عالم علاء الدين المضطرب .. أغتصاب الأطفال من الناحية النفسية


عماد البابلي
2012 / 10 / 5 - 02:07     

( قبل أن تنطلق من المدينة، بدت الرحلة مغامرة طفولية رسمتها طيور الضجر، والشوق للخروج من تواتر الوقت الأبله. جميل وعذب أن تقذف إلى الهاوية بالتعاليم والحضارات والشرائع، وتتبع نبض الدم، وحليب الطفولة، وهذا المدى الفسيح أن تعود طائراً أو حيواناً برياً، أو سحابة وتقول أيتها الريح الهابّة احمليني على أمواجك أينما هبت. لكننا الآن، ونحن نوغل في هذه البراري المنهكة، دون أن نعثر على مضارب القبيلة ، يخالجني شعور بحارة انحطم مركبهم في عرض البحر. تحاول ( كالي ) تبديد المخاوف والتعب ، من خلال الأغاني التي تنشدها ، والحكايات العزبة التي ترويها ، والأيام السعيدة القادمة بعيداً عن موت المدن وعفويتها : أنت تنضح مع هذا الفرق والتعب سموم الزمن الميت ، تقول وهي تردف على ظهرها كيس الأمتعة ، والأدوات المنزلية ، عبر استراحة في كنف الصخور .. )
حيدر حيدر / رواية غسق الألهة

( 1 )
كم هي غريبة أصبحت تلك الأمكنة ، لا الشوارع تعرفنا أو تتذكرننا ، وحتى الجدران أصبحت تهرب بعيدا عن هذا الجسد الملعون المعلق في عينين اثنتين ، التي من الخطأ أن تكون اثنتين ولأن الإنسان على صورة صانعه ، فكان أمره كن فيكون .. بين أل كان وأل يكون بدأت تلك الحوادث بالظهور في مدينتنا القذرة ، حوادث اغتصاب الأطفال ، حوادث تتراكم بشكل مفزع ، لتعلن ظهور أولى علامات الساعة ، علامات جاءت في كتب الأساطير القديمة التي تبدأ دائما ( سيأتي زمان على أمتي .... ) لم تدون تلك العلامة كما في باقي العلامات ، لعلها ناسخة منسية لباقي العلامات !!! من يعرف ؟؟ الكذابون المرضى وحدهم يعرفون هذا دون غيرهم .. لم يكن اغتصاب فحسب بل حرق لجثة الضحية في فرن والقتلة مجموعة تناوبت الاغتصاب على جسد طفلة بريئة ، كل تلك الحوادث لم تأخذ الحيز كما في قرارات السلطة وخطب رجال الدين ، كانت حوادث تكتب عند الهامش ، حيث الروائح الكريهة والصديد والعفن لجغرافيا تعتاش على بقايا التلفيق والنفاق ومبدأ الصراع ومن يبقى في أخر السباق ، حتى الأسطورة لم تصمد أمام التزوير والسير في طريق مفخخ بالانتهاكات القسرية للحقوق المسلوبة ، هل يوجد مبرر للعيش في هذه القارات الغير مأهولة والتي يتساوى أعقد الكائنات مع أبسطها ؟ .. بانوراما تنام بين طياتها الصورة البشعة ( الأغتصاب ) لهذا الكائن البشري الذي لا يوازي تاريخه بين سكناه على الأشجار ومتى قرر الهبوط منها ليعلن أنه سيد الأرض الجديد ، عصر الظلمة بالنسبة لــ ( غايا ) ، غايا أو روح الأرض كما في الكتابات السنسكريتيه القديمة تعاني من الذات البشرية الممسوخة والمعطلة لسير الإنتاج البشري ، ذات مجترة على المجتمع ولا تصلح لقيادة نفسها ، كما في خطاب صقور البيت الأبيض ، هل بالغ الصقور في هذا التصميم الذكي لنا ؟؟!!

