المتحدة لتوثيق ما امكن من ما تبقى من ( كم ) الحقوق الفلسطينية في صورة مقولة الدولة, وتقليص حجم الابتزاز السياسي الواسع الذي تمارسه حركة حماس ضد منظمة لتحرير والسلطة بمقولة تعدد الشرعيات والعناوين السياسية الفلسطينية, وجميعها امور لا اظن ان حركة حماس تأخذها بعين حسابات بناء امارتها الاسلامريكية
ان مبدئية حركة حماس غير مبنية على الصدق, بل مبنية على الاستجابة للظرف وشرط الهدف, ولا ادري طالما ان هذا هو جوهر اخلاقيتها لماذا تعادي اذن العلمانيين, فهذا هو جوهر العلمانية في الاستجابة للضرورة الوطنية حين ادارتهم الشأن القومي, ولا فارق بعد ذلك سوى ان العلماني لا يستكذب نص القران ولا يستكذب قول رسول الله ( ص ) ولا يستدعي في المؤمن الغفلة بالبدء بالبسملة.
تحيتي الى امهاتنا واخواتنا ورفيقاتنا في قطاع غزة الفلسطيني الاصيل, اصالة لن يغيبها مضغ حركة حماس للدين كافيون تخدر به طيب القلوب, ولتعدن الى الاجتماع بتحد اكبر لمواجهة اجهزة الامن الانقلابية حتى لو اضطرت اي منكن لمواجهة ابيها او ابنها او اخيها او زوجها فيهم, ( فمجاهدي ) حركة حماس بتهربهم من الحق الوطني والديموقراطي شجاعتهم ايضا كذب