زياره الاضرحه


محمد الشمري
2012 / 9 / 5 - 14:04     

نذهب لزياره الاضرحه لاغراض سياسيه وليس للتقديس واقتفاء اثر السلف الصالح واولها
ان الحسين لم يهادن يزيد وهو يعرف ان قوته محدوده لاترقي لحرب جيش جرار وقتل ورفاقه غدرا من العامه وليس من بني اميه وحدهم والعامه اليوم تذهب لزيارته مشيا لتكفير ذنوب ابائهم ممن اشتركوا في قتله واتسائل هل هذا هو الهدف من شد الرحال بالسنه اربع او خمس مرات للزياره ماشين على الاقدام ام لطلب المغفره لابائهم او لذنوبهم الكثيره ومنها ان اكثرهم كان يقطع الطرقات في زمن صدام للماشين ليمنعهم من الزياره وهو اليوم في مقدمه الماشين واكبر الداعين للزياره ماذا حدا مما بدا وهل تغيرت القناعات ام لان الريس عبد الله المؤمن امسى في خبر كان فتوجب التملق للجديد في سلطه بغداد
(البيارغ)المميزه بالوان العشيره الفلانيه والهوسات المميزه لولاء العشيره الفلانيه للريس حفظه الله
اليوم بدلنه (كير) للحسين عليه السلام فانه يعطي العافيه والستر والغفران مما سبق من السرقات والتجاوزات والعبث والبعث
انا مع زياره هذه الاضرحه لان اصحبها اناس تاريخهم مضىء ليس بعباده الله فالكثير يعبدون الله ليلا نهارا غطاء لخطاياهم وخاصه مانراه الان من القائمين على الدين ولكن لكون هؤلاء الرجال الرجال وقفوا مع الحق والمساوات وقاوموا الظلم والاضطهاد وشاركوا المسحوقين اناتهم وسمعوازفرات الفقراء واصغوا لنداء المعذبين واعتقوا الكثير من رقاب الارقاء وازالوا الغشاوه عن عقول المخدوعين بالخرافات وايدوا العلم والعلماء والمبدعين نشروا مبادىء الاعتدال والتسامح واحترموا اختلاف الراي وحريه التعليل في العله والمعلول سلكوا البساطه والتواضع رفضوا الاثراء والتجاوز على حقوق الاخرين زهدوا الحياة في الماكل والمشرب والكثير من صفات الخير التي لاتحصى
ليس من قبيل الصدفه ان يغمط المتدينين هذه الصفات القدسيه لهم والتركيز على العبادات التي تنهى عن الفحشاء والمنكروهذه الفحشاء والمنكر اشارات عامه لاتعرف التفصيل ولو فصلت عندهم فهي لاتعدوا عن ان الصلاة والصوم والحج والزكاة والجهاد خاصه الجهاد المربوط بالسيوف والخيل والليل والبيداء والقتل واساله الدماء والاثراء بالنهب والسلب تغفر الذنوب الشخصيه
لماذا لانجعل الوقايه من الذنوب باتباع السيرالذاتيه للمقدس وليس العباده
الزياره القدسيه ان تجعل المقدس قدوه سلوكيه لاتبكيه كذبا فان التماسيح تخرج دموعها من كبر حجم لقمتها
الاضرحه المقدسه ليست محصوره بمذهب او دين انها رمز بشري قصصي فيه من العضات والعبر لصقل السلوك والسيره فكل الصالحين من البشر هم سيره مقدسه انهم المضحين من اجل حقوق الانسان على مر العصور ولكل شعب رموزه المقدسه
وما دمت عراقيا فبلادي ملاى بهذه الاضرحه ولكل قصه ماساويه اومكانه تاريخيه لذلك يجب ان يعرف كل زائر بتاريخ الشخص وتنظيمها لاجل ان تكون دليلا سلوكياللزائرين حياتيا يتماشى مع العصر والحضاره الحديثه وليس للوساطه في طلب الرحمه وامغفره من الجرائم
تنظيم زيارات لطلاب المدارس الابتدائيه لهذه الاضرحه ليعرف التلاميذ ان هذا الضريح يضم رفاة شخص عمل عمل صالح في كذا وكذا في حياته قاوم الظلم عطف على الفقراء لم يجمع صنفين في مائدته ساعد الفقراء اعتق الرقاب سجن وعذب ولم يتنازل عن الحق يحب لاخيه مايب لنفسه وغيرها من صفات السلوك الصالح لنغرز طبائع سلوكيه في افكار النشىء الجديد وليس غير ذلك
