ربيع عربي لتسوية سياسية تجاه القضية المركزية ...


جميل عبدالله
2012 / 10 / 5 - 19:40     

كتب تمراز يقول : ثارت الأوطان العربية بداية من تونس وتأثر الخطاب العربي تجاه القضية المركزية قبل التسوية بكثير , فكان الناتج تقسيم الوطن العربي وتجزئته حيث كانت هذه الخطوة الأولى , وأن المشروع الصهيوني لم يستهدف الشعب العربي الفلسطيني وحده ولا أرضة الفلسطينية وحدها بل استهدف الأمة بكاملها والوطن العربي الهزيل بكامله لأسباب عديدة قد تتعلق بالموقع الاستراتيجي , والاهم من ذلك وحدة العرب وثرواتهم , وأيضا مستقبل العرب والرسالة التاريخية التي يحملونها ومازالوا يحملونها , كل ذلك كان هدفا للصهيونية العالمية لاقامة كيان غريب دخيل في هذه المنطقة ليكون أداة للمشروع الاستعماري ...

والسؤال : هل أصحاب هذا المخطط وهذا المشروع هي الصهيونية فقط ؟ أم هم الغرب الاستعماري الذي التقت مصالحة مع مصالح الصهيونية وكانوا على يقين أن الوطن العربي وحده سياسة واحدة فمن الصعب اختراقهم وتنفيذ هذا المخطط , ومن هذا المنطق بدأ الخطر في نقطتين أساسيتين هما :

1- ضرب وحدة الاشتراكية للوطن العربي بكل قوة .
2- بعد التقسيم قيام ألدوله القطرية العربية ..؟! بعيدا عن الوحدة والاشتراكية العربية .

والملاحظ ألان أن هذا المخطط لن يبصر النور إلا بعد تقسيم الوطن العربي من جديد في شيء أسمة " ثورة ربيع عربي " والمتابع للتاريخ لوعد بلفور بإعطاء وطن قومي لليهود حيث لم ينفذ هذا الوعد إلا في عام 1917بعد معاهدة الشؤم " معاهدة سيكس بيكو " لعام 1916والتي بموجبها قسمت الأوطان العربية وزرع النزعة القطرية بينها ومن ثم أدت في نهاية المطاف إلى قيام الدول القطرية العربية على حساب الوحدة والاشتراكية العربية ..

وهذا ما يحدث ألان " ثورات ربيع عربي " وثورات شعوب على أنظمة حاكمة جاءت في الوقت الذي ينفذ فيه معاهدة جديدة " سيكس بيكو 2 " لعام 2012 والتي جاءت لتقسيم الدول نفسها على بعضها البعض , فأصبح شعب الدولة الواحدة يقاتل ضد نفسه وعلى حساب مستقبلة " فقسمت جمهورية السودان إلى دولتين – واليمن إلى دولتين – وفلسطين إلى دولتين – والعراق إلى ثلاث دول – ومصر في المستقبل القريب إلى دولتين إحداها للأقباط والثانية للمسلمين - ... والحبل على الجرار ".

من هنا يمكن القول أن الثورات العربية وخطاباتها بشكل عام تجاه المشروع الصهيوني أول من أثر عليه وأدى إلى تراجعه تجاه قضية فلسطين هو قيام الدول القطرية العربية وتنمية النزعات القطرية لدى كل دولة على الدولة الأخرى , من فينا ينسى أن بلاد الشام العريقة والتاريخية جرى تقسيمها إلى أربعة أقطار بحيث أن كل قطر فيها له نزعته الخاصة به , قسموها إلى مجموعات من الدول تنتمي للإسلام الجغرافي فقط لا أكثر ولا أقل ..؟! كل ذلك بهدف السيطرة وتنفيذ الهداف الاستعمارية في المنطقة من مستقبل حالي إلى مستقبل قريب ...

لذلك انصب الاستعماريون ومعهم الصهاينة لتجزئة الصراع العربي إلى صراعات قطرية خاصة بعد عام 1967, لأنة قبل ذلك كانت هناك محاولات جادة من قبل عدة حركات عربية وطنية من أجل إبقاء الخطاب قوميا موحدا , ومن ثم الحفاظ على القضية المركزية " قضية فلسطين " عربية شاملة , كل هذه الحركات حاولت أن تبقى قضية فلسطين قضية عربية وتحريرها مسؤولية عربية يتساوى فيها الجميع , ويترتب على الجميع المشاركة فيها بكل جهد وقوة , وحتى ذلك عام 1948 رغم كل ما قيل عن التدخل العربي آنذاك فان النظرة لتحرير فلسطين ومقاومة المشروع الصهيوني كانت نظرة قومية اشتراكية موحدة , والدليل في ثورة 36 ومعارك 48 جاء المناضلون المغاربة من أقصى المغرب العربي وأحيانا سيرا على الإقدام للمشاركة في عملية تحرير فلسطين , وكذلك الحال بالنسبة للجنود السودانيين والسعوديين واليمنيين هذا فضلا عن بلدان المشرق العربي , الثابت أن النظرة كانت قومية اشتراكية لتحرير فلسطين من الحركة الصهيونية ....

في النهاية : منذ بدأ التفكير بالتسوية السياسية بدأ التفكير بتجزئة الصراع , فكانت هناك محاولات مع مصر لحل مشكلة سيناء ومع الأردن لحل مشكلة الضفة ومع سوريا لحل مشكلة الجولان , وبتجزئة الصراع العربي الصهيوني إلى صراعات قطرية بدأ التراجع عن دعم القضية المركزية " القضية الفلسطينية " وأصبح الدور العربي ليس أكثر من دور مسانده فقط بالمساعدات المالية والمساعدات الخيرية , ولم يعد الحديث عن الدور العربي كدور مشارك وصاحب حق ...انتهى .

فلسطين الأصل أسدود