الحزب الشيوعي البيروفي -بصدد فكر كونزالو-


أنور غسان
2012 / 10 / 20 - 05:12     

الحزب الشيوعي البيروفي
بصدد فكر كونزالو

ترجمة: أنور غسان

في خضم تطور كل ثورة تقاتل من أجل سلطة البروليتاريا ، وخاصة بالنسبة للحزب الشيوعي الذي يدافع عن مصالح الطبقة العاملة، يبرز مجموعة من القادة وخاصة واحد هو الذي يمثلها ويوجهها، زعيم لديه سلطة وسطوة معترف بها.
في واقعنا تجسد ذلك ، بدافع الضرورة والصدفة التاريخية، في شخص الرئيس كونزالو، زعيم الحزب والثورة.
ولكن، بالاضافة الى ذلك، وهذا هو أساس إبراز القيادة، تنتج الثورات فكرا يوجهها والذي هو نتيجة لتطبيق الحقيقة الكونية لأيديولوجية البروليتاريا العالمية وفق الشروط المحددة لكل ثورة.

هذا الفكر المرشد ضروري لانتصار الثورة وحسم السلطة، والأهم، لمواصلة الثورة مع الحفاظ والتركيز على الهدف الوحيد والاسمى : الشيوعية.

هذا الفكر المرشد، عندما يحقق قفزة نوعية ذات أهمية حاسمة بالنسبة للعمل الثوري الذي يوجه، يسمى باسم القائد الذي طوره نظريا وعمليا.

في حالتنا الخاصة، ابتدأ الأمر بالفكر الموجه، ثم بالفكر الموجه للرئيس كونزالو، وبعد ذلك، بفكر كونزالو، لأن الرئيس كونزالو هو الذي طوره من خلال تطبيقه الماركسية اللينينية الماوية بطريقة بديعة وفق الظروف الخاصة بالواقع البيروفي مانحا الحزب والثورة سلاحا لا غنى عنه لضمان النصر.

فكر كونزالو كان نتيجة لسنوات عديدة من النضال المستمر والمكثف لتطبيق وتعميق والدفاع عن الماركسية اللينينية الماوية، بدءا من اتباع مسار مارياتيغي وتطويره، واعادة بناء الحزب، وبالخصوص عبر تشييد وصيانة وتطوير الحرب الشعبية في بيرو لخدمة الثورة العالمية، اضافة الى ذلك، اتخاد الماركسية اللينينية الماوية، الماوية أساسا الموجه الوحيد للحرب الشعبية في بيرو نظرية وممارسة.

انه لمن الضروري والملح على الناشطين دراسة فكر كونزالو من اجل امتلاك فهم أكثر صحة وأكثر سدادة للخط السياسي العام واساسا الخط العسكري.

يجب أن نسعى لتدقيق خصوصيات الثورة البيروفية وما يميزها عن غيرها كما عبرعن ذلك الرئيس كونزالو ببراعة.
وبهذا نساهم في "الخطة العظمى لتطويرالقواعد"، وتطوير الحرب الشعبية في اتجاه حسم السلطة في جميع أنحاء البلاد.

يجب علينا أن ندرس فكر كونزالو من خلال الشروط التاريخية التي افرزته ؛ فحص الأساس الأيديولوجي الذي يعتمد عليه، وتحديد مضمونه الذي يتجسد بالاساس في الخط السياسي العام ومركزه الخط العسكري، إضافة الى ابراز ما هو اساسي في هذا الفكر: اشكال السلطة والاستيلاء على السلطة هنا في بيرو، هذا الاشكال المرتبط ارتباطا وتيقا بالاستيلاء على السلطة من قبل البروليتاريا في جميع أنحاء العالم، كذلك إيلاء اهتمام خاص لكيفية انبتاق هذا الفكر عبر صراع الخطين.

