في اربعينية الرفيق الخال ابو ذكرى (ناظم عبد الملك ديبس)وداع مؤلم


عودت ناجي الحمداني
2012 / 9 / 1 - 22:44     

في اربعينية الرفيق الخال ابو ذكرى (ناظم عبد الملك ديبس)

وداع مؤلم

الدموع وحسرة القلب المعجونة بالالم لا تخفف من اللوعة والقهر بفقدان رفيق كالمناضل ابو ذكرى الذي صدمنا نبأ وفاته ورحيله الابدي. كل من عايش ابو ذكرى ناظم عبد الملك ديبس فانه يتلمس فيه القيم الاخلاقية العالية والصلابة الفكرية كمناضل وجهادي من اجل اهداف الحزب الشيوعي, ومن اجل الشيوعية.
انتمى المناضل ابو ذكرى منذ ستينات القرن الماضي في مطلع شبابه الى الحزب الشيوعي العراقي , وهو ينحدر من عائلة شيوعية من العائلات الاصيله المعروفه في السماوة. فقد كان بيت عائلته في ظروف العمل الحزبي السري وكرا لاختفاء للشيوعيين من بطش السلطه القمعية. تعرض المناضل ابو ذكرى في حياته النضالية الى الكثير من الملاحقة والاعتقالات من قبل اجهزة البعث الدموية. وحسب معرفتي بالرفيق ودرايتي بموقفه في زنزانة الاعتقال فانه صمد بوجه جلاديه واجهزة التعذيب وحافظ على اسرار منظمته الحزبية وفوراطلاق سراحه من مديرية امن السماوة كتب للحزب رساله ذكر فيها (اني دخلت للاعتقال بصفحة بيضاء وخرجت بصفحة بيضاء في الحفاظ على اسرار الحزب) .
وعند اشتداد الحملة الدموية التي شنتها اجهزة القمع الصدامية في نهاية السبعينات على منظمات الحزب الشيوعي فلت ابو ذكرى من قبضة الجلادين وترك عملة في دائرة زراعة السماوة واختفى بتوجيه الحزب وغادر العراق الى بلغاريا ومن هناك نقله الحزب مع رفيقة عمرة الشيوعية الباسلة ام ذكرى ( بشرى) الى جمهورية اليمن الديمقراطية.
وجراء ذلك تعرضت عائلته التي ظلت في السماوة الى كافة اشكال الترهيب والضغوط واعتقلت اخوه الشاب الرياضي والشيوعي المقدام باقرعبد الملك واعدمته . وعند اعلان الحزب الشيوعي العراقي الكفاح المسلح لاسقاط الطغمة الدموية تطوع ابو ذكرى من بين الشيوعيين المتطوعين في جمهورية اليمن الديمقراطية والتحق هو وزوجته الشهيدة ام ذكرى بقوات الحزب الشيوعي العسكرية في كردستان بمنطقة بهدينان. وفي عام 1982 نقله الحزب الى منطقة سوران ليكون ضمن الرفاق المكلفين باعادة تنظيمات الحزب في مناطق الفرات الاوسط في عمق العراق . فقد كانت زوجته مكلفه بالعمل الحزبي في داخل الوطن, تذهب من كردستان لانجاز مهامها الحزبية في بغداد والفرات الاوسط وتعود لكردستان وهكذا تواصل عملها الكفاحي.غير ان عيون السلطة الدموية التي اثار غضبها عمل الشيوعيين رصدت حركتها وداهمتها مفارز اجهزة النظام القمعية في بغداد, فقد اختارت البطلة ام ذكرى الاستستشاد من اجل الحزب وصيانة الخلايا الحزبية السرية في بغداد وغيرها في المناطق الاخرى وبذلك انضمت بفخر واعتزاز لقافلة شهداء الحزب الشيوعي الاماجد .
يتمتع ابو ذكرى بكل الصفات الانسانية والاخلاقية فهو متواضع وانسان شعبي يحب الناس والناس تحبه وهو شخصية اجتماعية معروفه في محافظة المثنى ويتمتع بجماهيرية كبيرة . ففي منتصف السبعينات يوم كان عمل الحزب الشيوعي علني عملنا معا بهيئة حزبية مختلطه من الرفاق والرفيقات فكان ابو ذكرى اكثرنا نشاطا في جمع التبرعات فقد جمع بمناسبة ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي تبرعات مالية من 45 صديقا متبرعا للحزب.
فقد كان شيوعيا باسلا يدرك قيمة التواضع الشيوعي مع رفاقه ورفيقاته و يدرك اهمية النقد في الحياة الحزبية كمبدا من مباديء الحياة الحزبية . وكثيرا ما كان يمارس النقد عند الخطأ وجريء في انتقاد نفسه في المواقف التي تستحق النقد.
ان رفيقنا الراحل ابو ذكرى متخرج من ثانوية الزراعة في السماوة وفي منفاه في لندن اكمل الماجستير في حقوق الانسان وابتدء بتحضير الدكتوراه غير ان الاجل والمرض الخبيث لم يمنحه فرصة كافية لتحقيق طموحه العلمي .
فبرحيله فقدنا رفيقا صلبا وانسانا خلوقا ومناضلا شيوعيا من اجل فقراء الشعب وكادحيه لتحقيق الاهداف السامية التي ناضل من اجلها في في سبيل وطن حر وشعب سعيد.
ان كاتب هذة السطور يعبر عن عميق حزنه ومواساته لاسرة الراحل الغالي ولمحبيه ولرفاقه .
له ولزوجته الشهيدة بشرى ام ذكرى الخلود والذكر الطيب .
و ان مناضلا كالرفيق ابو ذكرى يحبه شعبه لن يموت لفهو يعيش في قلب الشعب. ِِ