اما الزيارات المليونيه والبهرجه التي ترافقها والاموال التي تغدق وخاصه لدى طائفه معينه فهي لاتتعدى ان يدخل المذنب مصرا ومانا على الضريح وامرا صاحبه ان يذهب هذا الرجل الصالح صاغرا الى الله ويطلب منه ان يغفر ذنب هذا الزائر الغارق في جرائمه حتى شعر راسه او يزيد من ارباحه الربويه اويعطيه الصحه اويحميه من المرض
هؤلاء الخطائين طالبي الرحمه في الدنيا وفي الاخره يريدون اضعافا مضاعفه يوم القيامه حور وغلمان وانهار خمر وارائك واستبرق وحلو اساور لاشمس ولا زمهريرا بشفاعه ووساطه المقدس لانه زاره وقال له السلام عليك ايها الرجل الصالح او ذرف دمعه حزنا على مقتله اوسجنه
هذا باب مفتوح دخل ويدخل منه ممن يجيدون الخديعه ويستغلون البسطاء في ربح سياسي سلطوي ريعي واستغلو الجانب الثاني من قدسيه المعادله وصاروا وكلاءوحجابا لابواب هذا المقدس وقفوا على ابوابه يوزعون البركات وصاروا يصوروه واقفا يمسك سجلا بالزوار يعطي زائره كل مايريده لقاء قدوم هذا الزائر الثقيل المحمل بالذنوب ثمنا لقاء اثمان وهدايا يتلقاها هؤلاء
وياخذون البيعه والولاءات يملكون مكاتب سكرتاريه المقدس من ارد منافع الدنيا والاخره فاليضع اسمه كموالي لهم وتابعا يمنحهم صوته في الانتخابات ويسبح بحمدهم لانهم وكلاء اولياء الله اومن نسلهم يتوجب الخضوع والخنوع لهم ويدفع الاتاوات
في خضم هذا الامر وانا ارقب هذه الحاله وتجذرها اتوقع مستقبلها بائس بسبب القائمين عليها المستغليها اسوء استغلال فاتحين لاعدائهم ثغرات سينفذون منها لوضع حد في استغلالها السيء لاغراض نفعيه شخصيه واخراجها من خصوصيتها المذهبيه الى عموميتها الانسانيه وتنظيمها بما يكفل ديموميتها كركن من اركان التربيه والتعليم وصقل السلوك ليس الا
بعض المذاهب الاسلاميه تحرم وجود الاضرحه---- ليس كذلك فهي رموز لتاريخ تربوي تذكاري فلكلوري اكثر من ديني ومهما كان الرمز يعامل مع مردوداته النفعيه الاجتماعيه في حفظ النسيج والتاخي والسلم الاهلي بما يقوم به الناس في الاحتفالات التذكريه يتجمعون يتحاورون يتعارفون يمارسون طقوس فلكلوريه متوارثه مهما رافقها من خرافه وغلوالتي يمكن صقلها ووضعها تحت وصايه الدوله ومؤسساتها التربويه والاصلاحيه والتوجيهيه والمرجعيات المعتدله واخرجها من خصوصيتها الطائفيه والتعامل مع جميع الرموز المقدسه لكافه الطوائف والاديان على قدم عدم التمييز والمساوات والسماح للجميع حضور المناسبات والاحتفالات واقامتها تحت ظل الامن والتسامح وجعلها اوقاتا للمتعه والترويح وليسللاحزان والتذكر دائما انها للتربيه والاصلاح وليس لنشر الحزن والكابه والعويل والاسى والالم
انهاتجمعات خيريه للم الامه على الخير والمحبه ونسيان احداثها الماساويه التي تعزز الفرقه والتمزق المستفيد منه صيادوا التفرقه المنتفعين منها وابقاءرمزها الطائفي المقترن بربطها بطائفه تعيايشنا الوطن والبلده والمنطقه امرا مؤسفا----حقا
نتعايش بكل طوائفنا وننبذ جميعنا ذنوب ابائنا وجرائمهم عبر التاريخ ونحتفل بتاريخنا المشترك المجيد الذي يجمع ولا يفرق علي والحسين واولادهم من الصالحين وعبد القادر الكيلاني وابوحنيفه النعمان ورفاقهم من الصالحين اهل الحق والمعرفه يامرون بالمعروف والاخاء والمحبه والتسامح والاعتدال واحترام الاخر مهما كان فهو اخ في الانسانيه