خلاصة القول، يمكن أن تعالج هذه المسائل الأساسية على الشكل التالي:

1- السياق التاريخي
2- الاساس الايديولوجي
3- المضمون
4- ما هو اساسي في هذا الفكر
5- انبتاق فكر كونزالو عبر صراع الخطين

1- السياق التاريخي
دوليا:
توالي الأحداث التالية:
- اندلاع الحرب العالمية الثانية
- حركة التحرر الوطني القوية، وضمنها، انتصار الثورة الصينية
- الثورة الكوبية وتداعياتها على أميركا اللاتينية
- الصراع الحاد بين الماركسية والتحريفية
- الثورة الثقافية البروليتارية العظمى.
ولكن جوهر المسالة ، كما يعبر عن ذلك فكر كونزالو، يتجلى في الملاحظة التالية: في خضم هذا الصراع الطبقي الحاد على المستوى العالمي، برزت مرحلة ثالثة من إيديولوجية البروليتاريا: بدءا بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ، ثم الماركسية اللينينية، فكرماو تسي تونغ ولاحقا الماوية، إدراكا لقيمتها الكونية وصلاحيتها العالمية، وبهذه الطريقة نصل إلى الماركسية اللينينية الماوية، الماوية أساسا، كتعبير معاصر للماركسية.

وطنيا:
تميز المجتمع البيروفي لفترة ما بعد الحرب بتنامي النضال السياسي: الجبهة الديمقراطية الوطنية، التحالف الديموقراطي الشعبى الامريكي، انقلاب Odria وكفاح الشعب خلال السنوات الثمان التي قضاها من الديكتاتورية، الصراع بين الشيوعيين واعضاء التحالف ، وعلى وجه الخصوص تطورالرأسمالية البيروقراطية في الستينات وجزء من السبعينات، والصراع الطبقي الحاد الذي رافق هدا التطور.
إضافة إلى ما سمي ثورة "Velasquism" ، الصراع و التواطؤ بين البرجوازية الكمبرادورية والبرجوازية البيروقراطية (صنفان من البرجوازية الكبيرة)، الانتهازية، وبصورة رئيسية، التحريفية التي تدعمها.
الصراع الطبقي المتجلي في حركة الفلاحين، سيرورة الحركة العمالية، الحركة الفكرية والكفاح المسلح في البلاد، خصوصا كفاح RIM وجيش التحرير الشعبي في عام 1965 وقبلهم بلانكو ، فاليوس وHeraud.
فضلا عن مشكلة الحزب: كيف يمكن لحزب بني على أساس الماركسية اللينينية أن يتدهور ويصبح حزبا رجعيا.
ان هدا ما اكد الحاجة إلى استئناف مسار مارياتيغي وتطويره وإعادة بناء الحزب الشيوعي البيروفي الذي أسسه في عام 1928، وكيف انه من خلال إعادة التاسيس، اسسنا حزبا ماركسيا لينينيا ماويا.

من المهم أن نلاحظ كيف ان فكر غونزالو يتغلغل عميقا في طبيعة المجتمع في بيرو، مع تركيزه على الاشكال الرئيسي: الرأسمالية البيروقراطية، وكيف انه يدرك الحاجة إلى إعادة بناء الحزب، للاستيلاء على السلطة والدفاع عنها بالحرب الشعبية.

2- الاساس الأيديولوجي

بدون الماركسية اللينينية الماوية لا يمكن استيعاب فكرغونزالو لأنه يمثل تطبيقا ابداعيا لها على واقعنا الخاص.
إن جوهر المسالة هو فهم التطورالتاريخي الذي عرفته أيديولوجية البروليتاريا، ومراحلها الثلاث المتمتلة في الماركسية اللينينية الماوية والماوية كمرحلة رئيسية.
والاهم والأساسي فيه هوتطبيق الماركسية اللينينية الماوية باعتبارها حقيقة كونية على الظروف الملموسة للثورة في بيرو.
من هنا يتبين ان فكر غونزالو هو لبنة أساسية خصيصا للحزب الشيوعي في بيرو والثورة البيروفية.
بعد أن حقق الفكرالمرشد قفزة نوعية ذات أهمية حاسمة بالنسبة للحزب والثورة أصبح يسمى فكر غونزالو تاركا وشما بارزا في حياة الحزب.

3- المضمون
أ. النظرية.