( 2 )
تحليل نفسي
في نمط الشخصية السايكوباثية يكون النظام النفسي مشوها من حيث التوزيع والديناميكية التي تصل لحالة لإدمان القهري compulsivity، وتعريف الشذوذ الجنسي متوفر في النت والكثير من الكتب النفسية لهذا لن أذكره وسأركز على سبب الشذوذ الجنسي من الناحية الواقعية .. السبب هو ( RAM ) ذاكرة للهاتف الذي يحمله شبابنا الواعد ، هذا المخزون من مقاطع السكس التي تبلغ المئات كما عند بعضهم يحول الخيال ( الجنس دون تكلفة ) من مجراه الطبيعي لخيال مشوه ومريض ، خيال يحاول الإشباع بأشد أشكال المضاجعة وحشية ، مضاجعة الصغار ، حيث تكون الضحية تملك كل الشروط اللازمة لتحيق اللذة ، عدم الإدراك ، والفرج الصغير عند البنات ، جسد سهل السحب من قبل الجاني ، ما الذي يريده الجاني من هذا ، عن أي توازن يبحث ؟؟ ، النشأة النفسية عند الطفولة قد تحمل سببا لهذا ، الكبت والقسر في نشاط جنسي مفرط في الغدد التناسلية يبدأ عند الثانية عشر تقريبا ولا يوجد ما يوازيه اجتماعيا .. هناك أب جاهل يعمل طوال النهار وأم متسخة عقليا ، يأتي للبيت منفعل ومحتقن من السعي وراء لقمة العيش ، يوم توجد وأخر لا تتوفر تلك اللقمة ، الفقر يتناسب طرديا مع الجنس ، الفقراء ذو نشاط جنسي عالي جدا ، الجنس والشهوة توفر لهم العالم المناسب الافتراضي ليحققوا النقص الذاتي ، فبدلا من المال الذي يحقق السعادة هناك جسد يوفر السعادة والنتيجة واحدة تربط طرفي المعادلة بين الجسد والمال .. من جانب أخر يقبع مجمع الكهنة متفرجا ، الدين يوصينا بالصوم والعفاف وانتظار الأشباح ، وكما في باقي المشاكل لا يعطينا الكهنوت الديني أي حلول علمية واقعية ، تبقى الرغبات مؤجلة حتى تعلن الانفجار في توقيت معين ، يختلف من بشر لبشر أخر ، نلاحظ هنا أن كل المتشددين في الدين هم ضحايا للكبت الجنسي الذي يأتي في مقدمة العوامل التي تشجع على علاقتهم الغريبة الأطوار مع حواري وغلمان الجنة ، فهناك ينتظرهم إباحة جنسية كاملة ، جنة ذكرية بالمقام الأول ، النساء وفق العالم الأخروي هن رجال ولكن انسحبت أعضائهن التناسلية نحو الداخل ، الانسحاب هذا حول تلك الكائنات لمجموعة من الأشياء التي تحمل تصنيف مصرفي سيء فسلجيا وبايلوجيا ، في السجن تشاع حالات اللواط والسحاق وأحيانا تمارس تحت أعين إدارات السجن المريضة ومباركتها ، حالة السجن بكل غرابتها بدأت بالتطبع في أرض الواقع .. البحث عن جذور هذا التشويه النفسي والجنسي لا تستطيع مقالة بهذا التواضع أن تلم به ، الدولة هي المعنية بهذا ، لكن الدولة تخلت عن مفهوم الدولة وأصبحت جماعة وأصبحت نخبة تحكم الأضعف منها وصولا لتطبيق معادلة ( الذين في الأعلى والذين في الأسفل ) الطابق العلوي طابق محافظ يحمل الأصول والأخلاق البرجوازية ، والذين في القاع يغتصبون بعضهم بعض ، المحافظة على الفوارق هو نازع قوي عند السلطة ، تضمن لهم البقاء طويلا ( ليفترسوا بعضهم بعض وليغتصبوا بعضهم بعض ... ) .. وهناك ما يضيفه لنا الطب العصبي ، مراكز الجنس ( التحكم بالهورمونات ) في الدماغ والتي تسمى (Hypothalamus ) مع الغدة النخامية – الغدة المشتركة بيننا وبين باقي الثدييات - تبدأ بعد الستين عاما بالضعف كمرفق لحالة التراجع في الوظائف العقلية التي تبدأ عند الذاكرة ، فضعف الذاكرة دليل طبي على بدأ حالة شيخوخة الدماغ البشري ، مراكز الجنس معنية بالتنظيم الهورموني ( إفراز الحليب ونزول البيضة وتنظيم مواعيد الدورة الشهرية عند الإناث وتحفيز التيسترون عند الذكور ) ومعنية تلك المراكز بالتمييز بين ماهو ذكري وأنثوي ، الميول للنقيض ، النقيض الجنسي في لحظة الشهوة ، النقيض المتطابق من الناحية العقلية ، التي تشمل العمر واللون أحيانا .. من هنا نستدل بوجود حالة شيخوخة الدماغ عند كل شخص يغرق في العشرات من أفلام السكس ، ويجعلها بديلا عن الجنس الواقعي ، ذاك الافتراض البصري ( عالم علاء الدين المضطرب ) يجعل من ثيمة علاء الدين ذات حضور واقعي متحقق ، المارد لا يأتي فكيف يمكن تحقيقه ؟؟؟ .. هناك طفلة صغيرة تجلس في أرجوحة تحقق أماني ذاك المضطرب ، طفلة لا ذنب لها سوى أنها عاشت هنا في أرض النفايات الكونية حيث نحن ( من نحن ؟؟؟؟ ) ..