كيف يفهم الرئيس غونزالو ويطبق الاقسام الثلاثة المكونة للماركسية اللينينية الماوية، الماوية أساسا.
التأكيد على الأهمية التي يوليها إلى الفلسفة الماركسية، والحاجة إلى تثقيف أنفسنا من خلال ذلك، وبشكل رئيسي، كيف يطبق قانون التناقض لدراسة جميع المشاكل، ويميل دائما إلى تحديد الطرف الرئيسي وسيرورة الاشياء.
وفي الاقتصاد السياسي يهتم بعلاقات الاستغلال، وخاصة الرأسمالية البيروقراطية، وتوجهه نحو انضاج الثورة وتأثيرات الحرب الشعبية على القاعدة، فضلا عن انتباهه إلى العلاقات الاقتصادية للإمبريالية، والسعي الى ابراز عواقبها السياسية.
اما في الاشتراكية العلمية كيف ان الرئيس غونزالو يركز على الحرب الشعبية وانتشارها في كل البلاد كما أنه يضع دائما بعين الاعتبار مشكلة السلطة، وبوجه خاص، إعمالها وتطورها كدولة جديدة.

ب. بصدد المضمون

ان الجزء الاهم والأكثر جوهرية والأكثر تطورا لفكر غونزالو يتجسد في الخط السياسي العام للحزب. هذا الفكر يدعم بشكل مباشر خط الحزب وعناصره الخمسة، نقطة الانطلاق لهذه القفزة هو الفهم الجيد والإدارة الحازمة لتطبيق البرنامج.

في فكر غونزالو نعنقد أننا بحاجة إلى التأكيد على التطبيق اللافت للشروط التي وضعها الرئيس ماو: نظرية متينة فهم التاريخ، وممارسة الإدارة الجيدة للسياسة.

4- ما هو اساسي في هذا الفكر

ان ما هو أساسي في فكر غونزالو هو اشكال السلطة، واكثر تحديدا الاستيلاء على السلطة الكاملة في جميع أنحاء بيرو كنتيجة عملية لتطبيق متسق للماركسية اللينينية الماوية على ثورتنا .
لكن، وباعتباره فكرا شيوعيا، فإنه يؤمن بان الاستيلاء على السلطة في بيرو ليس الا جزءا من الاستيلاء على السلطة في العالم كله من طرف البروليتاريا.

ان حسم السلطة في بيرو يتجلى حاليا في اللجان الشعبية، وقواعد الارتكاز والجمهورية الشعبية بديموقراطية جديدة قيد التكوين وفي المراكمة لتشييد الجمهورية الشعبية لبيرو، وكدلك السعي لإقامة ديكتاتورية البروليتاريا في بلدنا لأنه بدونها لا يمكن ابدا الوصول إلى الشيوعية.

وهذا كله من اجل العمل بكل حزم وتصميم على إنشاء جمهوريات شعبية ، وأساسا، دكتاتوريات البروليتاريا في العالم اجمع، تحت قيادة الأحزاب الشيوعية بجيوشها الثورية من نوع جديد، وعبر الحرب الشعبية وتطوير الثورات الثقافية من اجل ان تنير الشيوعية الأرض كلها.

5- انبتاق فكر كونزالو عبر صراع الخطين

لقد انبثق فكر غونزالو بنضال حاد ومستمر وحاسم عبر صراع الخطين، عبر الدفاع عن الخط البروليتاري وكشف الخطوط المعادية له.
من بين الصراعات الاكثر أهمية نشير الى الصراع ضد التحريفية الحديثة، والتي يمثلها عندنا بالخصوص ديل برادو واتباعه؛ الصراع ضد التصفوية اليمينية المتجلية في باريديس ومجموعته، وكذلك الصراع ضد التصفوية اليسراوية التي يقودها المسمى سرجيوس واتباعه الذين يسمون انفسهم ب "البلاشفة"، واخيرا الصراع ضد الخط الانتهازي اليميني الذي عارض انطلاق الكفاح المسلح.
لم يكن بامكان فكر غونزالو ان يتطور بدون هذه الصراعات، واما قدرته العالية على قيادة صراع الخطين داخل الحزب فهي مسالة أساسية يجب علينا دراستها واستخراج الدروس منها.
ان دراسة، واساسا، تطبيق فكر غونزالو يعد أمرا بالغ الأهمية لخدمة الحزب أكثر وبشكل أفضل، وان تطوير الحرب الشعبية والثورة البروليتارية العالمية، كما التعلم من الرئيس غونزالو هو امر حاسم لخدمة الشعب بكل اخلاص.